السبت 23 نوفمبر 2024

قصه نكمل كلامنا

انت في الصفحة 5 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز


بتركيز كأنى بحفظها أد ايه هى جميلة حتى و هى مڼهارة بالطريقة دى ..
و أد ايه كل تفاصيلها هتوحشنى
انتى طالق
نطقتها و انا حاسس انى مش انا اللى عملت كدة كأنى واقف بتفرج على المشهد من بعيد مش هقدر اجبرها تعيش معايا و هى مش متقبلانى بالطريقة دى هزت راسها كذا مرة ورا بعض و هى بتتنفس بحدة و مسحت دموعها و اخدت شنطتها و مشيت و انا فضلت واقف مكانى بتوهان ... حاسس انى مغيب .. أو لا انا تقريبا مش حاسس بحاجة خالص دخلت اوضة النوم و نمت او بمعنى اصح هربت .. مجتش على المرة دى يعنى .. ما انا مبعملش حاجة فى حياتى غير انى بهرب ..

بعد كام يوم بعت لنور ورقة طلاقها و سافرت تبع الشغل لمحافظة الاقصر عشان كان فى عجز فى مهندسين البرمجة للفرع اللى هناك كنت ضاغط نفسى فى الشغل جامد عشان مفكرش فى اللى حصل بس للاسف كان بيجى الليل عليا و كل اللى كنت بهرب منه بيهاجمنى مرة واحدة ما بين صور لينا على الموبايل .. فيديوهات بتضحك فيها من قلبها و بتزيد من ۏجع قلبى انا .. فيديو فرحنا على اللاب توب .. شكلها اللى يخطف الانفاس بفستان الفرح .. صورتها اللى بتخيله
ساعات فى اى مكان بروحه .. و الاماكن الجميلة اللى كان نفسى تشاركنى فيها . لمسة ايديها و صړاخها فى وشى لما تكون مكسوفة .. صحيانى الصبح و انا فاكر انى هلاقينى فى بيتنا عادى و لا كأن حصل حاجة كل الحاجات دى كانت بتنهش فيا ساكت اغلب الوقت .. مش عايز افضفض حتى مع اهلى او صحابى محاولتش اكلمها او اترجاها من تانى .. مفيش كلام تانى يتقال بعاقب نفسى بانى احرم نفسى منها انا مقدرتهاش يبقى ما استهلهاش بعد حوالى شهرين رجعت شركتى تانى مستحملتش اشوف اميرة اودامى لما عرفت من واحد زميلى ان انا و نور انفصلنا بصتلى باسف و مقالتش اى حاجة هى محاولتش تقرب منى تانى بصراحة و تعاملنا مع بعض بقا رسمى جدا بس انا مش قادر اتحمل فكرة انى اذيتها بانانيتى الضغط النفسى بيزيد عليا اكتر و اكتر عشان كدة قررت ابعد عن كل حاجة .. قدمت طلب نقل لفرع الاقصر رغم اعتراض اهلى و اتوافق عليه بس مكانش ينفع امشى من غير ما اشوفها .
كانت بتأدى رسالة الماجيستير .. رحت القاعة عشان اشوفها و قعدت فى مكان بعيد بحيث متشوفنيش .. مش عايز اوترها او اكسر فرحتها باليوم ده لما استلمت الشهادة وقفت اسقفلها بعيون مليانة دموع .. كنت فخور بيها اوى .. حبيبتى اشطر كتكوت .. كان نفسى تكون فى حضنى دلوقتى وهى بتقولى عملتها يا معاذ .. اتحدتتكو كلكو و عملتها مشيت و انا سايب قلبى معاها هناك مش هيلزمنى فى حاجة .. لا جه قبلها و لا هيجى بعدها فمش هحتاجه 
عدا اربع سنين ..
الوقت بيعلم .. الغلط بيعلم .. و الچرح بيعلم و كل قرار بناخده بيسيب جوانا حاجة تفكرنا دايما بالنتايج احنا مش بس بنتعلم .. احنا كمان بنتغير 
حاجات كتير بتتدفن جوانا و بيتخلق غيرها لدرجة ساعات مبنعرفش نفسنا و ساعات بتوحشنا نفسنا القديمة و مش بنلاقى اللى يرجعها لينا انا اتغيرت كتير عن الاول .. بقيت صلب اكتر و هادى و كتوم اكتر حياتى بقت عبارة عن شغل و بس دايرة معارفى بقت قليلة مقيم دلوقتى فى الاقصر و بنزل القاهرة كل كام شهر مرة عشان ازور اهلى و مش بطول فى القعاد معاهم هما يومين و برجع الاقصر تانى مش حابب اقعد فى مكان بيفكرنى بأى حاجة قديمة و انا ما صدقت تعافيت بس التعافى ده كان ليه تمن .. اخد من قلبى كتير .. استهلكنى .. دايما فى حاجة ناقصة مش عارف اسدها بعد ضغط كبير من اهلى عليا قررت ارجع اعيش تانى فى القاهرة و مدير الفرع اللى هناك قالى ان مكانى لسة موجود لما رجعت مكتبى عرفت من زمايلى ان اميرة اتنقلت قسم تانى
وعرفت كمان انها اتجوزت من سنة و دلوقتى معاها بنوتة لسة مكملتش شهر فرحت انها اتخطت كل حاجة و كملت حياتها و اتمنيت انها تكون سعيدة مع جوزها الدنيا مبتقفش .. احنا اللى بنكمل من غير روح 
كنت قاعد فى كافيه بالليل الايس كوفى اودامى و موبايلى فى ايدى لكن انا ف الحقيقة قاعد سرحان فى اللاشئ .. لحد ما دخلت هى .. ايوة هى انا مش بحلم .. نور قلبى كان بيدق بطريقة رهيبة و كأنه هيطلع من مكانه .. كانت واحشانى اوى .. اوى كنت فاكر نفسى اتعافيت بس اول ما شوفتها كل ذكرى دفنتها جوايا رجعت للحياة من تانى قعدت على ترابيزة بعيدة شوية بس انا كنت قادر اشوفها بوضوح .. ملامحها متغيرتش كتير .. نفس الهدوء و الدفا ساكن جواها طلبت حاجة من الجرسون و بعدين طلعت اللاب بتاعها و ابتدت تشتغل عليه قررت انى هقعد اراقبها بصمت .. مش هاروح اكلمها اخاڤ مترضاش تبص فى وشى و تسيبنى و تمشى و انا ما صدقت انى اشوفها فضلت اتأملها بنظرات كلها حنين كأنها لوحة نادرة بكل تفاصيلها .. لسة جميلة و هتفضل طول العمر جميلة فى نظرى .. مع كل حركة بتعملها قلبى بيدق بۏجع من الفرا
.. و صوت الست فى الخلفية مالى المكان ..
كان لك معايا اجمل حكاية فى العمر كله 
سنين بحالها ما فات جمالها على حب قبله 
سنين و مرت زى الثوانى اه فى حبك انت 
و ان كنت اقدر احب تانى احبك انت
على أد ما الكلمات ليها قدسيتها بس ساعات الشعور بيفوق اى وصف و اى لحن .. و خاصة لو جه بعد وقت طويل من البعاد قمت من مكانى و دفعتلها الحساب و بعتلها رسالة فى ورقة صغيرة مع الجرسون مكتوب فيها أمى بتسلم عليكى و بتقولك بطوط وقع ف حب الايس كوفى 
كنت براقبها من برة الكافيه و هى بصة للرسالة باندهاش و بتبص حواليها عشان تشوف مين اللى بعتها مشيت و انا بضحك على منظرها و انا مبسوط بقالى كتير مفرحتش .. ما هو ساعات الحكاية كلها بتقف على شخص واحد بس ..
عدا اسبوعين من غير ما اعرف عنها حاجة قلت اسيب كل حاجة للصدف لحد فعلا ما عرفت بالصدفة من واحدة قريبتى تبقى جارة نور انها اشترت عجلة جديدة من فترة و بتروح كل كام يوم تلف بيها فى نادى قريب من بيتها و اوقات بتنزل تلف بيها لوحدها فى الشارع كنت عارف انها مچنونة بس مش للدرجة دى .. الوقت بيغير فعلا يومها روحت النادى ده و فضلت مستنيها لحد ما جت فعلا بالعجلة و انا فضلت مراقبها من بعيد
كانت بتسوقها بمهارة و لا كأنها متعودة تركبها من زمان اللى يشوفها كدة ميشوفهاش و هى بالبالطو و بتشتغل بحزم فى المستشفى و مع ذلك كنت مستمتع جدا و انا براقبها كأنى براقب بنتى و هى بتاخد كل خطوة جديدة فى حياتها بعد شوية طلعت من النادى و انا خرجت وراها كانت ماشية اودامى ماسكة العجلة و ماشية جمبها وانا ماشى وراها ما بينا مسافة مش كبيرة اوى شوية و لقيتها بطأت سرعتها و قالت بصوت عالى شوية من غير ما تبص وراها 
لما تحب تراقب حد متمشيش وراه فى شارع فاضى .. هتتكشف بسهولة
ابتسمت و انا مش عارف هى اللى لماحة و لا انا اللى غبى قربت منها بهدوء و مشيت جمب العجلة و قلت 
ما هو بردو مينفعش تمشى فى شارع فاضى لوحدك .. مش العجلة البمبى دى اللى هتحميكى
سكتت فقلت 
مبروك على العجلة
الله يبارك فيك
و .. مبروك على الماجيستير
بصتلى باستغراب فقلت 
انا كنت موجود .. مكنش ينفع افوت يوم زى ده
اممم ..... و انا شوفتك
بجد 
اه بجد .. مش عارفة .. يمكن .. كنت بدور عليك
ابتسمت و قلت 
زى ما كنتى بتدورى عليا يوم الكافيه 
بعدت نظرها عنى و متكلمتش
فى الغالب اتكسفت
شكرا على الحساب اللى دفعته مع ان محدش طلب منك تعمل كدة
هى بتتلاعب بالكلام دلوقتى و لا انا بيتهيألى طيب .. و ماله
همست 
شكرا انك ظهرتى اودامى اليوم ده
ابتسمت و مردتش
مستنى الدكتوراه
مظنش انك هتكون موجود هنا عشان تحضرها
بس انا مش راجع الاقصر تانى
بصتلى باستفهام فقولتلها و انا باصص ف عينيها 
القاهرة وحشتنى .. مش هقدر على بعدها اكتر من كدة و مهما لفيت مليش غيرها
اممم .. بس الاقصر جميلة بردو .. ما يمكن ف يوم تحنلها و تحب ترجعلها
ما الحب الا للحبيب الاول
بصتلى باستغراب و ابتسمت و بعدت نظرها عنى و طبعا هى تبتسم من هنا و انا قلبى يرقص من هنا
طب مش ناوية تبعتى سلام لام بطوط 
سلملى عليها و قولها تقول لابنها هو الشاى بلبن قصر معاه ف حاجة
عمره و الله عمره
ضحكة رقيقة طلعت منها نسيتنى عمرى اللى فات كله قالت برقتها اللى وحشتنى 
ياريت ميكونش فى مراقبات تانى 
سيبى كل حاجة للصدف رفعت حاجبها و قالت 
لما نشوف بصتلها بحب و انا مبتسم براحة نفسية احتلتنى من أول ما شوفتها فى النادى بعدت نظرها عنى بخجل و ركبت عجلتها و مشيت بيها سرعتها مكانتش عالية فقدرت افضل ماشى وراها الليل محاوطنا .. و البدر و النجوم مزينين السما ..
جايز لسة فى امل .. جايز لسة فى فرص تانية .. جايز الحكاية منتهتش .. الله اعلم .. بس طول ما احنا لسة عايشين يبقى لسة بايدينا نمسح حكايات ونكتب مكانها حكايات جديدة .. اكيد مش هتخلو من الۏجع بس ساعات بتقف على شخص واحد .. شخص واحد قادر يغير كل حاجة جوانا للاحسن .. قادر يكمل الحاجة الناقصة .. قادر يحيى اللى اتدفن جوانا من جديد و نلاقى نفسنا القديمة معاه ..
الليل و سماه 
و نجومه و قمره .. قمره و سهره 
و انت و انا 
يا حبيبى انا ... يا حياتى انا 
كلنا كلنا .. فى الحب سوا
تمت ..

انت في الصفحة 5 من 5 صفحات