الأربعاء 06 نوفمبر 2024

خطايا بريئة للكاتبة شهد محمد

انت في الصفحة 34 من 106 صفحات

موقع أيام نيوز

يربت على وجنتها بشيء من القسۏة و بطريقة مستخفة 
احترمي نفسك أحسنلك انا بس عامل اعتبار أنك حامل ومش عايز اتغابى عليك خليك عاقلة يا رهف ورجعي الفلوس وارجعي بيتك ويا دار مادخلك شړ
تراجعت برأسها لتبتعد عن مرمى يده بملامح متقلصة نافرة و لوهلة أخذت تتأمل وجهه بنظرة مطولة وكأنها تراه لأول مرة شعر بالريبة من نظراتها وضيق قاتمتيه وهو لا يستسيغ ردود أفعالها التي تجرأت للتو واڼفجرت به قائلة بكل ثقة وهي تتعمد أن تنظر داخل عمق عينه بتحدي بائن وكأنها أرادت أن تكشف الستار عن تلك القناعات التي تبدلت بداخلها بفضله 
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
انت عارف ايه مشكلتك أنك حد تفكيره محدود عمره ماعرف ازاي يرضى باللي ربنا قسمه له ده غير انك كنت بتضغط عليا بكل قوتك وأنت عارف إني هتحمل كنت بتستغل حبي ليك وإن مليش حد غيرك وبتستقوى عليا ونسيت أن ليا طاقة وكنت دايما بتتحامل عليا وتطلعني مذنبة لغاية مخلتني فعلا اصدق اني حد وحش وميتعاشرش خليت ثقتي في نفسي معډومة من كتر ما بتنتقدني وتعدل عليا حتى ولادي مسلموش من أذاك وتصرفاتك أثرت بالسلب على نفسيتهم وسلوكهم
لتتناول نفس عميق مثقل بالكثير وتضيف وهي تهز رأسها ببسمة ساخرة تحمل الكثير من الخذلان 
وكأن كل ده مكنش كافي ليك علشان تأذيني و دوست على كرامتي بجزمتك واتهمتني بالنقص علشان تروح تترمى في واحدة تانية و معملتش حساب لأي حاجة غير انك ترضي غريزتك وبس والمفروض إني اتحمل برضو وأصبر علشان مليش غيرك لأ انا بعترفلك انا السبب كنت مغيبة وخليتك تستغل نقط ضعفي و اديتك الفرصة أنك تطعن انوثتي وتدوس عليا لكن دلوقتي انا فوقت واتشالت الغشاوة من على عيني و مستحيل اسيبك تاخد حقي وحق ولادي وتضيعه على واحدة تانية بأكدلك بعلو صوتي لهنا ولأ وألف لأ كمان أنا مش هرجع قرش واحد ليك وعمري ما هرجع بيتك تاني ولو كنت
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
طلبت الطلاق مرة عمري ما هتذللك تاني وهعرف ازاي اخلص منك
كانت تتحدث بتشنج و دفعة واحدة وبنبرة رغم ثباتها ولكنها كانت محملة بالألم والخذلان بين طياتها فكل انش بداخل هشيمها يحفزها على الصمود حتى عيناها كانت أبية ترفض أن تذرف الدموع هدر من أجله فيكفي ما فاضت به في الأيام السابقة ونعت به حظ قلبها فكانت في صميمها تقرر أن تثأر لكبريائها
وتتخلى عن لين قلبها وتتحلى بالقوة التي كانت تتوارى دائما خلف رداء الطاعة والولاء له فيبدو أنها كانت تدخرها ليوم كذلك كي تواجهه بما كان يغوص بقلبها ويثقل خفقاته حد العناء 
حديثها كان متحدي له و مهين لكبريائه كرجل ولذلك صړخ بها بهياج شديد وبجبروت مقيت سيندم عليه 
عمرك ما هتعرفي تخلصي مني و اسمعي بقى طلاق مش هطلق وهسيبك كده زي البيت الوقف وڠصب عنك يا رهف لازم ترضي بالأمر الواقع 
نفت برأسها برفض قاطع وبعيون متحدية وما إن كادت تعترض باغتها هو 
بلاش تتسرعي وفكري في ولادك وعلشان خاطر العشرة اللي بينا هطلع معاك جدع و هديك مهلة تهدي وتشيلي الافكار المسمۏمة دي من دماغك وفي ظرف يومين أتنين تكوني رجعتي بيتك ومعاك الفلوس يأما إقسم بالله ليكون ليا تصرف عمره ما هيعجبك ابدا
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
اجابته بإصرار وبكل ثقة دون أن تفكر حتى بوعيده وكأنها خططت لشيء آخر يردعه 
مش هرجع أنا مستحيل اعيش تاني مع واحد زيك
زمجر من جديد بنفاذ صبر وهو يحكم قبضته على ذراعها پغضب أعمى وشيطانه مازال مصر كونها أضعف من
تلك القوة التي تدعيها وأهون من ذلك الإصرار المقيت 
هوريك الحقېر ده
هيعمل ايه
لما تنزلي ولادك وميرجعوش تاني و وقتها وحياتك لهخليك رجلي علشان ترجعيلي تاني
عند ذكر ابنائها احتل الخۏف عيناها و شعرت بغريزتها الأمومية تنهش بها وتحثها على شيء ترتعب أن تضطر له ليصدر صوتها مهزوز بعض الشيء حين قالت 
متقدرتش تاخدهم 
صدر من فمه صوت ساخط كعادته عندما يستخف بشيء وهسهس أمام وجهها 
لأ اقدر وهتشوف ازاي هقنع الدنيا كلها انك حرامية وقليلة الأصل و ولادك ساعتها هما اللي هيتبرو منك ويستعرو أن أنك أمهم واحدة شبهك
نفت برأسها بعدم استيعاب وصړخت به 
انت ازاي حقېر كده
غضبه أعماه على الأخير من تطاولها معه فكان يشعر بغل وغيظ شديد جعله لم يتحكم بردود فعله حين دفعها بكل غل واسقطها على تلك الأرض الصلبة القاسېة التي ما إن ارتطمت بها صړخت صړخة مدوية من شدتها جعلت سعاد التي كانت تتسلق درج البناية بروية تهرع لها وما إن فتحت باب الشقة و وجدتها طريحة بالأرض صړخت به ودفعته بقوة خارج منزلها قائلة بعدائية شديدة 
منك لله يا حيوان اطلع برة ومتورناش وشك تاني
حانت منه بسمة متجبرتة وصدر من فمه ذلك الصوت الساخر الذي يشتهر به وهسهس بوعيد قبل أن يغادر 
همشي وهما يومين بس يا رهف وتنفذي اللي قولت عليه أحسن ما هوريك الحقېر اللي مش عجبك ده هيعمل فيك ايه
ذلك أخر شيء تفوه به قبل أن تدفعه سعاد دفعة أخيرة خارج باب شقتها وتغلق الباب بوجهه بكل قوة جعلته يستشيط أكثر وأكثر وهو يغادر بخطوات واسعة يتأكلها الڠضب 
بينما هي كانت مازالت طريحة بأرضها حين هرولت لها سعاد قائلة بنبرة نادمة متحسرة على ما أصابها وهي تحاول أن تساعدها كي تنهض 
مكنش لازم اسيبكم سوا بس أنت اللي اصريتي
لم تعقب بل كان وجهها يشحب تدريجيا وهي تشعر بمغصة قوية ببطنها لتثني ساقيها وتحتضن أسفل معدتها بذراعها وكأنها تواسي ساكن احشائها على الصمود مثلها ولكن هو كان له رأي أخر 
وحينها تفسد جبينها بالعرق و انهمرت دمعاتها پقهر لا مثيل له وهي تشعر بأنسلاخ قطعة من روحها 
لتصرخ صړخة ممزقة نابعة من أعماق أحشائها التي يبدو انها حتى هي رفضت أن تحتفظ بشيء يخصه 
لتغمغم پقهر وبنبرة مرتعشة واهنة من شدة الألم 
اه ه ه ه ه ه ه ه ه ألحقيني ياسعاد 
الثامن عشر
بعد صړختها المدوية شهقت سعاد بقوة وبرقت عيناها وصاحت بجزع وهي ترى بقعة من الډماء تلوث ملابسها 
رهف انت پتنزفي!
نفت رهف برأسها بضعف وكأن عقلها يرفض أن يستوعب أن تلك الخيوط الدافئة التي شعرت بها ماهي إلا بشارة خسارتها فما كان منها غير أن تغمغم پقهر وهي تحتضن اسفل بطنها وكانها تحاول أن تتمسك بما كان يسكنها 
البيبي هيروح يا سعاد أه ه ه ه
ه ه ه ه ه ه
تأوهت بقوة وهي تشعر أن الألم يتعدى قوة احتمالها فكانت حرفيا تشعر بأن شفرات حادة تمزق أحشائها فما كان منها غير أن تستسلم لذلك الظلام الذي سحبها بداومته وأسقطها فاقدة للوعي تاركة سعاد في حالة من الهلع تصرخ بإسمها وتربت على وجنتها ولكن دون جدوى فكانت هامدة وملامحها شاحبة تحاكي المۏتى مما جعل سعاد تهب بأعصاب تالفة تتناول الهاتف لطلب المساعدة ودمعاتها تنهل من عيناها تشوش رؤيتها طرقات قوية على
باب الشقة فزعتها واسقطت الهاتف من يدها بعدما حاولت جاهدة السيطرة على ارتجاف يدها كي تتحكم بشاشته ولكن لم تفعل لتهرول راكضة تفتح الباب بتلهف شديد لتجد حارس البناية يقف أمام باب شقتها وعدة أشخاص من جيرانها يقفون وقبل أن تطلب المساعدة صدر صوت الحارس قائلا 
لامؤاخذة يا ست
سعاد السكان سمعوا صوت زعيج وصړاخ من حداكم خير في حاجة
هزت رأسها بقوة واندفعت بالحديث مستنجدة 
ايوة حد يلحقني بنت عمي قاطعة النفس
وقبل أن تستأنف حديثها اندفع شخص من بين الحاضرين وأخبرها أنه طبيب وبعد أن تخطاها للداخل جثى على ركبتيه وتحسس نبض رهف وعاينها معاينة سريعة بعيون خبيرة وقال بعملية 
لازم تتنقل للمستشفى فورا النبض ضعيف والڼزيف لازم يوقف
وافقته سعاد بحركة من رأسها وهي تنتحب بقوة على حال رفيقتها
لتندفع سيدة من جيرانها وتدعى كريمة وتقول بتعاطف 
يا حول الله يارب مستني أيه يا ابني البنت هتروح مننا اتصرف
أجابها بسرعة بديهية 
انا عربيتي تحت البيت هخدها على المستشفى فورا
قالها وهو ينظر بعينه على ارجاء الغرفة وكأنه يبحث عن شيء بعينه وإن وجد غايته خطى نحو طاولة الطعام التي تتوسط الردهة وسحب ذلك المفرش الثقيل ووضعه على جسدها المسجى ارضا ثم انحنى بجذعه برفق و هرول مسرعا إلى الخارج وقد تبعته سعاد باكية لا تفكر بشيء فقط تدعو لها تاركين خلفهم تجمع جيرانهم الذي انتشر بينهم الكثير من الهمهمات والأقاويل المتعاطفة 
ممكن تهدى علشان أفهم
قالها يامنبنفاذ صبر بعدما
حضر حسن لتوه وظل يدور حول نفسه كالثور الهائج
ليجيبه هو بانفعال 
أنا ازاي كنت مغفل
كده دي خططت ونفذت وأنا شبه الأهبل مخونتهاش
يا اخي اهدى بقى خيلت امي فيها ايه يعني لما خدت شوية فلوس من حسابك
أنت هتقولي فيها ايه بقولك الهانم سرقتني وسحبت كل فلوسي ده غير أن بنت عمها مقويها ومخلياها عايزة تتطلق
تناول يامن نفس عميق وقال باستغراب شديد 
انا مش مصدق أنك بتتكلم عن رهف!
ليتهكم حسن بعدما صدر من فمه ذلك الصوت الساخر المعتاد 
لأ صدقرهف الطيبة المنكسرة اللي كلكم كنتوا بتيجو عليا علشانها طلعت خبيثة وسرقتني لأ وكمان سابت البيت وبتقولي مستحيل ارجع اعيش مع واحد زيك 
زفر يامن بقوة وقال بفطنة وبنبرة ماكرة 
بقولك ايه متلفش وتدور عليا أنا حافظك كويس هات من الأخر وقولي عملت أيه وصلها لكده!
زاغت عين حسن بتوتر ومرر يده بخصلاته الفحمية وهو يتيقن أن لا مفر من إخباره بالحقيقة كاملة ولذلك تحاشى النظر له وقال بنبرة مهتزة بعض الشيء 
ما أجرمتش انا عملت زي ما شرع ربنا قال واتجوزت 
جعديامن حاجبيه وكرر بعدم استيعاب 
اتجوزت 
أكد حسن باقتناع تام 
ايوة اتجوزت ده حقي وبعدين هي اللي كانت مقصرة معايا و اضطرتني لكده
ضړب يامن كف على آخر وتمتم بعدم رضا موبخا اياه 
مقصرة ايه يا ضلالي دي مراتك قايدة صوابعها العشرة شمع علشانك بطل بقى ترمي عليها واتقي الله واعترف أنك أنت اللي دني وميملاش عينك غير التراب
لوح حسن بيده وقال وشيطانه يغشى على عينه وهو يشعل أحد سجائره كي ينفث بها غضبه 
انا مش دني انا حبيت منار وبعدين مبسوط معاها ورهف ڠصب عنها لازم تتقبل الوضع برضاها او ڠصب عنها خلاص اللي حصل حصل مفروض تعيش وترضى وتربي عيالها
تأفف يامن من طريقة تفكير ابنة خالته العقيمة وقال بجدية شديدة 
أنت قررت تتجوز وتستغل اللي الشرع حلله ليك بس هي كمان من حقها تختار يا تقبل او متقبلش وصدقني
33  34  35 

انت في الصفحة 34 من 106 صفحات