عشق الهوي بقلم نونا المصري
لمسته مريم وابتسم ابتسامة عريضة زادته وسامة وقشعت عنه البرود والجمود .
اما هي فعادت الى القسم الذي تعمل فيه فوقف امامها المدير سالم وكان غاضبا للغاية ثم سألها بزمجرة تشبه زئير التنين كنتي فين يا ست هانم
واضاف بنبرة عصبية انتي فاكرة ان الشركة دي بتاعة ابوكي علشان تخرجي منها على كيفك
فنظرت اليه وقالت بأنزعاج من فضلك يا استاذ سالم بطل تجيب سيرة ابويا كل شوية لاني مش هسمحلك تتكلم عنه مرة تانيه بالطريقة دي
ردت عليه مريم انا اسفه لاني عليت صوتي بس انت كمان زودتها اوي ...يعني مش ضروري تجيب سيرة ابويا كل شوية ولعلمك انا مكنتش برا الشركة وانما كنت بشتغل علشان كدا اتأخرت.
فقالت مريم بكل ثقة انا كنت بشتغل في مكتب ادهم بيه وهو كلفني في مهمة وكمان من بكرا انا هسيب القسم دا وهبقى السكرتيره بتاعته .
فضحك جميع من في القسم بعد سماعهم لذلك وقال الاستاذ سالم بسخرية والله العظيم ومطلبش منك تاخدي مكانه كمان
فاستمر الموظفين في الضحك عليها مما جعلها تنزعج كثيرا لذا قطبت حاجباها وجلست في مكانها في تلك اللحظة سمعوا صوت رجولي مألوف دب الړعب في نفوسهم جميعا بالرغم من هدوئه عندما سأل بتضحكوا على ايه
فألتفت جميع الموظفين نحو الباب حيث كان ادهم واقفا بكل هدوء وهو يضع يديه في جيب بنطاله ويرفع احد حاجبيه بوجه جامد وعندما رأته مريم نهضت فورا اما الاستاذ سالم فتملكه التوتر وتوجه نحوه بأبتسامة مصطنعة وقال ا.. ادهم بيه حضرتك رجعت مصر ايمتى يا فندم
ثم اخرج هاتفا لونه زهري من جيبه واضاف دا الموبايل بتاعك... نسيتي في مكتبي لما كنتي تبعتي الايميل .
قال ذلك واخذ يراقب ردة فعل الموظفين بطرف عينيه إذ أنه تعمد ان يقول تلك الجملة لما كنتي تبعتي الايميل حتى يصدق الموظفين ان مريم كانت تعمل في مكتبه بالفعل لانه سمع مناقشتها مع الاستاذ سالم وشهد سخرية الجميع منها وذلك ازعجة كثيرا فاخذت مريم الهاتف منه وبينما كانت تفعل ذلك لامست اصابعها يده فشعرت بالقشعريرة لذ سحبتها بسرعة وقالت بتلعثم م.. متشكره .
مريم ح... حاضر يا فندم.
ادهم ودلوقتي ارجعي كملي شغلك.
قال ذلك ثم استدار بجسده لكي يغادر وسط دهشة الجميع ...فهم ولأول مرة شهدوا على شيء لم يحدث في الشركة من قبل حيث ان ادهم عزام السيوفي الملقب ب جبل الجليد والمعروف عنه انه لا يهتم لاي
شخص قد نزل من مكتبه وزار قسمهم لأول مره فقط من اجل ان يعيد لمريم الموظفة البسيطة هاتفها الذي نسيته في مكتبه !
رمقهم بنظرة زرعت الخۏف في قلوبهم وكانت توحي على تابعوا عملكم لذا عاد الجميع ليتابع عمله بينما سأله الاستاذ سالم بتوتر الكلام دا حقيقي يا فندم !
فنظر ادهم اليه وقال ببرود اي كلام
الاستاذ سالم ان الموظفة مريم مراد هتبقى سكرتيرة حضرتك
ادهم انت سمعتني وانا بقولها الكلام دا صح
فأرتبك
الاستاذ سالم وقال ا.. ايوا سمعتك.
ادهم ما دام سمعتني يبقى ليه كتر الأسئلة
فاحنى الاستاذ سالم رأسه وقال انا اسف يا فندم .
ادهم تقدر تشوف شغلك.
قال ذلك ثم نظر إلى مريم بنظرة اخيرة فوجدها تنظر اليه ايضا ولكن سرعان ما اشاحت بنظرها عنه وجلست في مكانها... فخرج من قسم البرمجة وتوجه الى خارج الشركة لكي يعود الى المنزل في تلك الاثناء اقترب كل من الاستاذ سالم وموظفين قسم البرمجة من مريم وسألها الاول ازي بقيتي سكرتيرة ادهم بيه يا مريم بين يوم والليلة
وقالت زميلتها ياسمين ايوا لسه من ساعتين كنا قاعدين مع بعض في الكافيتريا وبعد كدا انتي اختفيتي وفجأة بقيتي سكرتيرة ادهم بيه !
فتنهدت مريم وقالت والله يا جماعة انا ذات نفسي معرفش ليه ادهم بيه اختارني علشان ابقى السكرتيرة بتاعته ...ربنا يستر بقى.
في اليوم التالي....
ذهب ادهم الى الشركة وتوجه فورا نحو مكتبه في الطابق الاخير حيث وجد مريم ترتب ملابسها بارتباك وهي تتمتم قائلة يا رب اللبس دا يبقى مناسب لشغل السكرتيرة لاني مش ناقصة بهادل من الصبح.
فأبتسم عندما رأها على تلك الحال ونظف حلقه قائلا ببرود صباح الخير.
أرتعدت عندما سمعت صوته ثم نظرت اليه فورا وقالت بتلعثم ص.. صباح النور يا فندم.
فنظر اليها نظرة متفحصة من رأسها حتى اخمص قدميها وقال كويس.. شكلك مناسب للشغلنه دي.
قال ذلك ثم دخل إلى مكتبه دون ان يضيف شيئا الامر الذي جعلها تتنفس الصعداء وابتسمت قائلة الحمد لله.
وسرعان ما حملت دفتر ملاحظاتها ولحقت به إلى المكتب فوقفت تحدق به وهو واقف بالقرب من النافذة العملاقة يحدق في المباني الاخرى وقالت بصوت مرتبك ا.. الانسة سلمى ادتني جدول أعمال حضرتك بتاع النهارده يا فندم وكمان ساعة عندك اجتماع مع كمال بيه وبعدها لازم توقع على الموافقة عشان نضيف موقع المتدرب محمود ياسين ضمن المواقع الرئيسية في الشركة لان هو اللي كسب في المسابقة اللي حضرتك اقترحتها .
ابتسم ادهم دون ان تراه لانه حقق مراده بأن يجعلها قريبة منه ثم الټفت اليها وقال بجدية كويس... دلوقتي عايز فنجان قهوة من غير سكر .
مريم حاضر.. عايز حاجة تانيه
ادهم لا.. تقدري تشوفي شغلك.
مريم عن اذن حضرتك.
قالت ذلك ثم خرجت من المكتب فأبتسم هو مجددا وجلس على كرسيه قائلا واخيرا هتبقي جنبي يا مريم... يا رب اقدر امسك نفسي و معملش حاجة غلط.
ومرت الايام والشهور بسرعة وكانت مريم قد اعتادت على عملها الجديد بالقرب من ادهم الذي كان يعشقها حد الجنون حيث ان حبها كان يكبر في تعتقد انه من سابع المستحيلات ان يلتفت ذلك الجبل الجليدي اليها في يوم من الايام خصوصا بعد أن شهدت في كثير من الاحيان على نوبات غضبه الچنونية حيث انه كان يتحول من شخص هادئ