ليلة الحلقة الرابعة
كلما زاد حجمه أو شعرت بحركته لم تعد قادرة على التفكير فى موضوع تنازلها عن طفلها فهو الآن ابنها جزء لا يتجزأ منها ولا تعلم ماذا تفعل الآن لتكون مع طفلها ولا تتركه
قررت فتح الموضوع مع خالد وإيجاد طريقة لاستمرار وجودها مع طفلها انتظرت عودته فى نفس الليلة فلم تعد قادرة على الانتظار أكثر عاد من الخارج واتجه لمكتبه لينهي بعض الملفات
كان يبدوا على وجهها الضيق وقد لاحظه بمجرد دخولها
وقبل حتى أن تتحدث بدأت عينيها تلمع من امتلائها بالدموع فتوقع خالد ما هى بصدده فبالنسبة له كانت مسألة وقت لا أكثر وتفتح الحوار فيه
فى موضوع كنت عايزة اكلمك فيه بس خاېفة تدايق منى بس لازم نتكلم فيه
عارف ياهدى عايزة ايه
عايزة أفضل معاه
ولو قلتلك انه مينفعش
شوف طريقة أتصرف
أذاى تفتكرى هيسمحولك ويسمحولى
أنت أبوه وأنا أمه إحنا بس
احنا ايه مفيش احنا عند فياض البدرى فى هو بس وده حفيده ومش هيتنازل عنه
أنا مقولتش يتنازل عنه
هو مش عايزه منك ياهدى الكل عارف ان ليان حامل وهتولد فى نفس ميعادك والطفل ده هيكون ابنها وده اللى هما عايزينه ومش هيغيروه
وانت عايز ايه
أنا مش هقدر احميكى منهم انا مجرد موظف فى شركاتهم سلطتى وفلوسى معتمدة عليهم لو حبوا يعملوا فيكى حاجة مش هقدر امنعهم انا خاېف عليكى انتى
خاېف عليكى خاېف عليكى كل أما تتكلم تقول خاېف عليكى انا مش عايزاك تخاف عليا انا عايزاك تتصرف وتخلينى مع ابنى حتى ولو خدامة ده ابنى ابنى انا
بدأت ټنهار وتفقد قواها حاول الاقتراب منها فلم تسمح له وابتعدت عنه خطوتين جلست على الأرض تبكى وهى تقول
ارجوكى ياهدى اهدى لو سمحتى انتى كدة هتتعبى انتى فى السابع خلاص قربتى تولدى وبعدها نشوف هنعمل ايه
لا انت بتكدب عليا انت ضعيف ياخالد ضعيف ومش هتقدر تعمل حاجة هتسيبهم يخدوه حتى مش هتقدر تحميه تحمى ابنك بلاش انا هتسيبهم يخدوه عشان انت ضعيف وأنا بكره الضعيف قدام اهله بكره الضعيف فاهم بكرهك بكرهك ياخالد بكرهك
صړخ خالد
على الخدم وهو يحاول افاقتها حملها واتجه بها لباب الشقة ومنها للاسانسير ثم سيارته واتجه بها للمستشفى
بعدما أخبره الطبيب أن حالتها غير مستقرة وضغط ډمها منخفض جدا وايضا ضربات قلب الجنين مرتفعة وانقباضات الرحم فى اذدياد وهى عرضة الآن للولادة فى اى لحظة
اتصل خالد بوالده ليخبره بما حدث
وما هى الا دقائق معدودة حتى وصلت سيارة أسعاف خاصة بمستشفى اخرى تم نقل هدى اليها حتى تتسنى لهم الولادة دون تسجيلها
افاقت هدى بعد خمسة أيام وجدت نفسها فى العناية المركزة بالمستشفى لم تعى الكثير غير أنها وحدها ولا يوجد مخلوق معها غير الممرضة
وضعت يدها على بطنها فأيقنت انه غير موجود تمت الولادة لكن أين هو
سألت الممرضة عن الطفل وعن حاله فلم تفهم الممرضة عن أى طفل تتحدث
استدعت الطبيب الذى بدا عليه إدراك ما يحدث وطلب من الممرضة إعطائها حقنة معينة وبعدها دخلت هدى فى ثبات عميق
استيقظت بعدها بمدة معينة لم تعلمها لكن هذه المرة وجدت خالد بجانبها علمت بعد ذلك أنه أخبرهم فور استيقاذها يتم الاتصال به
سألته هدى وهى فى قمة الاعياء
أخباره ايه هو فين
كويس الحمد لله هو فى الحضانة
ليه مش بتقول كويس
أيوة كويس بس مولود فى السابع محتاج شوية اهتمام
حاولت تعتدل وهى تقول
عايزة اشوفه ودينى ليه
هو مين كان هذا الصوت صادر من عند الباب كان الأمير فياض بنفسه
وجه خالد له الكلام بعتاب اتركها ياأبى إيش تريد دالحين بعدها ضعيفة ماراح تتحمل
أخرج لو سمحت ياخالد أبى أتكلم معها
لو سمحت ياأبى
قلت أخرج ياخالد
تطلع خالد لهدى بضعف وقلة حيلة ثم تركها وخرج كل هذا وهى تتطلع بعينيها بينهم لعلها تفهم شئ عن ابنها لم تفهم شئ ولكن انقبض قلبها فقط
اقترب منها الأمير ووقف أمامها فى قمة التكبر والغطرسة
عايزة اشوف ابنى هو فين
اتكلمنا فى هاالموضوع ياهدى هاى الطفل ما سار ابنك هاد ابن ليان وهو عندها واتكتب باسمها
اعتدلت هدى بضعف وهى تقول
يعنى إيه عندها يعنى هو مش هنا
لأ المفروض اتكلمنا واتفقنا من وقتها إيش تريدى انتهى الموضوع
مش عايزة حاجة ابنى وبس
قلتلك ما سار ابنك اعتبريه ماكان ما تضطرينى اعمل معك شئ ما راح تحبيه
أعمل اللى انت عايزه مبقتش تفرق
لأ تفرق ياهدى لما يكون المقصود والدتك راح تفرق
مالها أمى مالك ومالها
مثل ما هسجنك بقضيتك القديمة راح اسجنها بمديونيتها اللى ابتعتها من أصحابها وراح اضيعلك خواتم البنات واحدة واحدة ما راح أغلب فيهم إيش رأيك فى هاد
الشيكات اللى على أمى اتقطعت
الشيكات معى اللى اتقطع ماهو حقيقى مزور
بدأت دموعها ټنهار شلالات على خدودها وهى تقول
أنتى مش بنى ادم
احرصى لسانك وإلا راح اقصهولك الاختيار ليكى أما تعودى بلدك معززة مكرمة ومعك مصارى تكملى بيها بقية حياتك أما تموتى هنا فى سجنك وتبعتك بقية اهلك
وتركها مڼهارة وخرج من الغرفة دخل خالد بعده فوجدها على هذه الحالة
بمجرد أن حاول الاقتراب منها رفعت يدها له وهى تقول
مكانك كفاية كدة مش عايزة اشوفك تانى روح لحالك
هدى
قولتلك روح لحالك وعلى رأى ابوك الموضوع خلاص انتهى
خرج خالد ودموعه تلمع فى عينيه فوجئ بأبوه يقف أمام باب الغرفة رفع عينيه له وهو يقول
هيك ارتحت
وما راح يكون لك أى صلة بهاى البنت مرة تانية وإلا راح اسوى تهديدى إلك وإلها بتفهم هاد
يومان فى المستشفى وثلاثة فى المسكن الذى كانت تقطنه مع خالد قضتهم هدى تحاول فيهم استيعاد قوتها لتعود لمصر لكن حزنها على وليدها كان حائلا دون ذلك فحقيقى لا تشعر الأنثى بأمومتها الحقيقية إلا فى وجوده وهو ينمو فى احشائها ترتبط به يوم بعد يوم حتى وإن لم تراه كما الحال مع هدى
لم تشعر هدى بالوحدة والذل والمهانة كما حدث فى هذه الأيام