ختامية الچارحي الثامنة
انت في الصفحة 7 من 7 صفحات
للمكفوفين
رفعت قدميها لتعبر إليها فتفجأت بعدم وجود الدرج من أمامها جسر من الحشائش الخضراء الناعمة أحاطت بقدميها فجعلتها تبتسم بعدم تصديق هي كما رسمتها حقا حينما صنعت نموذج صغير وضعت به كل ما كان يأذيها حينما كانت كفيفة كانت تتلاشاه برسمتها لتلك الحالات التي فقدت أمل التعافي مثلما تعافت هي استدارت لزوجها الذي يراقبها باهتمام فهبطت إليه تحتضنه وهي تردد بفرحة
وابتعدت تتمسك بيده وهي تشير للجسر
_زي ما رسمته بالظبط.
ابتسم وهو يخبرها
_ولسه من جوه.
وجذبها ليصعد بها للأعلى مرددا
_تعالي.
اتبعته نور للداخل فتفاجئت بألوان الحوائط المبهجة وتنظيم حافة الدرج بقماش مقوي حتى لا تتأذى الأقدام ترقرقت دمعاتها من عينيها حينما تذكرت حديثها مع عمر سابقا عن حلمها ببناء مشفى لعلاج المكفوفين وبعد فترة وحيزة من حقق حلمها وعادت تخبره مرة أخرى بحلمها بمدرسة تتبنى تعليم المكفوفين بما حرمت منه وها هو يعود من جديد ليفاجئها أفاقت من شرودها على صوته الرخيم
أمسكت يديه وتطلعت تجاهه بحب يفوق ما تكنه داخلها مرددة
_أنا مش عارفة أقولك أيه يا عمر الفرحة دي كبيرة أوي عليا أنا بأحبك أوي وآ.
تلاشت كلماتها ورددت بتوتر
اقترب منها وهو يتأمل لمعة عينيها بسعادة فطبع قبلة على جبينها وهو يردد
_فرحتك دي عبرتي عن كل شيء يا حبيبتي عايزك كده دايما سعيدة.
هزت رأسها وهي تمازحه بمشاكسة
_سعيدة وهادية صح.
واستطردت بفخر
_وعشان تصدق إني عدت بسمع كلامك بطلت أطلع عين ولاد عمك وسبتهم في حالهم تماما كده أفضل.
_لا عايزك ترجعي تاني تبقي زعيمة العصابة أهو على الأقل بتكلمي بني آدمين أفضل من لجوئك لبسنت!
إندهشت من معرفته للأمر فبرر قائلا
_عدي موصيني عليكي قبل ما يسافر وحكالي أخر حكايات جنانك!
لکمته پغضب
_إخص عليك يا عمر أنا مچنونة.
_لأ أنا يا روح قلبي متزعليش.
_يلا نرجع نكمل كلامنا في القصر النهار هيطلع علينا هنا وفي كلام كتير لسه هنقوله!
تلاشى ضوء القمر المعتم وتلألأت الشمس بردائها الأصفر المتوهج لتعلن عن يوما جديد بعد أن مر أكثر من أسبوعين قامت به آية بإختيار الملابس المخصصة لأطفال الميتم واليوم هو المعهود للعائلة بقضائه كاملا مع الأطفال فبعد أن انتهت العائلة من السحور حتى استيقظ الجميع لترتيب أفخم وأجود أنواع الأطعمة بكميات هائلة أشرفت عليه آية والفتيات بأنفسهن حتى انتهوا من صنع ما يتعمى الربعمائة واجبة ومنها إنتهى الشباب من شراء الألعاب والحلوى فتجهزت السيارات بالألعاب والطعام وتحركوا جميعا لميتم آية الرحمن فالتف الأولاد من حولهم بفرحة فقام عمر وياسين وأحمد والشباب بتوزيع الألعاب بينما شارك ياسين الچارحي حفيده بتوزيع ملابس العيد برفقة الشباب.
_الملجئ ده خليه في أساسياتك دايما يا ياسين أنا بعز المكان ده وعايزك أنت كمان تهتم بيه.
ابتسم الصغير وأجابه
_أكيد يا جدو أنا مش ناسى إنه كان السبب في رجوعي لبابا.
ومال إليه يهمس بفرحة
_تيتا حكيتلي لما حضرتك شيلتني وسكت معاك!
وتابع بابتسامته المبهجة
_عشان تعرف إني بعزك من وأنا بيبي!
ضحك ياسين وأجابه
_مش عارف طالع لمض لمين!
جذب الملعقة المدموسة باللحم يتناول ما به بثبات انتقل لجملته
_مش عايز أطلع لحد غيرك!
ابتسم وهو يتابع كل رد فعل ولو صغير لحفيده ومن ثم تعلقت عينيه بزوجته التي تطعم الصغار بسعادة تسر قلبه هو وللشباب بأكملهم لا يعلم لماذا انتابه الحنين بتلك اللحظة لشبله الشرس الا يكفيه فراق خمسة عشر يوما وقد أصبح العيد على المشارف لقد وعده مسبقا بأنه سيعود بأقرب وقت أفتقده... أفتقده كثيرا ويود أن يضمه لصدره ابتسم ياسين حينما تذكر مشاكساته المتبادلة معه على الدوام ليته يعود فقد توحش صدره ألما لفراقه..
_مستحيل كنت أفوق يوم زي ده!
كلمات ترددت على لسان عدي الذي أخفض حقيبة ظهره عنه فاستدار ياسين للخلف ليجده يقف قبالة عينيه ركض حفيده إليه وهكذا اندفعت رحمة الصغيرة لأحضانه فانحنى يضمهما إليه ونظراته تحيط بأبيه الذي نهض واقترب إليه مسرعا وكأنه قد تخلى عن مكانته ورزانته المعتادة فنهض ورنا إليه ليتفاجئ به يضمه إليه وهو يعاتبه بكلماته المقتضبة
_فين وعدك ليا!!
..... يتبع...... ختامية_آل_الجارحي...