دواعي أمنية مشددة بقلم منال سالم من الفصل الأول حتي الخامس والعشرون
هذا
رد عليها الضابط ببرود
إنها من أجل مصلحة وطنك
صاحت فيه پغضب
أنا أقدر وطني ولكن ماذا عن حياتي ألا يوجد تقدير لها
لم تجد سابين أي رد منه فهدرت بإنفعال واضح
حياتي على المحك ألا تفهم
أشار لها مجددا بكف يده وهو يتجه نحو الباب
اهدأي سوف نتخذ اللازم
وبالفعل عهدت المباحث الفيدرالية الأمريكية إلى توفير حماية لها عند منزلها فشعرت بالطمأنينة نوعا ما ولكن للأسف تلاشى هذا الشعور سريعا حينما تعرض المنزل للهجوم الضاري وقتل جميع من فيه ولحسن حظها أن سيارتها تعطلت أثناء عودتها إليه فنجت من هذا الحاډث الغاشم
وظلت تتخفى عن الأنظار لتنجو بحياتها حتى فاض بها الأمر فعادت إلى مكتب حماية الشهود التابع للولاية ورفضت الخروج منه دون حل جذري في أمرها
اجتمع بها مدير المكتب وطمأنها قائلا
لا تقلقي سيدتي لقد تدبرنا أمرك وسنضمن لك حماية قصوى
كيف هذا وقد قتل رجالكم عند باب منزلي وأنا بت مھددة پالقتل في أي لحظة !!
رد عليها بجدية
لن يتكرر الأمر كان سوء تقدير منا للموقف برمته ولكن أعدك أنك ستكونين تلك المرة في أمان تام
سألته بإزدراء وهي تعقد ساعديها أمام صدرها
في مكان أخر بالعاصمة المصرية القاهرة مجهز بالكثير من المعدات الرياضية ويعج بالكثير من الرجال الأشداء
إتخذ أحد الأشخاص ذوي الأجسام الرياضية البارزة والعضلات المفتولة _ أو كما يطلق عليه عادة حائط بشړي وضعية القتال في منتصف الحلبة الرياضية ثم أمال رأسه للجانب ليتفادى لكمة مباغتة وانحنى بجذعه للخلف قليلا ليبتعد عن المهاجم ثم سدد له لكمة مضادة وهو يهتف بحنق
رد عليه باسل قائلا بإستهزاء
إنت اللي باين عليك خستعت يا مسعد ومابقتش نافع !
إعتدل مسعد في وقفته ووضع يديه في منتصف خصره ورمقه بنظرات ضيقة قبل أن يجيبه بنبرة محتجة
خستعت ايه بس ! ده أنا بأتعلف زي التور من الحاجة كل ما بأروحلها !
رد عليه رفيقه بإبتسامة هادئة
ربنا يباركلك فيها !
ما إنت لو بتجي عندنا زي تملي كان زمانك مربي عضلة الباي والتراي والفاموليا كلها والسكس باكس كانوا فاطوا من مكانهم !
رفع باسل يده معترضا وهو يقول
لا يا عم أنا مش أد السمن البلدي بتاع الحاجة صفية
التوى ثغره بإبتسامة عريضة وهو يضيف
إنت هاتقولي ! إنت أخرجك لقمة وتجري وعلى رأي أمي الضيف المچنون ياكل ويقوم
جرى ايه يا مسعد إنت هاتغلط !
رد عليه مسعد بهدوء وهو يرفع حاجبه للأعلى
لأ دي الحاجة مش أنا !
أشار باسل بإصبعه محذرا بنبرة عدائية
طب خد بالك لأحسن البونية الجاية هاطيرلك بيها صف سنانك !
عبس مسعد بوجهه واعترض بجدية زائفة
لالالا ده ټهديد شديد اللهجة وأنا لا أقبل !
يا عم آآ
إنتباه
قالها أحد الأشخاص بنبرة صارمة ورسمية فإنتصب الجميع في وقفتهم وشدوا من صدورهم العريضة أمامه
رمقهم القائد العسكري ضياء بنظرات إعجاب قبل أن ينطق بجمود
استرح !
إرتخت عضلات الجميع قليلا لكن لم يجرؤ أحد على التحرك من مكانه
توجه القائد العسكري ذو الرتبة العالية إلى مسعد وباسل فإنتصب الاثنين بجسديهما وهتف الأخير قائلا
تمام يا فندم
أشار لهما بيده قائلا
استرح !
ثم أخذ نفسا عميقا وتابع بجدية
أخبار التدريبات ايه يا وحوش
رد عليه مسعد بثقة بالغة
تمام يا فندم إحنا جاهزين لأي مهمة
تقوس فم القائد ضياء قليلا وهو يردد
عظيم ! أنا عاوزكم تكونوا جاهزين لأي حاجة هاكلفكم بيها
تساءل مسعد بتردد وهو يبتلع ريقه
هو هو يا فندم مافيش أمل أنضم ل آآ ل للحرس الرئاسي
ضيق القائد ضياء عينيه ورمقه بنظرات حادة قبل أن يرد عليه بجمود
لأ يا مسعد وبعدين إنت هنا في أقوى فرع في القوات المسلحة القوات الخاصة فخر لأي حد إنه يكون فيها وخصوصا لواء الصاعقة
برر مسعد موقفه قائلا
أنا عارف يا فندم أنا بس طموحي أوصل ل آآ
قاطعه القائد ضياء بنبرة جادة
لما تيجي فرصة مناسبة وغير كده أنا دايما بأكلفك بالمهام الصعبة
هز مسعد رأسه بحركة خفيفة وهو يرد
شكرا يا فندم وأنا جاهز لأي حاجة
ظهر شبح ابتسامة على ثغره وهو يتابع بنبرة تفاخر
وده المطلوب منكم يا رجالة !
ثم أشار بعينيه وهو يكمل بنبرة آمرة
كملوا تدريباتكم !
انتصب الإثنين بجسديهما أكثر وهما يرددان بنبرة رسمية
تمام يا فندم
ثم تابعاه بأنظارهما إلى أن ابتعد عنهما فنفخ مسعد في ضيق
ربت باسل على كتفه وحفزه قائلا
معلش يا مسعد إنت عارف إنه مش هيوافق أبدا بسبب آآ
قاطعه مسعد بنبرة شبه حانقة
أعمل ايه يعني ما أنا حاولت كتير بس للأسف يدوب بأنجح على الحروكرك يا بأسقط وده ماينفعش خالص معاهم !
ثم غمغم بتهكم
هما الظاهر عاوزين جهابزة في اللغة قواميس ناطقة إلياس المترجم قاموس الموس من الألف للكوز مش زي حالاتي يدوب بأفك الخط في الانجليزي !
تنهد باسل بصوت مسموع وهو يواسيه قائلا
متكبرش الموضوع بكرة تتعدل وتنجح !
رمقه بنظرات جامدة وهو يردد بخفوت
مۏت يا حمار ده أنا جاهل في اللغة !
سأله باسل بإهتمام وهو قاطب جبينه
بتقول ايه
نفخ مسعد بنبرة ضائقة وهو يقول بإمتعاض
متخدش في بالك ويالا خلينا نكمل نفخ في أم العضلات دي !
ماشي وأهو الإحتياط واجب !
قطب مسعد جبينه بشدة وتساءل بمزاح
واجب ! طب لحد صفحة كام
لم يجبه باسل بل سدد له لكمة قوية ومباغتة في وجهه طرحته أرضا على الفور
مسعد محمد غراب رائد بالقوات الخاصة وتحديدا لواء الصاعقة في القوات المسلحة المصرية في أواخر العشرينات من عمره يمتاز بالبشرة الخمرية والطول الفاره والجسد الممتليء بالعضلات البارزة
عينيه بنيتان وشعره كث شبه مجعد من اللون الأسود ولديه شفتين غليظتين
هو أخ وحيد وسط ثلاثة أخوات إيناس أسماء وإسراء تزوجت إثنتين منهما وتبقت الصغيرة المشاكسة إيناس لصغر سنها ولأنها ماتزال طالبة في المرحلة الإعدادية
والده محمد كان لواءا في قوات المشاة وأحيل على المعاش قبل عدة أعوام ووالدته السيدة صفية هي ربة منزل
كان مسعد متفوقا في دراسته فيما عدا مادة اللغة الانجليزية فقد كان دائم الرسوب فيها وتمكن بصعوبة من إجتياز إمتحانها و النجاح فيها في الثانوية العامة ثم إلتحق بعدها بالكلية الحړبية وأثبت تفوقه الرياضي والأكاديمي وانضم لصفوف قوات الصاعقة
ودائما ما يدفعه طموحه للترقي والحصول على مكانة أفضل بين أقرانه وخاصة أن لديه هدف هام يشغل كل تفكيره ألا وهو الإنضمام إلى الحرس الرئاسي وحماية الرئيس
وهو أيضا محبوب بين زملائه ومعروف عنه بروحه المرحة وخفة دمه فإستطاع بسهولة أن يصنع الكثير