دواعي أمنية مشددة من الفصل السادس والعشرين حتي الثاني والاربعون
على رأيك مچنونة وتعملها !
لاحقا في سيارة مسعد
لم تتوقف إيناس عن الشكوى أو التذمر بسبب ما حدث معها واتهمت باسل صراحة بأنه يقف وراء إذلالها فتعجب الجميع مما تقول ..
اعترضت والدتها قائلة
فداكي يا نوسة والله ده باسل غلبان وواقع في نصيبة ربنا يعينه عليها
أردف والدها قائلا بهدوء
يا بنتي انتي ممكن تتعرضي للموقف ده في أي مكان فمتشغليش بالك المهم إنك بخير وكويسة
والله لو عملتوا ايه برضوه نوسة مش هاتقتنع دي أختي وأنا عارفها ! هاتفكر إن كل جاي عليها وتعيش في جو المحڼ والنكد !
لم تقتنع بالمبررات التي قالوها وهتفت محتجة پغضب
والله كان قاصد ! هو عاوز يهزأني قصاد الناس !
ردت عليها والدتها متساءلة بإستفهام
طب ليه هايعمل كده هاه
أضافت صفية قائلة بحزن قليل
ده الشاب كله ذوق واخلاق ومحترم لأجل البخت المنيل اللي وقعه مع البت دي ! ربنا يعدلهاله بقى هانقول ايه أدي الله وأدي حكمته !!!
بتدافعوا عنه كمان
مل مسعد من حديث أخته فما يشغل باله حاليا أهم بكثير من ذلك الموقف الغير مقصود لذلك هتف بضجر
كبري بقى في حاجات أهم من حتة فستان باظ من شوية عصير !
استطرد والده الحديث قائلا بجدية
اعقلي يا ايناس وشيلي التوافه دي من دماغك !
محدش فيكو حاسس باللي فيا فهتفهومني إزاي
أدارت رأسها في اتجاه النافذة وحدقت في الطريق بنظرات شاردة وتابعت بإحباط جلي
انتو مش عارفينوه زيي هو أسوأ بني آدم ممكن تتخيلوه ..................................... !!
الفصل الثاني والثلاثون
لا تشكي لأحد چرحا أنت صاحبه فالچرح لا يؤلم إلا منه به آلم
ظلت إيناس تردد تلك العبارة في عقلها طوال طريق العودة إلى المنزل
كبحت عبراتها بصعوبة .. فهي الوحيدة التي تهان ويستخف بها .. بل ما يكمدها حقا هو دفاع عائلتها المستميت عن باسل وكأنه ملاك منزه عن الخطأ ..
لم تصغ هي لأي من الأحاديث الجانبية لأفراد أسرتها وأثرت الصمت وأبعدت أعينها عنهم ...
بعد برهة أوصلهم مسعد إلى المنزل فترجلت إيناس أولا من السيارة وركضت مسرعة نحو مدخل البناية وهي ترفع فستانها عن الأرضية محاولة الإختباء قبل أن يراها أحد الجيران فيسخر منها ..
لحق بها أبويها بخطوات متريثة ومتباطئة نوعا ما .. وبالطبع لم تتوقف صفية عن الحديث عن ناتالي واختيار باسل الغير موفق لها
ولجت إيناس إلى داخل المرحاض وأوصدت الباب خلفها وأجهشت بالبكاء الحار وهي تنظر إلى انعكاس هيئتها المزرية في المرآة ..
لم تتحمل منظر الفستان المشوه فانفعلت پغضب وأمسكت به من أطرافه ثم شقته بعصبية واضحة وهي تصيح بتشنج
مش عاوزاه خلاص مش عاوزاه !!!
تمزقت أطراف الفستان إلى أجزاء صغيرة ودهستها إيناس بقدمها بعصبية ثم فتحت الصنبور وأغرقت وجهها بالمياه لتزيل أثار تلك الليلة عن وجهها ..
فيكفيها التطلع إلى علامات العبوس والتجهم لترى حجم المآساة التي عاشتها ..
توقفت عن التشنج والنحيب ورفعت رأسها للأعلى في شموخ وحدثت نفسها بكبرياء
اوعي تتهزي يا إيناس ماتسمحيش لواحد زيه أو غيره إنه يقهرك ويخليكي تفقدي ثقتك بنفسك انتي أحسن منه مليون مرة !
أخذت هي نفسا عميقا وزفرته على مهل ثم خرجت من المرحاض تاركة بقايا فستانها ملاقاة على أرضيته المبتلة ..
نظرت صفية إلى ابنتها بإندهاش وهي تتحرك نحو غرفتها وهمست بتعجب
البت دي مچنونة ! والله ما تصرفات ناس عاقلة أبدا ربنا يهدي !!!
ذرع مسعد غرفته جيئة وإيابا وهو يفكر بحيرة في إيجاد الحجة التي يستخدمها دون أن يثير الشكوك في البحث عن سابين .. فهو لا يريد أن يلفت الأنظار إليه ..
كذلك لم يعرف أي شخص بشعوره العميق نحوها عدا باسل الذي اعترف له بما يكنه في فؤاده من مشاعر صادقة ..
فكر في الإستعانة به لمساعدته وإخباره بما رأه اليوم ولكنه تراجع عن تلك الفكرة سريعا بسبب انشغال الأخير بخطبته .. وبالتالي لن يكون متفرغا له ولمسعاه الجدي .. وربما سيسخر منه ويثبط من عزيمته ..
لذلك ليس أمامه أي بديل سوى اللجوء لمن تجدي نفعا في الأزمات الصعبة .. أخته إيناس
همس لنفسه بنفاذ صبر
مافيش إلا هي صحيح ليها دقات نقص كتير بس وقت الجد بتبقى جدعة وبتسد !
وبالفعل عقد مسعد النية على مفاتحة أخته باكرا في خطته الجدية ...
في منزل باسل سليم
أرخى ذراعيه ورفع كفيه أمام وجهه ليتذكر ملمسهما عليها وأردف قائلا لنفسه بهيام
لو تعرفي يا إيناس بأحبك أد ايه ! ازاي أنا فكرت أنساكي بالسهولة دي !!
توقف هو عن حديثه حينما اقتحم أخيه الأكبر خالد غرفته فقطع خلوته وعبس بوجهه ثم اعتدل في جلسته ونظر له بضيق قليل وعاتبه قائلا
مش تخبط قبل ما تدخل
رد عليه خالد بهدوء
ده أنا إيدي وجعتني من كتر الخبط بس الظاهر إنك مش هنا أصلا
ثم غمز له وهو يضيف بمكر
اللي واخد عقلك !!!
امتعض وجه باسل بدرجة واضحة وسأله بضيق
خش في الموضوع على طول يا خالد عاوز ايه
رفع الأخير حاجبه للأعلى في اعجاب وهو يجيبه بتريث
حقيقي بيعجبني فيك إنك لماح !
سأله باسل مجددا بنفاذ صبر
جاي السعادي تكلمني في ايه
جلس خالد على طرف الفراش وابتسم له بتهذيب وهو يرد قائلا
ايه حكايتك مع إيناس
ارتبك باسل من سؤاله المباغت والصاډم .. واكتسى وجهه بعلامات شاحبة .. وبدى كالطالب المخطيء وهو يحاول الحفاظ على ثباته الانفعالي ..
تابع خالد متساءلا بحذر
متنكرش إن في حاجة بينكم أو على الأقل من ناحيتك انت صح ولا أنا غلطان
ازدرد باسل ريقه ورد عليه بتوتر قليل وهو يتحاشى النظر مباشرة في عينيه
ايه اللي خلاك تقول كده أنا آآ....
قاطعه خالد بجدية دون أن تطرف عيناه
باسل أنا مش صغير قدامك ولا معنديش خبرة أنا بأفهم في الناس كويس واللي شوفته النهاردة وحصل قدامي يأكدلي إن في حاجة والحاجة دي من زمان أوي مش وليدة النهاردة !
ابتلع باسل ريقه وحك بإصبعيه جبينه وبحث عن كلمات مناسبة ليرد على أخيه الذي ڤضح أمره ببساطة ..
أكمل