دواعي أمنية مشددة من الفصل السادس والعشرين حتي الثاني والاربعون
خالد قائلا بابتسامة واثقة بعد أن تأكد من ظنونه
طب لما انت عاوزها روحت خطبت غيرها ليه
هز باسل كتفيه وهو يجيبه بخفوت
مش عارف
وضع خالد يده على طرف ذقنه وفركه قليلا ثم تساءل بإهتمام
طيب .. وناوي على ايه مع ناتالي
أجابه باسل بتنهيدة مطولة
أنا مش عاوز أظلمها معايا أنا اتسرعت في ارتباطي بيها وآآ...
يبقى مافيش أحسن من المواجهة المباشرة !
قطب باسل جبينه ونظر إليه بثبات ثم سأله مستفهما
قصدك ايه
رد عليه خالد بنبرة متعقلة
يعني بلاش تخترع حجج وأعذار صارحها إنك بتحب واحدة تانية وكنت مفكر إنك لما ترتبط بغيرها هتنساها !
وتفتكر ناتالي هتتقبل ده بسهولة !
والله لو عقلها متفتح وزي ما أنا شايف مش هايفرق معاها وجودك لأن هي من النوع العملي والمشاعر ممكن تكون درجة تانية عندها فهاتكون ردة فعلها طبيعية ومتفهمة !
حرك باسل كتفيه في عدم مبالاة وهو يردد
احتمال !
تابع خالد حديثه الجدي قائلا
المهم انت متحطش نفسك في دوامة خلص مع ناتالي !
وبعدها ظبط أمورك مع إيناس يا أبيه باسل
تشنجت تعابير وجهه عقب عبارته وحذره بضيق
بلاش الكلمة دي لأحسن بټعصبني !
ابتسم خالد وهو يدافع عما قاله
بتقولي أنا ليه روح قولها للي كبرتك يا.. آآ.. يا أبيه !!
هتف باسل بتبرم بائن وهو يعقد ما بين حاجبيه بشدة
تعالت قهقهات خالد عاليا وهو ينظر إلى وجه أخيه المتشنج ثم نهض من جواره وضړب كفا على الأخر وأخذ يردد عبارات مبهمة وتحرك إلى خارج الغرفة وهو متعجب من تأثير الحب على عاشقيه ..
شعر باسل بالإرتياح نوعا ما لأنه لم يعد بحاجة إلى إخفاء مشاعره الحقيقة تجاه حبيبة فؤاده .. فقط عليه أن يضع الأمور في نصابها الصحيح ليحقق أحلامه وسيبدأ من الغد في هذا مع خطيبته السابقة ناتالي ..
تعجبت هي من إصراره على إيصالها بنفسه ولكنها فرحت بذلك لإراحتها من عناء زحام السير وانتظار سيارات الأجرة ..
تحرك مسعد بالسيارة ببطء ملحوظ فسألته إيناس مندهشة
رد عليها بإرتباك قليل وهو يوزع نظراته بينها وبين الطريق
ماشي بس أنا كنت عاوز الأول أحكي معاكي شوية !
سألته بإمتعاض وهي تشير بكف يدها
وانت ماينفعش تحكي وانت مسرع حبتين كده !
ابتسم وهو يجيبها
لأ ينفع بس عاوزك تكوني مركزة في اللي هاقوله يا نانوسة عين أخوكي !
ضيقت إيناس عينيها واستدارت للجانب بجسدها لترمقه بنظرات متفحصة وهتفت بجدية
طالما قولت كده يبقى في إن ها يا مسعد خير
غمز لها قائلا بمرح مصطنع
ده انتي أختي وبأدلعك !
صاحت فيه بنبرة شبه آمرة وقد زاد وجهها تجهما
خش في الموضوع دوغري !
رد عليها بغموض وهو يبتلع ريقه
سابين
تهدل كتفيها بفتور وقد عرفت السبب ورددت قائلة على مضض
اشمعنى !
هتف مسعد قائلا بإستنكار
احنا هانخش لبعض قافية !
نفخت وهي تسأله بنفاذ صبر
مالها يعني
صمت للحظة قبل أن يجيبها بهدوء
أنا شوفتها امبارح !
التوى فمها بتهكم وهي تقول
ده الكلام ده كان في المنام ولا ايه
انزعج من أسلوبها الغير مهتم والساخر وأردف قائلا بحدة
لأ في الحقيقة يا إيناس وأنا بأركن العربية !
أبعدت إيناس خصلة شعرها المتناثرة على جبينها بفعل الهواء للخلف وردت عليه بنبرة دبلوماسية بعد أن لاحظت ضيقه
مسعد ممكن تكون أوهام ومش هيا اللي انت شوفتها يعني جايز تكون واحدة شبهها !
رد عليها بإصرار وقد برزت عروقه
لأ أنا متأكد إنها هي !
سألته مندهشة من تمسكه برأيه
وايه اللي خلاك متأكد من ده !
أجابها دون تردد بضجر
لأنها هربت أول ما شافتني !
عقدت إيناس ما بين حاجبيها في استغراب ونظرت له بإهتمام وهي تسأله
هربت طب ليه
أطلق زفيرا عميقا وهو يجيبها بإحباط
مش عارف
مطت إيناس فمها للأمام وردت عليه معللة
يعني بالعقل كده يا مسعد سابين رجعت من برا وعايشة هنا في القاهرة عادي كده ومن غير ما تعرفك بده
ضغط مسعد على المقود بقبضتيه وحاول الحفاظ على ثباته الانفعالي وهو يجيبها بهدوء
ما أنا مش فاهم ايه اللي حصل معاها والغريبة إني شوفت معاها بنتها !
شهقت إيناس مصډومة عقب جملته الأخيرة وسألته بعدم تصديق
ايه ده !! هي اتجوزت
عبس وجهه بوضوح وهو يجيبها
باين كده
اعتدلت في جلستها وحدقت أمامها غير مصدقة ما سمعته توا ثم حاولت استيعاب الموقف برمته فرددت بلا وعي
أوبا يعني عاشت حياتها عادي واتجوزت وخلفت كمان وانت يا عيني كنت آآ...
قاطعها قائلا بضيق بائن
بصي مش هاخمن حاجة دلوقتي أنا محتاج بس أوصلها وأفهم منها كل حاجة !
وضعت يدها على حجرها والټفت إليه وهي تسأله بسخرية
طيب وهتوصلها ازاي ده انت عامل زي اللي بيدور على إبرة في كوم قش !
ابتسم لها بتصنع وهو يجيبها
ماهو البركة في ربنا وبعدين فيكي !
ضاقت نظراتها وأصبحت أكثر حدة وسألته بغموض
قصدك ايه
أجابها مسعد بتريث
بصي أنا لحقت أقرى أرقام العربية والحروف صحيح مش كلها بس ده اللي لقطته وقتها
عقدت ساعديها أمام صدرها واكفهرت تعابير وجهها بإنزعاج وهي تسأله
أها والمطلوب مني ايه
زادت ابتسامته الماكرة اتساعا وهو يقول
بشاطرتك كده يا نوسة تشوفيلي واحدة من صحاباتك الأنتيم يكون لها حد معرفة في المرور يجيبلي بيانات العربية بتاعتها !
ردت مستنكرة بعد أن أرخت ساعديها
طب وليه اللفة الطويلة دي كلها ماتقول لحد من اللي انت تعرفه !!
أجابها بجدية وهو ينظر نحوها
أنا مش عاوز أعمل شوشرة وقلق على الفاضي وعاوز الموضوع يفضل كده في السكرتة سر لحد ما أقابلها بنفسي
صمتت إيناس لتفكر مليا فيما قاله فالأمر ليس بالهين لتفعله كما أنها لا تعرف إن كانت إحدى زميلاتها أو حتى رفيقاتها على صلة بأحد ما بالمرور لتستعين بخدماته فردت عليه
مش عارفة والله يا مسعد هاعرف ولا لأ
توسل لها أخيها بإستعطاف
حاولي بس يا نوسة ها !
ثم أسبل عينيه ورمقها بنظرات أكثر توسلا ورجاء وأضاف بجدية
ده انتي تعرفي طوب الأرض هنا !
استنكرت عبارته الأخيرة وردت بحدة
يا سلام أل يعني انت اللي متعرفش ده انت ماشاء الله أصحابك أكوام أكوام
رد عليها بإلحاح غير مكترث بما قالته
يالا بقى عشان خاطر اخوكي اعملي الخدمة دي ليا !
ممم..
سألها مجددا بنظرات ناعسة
ها ماشي
حذرته بسبابتها قائلة
بلاش البصة دي ! عشان أنا مش بأستحمل
زادت ابتسامته اتساعا وتهللت أساريره