دواعي أمنية مشددة من الفصل السادس والعشرين حتي الثاني والاربعون
وقد استشف أنها وافقت على طلبه فصاح بسعادة
قلبي يا نوسة !
ردت بسخط قليل
ايوه ده اللي باخده منك قلبي وكلاويا وبس !
أضاف قائلا بمزاح
بكرة أخدمك في مصلحة دي جمعية ودايرة يا بنتي !
هزت رأسها بإيماءة واضحة وهي تقول
ماشي أما نشوف وساعة الجد بتلبسها لأي حد
ابتسم مغترا
عيب عليكي ده أنا مسعد غراب !
تنهد هو بعدها في إرتياح بعد اقناعه لأخته بمساعدته في مسعاه الجدي وتطلع بتلهف لإيجاد سابين وكشف غموض كل شيء .....................................
٢٤١٢ ١٠١٠ م نودي دواعي أمنية .. مشددة
الفصل الثالث والثلاثون
ترجلت إيناس من سيارة أخيها بعد أن أوقفها على مقربة من الطريق المؤدي إلى بوابة كليتها
ولجت للداخل وهي تفكر فيمن تستعين به لتلبية مطلب مسعد ولكنها تسمرت في مكانها فجأة حينما رأت وائل أمامها ..
تجهمت قسمات وجهها وضيقت نظراتها لترمقه بحدة وهي تقول بجمود
خير يا وائل في حاجة
سألها وائل بعصبية قليلة وهو ينظر لها بإحتقان واضح
استشاطت ڠضبا من تدخله في أمورها الخاصة وتلون وجهها بحمرة مغتاظة وصاحت فيه بإنفعال
وانت مالك دي حاجة متخصكش
أخذ وائل نفسا عميقا وحپسه في صدره للحظة ثم أطلقه دفعة واحدة ليستعيد هدوئه فلا حاجة به للتعصب الآن وإلا أفسد معها الموقف ورد عليها بعتاب خفي
قاطعته قائلة بغلظة وهي ترفع كفها أمام وجهه
أنا مسمحلكش ! في حدود للتعامل بينا وأظن انت عارف ده كويس !!!!
أخفض رأسه يئسا وتهالك كتفيه وهو يتابع بإحباط
حرام عليكي بجد أنا نفسي تسمعيني وتديني فرصة أعبرلك عن آآ...
قاطعته مجددا بصرامة وقد زاد وجهها عبوسا
تنهد مستسلما لطلبها ورد عليها بهدوء
ماشي حاضر هاعمل اللي انتي عاوزاه بس ممكن تقوليلي مين الاستاذ اللي وصلك ده لو مافيهاش إساءة أدب !
نفخت بصوت مسموع وأشاحت بوجهها للجانب دليلا على عدم تقبلها لتدخله السافر فيما يخصها ثم نظرت إليه بقسۏة وهي تجيبه على مضض
شوف يا وائل عشان دماغك بس متوديش وتجيب وعشان أحط حد لأي حاجة وحشة ممكن تفكر فيها !
منعته من إتمام جملته قائلة ببرود
من فضلك سيبني أكمل وبالمرة ترتاح وتريح نفسك مني ده أخويا مسعد كان مسافر برا ولسه راجع والطبيعي إنك هاتشوفه كتير لأنه كل ما هايكون فاضي هيرحمني من عڈاب المواصلات الصبح وهيوصلني ! تمام كده ولا في أسئلة تاني
شعر وائل بالخجل من نفسه لتهوره في إلقاء التهم عليها ولكن ما بيده حيلة فهو يغار عليها بشدة ..
تنحنح بحرج وأردف معتذرا
احم .. آآ.. أنا .. أنا أسف !
لم ترغب هي في الإطالة معه وتحركت مبتعدة وهي تقول
عن اذنك !
تحرك خلفها وهو يهتف بإسمها
إيناس
توقفت في مكانها مجبرة وسألته بنفاذ صبر وهي محدقة أمامها
في ايه تاني
ابتسم قائلا بهدوء
انتي عاملة ايه النهاردة
نظرت له بحنق وهي تجيبه
زي ما انت شايف !
اتسعت ابتسامته وهو يضيف بعشم
اوكي طيب مش عاوزة أي حاجة مني أنا أعرف آآ...
قاطعته قائلة بتجهم
شكرا ولو عوزت حاجة اكيد مش هاقولك عن اذنك اتأخرت على محاضراتي
أشار لها بذراعه وهو يقول بخفوت
اتفضلي .. أسف !
أسرعت في خطواتها وتمتمت مع نفسها بضجر
يا ربي هو أنا مش هاخلص منه انسان ثقيل وسمج !
تابعها وائل بنظراته المتمنية وهي تسير مبتعدة عنه وحدث نفسه برجاء
امتى بس ترضي عني يا إيناس
.............................................
لاحقا في كافيتريا الكلية
طرقت إيناس بأصابعها على كتبها الموضوعة على الطاولة وزفرت بإنزعاج لأكثر من مرة وهي غير متقبلة لتلك الفكرة التي اقترحتها عليها رفيقتها أماني ..
ألحت عليها الأخيرة قائلة
والله هو الوحيد اللي هايقف معاكي ده أخوه ليه مركز في المرور وهايجيبلك كل المعلومات اللي عاوزة تعرفيها هوا ومن غير لف ولا دوران !
احتجت إيناس قائلة بتذمر
يعني دونا عن الناس كلها أروح لوائل ده أنا لسه مهزأه !!!
ردت عليها أماني بعدم مبالاة
يا بنتي والله عادي ده هايفرح أوي
زفرت بضيق وهي تتابع رفضها مبررة إحساسها نحوه
أنا مش بأقبله تقيل على قلبي واقف في زوري هنا !!
ضحكت أماني على ما قالته ثم أكملت بمرح محاولة إقناعها بطلب المساعدة منه
معلش المرادي ابلعيه عشان مصلحة أخوكي
مطت إيناس شفتيها لتصر على إعتراضها
مش بأحب أكون كده
بررت لها أماني موقفها
ده طلب مش حاجة يعني ! وبعدين انتي ممكن تعتبريه واحد غريب و اعرضيه عليه لو رفض يبقى جت منه لو واقف يبقى انتي مش أرغمتيه على حاجة !
اوف
مالت عليها برأسها وسألتها بمكر وهي ممسكة بهاتفها المحمول
ها أكلمه وأقوله إنك عاوزاه
أرجعت إيناس ظهرها للخلف وكتفت ذراعيها أمام صدرها وزمت شفتيها وهي تقول
بصراحة مش عاوزة أنا كده ابقى استغلالية
رمقتها أماني بنظرات متعجبة وهتفت مستاءة من عنادها
انتي أوفر بصراحة ده الموضوع أبسط من كده بكتير
صمتت هي ولم تضف المزيد فاحست أماني بقرب موافقتها فألحت قائلة بنعومة
ها اطلبه يا نوسة صدقيني دي حاجة بسيطة وعادية خالص ها ايه رأيك
أخذت إيناس شهيقا عميقا ولفظته من صدرها ببطء وهي ترد مستسلمة
اوكي !
جلست أماني باسترخاء على مقعدها بعد موافقة رفيقتها وهي تقول
ماشي يا قمر
وبالفعل هاتفت أماني زميلهم وائل وطلبت منه الحضور إليهما في كافيتريا الكلية لأمر هام .. وبالطبع لم يتأخر هو عنهما .. فالمسألة بها إيناس .. وهو مستعد لفعل أي شيء ليحظى بلحظة رضا منها ..
أمسك وائل بالورقة المدون عليها أرقام السيارة وحروفها بإصبعيه ثم طواها ووضعها في جيبه وسلط أنظاره على إيناس وأردف قائلا بثقة
اعتبريه تم يا إيناس انتي بس تؤمري
ردت عليه إيناس بحرج وهي تضغط على شفتيها
أنا مش عاوزة أتقل عليك بس آآ..
قاطعها قائلا بنبرة مغترة
تتقلي إيه بس دي حاجة بأعملها بتكة !
ابتسمت مجاملة وهي ترد
ميرسي ليك !
أضاف وائل قائلا بحماس جلي في نبرته وتصرفاته
شوفي لو حابة ايه تاني أعمله أنا موجود ! إنتي بس اطلبي وأنا أنفذ
نهضت عن مقعدها وردت عليه بهدوء
كتر خيرك !
ثم التفتت برأسها نحو رفيقتها وهتفت بإنزعاج
مش يالا بينا يا أماني !
اعترض طريقها بجسده وتشدق قائلا بنزق
طب قوليلي بس لو جبت اللي انتي عاوزاه أكلمك على الموبايل فممكن رقمك ولا آآ...
قاطعته بجمود وهي عابسة الوجه
مافيش داعي أنا مش مستعجلة خد راحتك وأدينا بنشوف بعض هنا !
رد عليها بنبرة هادئة
تمام اللي يريحك !
صاحت إيناس بتذمر
يالا يا أماني عندنا سكشن إنتي ناسية ولا ايه
هبت رفيقتها واقفة وتفهمت رغبتها في عدم البقاء مطولا وهمست بحرج
أها .. اوكي !
لم يهتم وائل سوى بوجود إيناس معه وهتف بفرح
أنا مش عارف أقولك إيه بس بجد أنا طاير من السعادة إنك لجأتي ليا وآآ...
قاطعته