دواعي أمنية مشددة من الفصل السادس والعشرين حتي الثاني والاربعون
بجمود
ميرسي لذوقك !
أضاف قائلا بنبرة متشجعة وهو ينظر لها بتفاؤل
إن شاء الله ماتكونش اخر مرة !
ردت عليه بإيجاز وهي تعلق حقيبتها على طرف كتفها وتحمل كتبها بذراعها
ربنا ييسر !
ابتسم مودعا إياها
باي باي يا إيناس
ردت عليه بإختصار
مع السلامة
وما إن ابتعدت الاثنتان عنه حتى عاتبتها أماني قائلة
وبختها إيناس على أسلوبها قائلة بضجر
بطلي انتي التانية أهوو أنا مكونتش حابة أطلب منه حاجة عشان كده !
دافعت عنه أماني مبتسمة
والله ده طيب وغلبان !
صاحت بها إيناس بنفاذ صبر وقد تصلبت تعابير وجهها
أماني !
استشعرت رفيقتها عصبيتها البادية عليها فتوقفت عما تقول وهي تردد بحذر
يكون أحسن برضوه !
في مطعم ما
كان عليك أن تخبرني بهذا منذ البداية ولا تتلاعب بي !!
وقف هو الأخر واعتذر قائلا بهدوء محاولا امتصاص ڠضبها
لم أقصد ناتالي كنت أظن أني نسيتها وأن حبي لها مجرد وهما ولكني لم أستطع فأنا عاشق لها !
زاد هو من الطين بلة بإصراره على الاعتراف بحبه لها فصاحت فيه بإنفعال
ثم وضعت الخاتم على الطاولة ورمقته بنظرات استنكار قبل أن تستدير وتتركه بمفرده ..
شعر باسل بأنه قد أزاح ثقلا كبيرا عن صدره بإنهائه للخطبة بهذا الشكل المتحضر حتى وإن أصبحت ناتالي تكرهه لكنه قد منع كلاهما من ټدمير الأخر إن استمرا في علاقة فاشلة ..
أرجعك من مطرح ما اشتريتك واستنى أما تحن عليا ست البنات وتوافق عليا ونجيب غيرك !
في اليوم التالي
أحضر وائل ورقة مدون بها المعلومات المطلوبة عن السيارة وانتظر في كافيتريا الكلية ليقابل إيناس ..
فقد كانت فرصته للتقارب أكثر بينهما ولم يدخر هو وسعه في الإلحاح على أخيه لانجاز الأمر فورا ودون تأخير .. ولما لا وهو في مركز مرموق بالهيئة العامة للمرور .. وبالطبع ما طلبه منه لم يكن إلا مسألة سهلة ..
وقعت عيناه عليها وهي تلج للمكان فنهض من مكانه وأزاح مقعده للخلف وتحرك نحوها وعلى ثغره ابتسامة عريضة للغاية ..
هتف بحماس ونظراته مسلطة عليها
أخبارك ايه يا إيناس
ردت عليه بإختصار
الحمدلله
أضاف وائل قائلا وهو يمد يده بورقة مطوية
أنا جبت المطلوب
تملكها الحماس فجأة وارتفع حاجبيها للأعلى وهي ترد عليه
بجد !
ابتسم بتفاخر وهو ينظر مسبلا عينيه نحوها
طبعا هو أنا أقدر أتأخر عنك !
مدت يدها لتتناول الورقة منه وهتفت ممتنة
شكرا
أعطاها لها قائلا بإبتسامة سخيفة
اتفضلي
أضافت هي مجاملة إياه وهي تنظر إلى محتوى الورقة
معلش تعبتك !
رد عليها بنبرة رومانسية
يا ريت لو كل التعب يبقى منك وعشانك !
نظرت له قائلة بإستنكار
افندم !
لم يرد إفساد اللحظة فاكتفى بالابتسامة وهو يرد عليها
لا ولا حاجة !
اوكي
قرأت إيناس ما بداخل الورقة واعتلى حاجبيها للأعلى في صدمة كبيرة وزاد اتساع مقلتيها وهي تردد غير مصدقة ما عرفته توا
مش معقول !
تعجب وائل من الحالة التي أصابت إيناس ونظر لها بغرابة وهو يسألها بفضول
في حاجة غريبة في المكتوب
ارتبكت هي من سؤاله وردت عليه بتلعثم
هاه .. آآ.. لأ !
أوضح مقصده قائلا
بس شكلك كده اتغير وآآ...
قاطعته قائلة بابتسامة مصطنعة
لأ عادي أصلها واحدة صاحبتي وكانت مهاجرة ورجعت !
أومأ برأسه وهو يقول
طب تمام حمدلله على سلامتها !
ردت عليه بشحوب ظاهر على وجهها
الله يسلمك عن اذنك !
استغرب من ردة فعلها وتساءل مندهشا
بسرعة كده طب اقعدي اشربي حاجة !
ردت عليه بإختصار
بعدين بعدين عن اذنك
انصرفت سريعا وهي تحاول استيعاب تلك المفاجأة الصاډمة التي عرفتها توا ..
تابعها وائل متطلعا إليها بنظرات شغوفة وهو يقول بتمني
نفسي أخد فرصتي معاكي بجد !!!
هب مسعد من فراشه مذهولا وغير مصدق ما قالته إيناس عبر الهاتف بشأن المعلومات التي
ردت عليه بصوت شبه منزعج
أنا مستنياك
اتجه ناحية خزانة ملابسه ونزع عنه باقي ثيابه المنزلية وهتف بتلهف
مسافة السكة سلام !
ثم التقط بيده بنطالا وقميصا وارتداهما على عجالة ليتجه بعدها إلى أخته ...
راقبت إيناس الطريق بنظرات شمولية وزفرت لأكثر من مرة بضيق واضح ..
لم يتوقف عقلها للحظة عن التفكير في سابين وما فعلته بدا الأمر غريبا أكثر منه صاډما ..
انتبهت هي إلى صوت أبواق متتالية فأدارت رأسها في اتجاه الصوت فرأت أخيها وهو يلوح لها بذراعها من النافذة فسارت نحوه ..
فتحت إيناس الباب وركبت إلى جوار أخيها الذي تحرك بها مبتعدا بعد أن رفضت ابلاغه بأي شيء وهو يقود السيارة حتى لا يفقد أعصابه أو يتهور بفعل المفاجأة ..
أوقف مسعد السيارة في مكان شبه مزدحم ثم الټفت إلى أخته وسألها بجدية
فين الورقة
اتفضل
قالتها وهي تناوله إياه بحذر شديد ..
اختطف الورقة منها وفتحها ليقرأ ما بها بعجالة ثم انفرج فمه مصډوما مرددا بذهول وكأن صاعقة ما قد ضړبت رأسه بقوة
مش ممكن !!!
ردت عليه إيناس غير مصدقة هي الأخرى
أنا زيك مش مستوعبة المكتوب !
أبعد الورقة عن عينيه ووضع يده على مقدمة رأسه ليفركها في حيرة وردد متساءلا بتعجب كبير
أنا مش فاهم حاجة طب إزاي
أجابته بإندهاش لا يقل عنه
اسألها بنفسك وانت تعرف
ماهو ده اللي هايحصل ودلوقتي !!
هتف بتلك العبارة بعد أن تحول وجهه للوجوم وهو يعاود تشغيل السيارة لينطلق بها نحو منزل سابين .............................
٢٤١٢ ١٠١٠ م نودي دواعي أمنية .. مشددة
الفصل الرابع والثلاثون الجزء الأول
لم يرغب مسعد في إصطحاب إيناس معه خلال مواجهته مع سابين .. وبرغم تذمر الأخيرة واعتراضها على قراره الصارم والنهائي إلا أنها لم تتمكن من اقناعه بمجيئها معه ..
هي تعلم بما دون من معلومات في الورقة لكنها مثله لم تفهم سبب فعلها لهذا ..
أوصلها أولا عند بنايتهم فترجلت على مضض منها ورمقته بنظرات معاتبة ولكنه لم يعبأ بها ولا بتوسلاتها و انطلق مسرعا بالسيارة نحو العنوان المذكور ..
ظلت أنظار إيناس متعلقة ببقايا أثر سيارة أخيها وهي تدعو الله في نفسها أن يمر الأمر على خير ..
إيناس !
أسئلة كثيرة دارت في رأس مسعد محاولا الوصول لتفسير مقنع لها ..
لم يكن يرى أمامه سوى صورة وجهها وتلك الطفلة الصغيرة التي كانت معها ..
ظل يكرر لنفسه متساءلا بحيرة
طب