دواعي أمنية مشددة من الفصل السادس والعشرين حتي الثاني والاربعون
نحو قلبه وتابعت بصوت شجي
إنت جوا هنا زي ما أنا كنت جوا هنا !
كان فين الكلام ده من أربع سنين !
لمعت عيناها بوضوح وهي تجيبه
صعب وقتها موسأد قول ده ! بس ممكن نصلح كل حاجة
هز رأسه قائلا بتهكم
اه ده على أساس إن اللي اتكسر جوايا مج مش كوباية !
نظرت له بعدم فهم وسألته بحيرة
ايه انت اقصد ايه
مش عارف أشرحلك حاجة لأن أنا نفسي مش عارف هاتصرف ازاي !
ثم سحب يده من كفها وأكمل بنبرة جادة
ده حتى لا وقت ينفع فيه عتاب ولا الوقوف على الأطلال في مصېبة ولازم أشوف حل ليها وخصوصا مع الفاموليا !
موسأد ! بليز!
أذابت نبرتها فؤاده ورفعت نسبة الأدرينالين الذي أوقد مشاعره المشتاقة إليها وجعلته يتوق شوقا أكثر إلى جذبها فورا إلى أحضانه ونسيان ما مضى كليا والبدء من جديد لكنه نفض عن فكره كل تلك الأفكار المتهورة والهوجاء وهتف قائلا بجمود مريب
ثم استدار ليفتح الباب فتوسلته بإستعطاف بعد أن ظنت عدم قدرتها على استمالته نحوها
استنى موسأد !
لم يمهلها الفرصة وخرج مسرعا وصفق الباب من خلفه فاستندت هي بكفيها عليه وأطرقت رأسها حزنا وأدمعت عيناها خزيا وهي تردد بأسف
أوه .. يا ريت مش كون خسرتك .. حبيبي !
ذرعت إيناس غرفتها ذهابا وإيابا تفكر فيما قرأته في الورقة التي تخص سابين..
ظنت السوء بأخيها واعتقدت أنه كان يتلاعب بها وبالعائلة طوال الأعوام الماضية موهما إياهم ببحثه المزعوم عن سابين وأنه عازف عن الزواج لأجلها وهو في واقع الأمر كان مرتبطا بها ارتباطا وثيقا ..
أكثر ما أزعجها أنه كڈب عليها هي تحديدا ولم يكن أمينا حينما كانت تسأله عن أحواله فإن كان أخبرها مسبقا عن زواجه منها لم تكن لتغضب منه ....
اصطبغ وجهها بحمرة مغتاظة من مطاردته الدائمة لها وتعمده اذلالها بصورة أو بأخرى .. لكن ما أصابها بالريبة هو تصرفه السخيف بإحضار باقة ورد بدون وجود سبب مقنع حتى وإن كان يتعلل بإعتذاره لها ..
عادت إبتسامتها للظهور وبقوة حينما تذكرت ما فعلته بها وحدثت نفسها بتباهي
قطع تفكيرها فيه هو صوت رنين هاتفها فنظرت إلى شاشته فوجدت المتصل هو أخيها مسعد فمطت فمها بإستهجان ثم أجابت على اتصاله بامتعاض
ايوه يا مسعد !
رد عليها بجدية
ايناس البسي وانزليلي أنا واقف تحت البيت مستنيكي محتاج أتكلم معاكي في اللي عرفتيه !
صاحت متسائلة بحنق
قاطعها قائلا بجمود صارم
إيناس البسي يالا بسرعة سلام !
ثم أنهى معها المكالمة فنظرت إلى شاشة الهاتف بغيظ وردت عليه بعبوس
ماشي يا مسعد ! أما أشوف أخرتها معاك ايه !!!!!
التقى مسعد بأخته أسفل البناية ثم اصطحبها معه إلى مطعم قريب من المنزل ليسرد لها كل ما عرفه من سابين ..
أصغت له بإنتباه تام .. ورغم عدم اقتناعها في بداية الأمر بما يقول لكن بدا الأمر لها في النهاية منطقيا حينما علمت بتدخل جهات عليا سيادية ودولية لإتمام الأمر في سرية ..
كذلك تعاطفت مع حال الصغيرة جينا التي فقدت أمها غدرا وأشفقت عليها ..
شعر مسعد بالإرتياح لتفهم أخته الموقف وأيضا لتبرئة ساحته من الشكوك ..
نظرت له بدقة وهي تسأله
وهاتعمل معاها ايه
أجابها بنبرة حائرة وهو يفرك طرف ذقنه
مش عارف !
ردت عليه متساءلة
طب إنت لسه عاوز ترتبط بيها ولا خلاص هتنهي الموضوع
رد عليها بإستياء وعلامات الحيرة واضحة عليه
هو أنا عارف أفكر أصلا في حد إلا هي بس دلوقتي الوضع مختلف وآآآ....
قاطعته إيناس قائلة بنبرة مهتمة
طيب ماهي محلولة هي تعتبر مراتك بس مع وقف التنفيذ !
نظر لها مسعد بعدم اقتناع وهو يردد
بلاش عبط الله يكرمك يا إيناس مراتي ايه ! هو احنا هنكدب الكدبة ونصدقها !
هتفت إيناس قائلة بضجر
ماهو انت برضوه مش وصلت لحل
نفخ مسعد بضيق وډفن وجهه للحظة بين كفيه ثم تراجع للخلف ليجلس بإسترخاء على المقعد وأردف قائلا
بصي أنا محتار ومش عارف أفكر كويس دلوقتي سيبني يومين مع نفسي أشوف هاعمل ايه واللي فيه الخير يقدمه ربنا !
حركت إيناس رأسها متفهمة وهي تقول
ماشي
اعتدل مسعد في جلسته ونظر لأخته برجاء وهو يهمس بمكر
إيناس نوسة نانوسة !
بادلته نظرات غامضة فهي تعرف أخيها حينما يستخدم تلك الكلمات المدللة وردت عليه بنبرة ذات مغزى
نعم !
هتف قائلا برجاء
اللي حصل ده مايتقالش أنا مش ناقص قلبة دماغ من غير لازمة خلي الطابق مستور لحد ما ربك يأذن ! ونشوف هنعمل ايه !
كټفت ساعديها أمام صدرها ونظرت له متفهمة وهي تقول بصوت هاديء
أوكي
بعد مرور يومين
عاد مسعد إلى وحدته العسكرية وكذلك باسل وقص كلاهما على الأخر ملخصا موجزا لأخر التطورات التي مرا بها ..
تنفس باسل الصعداء لأنه تخلص من إشكالية الخطبة بناتالي دون توتر .. وتعاطف مع رفيقه الذي كان الضيق واضحا عليه بصورة جلية و مشتت التفكير معظم الوقت ..
بالطبع فالموقف خطېر وهو في حالة يحسد عليها .. لأنه لا يستطيع ترك المسألة معلقة دون التصرف ..
كذلك لا يريد الإقدام على شيء ما دون التفكير في توابعه بصورة عقلانية ..
يعني ناوي برضوه على ايه
تساءل باسل بجدية وهو محدق في رفيقه ..
رد عليه مسعد بتبرم وهو يلوح بيده
يادي أم السؤال ده أنا بتسأله أكتر من هناكل ايه النهاردة !
هتف باسل بضجر
ماهو إنت مش مريحنا ولا عاوز تقول حتى بتفكر في ايه
فرك مسعد فروة رأسه الحليقة قائلا
أنا بأحسبها صح
أضاف باسل قائلا بجدية
هي مش كميا ده 1 1 يساوي 2 !!!
رد عليه مسعد ساخرا
لأ 2 وعيلة نص شبر !
لم يعبأ باسل بجملته الأخيرة وعقب متساءلا بثبات
ما علينا المهم إنت عاوز تتجوز سابين ولا لأ
مط مسعد فمه قليلا ثم مسح وجهه بكف يده وتنهد قائلا
مكدبش عليك أنا ماحبتش إلا هي ومش هاعرف أتجوز غيرها !
التوى ثغر باسل بإبتسامة باهتة وهو يرد عليه
طيب ما هي محلولة اتجوزها رسمي
تساءل مسعد مستنكرا وهو يشير بعينيه
واللي عندي في البيت أطنشهم مثلا !!!
رد عليه باسل متساءلا بغموض
مش أختك إيناس عارفة بالحكاية
أومأ مسعد برأسه إيجابا وهو يرد بإيجاز
اه
وأضاف باسل مبررا بهدوء
وأخواتك البنات ماهيصدقوا يفرحوا بيك !
اها
ثم صمت ليكمل بعدها بنفس النبرة الهادئة
ناقصك بس سيادة اللوا والحاجة وآآ..
قاطعه مسعد قائلا بتوجس
أهو أنا مشكلتي كلها في الحاجة صفية العيلة كلها كوم وأمي لوحدها كوم تاني !
مد