دواعي أمنية مشددة من الفصل السادس والعشرين حتي الثاني والاربعون
بتهكم صريح
بلا دواعي بلا دوالي !
ثم حدق في الاثنتين بنظرات حادة وتابع مستهزئا من الموقف برمته
عيني عليا طب أقول لأهلي ايه كنت في أفريقيا بأناضل لأربع سنين وإذا فجأة اتجوزت وخلفت بالإحساس لأن الواي فاي مكنش شغال كويس هناك ! ايوه لا تخرج قبل أن تقول سبحان الله !
ضمت الصغيرة إلى صدرها بعد أن رفعتها عن الأرضية ومسحت على ظهرها برفق وأنامت رأسها على كتفها وهمست مواسية
رد عليها بتهكم وهو ينظر لها بضيق
ايوه اديني شوية تعاطف ! وحطي عليها معلشة كمان !
رفعت الصغيرة رأسها عن كتف سابين ونظرت في اتجاه مسعد وسألته ببراءة
دادي إنت كون فوق
نظر له بتعجب وأجابها متساءلا بعدم فهم
فوق فين
ردت عليه الصغيرة ببراءة وهي تفرد ذراعيها في الهواء
سلط مسعد أنظاره على سابين وسألها بنفاذ صبر بعد أن تعذر عليه فهم كلمات الصغيرة
أنا مش فاهم منها حاجة بتقول ايه دي
ابتسمت بإحتراز وهي تجيبه
لما كانت بتسأل عن باباها آآ..
أكمل وهو يشير بيده نحو نفسه
اللي هو أنا يعني !
أومأت برأسها بخفة وهي تجيبه بحرص
ألقى مسعد بجسده على أقرب أريكة هاتفا بإستسلام وهو يضرب فخذيه
ماشاء الله ! أبوها .. طيار بقى وكده الله أعلم قايلة ايه تاني !
قبلت سابين الصغيرة من وجنتها وهمست لها في أذنها بشيء ما ثم أنزلتها على قدميها فركضت الأخيرة في اتجاه غرفتها ..
نكس مسعد رأسه للأسفل ثم أغمض عيناه محبطا بعد تلك الحقيقة الصاډمة ..
ربما لم تتزوج سابين منه فعليا ولكنها تمكنت من الحصول على أوراق رسمية زائفة تشير إلى كونها زوجته ..
تعجب هو من مدى سذاجته لكونه كان يبحث في دائرة مفرغة وهي في أخر مكان توقع أنها ستتواجد فيه بل وعلى ذمته ....
خطت سابين نحوه بعد أن طال صمته وسألته بهدوء وهي تحاول سبر أغوار عقله
رفع رأسه ببطء في اتجاهها ورمقها بنظرات غامضة لم تتمكن من فهمها ورد عليها بإستياء بائن في نبرته
مش عارف ماهو اللي حكيته استحالة يحصل ولا حتى في الأحلام ..............................!!
٢٤١٢ ١٠١٠ م نودي دواعي أمنية .. مشددة
في منزل سابين
حدق مسعد أمامه بنظرات خاوية يفكر مليا في تلك الکاړثة التي حلت فوق رأسه فهو متزوج دون أن يعلم منذ أكثر من عامين بالإضافة إلى وجود صغيرة تحمل اسمه ولا تربطه بها أي صلة ..
عضت سابين على شفتها مجددا بإرتباك وظلت تراقبه صامتة .. فمن حقه أن يستوعب المسألة بروية حتى تصل معه إلى حل أمثل مرضيا لجميع الأطراف ..
ركضت الصغيرة جينا نحوه وهي تحمل ورقة بيضاء عريضة .. ووقفت قبالته وهتفت بمرح
دادي أنظر !
نظر لها باستغراب وردد متعجبا من مزجها للغة العربية الفحصى مع مصطلحات انجليزية بطريقة غريبة
أنظر ! دي اللي هي أبص يعني !
تابعت الصغيرة حديثها بحماس
أنا رسمت مامي دادي جينا !
ظلت تلوح بالورقة أمامه بكلتا يديها لتجبره على أخذها منه لينظر إلى ما رسمته ..
لم ترسم جينا الكثير بل الأحرى أن نقول أنها كانت تحاول رسم دوائر وأشياء غير مفهومة أو ما يقال عنه شخابيط طفولية
حدق مسعد في الرسم الطفولي بنظرات متعمقة محاولا تفسير ما رسمته الصغيرة ..
وقبل أن يستكشف مقصدها هتفت هي قائلة بسعادة وهي تشير إلى دائرة ما ينبعث منها عدة خطوط متعرجة
مامي
رد عليها بسخرية
اه باين عليها بشعرها النكيش ! بس لو قلبتيها كده هتبقى شبه عمتك إيناس !
أكملت الصغيرة جينا قائلة وهي تشير بإصبعها نحو دائرة أخرى أقل حجما ويتدلى منها خطين رفيعين
جينا
مط فمه قائلا بمزاح
ممم .. تمشي بالزعازيع دي !
دقق هو النظر في ذلك الشكل المقارب للمثلث والذي يتوسط الدائرتين .. وسألها مستفهما
وده مين اللي شبه القرطاس ده حاسه مش غريب عليا !!
هتفت بسعادة جلية وهي تصفق بيديها وقد ظهرت نواجذها بوضوح
دادي !
هز رأسه بإيماءات متتالية وردد قائلا بسخرية
اه تصدقي شبهي خالص ماهو أنا فعلا القرطاس اللي اتقرطس في الليلة دي كلها ولبس العمة لأ واتكبست جامد في دماغه ! عندك خيال واسع يا بنتي ليكي مستقبل باهر معايا !!!
توجست سابين خيفة أن يتفوه بشيء مزعج أمام الصغيرة التي تحرص عليها فهتفت بقلق
جينا sweetie حلوتي بليز go inside اذهبي للداخل دادي تعبان !
اعترضت الصغيرة جينا بضيق
نو .. أنا آوز عاوزة دادي !
ثم أجلست نفسها على حجر مسعد الذي نظر لها عاجزا عن فعل أي شيء .. وسلط من بعدها أنظاره المنزعجة إلى سابين التي رمقته بنظرات متوسلة كي يمرر الأمر بسلام ..
أخذت الصغيرة تضع يدها على أنف مسعد وتضغط عليه بإصبعيها وتنظر له بتفحص فأبعد يدها قائلا بضجر قليل
بس يا حلوة !
اقتربت منه سابين ومدت ذراعيها لتلقف الصغيرة قبل أن يتفاقم الوضع ويتعصب مسعد على الصغيرة التي لا ذنب لها ..
ثم حملتها وأخذت تهدهدها برفق وهي تتساءل بجدية
بتفكر تعمل ايه موسأد
هب واقفا من مكانه ونظر إليها مطولا قبل أن يجيبها بجمود
أنا ماشي دماغي مش جيباني لحاجة
لم يرد هو اتخاذ أي قرارات مصيرية دون التفكير بصورة عقلانية .. لذلك تحرك مبتعدا عنها فحاولت اللحاق به وهي تهتف برجاء
بليز موسأد صدقني أنا مش كنت عاوز أذيك أنا آآ...
لم تكمل عبارتها للنهاية فقد ترددت في البوح بما تشعر به نحوه ..
هي لم تعترف له مسبقا بحبها له فظنت أنها ربما تكون الفرصة للتعبير عما تكنه له .. لعل قلبه يرق نحوها ويغفر لها ما أقدمت عليه ..
لذا هتفت بنزق وهي محدقة في ظهره
أنا بأحبك موسأد !
كانت قبضته موضوعة على مقبض باب المنزل حينما باغتته بإعترافها الذي جعل أصابعه تتجمد عليه ..
الټفت نحوها ببطء ونظر إليها بثبات دون أن تطرف عيناه ..
لم يكن يرى سواها أمامه ..
وكأن العالم من حولهما تلاشى إلا منهما ..
همست مجددا برقة وهي تنظر إليه
ييس .. أنا أحبك موسأد
انفرج فمه لا إراديا غير مصدق ما قالت ..
هي تحبه مثلما أحبها ..
تساءل مع نفسه مصډوما أحقا قد اعترفت له ذلك
ولم تكن مجرد تخيلات اختلقها عقله
دنت منه سابين ونظرت مباشرة في عينيه لتتابع بصوت خفيض وناعم للغاية
يمكن زمان مش إقدر قولك ده بس أنا لسه أحبك !
أنزلت الصغيرة التي لم تكن تعي حرفا مما يقال فتركتهما بمفردهما وركضت نحو غرفتها ..
لم ينبس مسعد ببنت شفة .. وظل محدقا بها بذهول ..
ابتلعت هي ريقها بإرتباك خفي وأردفت قائلة حينما طال صمته
أنا مش عاوز أجبر إنت على حاجة موسأد أنا قول على حسه ناحيتك !
ثم أشارت بإصبعها