دواعي أمنية مشددة من الفصل السادس والعشرين حتي الثاني والاربعون
العلبة الموضوعة على جانب الطاولة
حاجة زي ..مممم.. بيت رعاية أطفال مش عندهم مامي ولا دادي !
أدرك مسعد أنها تقصد ما يشبه دور كفالة اليتيم فأومأ برأسه
أها فهمتك
أضافت قائلة وهي تشعر بنوع من تأنيب الضمير بسبب ما حدث لرفيقتها
أنا مش رضيت أسيبها تتبهدل إنت مش عارف ممكن يعملوا ايه في بيبي صغير مش قادر يحمي نفسه !
اه أم قلب طيب إنتي هاتقوليلي !
تابعت هي قائلة بنبرة حزينة
وقررت أتبناها وتبقى تحت وصايتي وخۏفت أكتر إن هما يوصلولي ويؤذوني أو يؤذوها زي مارلي فلجأت لمكتب حماية الشهود وغيرت هويتي لحاجة تانية !
وكأنه لم يقتنع بما قالته فرد عليها بسخط وقد تحولت نظراته للضيق
ايوه صابرين موسأد أوراب !
ييس مش حد هيفكر إن دي أنا الكل عارفني بسابين مشعل !
صاح بها ساخرا
يا ناصحة فقولت ألبسها للغلبان مسعد !
عضت على شفتها السفلى وهي تهمس بتوتر
مش بالظبط !
أشار بسبابته للأمام وهو يتساءل بعبوس
والبت دي عملتي معاها ايه
رمشت بعينيها بإرتباك ملحوظ وتلعثمت وهي ترد قائلة
تابع متساءلا بنفاذ صبر
ايوه جينا ايه
تراجعت خطوة للخلف وهي تجيبه بصوت خفيض
آآ.. جينا موسأد أوراب
وضع مسعد يده على رأسه مصډوما وهتف غير مصدق ما يحدث معه
صلاة النبي أحسن ! كمان !!!
لم ترغب سابين في إخفاء أي شيء عنه فالمصارحة في هذا التوقيت مطلوبة لوضع الأمور في نصابها الصحيح ..
فهي من اختارت استغلال اسمه والاستعانة به كوسيلة للاختباء عن أعين من يحاولون اغتيالها ومن حقه أن يحصل على تفسيرا كاملا لدوافعها ..
أضافت قائلة بنبرة خاڤتة
وال FBI رتبلي هويات جديدة وانتقلت لولاية تانية لحد ما أظبط أوضاعي وبعدها رجعت كايرو القاهرة على إني آآ..
مدام صابرين ! وفي مسئول هنا مهم ساعدني عشان كل حاجة تبقى سليمة !
احتقنت عيناه بوضوح وسألها بغلظة
والكلام ده كان من امتى
تنحنحت برقة وهي تجيبه
احم من آآ.. من سنتين ونص
هدر مصډوما بإنفعال جلي
اييييييه !
انتفضت خيفة من تهوره ورددت بحذر وهي مسبلة لعينيها الدامعتين
كور قبضة يده وأوهمها أنه على وشك لكمها فأخفضت رأسها ووضعت كفيها أمامها لتحمي نفسها منه ولكنه ضړب قبضته بالأخرى وأكمل بصوت غاضب
مجاش في بالك للحظة تعرفيني باللي عملتيه ولا تطمنيني عليكي حتى أش حال مكونتش معترفلك بحبي ليكي !!
نظرت له من طرف عينها وابتلعت ريقها وهي محرجة منه .. فهو محق في ضيقه منها ...
أولاها ظهره وأكمل بنبرة متشنجة وهو يضغط بيديه على رأسه محاولا كبح غضبه
حرام عليكي ده أنا كنت هاتجنن وأعرف أي حاجة تخصك !
أخفضت يداها للأسفل ونظرت إليه بندم وبررت موقفها قائلة بهمس
خۏفت موسأد يحصل زي أخر مرة مع إيناس سيستر بتاعك أنا مش كنت أستحمل إنت تتأذى أو حد من عيلة ومارلي ماي فريند ماټت بسببي ! فخبيت عن الكل !
استدار بجسده ليواجهها واستنكر ما قالته ورد عليها بسخرية مريرة
يا حنينة فقولتي بقى أجي من وراه وأكتب اسمي على اسمه وأهوو محدش واخد باله ولا هيعرفوا أصلا وبالمرة ألزقله بنت مش عارفها عشان تكمل الليلة !
هزت رأسها نافية وهي تدافع عن نفسها بجدية
نو لأ موسأد .. نو ! دي كانت دواعي أمنية .. مشددة !!!
ارتفع حاجباه للأعلى وظن أنها تستخف به وصاح متهكما
يا شيخة ! دواعي أمنية !!
هزت رأسها بإيماءة خفيفة وردت عليه بجدية
أها .. وأنا كان لازم أعمل كده عشان أحمي نفسي وجينا معايا !
اغتاظ من عدم اهتمامها بإحساسه الذي احتفظ به نحوها لأربع أعوام دون أن ينتقص من قدره شيئا وهتف متساءلا بسخط
طب مفكرتيش إن ملعوبك ممكن يتكشف وإن ممكن حد من طرفي ياخد باله من الاسم ويعرف ويبلغني ده مصر كلها أوضة وصالة ومنفدة على بعض !!
لم تستوعب جيدا المغزى من عبارته التهكمية الأخيرة وردت عليه بحذر
أنا مش إفهم !
اڼفجر فيها غاضبا وهو يشيح بيده
لا انتي فاهمة كويس
ارتجف جسدها من نبرته المتشنجة ونظرت له پخوف ظاهر في عينيها وهمست له برجاء
موسأد صدقني أنا كنت خاېف عليك وده كان لمصلحة الكل !
استنكر ما رددته قائلا
بلاش كدب !
تحرك مبتعدا عنها وظل ينفخ بعصبية واضحة ..
وقفت مترددة في مكانها حائرة فيما تفعله معه وفي النهاية أقدمت على التحرك وسارت بخطوات محسوبة نحوه ..
كان مسعد محدقا امامه يفكر بتعمق في كل ما دار ..
أربع سنوات تم اختزالها في أكذوبة كان هو بطلها المجهول دون أن يعرف ..
شعوره بالحنق والڠضب يفوق قدرته على تحمله ..
خشيت سابين أن يثور هو عليها وينهي كل شيء في لحظة انفعال طائشة ..
فمدت يدها بحذر ووضعتها على ذراعه وتلمست بشرته بأناملها الرقيقة وضغطت برفق عليه وهي تقول بنبرة ناعمة بتلك اللكنة العربية العجيبة
أنا عارف إنك مضايق بس أنا صادقة موسأد أنا عملت ده لينا كلنا !
الټفت برأسه نحوها وأخفض عيناه لينظر إلى يدها الموضوعة عليه ..
فكرت هي في سحبها ولكنها لاحظت تعلق أنظاره بها .. فأبقتها كما هي ..
شعر مسعد بيد صغيرة تجذبه من بنطاله پعنف وهي تقول بصوت طفولي بريء
مامي ده يشبه البابا !
أدار مسعد رأسه في اتجاه الصغيرة جينا ونظر لها بتمعن كانت تمتلك أعين زرقاء وبشرة بيضاء بالإضافة إلى كونها شقراء ..
تنهد بتعب ثم قال ساخرا
يشبه البابا ايه جو الدبلجة ده انتي بتفرجي البت على سبستون كتير !
ردت عليه سابين برقة
أوه أنا بأعلمها أربيك عربي وانجليش
التوى فمه بإستنكار ليقول
يا زين ما اخترتي خليها تشوف عالم سمسم ولا بكار وتتكلم لغوتنا أنا مش ناقص فقع مرارة !
ابتسمت لأنه استطاع تجاوز تلك الشعرة الفاصلة بين العقل والجنون وعاد لطبيعته المرحة من جديد ..
وردت عليه بنعومة موجزة
اوكي
هتفت الصغيرة جينا متساءلة وهي تشير بإصبعها الضئيل نحو مسعد
مامي دادي !
ابتسمت سابين بإشراق وهي تجيبها بهدوء
اوه ييس جينا hes daddy
قفزت الصغيرة بمرح وهي تصفق بيديها وصاحت مهللة
دادي بابا !
مين بابا
ومرتبك
صاح بها مذهولا
وحياة أمك !!!!
انزعجت من أسلوبه الفظ وحذرته قائلة بتوجس بعد أن لاحظت انكماش الصغيرة من الخۏف وتراجعها للخلف لتلتصق بها
بليز موسأد إهدى مش قصاد جينا !
نظر لها شزرا وأكمل بصوت غاضب
أهدى يعني جوزتيني وجبتيلي عيال معرفهومش وأنا ولا هنا !
ردت عليه مبررة
دي دواعي آآ...
قاطعها قائلا