دواعي أمنية مشددة من الفصل السادس والعشرين حتي الثاني والاربعون
جيبي !
ثم زفر بصوت مسموع وهتف قائلا باستسلام وهو يدس يده في جيبه ليخرج حافظة نقوده
أمري لله خد يا سيدي إياكش يطمر في سيادته !
تناول الموظف النقود منه وابتسم مجاملا بابتسامة صفراء
تمام .. لحظة أجيب لحضراتكم البدل والأدوات !
استدار باسل ناحية حبيبته وسألها بجدية
مبسوطة يا إيناس
اتسعت ابتسامتها وهي تجيبه بنبرة مرحة
حافظ هو على شكل بسمته الزائفة أمامها وهو يحدث نفسه قائلا بغيظ
على الله تيجي بفايدة مايبقاش مۏت وخړاب ديار !!!
.........................
قضت إيناس وقتا طيبا حماسيا للغاية مستمتعة فيه بكل لحظة وهي بداخل ذلك المكان الثلجي ..
كانت تلهو كالأطفال تتقاذف كرات الثلج في الهواء كما ألقت بجسدها على بعض الأكوام المتراصة لتطبع شكل جسدها عليه ..
نعم فهي كانت مختلفة تماما عن ذي قبل طفلة مرحة لا تحمل ضغينة نحوه تضحك بعفوية وبراءة من قلبها
وفجأة هتفت بحماس مثير وهي تشير بيدها
البطريق أهوو
ثم ركضت في اتجاهه فلحق هو بها قائلا بجدية
طب بالراحة وانتي ماشية !
ردت قائلة بتلهف
عاوزة ألحقه
على رأيك ده أنا صارف ومكلف كمان مش هاشوف جنابه !
وقفت إيناي على مقربة شديدة من طائر البطريق وهتفت بحماس وهي تخرج هاتفها المحمول لتعطيه إلى باسل
صورني يا باسل معاه على أد ما تقدر مش هوصيك !
أشار لها بيده رافضا أخذه فتعجبت منه وبدت على وشك الڠضب فأسرع بالتلويح بهاتفه المحمول ففهمت أنه يريد استخدامه ..
وبمكر واضح رد عليها قائلا
ماشي بس مش قبل ما ناخد صورة سوا
هزت رأسها بالإيجاب وهي تهتف بتلهف
طيب بسرعة يالا !
وقف باسل إلى جوارها ورمقها بنظرات شغوفة ثم ابتسم قائلا بصوت حنون بعد أن مال بكتفه ناحيتها ليكون قريبا منها
رسمت هي بسمة عريضة على ثغرها وهتفت بحماس وهي محدقة في انعكاس صورتها
ها كده حلو
بادلها نفس الابتسامة السعيدة ونظراته لم تفارق وجهها وردد بتنهيدة مشتاقة
تمام !
ثم ضغط على زر الالتقاط ليسجل هاتفه لقطات مميزة لكليهما معا مطالعا إياها فيهم بنظرات المتيم الغارق شوقا في أنهر العاشقين ..
ولعل القادم أفضل له إن استمر معها على هذا المنوال ..
...............................
في أحد محال ثياب الزفاف
زفر مسعد بإرهاق واضح فقد مضى وقتا وسابين تجرب ثوبا تلو الأخر محاولة انتقاء الأقرب إلى تصورها ..
كانت الصغيرة جينا تعبث ببراءة في أثواب الزفاف وجميع من في المحل يداعبها بلطف وود ..
بعد برهة خرجت سابين من غرفة القياس وعلى شفتيها ابتسامة رقيقة .. فهب مسعد واقفا من مكانه وسألها بجدية
ها يا صابرين اختارتي حاجة
هزت رأسها بإيماءة خفيفة وهي تجيبه بصوت خفيض
ييس نعم !
هتف وهو ينفخ عاليا
أخيرا يا صبر أيوب !
شعرت هي بالحرج من طول المدة التي استغرقتها في تجربة كل ثوب على حدا لذلك أردفت قائلة بحياء وقد توردت وجنتيها نوعا ما
سوري موسأد بس أنا بأدور على حاجة سيمبل !
سألها بفضول وهو يغمز لها بعينه
طب هي فين وريهاني !
هزت رأسها معترضة بشدة مرددة
نو لأ دي bad omen فأل سيء !
لم يفهم هو معنى تلك الكلمات الموجزة بوضوح واعتقد أنها تطلب منه الذهاب فتساءل بتعجب وهو يتلفت حوله
أقوم أروح فين
ابتسمت لأسلوبه المرح وردت عليه بنبرة ناعمة
نو لأ موسأد إنت مش لازم شوف dress ثوب !
في نفس اللحظة انضمت السيدة صفية إليهما لتقول بنبرة متأففة وعلامات الإنزعاج والنفور جلية على قسماتها
ها يا حلوة اختارتي حاجة ولا هنلف لسه على كعوب رجلينا !
ردت عليها سابين بهدوء رقيق
خلاص أنطي !
لوت صفية ثغرها لتقول بإقتضاب متهكم
أنطك ! اعوجي لسانك عليا كمان!
مال مسعد على والدته وأسند كفه على كتفها ثم همس لها بضجر
يا ماما دي أجنبية مش عاوجة بؤها ولا حاجة !
نظرت هي له شزرا وردت بعبوس
دافع عنها دافع !
توسل مسعد لها قائلا باستعطاف خفي
بلاش الله يكرمك شغل الحموات من دلوقتي اديها فرصة تخش عندنا الأول وتتمرمغ معانا وبعدها دوسي براحتك !
عنفته قائلة بعد أن رأت تلهفه الواضح نحوها
يا مسعد اتقل كده بلاش تبقى مدلوق عليها هتسوق فيها وتتعوج عليك !
رد عليها غير مكترث
واتقل ليه وأنا بأحبها وهي بتحبني
زادت نظراتها حدة واغتاظت من رده ثم هتفت بتبرم
هتفضل طول عمرك كده على نياتك !
ابتسم قائلا بسعادة
إنما الأعمال بالنيات وأنا نيتي حلوة على الأخر !
أضافت صفية قائلة بتجهم
بكرة ټلعن اليوم اللي اتجوزتها فيه اسمع مني !
رد عليها بعدم مبالاة
ماشي بس برضوه هاجرب الأول معاها !
يئست هي من محاولاتها الفاشلة في اثناءه عن زواجه منها وردت باستياء جلي
مافيش فايدة منك !
وثبت الصغيرة جينا بمرح وهي تقترب من مسعد ثم التفتت برأسها نحو صفية ونظرت لها بتفحص وهتفت ببراءة وهي تشير بسبابتها نحوها
نانا!
نظرت لها صفية بضيق ولكزت ابنها في كتفه وهي تقول بضجر
حوش ياخويا
جذبت الصغيرة جينا مسعد من بنطاله وتابعت الهتاف المرح
دادي نانا !
وزع هو نظراته بين والدته وبين الصغيرة ورسم ابتسامة بلهاء على فمه وهو يردد بحذر
اه هي ستك صفية !
هتفت صفية بنبرة قاتمة وهي ټضرب كفها بالأخر مستنكرة الأمر برمته
أل كنت ناقصة دلاديل !
ضغط مسعد على شفتيه قائلا بتذمر
خفي يا ماما البنت واقفة !
ردت هي عليه بحدة
طب انجز بقى أنا تعبت من اللف والدوران !
هتف مستنكرا تعجلها الغير مبرر
هو احنا لحقنا !
ردت عليه بنفاذ صبر وهي تشير بيدها
بأقولك ايه الشمس طول النهار عندي في البيت وضاربة في دماغي !
مازحها مسعد قائلا بسخرية
ليه هو البيت من غير سقف
ردت عليه بسخط محذرة إياه من التمادي معها بتلك الطريقة
بطل هزارك الرخم !
حرك رأسه بحركة خفيفة وهو يردد
ماشي يا ست الكل هي عامة خلصت وهانروح كلنا !
هتفت وهي تزفر بنفور
أوف الحمدلله !!!!
...................................
لاحقا في سيارة باسل
انهت إيناس جولتها في المول الشهير بعد لعبها المرح في الباحة الثلجية ثم عاودت الجلوس في السيارة .. وانطلق بها باسل في طريق العودة للمنزل ..
تنهدت بسعادة مرددة
انت مش متخيل أنا اتبسطت أد ايه النهاردة !
استدار برأسه قليلا نحوها ورد عليها بثقة مغترة
عشان تعرفي
أضافت هي قائلة بإعجاب
لأ أبهرتني بصراحة !
هز رأسه قائلا بتفاخر
طب الحمدلله
ثم ساد الصمت بينهما ..
لم تلتفت هي نحوه مجددا وظلت محدقة في الطريق أمامها
اختلس هو النظرت إليها وتطلع لها بتمعن بين الحين والأخر ..
تردد في سؤالها عن إحساسها نحوه .. لكن لا طاقة به للصبر وتخمين شعورها لذلك حسم أمره وهتف بصوت ثقيل
إيناس !
التفتت برأسها نصف