الأربعاء 27 نوفمبر 2024

دواعي أمنية مشددة من الفصل السادس والعشرين حتي الثاني والاربعون

انت في الصفحة 39 من 50 صفحات

موقع أيام نيوز


أنا بأكلمك بصلي !
ضغطت على شفتيها على مضض والتفتت نحوه بتثاقل ثم أجابته بفتور 
خير
تابع قائلا بهدوء حذر وهو يرمقها بنظرات جادة 
يا ريت بعد كده لو هنتكلم سوا يكون في أسلوب أحسن شوية
ارتفع حاجبها للأعلى مستنكرة عبارته هاتفة 
افندم
أوضح لها مقصده قائلا 
المفروض انتي طالبة في سياسة واقتصاد وجو الشلت وقعدات المصطبة مايلقش على جو الدبلوماسية والكلام الراقي أي حد لو سمعك بتكلمي بالشكل ده هيرد عليكي إما بكلام يزعلك أو هيبصلك بصة مش حلوة وأنا في الحالتين مرضاش بده ليكي !

اغتاظت هي من توبيخه المهذب لها هي لم تقصد أن تكون لاذعة في سخريتها منه لكنه دوما يقلل من شأنها فأرادت أن تكيل له بنفس المكيال ..
ولكن كان رده عليها تلك المرة مختلفا فجعلها تشعر بالضيق وبكونه محقا في عتابه .. وتساءلت بين جنبات نفسها لماذا لم يكن رقيقا هكذا حينما كانت في أمس الحاجة إلى كلمات طيبة محفزة لها وليس إلى وقاحة شرسة محبطة ومدمرة لشخصها 
أغمضت عيناها حزنا واكتفت بإخراج تنهيدة عميقة من صدرها ..
سألها باسل بصوت رخيم قاطعا حبل أفكارها بعد أن طال صمتها 
ها اتفقنا 
ردت بإيجاز دون أن تلتفت نحوه 
ربنا يسهل
راقب هو تبدل تعابير وجهها للحمرة الخفيفة مع تحوله للعبوس والإنزعاج فأيقن أنها تفهمت غرضه واستشعرت خطئها ..
تمنى لو كان قد تعامل مسبقا معها بنفس الأسلوب المعاتب دون تطاول أو إساءة .. بالطبع لكان هذا شكل فارقا في العلاقة بينهما الآن .. فدوما هما بين شد وجذب بين كره وعناد ..
تنهد مطولا واستدار بالسيارة في اتجاه مغاير قطبت هي جبينها مندهشة وسألته بجدية 
انت واخدني على فين 
رد عليها بغموض 
مشوار
زادت ريبتها من كلمته المقتضبة وسألته بقلق قليل 
يعني فين ده 
ابتسم قائلا لها وهو يغمز بطرف عينه 
والله مش خاطڤك مع إن في مقدوري بس أنا ملتزم مع أخوكي بكلمته !
شعرت بزهو طفيف في نبرته فهتفت متحدية إياه 
متقدرش أصلا تعمل ده أنا مش هاسكتلك !
مازحها قائلا بإبتسامة عريضة 
عارف ما أنا معايا بطلة العالم في النكد !
ضيقت نظراتها لتصيح مستنكرة 
نعم !
جاهد لكتم ضحكاته بعد أن رأى احتقان نظراتها وتعابيرها وصحح بهدوء
قصدي في رفع الأثقال !
اوف 
تمتمت مع نفسها بكلمات مبهمة وأشاحت بوجهها بعيدا عنه بينما راقبها هو بإستمتاع عجيب مكملا قيادة السيارة نحو وجهتهما الغامضة ..
..............................
في منزل سابين 
استعان مسعد بخبراء في الديكور لترتيب أثاث المنزل الجديد بعد أن أصر على شراء غرفة نوم جديدة وأيضا غرفة معيشة لتتناسب مع كون المنزل شقة للزوجية بعد إجراء تلك التعديلات.
فرحت جينا كثيرا بالإضافة الطفولية لغرفتها التي زادتها براءة وجمالا ولم تقل سعادة سابين عنها.
رأت في أفعال مسعد نحوها وكذلك الصغيرة حب حقيقي نابع من قلب طيب لا يعرف البغض أو الحقد.
وتمنت أن تدوم فرحتها للأبد.
اتفقت معه على عدم دعوة عائلتها لحضور حفل الزفاف لتجنب تعرضهم للخطړ حال استمرار أحدهم بمراقبتها مع إبلاغهما سرا وبترتيبات أمنية خاصة بمسألة زواجها الفعلي.
لاحظ مسعد شرودها فاقترب منها وهمس بمرح 
الجميل سرحان في ايه 
هزت كتفيها وهي تجيبه بإبتسامة رقيقة 
ولا حاجة 
غمز لها هو قائلا بمكر 
هانت كلها حبة أد كده ونقفل علينا الباب وهتشوفي العجب معايا
نظرت له بجدية متساءلة بعدم فهم من عبارته الغير واضحة 
تقصد ايه 
أومأ بعينيه قائلا بعبث وقد زاد بريق عيناه  
الحاجات دي متتقالش دي بتتعمل يا قمر !
خجلت من كلماته المتوارية وردت عليه بجمود محذرة إياه 
موسأد !
همس لها بتنهيدة عاشقة وهو مسبل عيناه 
عيون مسعد !
ردت عليه بعتاب ناعم 
انت قليل الأدب !
هتف مازحا وراسما ابتسامة بلهاء على وجهه 
عيب عليكي أنا مش متربي يا حبيبتي !
نكست رأسها حياءا منه وهمست بخجل 
أوه
ازداد حماسة من حرجها وتورد وجهها ثم هتف بمرح 
هو في كده !!
وضعت سبابتها على طرف أنفها وتحاشت النظر إليه وهمست برجاء 
بليز أنا اتكسف !
هز هو رأسه بالنفي قائلا بثقة 
أنا لأ !
أدركت أن أسلوبها الغير حازم معه سيجعله يتمادى في طريقته لذا بدلت نبرتها للجدية وتعابير وجهها للصرامة ثم هتفت محذرة 
موسأد ها !!
أومأ برأسه إيجابا موحيا لها بخنوعه لطلبها وردد قائلا 
حاضر يا حبي !
..........................................
على مقربة من أحد المولات الشهيرة 
أوقف باسل سيارته في الجراج الخاص بالمول الشهير فتلفتت إيناس حولها بإندهاش وتساءلت بجدية وعلامات الإنبهار واضحة عليها 
هو انت جايبنا هنا ليه 
أجابها مبتسما 
مانفكسيش تشوفي البطريق 
قطبت جبينها بحيرة ورددت باستغراب 
بطريق !
أومأ برأسه بإشارة خفيفة وأجابها بحماس قليل 
أها أنا سمعت انهم فتحوا هنا سكاي إيجيبت وفيه بطاريق وحاجات عجيبة كده فقولت أخدك تشوفيه
انفرجت شفتاها بذهول وهي تردد بحماس ظاهر في تعابير وجهها ونظراتها 
ايه ده بجد 
ابتسم قائلا بود 
طبعا اومال احنا جايين هنا ليه !
هللت قائلة بعدم تصديق وقد اتسعت عيناها بفرحة كبيرة 
ياه أنا مش مصدقة أنا هاشوف البطاريق وهاتزحلق على الجليد ده أنا هاغيظ أصحابي وزمايلي وهاتصور معاهم سليفي وآآ....
قاطعها قائلا بجدية مصطنعة 
واحدة واحدة ندخل بس الأول ونقطع التذاكر وبعدها تعملي اللي انتي عاوزاه !
أومأت برأسها إيجابا قائلة 
اوكي !
حدق باسل فيها متفرسا تلك الفرحة والسعادة البارزة في تصرفاتها وتمتم مع نفسه قائلا 
لو كنت أعرف ان الحاجات دي بتبسط البنات أوي كنت عملتها من زمان !
لوحت هي بيدها قائلة بجدية وهي تسرع في خطواتها 
يالا بسرعة 
ماشي 
قالها وهو يسير خلفها مستمتعا برؤيتها في تلك الحالة ..
..............................
وقف باسل أمام الموظف المسئول عن حجز تذاكر الدخول للباحة المليئة بالثلوج الاصطناعية ليقطع تذكرتين لكليهما فصعق حينما عرف الأسعار الخاصة بذلك المكان وصاح مدهوشا 
نعم بتقول كام 
أجابه الموظف ببرود 
زي ما حضرتك شايف دي أسعار الدخول والألعاب المصاحبة لكل نوع !
تساءل باسل بإمتعاض واضح على محياه وهو يرمقه بنظرات منزعجة 
ودي فردي ولا عائلي 
رد عليه الموظف بنفس النبرة الجافة 
للفرد الواحد يا فندم !
هتف باسل بصوت مرتفع وقد انعقد حاجبيه باستنكار 
ليه إن شاء الله !
أوضح له الموظف سبب غلو الأسعار قائلا ببرود 
يا فندم حضرتك هاتشوف كمان البطريق وتتصور معاه لمدة دقيقتين !
هتف بتأفف بعد ان اشتعلت عيناه غيظا 
بس !!
عادت إيناس وهي تحمل في يدها قفازا ثم تساءلت بإهتمام 
ها حجزت 
نظر لها قائلا بتأفف 
لسه انتي مش شايفة الأسعار عاملة إزاي أنا مكونتش مفكر الموضوع غالي كده !
ردت عليه بجدية وهي تشير بعينيها 
أومال ايه ده بطريق يا باسل بطريق !
همس قائلا بغيظ 
ده بيقبض اكتر مني !
قاطع حديثهما الموظف قائلا بهدوء مستفز 
يا فندم البطريق عنده ساعة واحدة في اليوم يشوف فيها الناس !
الټفت باسل ناحيته وسأله بتهكم 
ليه يعني وراه الديوان واحنا مش عارفين !!!!
عبست إيناس بوجهها بعد أن رأت الجدال الدائر بينهما وتنهدت قائلة بإستياء 
شكلك مش فرحان على فكرة إنت ممكن تكنسل الموضوع
رد عليها متمتما بصوت خفيض 
هو مش شكلي ده
 

38  39  40 

انت في الصفحة 39 من 50 صفحات