الأربعاء 27 نوفمبر 2024

دواعي أمنية مشددة من الفصل السادس والعشرين حتي الثاني والاربعون

انت في الصفحة 38 من 50 صفحات

موقع أيام نيوز


حديثه فتح باب القاعة على مصراعيه فجأة وولج منه باسل مرتديا ثيابه العسكرية وواضعا لنظارته القاتمة على عينيه وأردف قائلا بصرامة 
بعد اذنك يا دكتور
اتسعت حدقتي إيناس پصدمة كبيرة وشهقت مدهوشة حينما رأته متواجدا بالقاعة بل وانفرجت شفتاها في ذهول مرددة بعدم تصديق 
يالهوي ايه اللي جابه ده !
صاح فيه الأستاذ الجامعي پغضب بسبب تجاوزه آداب الاستئذان 

انت مين وازاي ټقتحم علينا القاعة بالشكل ده !!!!
نزع باسل نظارته ورمقه بنظرات قوية ثم أجابه بنبرة واثقة 
أنا الرائد باسل سليم ومعايا أمر باصطحاب الآنسة إيناس محمد غراب !!
وضعت إيناس كفيها على فمها لتكتم شهقة صادرة منها ونهج صدرها من فرط التوتر الذي أصابها فما يفعله الآن يتخطى حدود المنطق وغمغمت بقلق كبير مما قد يبدر منه 
ده مچنون رسمي مختل عقليا !
تساءلت أماني بفضول وهي تراقب ردة فعل رفيقتها 
مين ده يا نوسة 
أجابتها الأخيرة بضيق 
الزفت باسل !
همست أماني بإعجاب بعد أن ارتفع حاجبيها بإنبهار بائن من هيئته المٹيرة 
أوبا هو ده ليكي حق مش تفكري في وائل خالص
ڼهرتها إيناس قائلة بحدة 
اسكتي دلوقتي !
تساءل الأستاذ الجامعي بجدية وهو يتفرسه بنظرات شمولية 
عاوزها ليه 
أجابه باسل بغموض واثق بعد أن الټفت برأسه بعيدا عنه ليبحث بعينيه عن حبيبته المختبأة بين جموع الطلبة 
دواعي أمنية يا دكتور
نظر له الأستاذ الجامعي قائلا بإستغراب 
نعم 
تابع باسل قائلا بتأكيد وقد التقطت عيناه مكانها 
دواعي أمنية .. مشددة ومقدرش أقول أكتر من كده !
صدرت همهمات عالية بين الطلبة ونظر الجميع إلى بعضهم البعض بحيرة .. فمن تلك المحظوظة التي يأتي ضابطا وسيما من أجلها 
بالطبع غبطتها بل حسدتها غالبية الفتيات المتواجدات بالقاعة ..
هتف باسل بصوت جهوري صارم 
ممكن تتفضلي معايا يا آنسة !
انقبض قلب إيناس بشدة فقد خشيت من تهوره الأهوج إن رفضت الإنصات له .. وهمست متوجسة 
ده ناوي يفضحني !!!!
ردت عليها أماني مشجعة إياها على الذهاب معه والاستمتاع بمغامرة لن تتكرر أبدا في الجامعة ومادحة إياه 
روحي معاه ده شكله جان وكيوت وجذاب على الأخر !
عنفتها إيناس بخفوت 
اسكتي انتي مش عارفة حاجة
صاح باسل قائلا بنبرة ذات مغزى 
يالا يا آنسة !
بينما أضاف الأستاذ الجامعي بجدية محفزا إياها 
روحي يا آنسة إيناس مع حضرت الظابط وربنا يسترها علينا !
نفخت بحنق فلم يكن أمامها بدا من الإعتراض لقد أحكم خطته تلك المرة وحاصرها مرة أخرى فعجزت عن الفرار منه ..
لملمت أشيائها وعلقت حقيبتها على كتفها واخترقت جموع الطلبة الجالسين إلى جوارها لتتمكن من ترك المدرج ثم نزلت على الدرج بخطوات شبه متعثرة ونظراتها المستشاطة ڠضبا مسلطة عليه ..
ابتسم لها بمكر وغمز لها قبل أن يعيد وضع نظارته ثم أشار بكفه لتتبعه إلى خارج القاعة ..
وما إن تأكدت هي من ابتعادها عن أعين المحيطين بهما حتى هتفت فيه بنبرة محتدة 
انت اټجننت عشان تيجي لحد كليتي وتعمل الفيلم ده !
أجابها بإبتسامة مغترة وهو يدس يديه في جيبيه 
وأكتر من كده كمان !
هتفت مستنكرة تفكيره الأهوج قائلة باستهزاء 
بجد انت هربت منك !
رد عليها ببرود محاولا استفزازها 
ماهو حبك جنني يا نوسة
نظرت له شزرا من طرف عينها وتابعت بتهكم 
باين كده مخك لسع وعلى رأي ماما اللي يشوفه يفتكره فارس في ساحته ومايعرفش إنه حتى الشراب شاحته !
اغتاظ من أسلوبها الفج في الحديث وعنفها بحذر 
ألفاظك رهيبة فحت ! فلمي لسانك !
ردت عليه بوقاحة 
بأنزل لمستواك اللي تستاهله !
تهكم من طريقتها الغير لائقة قائلا بسخط 
لا بجد ! ده مستوى الشلت ! فعيب على طالبة سياسة تكلم كده !
احتقن وجهها من رده القاسې عليها واستشعرت أنها تجاوزت أدب الحوار وربما بهذا أعطته فرصة لإھانتها والتطاول عليها بسبب زلة لسانها فهتفت بضيق 
مالكش دعوة
أكملا سيرهما سويا في صمت حتى وصلا إلى خارج المبني فاستطرد باسل حديثه قائلا بهدوء 
تعرفي عاجبني فيكي إننا بنكمل بعض !
ردت عليه ساخرة 
احنا ھنموت بعض في الأخر عشان ترتاح !
ضحك من ردها فاستفزها أكثر وضيقت أعينها لتنظر له بنظرات حادة فبادلها هو بنظرات حانية وتشدق مبررا سبب ضحكه 
نفس الكلام اللي قاله خالد بالظبط ! بس مع فرق المصطلحات !
سألته بغرابة وقد زاد تجهم تعابيرها 
خالد مين ده 
أجابها بإيجاز 
أخويا الكبير !
أرادت استفزازه فتعمدت رسم ابتسامة غريبة على محياها وهمست بنعومة 
اها الكيوت الجان ال.. آآ....
قاطعها مهددا بنبرة عدائية 
زودي حرف كمان وهتروحي زيارة لمستشفى أبو الريش !
عادت إلى طبيعتها ونفخت قائلة 
اوف بجد منك !
تلفتت هي حولها حينما رأته يتجه بها نحو مرآب السيارات وسألته بتوجس قليل 
احنا رايحين فين كده 
أجابها بغموض وهو يغمز لها 
دواعي أمنية !
ردت عليه بحدة وهي تركل الأرضية بقدمها بعصبية 
بلاش الكلمة دي مستفزة !
رد عليها مبتسما بهدوء 
ماشي !
ضغط على زر القفل الالكتروني الخاص بسيارته ثم أشار لها بيده لتستقلها وتجلس في المقعد الأمامي فخشيت أن تركبها وتسمرت في مكانها ثم التفتت نحوه وسألته بجمود 
اخدني على فين 
أجابها بنبرة متريثة 
مش هاخطفك متقلقيش !
رفعت أعينها نحوه وهي تسأله بإقتضاب 
اومال 
رد عليها بأريحية 
أنا استأذنت أخوكي أخدك مشوار !
استنكرت رده الغريب قائلة بتهكم 
ومسعد بقى open mind متفتح العقل ووافق عادي !
فهم المغزى من عبارتها الأخيرة والتي تحمل معنا ضمنيا مسيئا إليه ودافع عنه قائلا 
اه هو واثق فيا وأنا مش هاخذل صاحبي !
ردت بسخط قليل 
ونعم الصحوبية !
صحح لها كلمتها قائلا بنبرة متعمدة 
دي أخوية يا حبيبتي !!!
اكتشفت حيلته المنطوية على استخدام كلمات متوارية للتغزل بها وعنفته قائلة بغلظة 
أنا مش حبيبتك أنا إيناس أخت صاحبك ! افتكر ده كويس !!!!
ضغط على شفتيه بقوة مرددا بإستياء 
خليكي كده احبطيني !
ردت عليه بعدم اكتراث 
هو ده اللي عندي وإن كان عاجبك !
دنا منها فتوترت وأردف قائلا بصوت رخيم 
اي حاجة منك حلوة !
ثم أخفض نبرته ليتغزل بها 
ماهو كلك على بعضك حلو !
اضطربت نبضاتها وتوردت وجنتيها خجلا منه طريقته الغير معتادة معها واستشعرت تلك السخونية التي تتسرب إلى وجهها فحاولت أن تبدو طبيعية أمامه ورددت بإمتعاض هامس 
غتت
راقب باسل تأثير كلماته الناعمة عليها حتى وإن كانت موجزة لكنها أتت بثمارها ورأى بوضوح ارتباكها المثير لمشاعره فردد بين جنبات نفسه بسعادة متأججة 
الظاهر إن عندك حق يا خالد كله بالحنية بيفك ........................... !!!!
..........................................
٢٤١٢ ١٠١٣ م نودي دواعي أمنية .. مشددة
الفصل الأربعون الجزء الأول 
بإمتعاض ظاهر على قسمات وجهها ونظراتها الحادة اضطرت إيناس أن تستقل سيارة باسل ..
لم تنظر نحوه وحدقت في الطريق أمامها وأحيانا كانت تشيح بوجهها للجانب لتنظر من النافذة الملاصقة لها ..
أراد هو معاتبتها على أسلوبها الفظ في الحديث فبحث بتروي على طريقة للاسترسال معها لذلك استطرد قائلا بصوت هاديء 
إيناس !
لم تعقب عليه رغم وجود ارتباك خفيف وتنفست بصوت مسموع ..
أعاد تكرار ندائه لها قائلا وهو ينظر نحوها 
إيناس
 

37  38  39 

انت في الصفحة 38 من 50 صفحات