الأربعاء 27 نوفمبر 2024

دواعي أمنية مشددة من الفصل السادس والعشرين حتي الثاني والاربعون

انت في الصفحة 42 من 50 صفحات

موقع أيام نيوز


إسراء قائلة بابتسامة مطمئنة 
ابعدي وساوس الشياطين عن دماغك وإن شاء الله خير !
ردت عليها بإقتضاب وهي قاطبة لجبينها 
ربنا يسهل
قبلت إسراء والدتها مجددا من رأسها ومسحت على ظهرها برفق وردت بصوت متفائل 
هيسهل إن شاء الله بس انتي انوي !
..................................
في صباح اليوم التالي 

في كافيتريا الكلية 
جلست إيناس مع خالد على إحدى الطاولات الشاغرة وبعيدا عن الزحام بعد أن رأته منتظرا إياها على باب قاعتها الدراسية ..
تعجبت من حضوره المفاجيء لكنها رضخت لطلبه الحديث معها.
استطرد هو حديثه قائلا بنبرة دبلوماسية معتادة 
أنا طلبت أتكلم معاكي وأتمنى مكونش معطلك عن حاجة !
ردت عليه بهدوء 
لأ أنا عندي وقت فاضي لسه ساعة على المحاضرة التانية
ابتسم بتصنع وهو يتابع 
كويس وأنا مش هاخد من وقتك كتير !
سألته بفضول وهي محدقة فيه 
خير يا أستاذ خالد !
صمت للحظة قبل أن يجيبها بغموض 
باسل !
انعقد ما بين حاجبيها وسألته بنبرة مرتابة 
ماله 
أجابها بهدوء عجيب 
بيحبك !
ارتبكت من رده الصريح .. واشتعلت وجنتيها بتلك السخونية الغير متوقعة ..
جاهدت لتحافظ على ثباتها الانفعالي لكن تعابير وجهها المرتبكة تفضح أمرها .. 
تلعثمت وهي تجيبه 
أنا مش عاوزة آآ....
قاطعها قائلا بجدية 
اسمعيني للأخر من فضلك يا إيناس !
ازدردت ريقها قائلة بتوتر 
اتفضل !
أخذ هو نفسا عميقا ثم زفره على مهل واستأنف حديثه الجدي 
باسل بيحبك من زمان وكان بيكابر بس احساسه ناحيتك واضح من أول لحظة اتعلق فيها بيكي !
شعرت بالحرج لكون أخيه الأكبر يتحدث عن تلك المسألة الحساسة بأريحية تامة وكأنه على دراية بكل ما يدور فارتبكت أكثر وحاولت الحديث فخرج صوتها متقطعا 
انا آآ...
تابع مقاطعا إياها بنبرة متريثة لكنها صارمة 
بلاش تقاطعي من فضلك !
هزت رأسها مستسلمة 
طيب !
أكمل خالد حديثه الجدي قائلا بهدوء 
هو كان غبي لما اتصرف بطريقته دي معاكي زمان بس يمكن كان عنده مبرراته تخليه آآ...
انفعلت إيناس من تحويل مسألة إھانتها والتطاول عليها باللفظ والفعل إلى مجرد تصرفات هوجاء طائشة فهتفت بحنق وقد تحولت نظراتها للحدة 
ده أهاني ومد ايده عليا وحسسني أد ايه كنت حقېرة وآآ...
رد عليها بصوت هاديء مقاطعا إياها 
هو ندم انه عمل كده ! صدقيني ندم بجد مش مجرد كلام
وكأن حديثه الرزين قد امتص نوبة ڠضبها قبل أن تثور في وجهه فتنفس بإرتياح لنجاحه في هذا وتابع بهدوء 
أنا مش عارف أوصفلك بالظبط هو بيحاول يعمل ايه عشان يصلح غلطته دي ويثبتلك انه بيحبك أوي !
نكست رأسها للأسفل وتحاشت النظر نحو خالد وظلت تفرك في أصابع يدها المسنودة على حرجها بتوتر كبير ..
تفرس خالد في ردود فعلها الطبيعي وأدرك أن حديثه يحدث تأثيرا بها فتوسم خيرا أن يأتي بنتائج مبشرة ..
لذلك أضاف بنبرة رخيمة 
هو نفسه يعرف مشاعرك ناحيته دلوقتي !
ظلت هي مبعدة لعينيها عن أخيه وردت بصوت شبه متحشرج ومخټنق نسبيا 
آآ.. أنا متلخبطة أوقات كتير بأحس إني عاوزة أخنقه لما بأفتكر اسلوبه معايا بأكرهه جايز ببقى مضايقة منه نفسي أخليه يدوق شوية من إحساسي بالقهر وآآ..
قاطعها قائلا بجدية 
بس هل انتي بتحبيه 
رفعت رأسها لتنظر نحوه بعد سؤاله المباغت فأوضح معللا الغرض من سؤاله 
أقصد في مشاعر جواكي ناحيته !
ردت بحذر وهي تبتلع ريقها 
مش عارفة !
ابتسم لارتباكها وسألها بفضول 
طيب لو حذفنا اللي حصل زمان وكلامه البايخ هل في فرصة إنكم يعني .. آآ.. نقول مثلا تنسوا اللي فات وتدوا نفسكم فرصة تتعرفوا على بعض من أول وجديد
صمتت إيناس ولم تجبه وأخذت تفكر بعقلانية في حديثه الأخير ..
مال خالد نحوها بجسده للأمام واستأنف حديثه 
فكري بقلبك واسمحيله ياخد فرصة معاكي مش هاتخسري حاجة !
ردت بفتور 
هاشوف!
حصل خالد على مراده من حديثه مع إيناس ولم يكن لديه المزيد ليضيفه لذلك نهض واقفا من مكانه وتشدق قائلا 
طيب .. هاسيبك تشوفي اللي وراكي وهاروح أشوف شغلي أنا كمان !
هبت هي الأخرى واقفة وردت عليه باستغراب 
لسه بدري !
ابتسم قائلا بتهذيب 
يدوب ألحق وقتي وأتمنى أسمع أخبار حلوة قريب !
ابتسمت قائلة برقة 
إن شاء الله
ثم مد يده ليصافحها وهو يقول 
عن اذنك
صافحته بحذر قائلة 
اتفضل يا أستاذ خالد !
ألقت هي بجسدها على المقعد بعد انصراف خالد وتمتمت مع نفسها قائلة 
عاملي زي عفريت العلبة يا باسل بتطلعلي في كل حتة ! 
.....................................
في الوحدة التدريبية 
أعد مسعد حقيبته واضعا فيها ما يحتاج إليه من متعلقاته الخاصة وعاونه باسل في ترتيب حاجاته ثم مازحه قائلا 
ايوه يا عم مين أدك أجازة جواز وهتهيص !
نظر له رفيقه بإنزعاج وردد بضيق 
الله أكبر ومن شړ حاسد إذا حسد !
رد عليه باسل مبتسما بمرح 
متخافش أنا مش بأحسدك !
هتف مسعد قائلا بسخرية وهو يشير بحاجبيه
ايوه انت عينك صفرا بس
رد عليه باسل بجدية 
لا صفرا ولا ألوان المهم مافيش أخبار عن رأي إيناس !!
أجابه مسعد بفتور 
لا أخبار ولا أهرام أنا رأيي تكبر دماغك منها وتشوفلك واحدة تانية !
انزعج هو من رده الجاف فهو يختزل مشاعره في كونها شيء عابر ودافع عن رغبته بها قائلا بحدة 
يا سيدي أنا بأحبها وآآ.. وهي أكيد بتحبني !
التوى ثغر مسعد ليرد بتهكم 
واضح فعلا ده حتى أنتو من شهداء الغرام !!!
زفر باسل قائلا باستياء 
بلاش تريقة علينا هي بس اللي بتكابر معايا!
لم يقتنع مسعد بما يقوله وهتف بإصرار 
ده أنا شايفها وعارفها بنفسي انت واقف في زورها خد مني واشتري !
نفخ باسل بصوت مسموع ورد بنبرة محبطة وقد تهدل كتفيه 
هي لو تفكر كويس وتنسى اللي فات !
انتبه مسعد لجملته الأخيرة والتي بدت غامضة للغاية لذا سأله مستفهما 
تنسى ايه بالظبط 
ارتبك باسل من سؤاله المباغت وفكر سريعا في رد موجز ومقنع ليقوله له فطرأ بباله أن يتفوه بحذر 
آآ.. أقصد يعني ماتعتبرنيش زي أخوها
حرك مسعد رأسه بإيماءة خفيفة قائلا 
اها فهمتك !
ربت باسل على ظهره وألح قائلا برجاء خفي 
طب ما تخدم أخوك وتقول كلمتين طيبين في حقي
رد عليه مسعد بتبرم 
هو أنا فاضيلك ! ماتخلي عندك ډم !
ابتسم له باسل بتصنع وتابع بنبرة متعشمة 
معلش ده أنا حبيبك وبكرة تحتاجني في وقت زنقة !
رد عليه مسعد بقلق وهو يغلق سحاب حقيبته
كفاية الزنقة اللي أنا فيها !
أصر باسل على طلبه قائلا بود 
يا عم هاخدمك واحدة بواحدة !
استسلم مسعد لإلحاح رفيقه المستمر ورد بنبرة منهكة 
ماشي هاجرب !
تهللت أسارير باسل وهتف بحماس جلي 
ايوه بقى يا مسعد ! عاوز أحصلك وأتجوز !
وقف مسعد قبالته ثم وضع يده على كتفه وحدق فيه بنظرات مباشرة وثابتة وأردف قائلا بجدية 
يا باسل خدها مني نصيحة !
تعجب هو من حالة التبدل السريع التي سيطرت عليه وسأله بتوجس 
نصيحة ايه دي 
أجابه بابتسامة مراوغة 
الراجل مننا قبل الجواز ھيموت ويتجوز ويقضي يومين عسل !
هز باسل رأسه مقتنعا فتابع الأخير حديثه ولكن بعبوس وضجر 
إنما بعد الجواز هايكون عاوز ايه غير انه لما
 

41  42  43 

انت في الصفحة 42 من 50 صفحات