الأربعاء 27 نوفمبر 2024

دواعي أمنية مشددة من الفصل السادس والعشرين حتي الثاني والاربعون

انت في الصفحة 43 من 50 صفحات

موقع أيام نيوز


يرجع من الشغل يلاقي مراته ماټت !
ارتفع حاجبي باسل للأعلى مستنكرا عبارته 
يا ساتر يا رب ده انت نظرتك سودة للحياة!
ضړب كتفه بقبضته ورد عليه بنبرة يشوبها اللامبالاة 
ده الواقع يا حبيبي شړ ولابد منه !
أمال باسل رأسه للجانب وحركها بإيماءة ظاهرة ليضيف بمكر 
طب ما تيالا مع أخوك ! وأهوو يجرب زيك !

حاضر أما أشوف أخرتها ايه معاك ومعاها
قالها مسعد وهو يعلق حقيبته على كتفه لينصرف بعدها إلى الخارج .. في حين تبعه صديقه وهو مستمر في الحديث عن رغبته في الاستقرار والارتباط بإيناس حتى مل هو من ثرثرته الزائدة ...
.................................
في منزل مسعد غراب 
لم يتوقف مسعد عن محاولة إقناع أخته الصغرى بالعدول عن رأيها بشأن مسألة خطبتها لباسل .. ولاحقها حتى في غرفتها ليكمل محاولته الأخيرة وهتف بإندفاع 
يا نوسة الواد باسل هايموت عليكي ! اديله فرصة !!!
ردت هي عليه بضجر وهي تكتف ساعديها 
بأقولك أنا مش بأحبه
مازحها قائلا بسخرية 
ومين بيحبه أصلا !
أرخت ذراعيها ونظرت نحوه هاتفة بنزق 
اهوو انت بنفسك بتقول آآ...
قاطعها سريعا قبل أن تتمادى في ظنها الخاطيء به 
بس والله طيب وأخلاق وابن حلال !
تنهدت بإحباط ومطت شفتيها للأمام ولم تعقب ..
اقترب مسعد من أخته وطوق كتفيها بذراعه وأضاف بمرح 
يا بنتي ده مسمينوه أيقونة الجدعنة رمز الشهامة !
أدارت رأسها للجانب لتنظر إليه باستغراب مرددة 
بسلة !
رد عليها مبتسما ببلاهة 
تخيلي ! بسلة !
أشاحت بوجهها بعيدا وأطلقت تنهيدة عميقة من صدرها وتحركت عدة خطوات للأمام ليسود الصمت بينهما للحظات ..
لا يعرف أحد ما الذي يجول في عقلها من صراعات كبيرة ..
هي تحاول تجاوز المسألة والتفكير بذهن صاف في كونه شخص يصلح للزواج ولكن تقف ذكريات قسوته حائلا بين موافقتها عليه ..
لا تنكر تغيره وتحسنه للأفضل في أسلوب تعامله معها لكنها في ذات الوقت تخشى أن يكون مجرد قناع للإيقاع بها ..
لاحظ مسعد صمتها الذي طال فقطعه مجددا قائلا بإنبهار 
انتي لو تشوفيه يا نوسة وهو ماسك الآلي وبيحارب مش هاتسيبه أبدا ده كمان عليه بوكسات إنما ايه يتعمل عليها قصايد
التوى فمها بإبتسامة متهكمة وهي تغمغم بخفوت بعد أن تذكرت لكماته القاسېة 
أها .. مجرباها إنت هتقولي !
سألها مسعد بلؤم 
ها موافقة عليه 
ردت عليه بجدية 
بلاش تزن عليا !
لم يرغب هو في الضغط عليها أكثر من هذا حتى لا يقابل طلبه بالرفض القاطع وتشدق قائلا بحذر 
طيب مش هازن بس فكري وعندك وقتك !
ربنا ييسر
سألها هو بفضول وهو يحك فروة رأسه 
سيبك انتي بقى وقوليلي رأيك في البدلة 
أجابته بإعجاب وقد تشكلت بسمة صغيرة على محياها 
شياكة الصراحة !
هتف قائلا بتلهف 
يا مسهل يا رب مش مصدق إن بكرة الډخلة نفسي أفرح بقى وأخش دنيا !
ردت عليه بسعادة 
إن شاء الله يا مسعد إنت طيب وتستاهل كل خير !!
اقټحمت والدتهما الغرفة متساءلة بفضول وهي تتفرس وجهيهما 
بترغوا في ايه من بدري !
ردت إيناس باقتضاب 
مافيش يا ماما !
تساءلت هي بنبرة أكثر فضولية وقد التمعت عيناها بشدة 
اومال ايه حكاية باسل 
رد عليها مسعد ساخرا 
هو انتي بتلمعي أوكر مقابض يا حاجة
أجابته بجمود متصنع وهي تتعمد العبوس بوجهها 
ده بالصدفة وداني لقطت اسمه !
هتف ساخرا من ردها الساذج 
دي قرون استشعار مش ودان !
تجاهلته عمدا واتجهت نحو ابنتها ثم هتفت قائلة بإلحاح 
ما تدي للواد فرصة يا نوسة !
ردت عليها إيناس بعصبية قليلة وهي تلوح بكفيها بضيق 
يا ماما هو مافيش سيرة غير باسل بتاعكم ده !
أضافت والدتها بجدية 
اه بصراحة أنا عيني هاتطلع عليه انسان محترم ومركز ومجتهد ومحبوب وألف مين تتمناه !
لوت شفتيها لترد عليها بتأفف 
ده على اعتبار إنه العريس الوحيد في البلد !
عنفتها والدتها بحدة وهي ترمقها بنظرات ساخطة 
افضلي كده اتأمري عليه لحد ما تيجي واحدة نص لبة تخطفه منك زي البت السودة إياها وبعدها تيجيلي ټعيطي وتقولي يا ريت اللي جرى ما كان !
لم تعبأ بدفاعها المستميت عنه وردت بنبرة غير مبالية 
إن شاء الله مش هايحصل !
مصمصت صفية شفتيها وأضافت بتهكم ساخط 
وأل على رأي المثل الحلوة بختها مال والمعفنة بتدلع يمين وشمال !
شهق مسعد مصډوما من أمثال والدته المأثورة وهتف غير مصدق
يالهوي يا حاجة صفية إنتي رهيبة ! أنا بأخاف تبهتي عليا بأمثالك !
عاتبته قائلة بتجهم 
اتلم يا مسعد وركز انت في اللي عاوجة بؤها علينا
أشار بكفه أمام وجهها ورد عليها بجدية 
أه .. لأ شكل الدفة قلبت ناحيتي أحسن حاجة أخلع وانتوا اصطفلوا مع بعض
ثم أولاهما ظهره واتجه ناحية باب الغرفة فهتفت إيناس متساءلة بتلهف 
استنى يا مسعد رايح فين 
الټفت برأسه نصف التفاتة وأجابها مبتسما بسعادة 
عريس بقى ومحتاج اجهز سلام يا حلوين !
كور هو قبضة يده في الهواء وأضاف لنفسه مدندنا بحماس بائن في نبرته و كذلك في تصرفاته بعد أن ارتفعت نسبة الأدرينالين في دمائه لتزيد من شوقه 
وأخيرا هاتجوز هاتجوز ......................... !!!
..............................................
٢٤١٢ ١٠١٦ م نودي دواعي أمنية .. مشددة
الفصل الحادي والأربعون 
في منزل مسعد غراب 
زفرت إيناس بضجر بعد الإلحاح المستمر من عائلتها للضغط عليها للموافقة على خطبتها من باسل.
وكالعادة لم تترك إسراء المسألة تمر مرور الكرام دون أن تضع لمستها الخاصة.
جلست مع أختها في غرفتها ودافعت عنه قائلة 
يا نوسة هتندمي ده فرصة حلوة !
ردت عليها إيناس بنبرة منفعلة 
ما تدوني أنا فرصة أختار عاوزة ايه بنفسي بلاش الكماشة اللي عملينها عليا !
تابعت إسراء قائلة بجدية 
ماهو لو انتي بتفكري بعقلك هتلاقيه مناسب جدا ليكي بس انتي كرهاه من غير سبب مقنع بصراحة !
لوت ثغرها وكتفت ذراعيها أمام صدرها ثم ردت عليها بنبرة شبه محتدة 
أنا حرة !
اعترضت إسراء على ردها وهتفت قائلة 
لأ مش حرة لو رأيك ده غلط
نفخت إيناس بنفاذ صبر وحلت ذراعيها ثم صاحت بضيق 
إسراء لو سمحتي آآ...
قاطعتها أختها قائلة بنبرة رزينة 
اسمعي يا نوسة كلنا بنحبك واحنا أهلك وعاوزين مصلحتك ولو في شيء معين مخليكي مش طايقة باسل قوليه دلوقتي !
ارتبكت من حصارها اللامتناهي من المبررات والدفاعات عن موقف باسل وردت عليها بتعلثم 
أنا..آآ.. أوف بجد تعبت !
لاحظت إسراء اضطرابها وذلك التوتر الظاهر في نبرتها فأنبئها حدسها أنها تخفي شيئا ما عنها أو ربما لديها ما يمنعها من الحديث.
حافظت هي على هدوء نبرتها وتابعت بحنو 
أنا سمعاكي !
وكأن طاقتها على التحمل قد نفذت فهتفت منفجرة بحدة 
بصي انتي مش عارفة ده كان بيتريق عليا زمان إزاي وكان اسلوبه قليل الذوق وفيه إهانة وآآ..
قاطعتها إسراء متساءلة بجدية 
قصدك جلنف فظ 
ردت عليها إيناس بحنق متذكرة قسوته 
دي أقل كلمة توصفيها بيه إنتي مش متخيلة طريقته كانت إيه !
أصغت إسراء لما قالته بإنتباه وفكرت للحظات فيما تفوهت به وتركت لها العنان لتكمل بأريحية تامة دون أن تقاطعها وما إن انتهت حتى سألتها بجمود 
بس اتغير صح 
توترت
 

42  43  44 

انت في الصفحة 43 من 50 صفحات