دواعي أمنية مشددة من الفصل السادس والعشرين حتي الثاني والاربعون
من تاني !
تنهد مسعد قائلا بحماس يحمل المزاح
ايوه أنا عاوزة من ده يا حزومبل أنا عاوز من ده !!!
في المقهى الحديث
كان اللواء محمد يمارس هوايته المعتادة لعب الطاولة مع رفاقه الذين اعتاد الجلوس معهم ..
لم ينتبه إلى تلك اﻷوجه المحدقة بمن يقف خلفه فأنظاره كانت مسلطة على اللوح الخشبي بتركيز شديد ..
تمام يا فندم
صاح والده بفرحة جلية
ابني !!!!
ثم هب واقفا من مقعده واستدار بجسده ليحتضنه بينما لف مسعد ذراعيه حوله وتمتم بخفوت
ازيك يا بابا اخبارك ايه
الحمدلله يا مسعد أنا بخير .. انت عامل ايه ورجعت امتى نازل اجازة ولا نهائي وآآ...
قاطعه مسعد مبتسما وهو يوميء بعينيه
واحدة واحدة وهافهمك كل حاجة يا سيادة اللوا !
هتف أحد رفاق والده مرحبا
حمدلله على سلامتك يا مسعد !
بينما أضاف أخر
نورت مصر يا سيادة الرائد !
هاصلح معلومة أنا بقيت مقدم !!
رد عليه صديق والده مهنئا
ايه ده بجد .. مبرووووك
بينما ردد ثالث مشجعا
تستاهلها والله !
التوى ثغر اللواء محمد بإبتسامة متفاخرة بابنه الذي حقق انجازات مشرفة في كل ما يكلف به من مهام .. وصاح متباهيا
الف مبروك .. وعقبال رتبة المشير !
الله يبارك فيك دي وأنا طالع على المعاش ده إذا ماتكعبلتش على السلم !
لكزه والده في جانبه وهو يوبخه قائلا
بطل تنكيت يا مسعد!
رد عليه بجدية واضحة
حاضر يا فندم !!
ثم تحرك الاثنين سويا بعد أن استأذن اللواء محمد بالانصراف من رفاقه وودعهم ..
وقبل أن يخرجا من المقهى تساءل مستفهما
رد عليه مسعد بإهتمام
طبعا هو أنا اقدر !
ربت والده على ظهره مرة أخرى وهو يقول
طب بينا على البيت نكمل كلامنا هناك !
رد عليه مسعد بهدوء
ماشي .. اللي تشوفه بس الاول هاعدي على نوسة في كليتها عاوز افاجئها البت دي !
لوح والده بذراعه معترضا
ده لسه قدامها كتير .. تعالى ناكل لقمة وبعدها تروحلها ولا معدتش اكل الست صفية بيعجب
ماشي ده أنا هاموت على اي حاجة من ايد الحاجة
هز اللواء محمد رأسه بإيماءة خفيفة وهو يردد
طب بينا يا ابني .. والله وليك وحشة !
رد عليه مسعد مبتسما بود
الله يباركلنا في عمرك يا بابا !
ثم تساءل بعدها بإهتمام
واخواتي إسراء وأسماء وعيالهم واجوازتهم عاملين ايه
أجابه أبيه بهدوء
كلهم كويسين وبخير
زادت ابتسامة مسعد الراضية وهو يقول
الحمدلله في مكتبة كلية اقتصاد وعلوم سياسة
تهامست أماني رفيقة إيناس المقربة معها وهي تسحب أحد الكتب من على أحد الرفوف وهي تتلفت حولها بحذر
ده هايموت عليكي انتي مش بتشوفي بصاته ليكي عاملة ازاي !
ردت عليها إيناس بضيق ظاهر في نبرتها الخاڤتة بعد أن تبدلت ملامح وجهها للعبوس الشديد
مش هيرتاح إلا لما أهزئه وأخذئله عينيه دول مش ناقص إلا وائل الفاشل واتكلم معاه !
همست أماني مبررة
يا بنتي هو بيدبلر بمزاجه بيعاند في باباه يعني لكن الصراحة هو آآ....
قاطعتها إيناس بنبرة حادة رغم صوتها الخفيض
أنا ماليش دعوة بالكلام ده !
ثم تابعت بجدية وهي تشير بإصبعها
أنا اخدة قرار في نفسي من زمان ماخليش حد ابدا يقلل من شأني أو طموحي أو يمنعني عن أحلامي !
اعترضت أماني قائلة
بس وائل عاوز يتعرف عليكي وآآ......
قاطعتها إيناس مجددا بحزم
خلاص يا أماني كبري دماغك منه وخليني اشوف ناقصني ايه عشان ألحق انجز البحث بتاعي !
تمتمت رفيقتها بخفوت من بين شفتيها
ولو مكانتش دماغك ناشفة !
شردت إيناس في ذكريات بعيدة نوعا ما لكنها أحدثت آلما وچرحا غائرا في نفسها ..
ذكريات أجبرتها على التشبث أكثر برأيها وألا تستسلم لما يظنه الأخرين عنها ...
رفعت رأسها للأعلى في كبرياء وهمست بشموخ وعزة
٢٤١٢ ١٠٠٨ م نودي دواعي أمنية .. مشددة
الفصل السابع والعشرون الجزء الثاني
على مقربة من جامعة القاهرة
وقفت إيناس إلى جوار رفيقتها أماني على رصيف الممتد لبوابة جامعة القاهرة تترقبا وصول سيارة الأجرة لإستقلالها ..
زفرت أماني بتعب وإرهاق بعد أن طال أن طال انتظارهما ثم هتفت بنفاذ صبر
بجد كده كتير كنا وقفنا أي تاكسي وخلاص !
ردت عليها إيناس وهي تتلفت حولها بتعب
أنا اتصلت شوية بأوبر نوع سيارات أجرة وجاي على طول
هتفت أماني بتذمر وهي تمسح حبات العرق عن جبينها بمنشفة ورقية
ده احنا وافقين بقالنا كتير مش معقول كده !
ضغط إيناس على شفتيها وهي تجيبها بإقتضاب
مجتش من 5 دقايق كمان !
هزت أماني رأسها معترضة وصاحت بإلحاح
والله ولا دقيقة احنا نشتري دماغنا أحسن بدل الوقفة دي !!!
بررت إيناس إصرارها على استقلال تلك النوعية من سيارات الأجرة قائلة
يا بنتي أنا ليا لي لسه حساب عنده فعشان كده بأركبه !
تساءلت أماني مستفهمة خاصة أنها تعمل بمسألة امتلاك عائلة رفيقتها لسيارة ملاكي خاصة
أومال مش بتاخدي العربية بتاعتكو ليه
أخذت إيناس نفسا عميقا حبستة للحظات في صدرها ثم أطلقته دفعة واحدة وأجابتها على مضض
ما انتي عارفة ماما ورأيها مفكراني مش بأعرف أسوق وهارجعلها بالعربية كل حتة فيها لوحدها !
لوت أماني شفتيها قائلة بإستهزاء
تفكير زمان بقى
بينما أضافت إيناس بتبرم
مش مقتنعة إني كبرت !
كل الأمهات كده مش لوحدك !
وفجأة شعرت إيناس بإهتزاز هاتفها بداخل حقيبة يدها فمدت أصابعها لتلتقطه منها ثم نظرت إلى شاشته وسريعا تشكل على وجهها تعابير الصدمة وهتفت غير مصدقة
ايه ده !
تعجبت أماني من ردة فعل رفيقتها الغريبة وسألتها بفضول واضح
في ايه
أجابتها إيناس بلا تردد
ده مسعد بيتصل !
ردت عليها أماني
أخوكي
أومأت إيناس برأسها إيجابا وهي تقول
ايوه مكالمة دولية مش معقول ! ربنا يستر
أشارت لها أماني بيدها وهي تقول بتلهف
طب ردي عليه قبل ما الخط يفصل
وبالفعل أجابت إيناس على اتصال أخيها قائلة بنبرة شبه جادة
ألووو !
جاءها صوته واضحا وهو يرد عليها مازحا
نسناسة !
سألته بجمود واضح في نبرتها وهي محدقة أمامها بنظرات فارغة
مسعد ! خير في حاجة !!!!
رد عليها بتساؤل غامض
ايه اللي موقفك كده
انتابتها الريبة من سؤاله الغير مفهوم هذا ورددت بإندهاش ظاهر عليها
موقفني !
بينما تابع هو متساءلا بمكر
وبعدين مين المزة اللي معاكي
هتفت شاهقة بعد ان استوعبت ما قاله
مسعد إنت هنا !
أجابها بثقة
ايوه يا نوسة !
تلفتت حولها بنظرات سريعة خاطفة محاولة اكتشاف مكان أخيها المختبيء به فوقعت عيناها عليه وهو يرتدي حلته العسكرية ومتأنقا بصورة آسرة للأنظار فشهقت مصډومة ووضعت يدها على فمها لتكتم صړخة فجائية صادحة ثم ركضت في اتجاهه وهي تهتف