الأحد 24 نوفمبر 2024

دواعي أمنية مشددة من الفصل السادس والعشرين حتي الثاني والاربعون

انت في الصفحة 7 من 50 صفحات

موقع أيام نيوز


بعدم تصديق 
مسعد !
لوح لها بيده بحركة بسيطة وارتسم على محياه ابتسامة سعيدة للغاية لرؤيته إياها بعد أن كبرت وتبدلت كثيرا ..
استقبلتها أحضانه ومسد على ظهرها برفق وهو يردد 
وحشتيني أوي
ألصقت رأسها بصدر أخيها وهتفت بإشتياق كبير 
ياه يا مسعد كل دي غيبة أنا كنت خلاص هانسى شكلك !
أبعدها عنه ليتأمل ملامحها ومظهرها عن قرب ثم تمتم بإعجاب كبير وهو يوميء بعينيه 

بس ايه الحلاوة !
ردت عليه مبتسمة 
إيه رأيك 
أجابها وهو يشير بأصابعه بحركة ثلاثية 
الصراحة حاجة حلوة على الأخر !
ثم صمت للحظة ليسألها بفضول 
أومال راحت فين قمصاني وبناطيلي اللي كنتي بتشحتيها مني 
ردت عليه بضيق 
بطل بقى ! انت لسه زي ما انت
ابتسم لها بثقة وهو يجيبها  
الحمدلله متغيرتش !
مدت إيناس يدها لتمسك كف أخيها وبدت الفرحة ظاهرة في بريق عينيها وهتفت متابعة 
وحشني هزارك يا مسعد !
رد عليها بهدوء 
أديني رجعتلك تاني هارخم عليكي للصبح !
تنهدت بحرارة وهي تقول 
يا ريت !
ثم تساءلت بتفاخر وهي تشير إلى هيئتها الأنثوية الجديدة 
بس ايه رأيك فيا 
أجابها مسعد بإعجاب 
بصراحة مافيش بعد كده !
ثم تساءل بجدية بعد لحظة 
قوليلي خلصتي اللي وراكي ولا لسه 
هزت رأسها إيجابا وهي تقول 
اها عندي كام حاجة بس مش مشكلة هاطنشها عشانك !
غمز لها بعينه قائلا 
أصيلة يا بنت أبويا
التفتت هي برأسها بحركة سريعة للخلف وهي تردد 
بس هستأذنك هاقول لصاحبتي تركب أي حاجة وآآ...
قاطعها قائلا بجدية 
طب ما تخلينا نوصلها لو هي في طريقنا
سألته إيناس بإستغراب 
هو انت معاك العربية 
أجابها بثقة 
اه طبعا اومال هاخدها كعابي مثلا
تهللت أساريرها وهي تردد بحماس 
اشطا
بس قوليلي صاحبتك مزة 
رمقته بنظرات حادة وهي تحذره بغلظة 
مسعد !!!!
ابتسم لها قائلا بمرح 
بأهزر يا نوسة أنا مش في بالي أي واحدة
ثم أخفض صوته تماما ليهمس من بين شفتيه بمرارة 
إلا هي وبس !
تساءل مسعد بفضول وهو يدير عجلة القيادة 
اخبار السواقة معاكي ايه 
ردت عليه بضجر 
والله لو ماما سابتني أخد فرصتي هاثبتلها إني بأعرف أسوق 
ليه الحاجة صفية معاندة معاكي 
أجابته بحنق قليل 
معاندة ! قول رافضة أي حاجة إلا إنها توافق أركب العربية وأسوقها بنفسي
ثم أخذت نفسا طويلا وزفرته مرة واحدة لتتابع بإمتنان 
بس بابا الصراحة واقف معايا وبيخليني أركبها يومين تفاريحي في الأسبوع !
رد عليها مسعد بصوت عادي 
فيه البركة والله
هتفت إيناس بحماس وهي محدقة في أخيها بنظرات مطولة 
أنا مش مصدقة لحد دلوقتي إنك رجعت وبأتكلم معاك كده ياه الأربع سنين عدوا بطريقة صعبة أوي
فعلا أسوأ أربع سنين في حياتي !
ربتت إيناس على ذراعه محاولة التهوين عليه وهي تقول برقة 
معلش يا مسعد
رد عليها أخيها مازحا 
ايوه معلشيني شوية لأحسن عندي جفاف في المعلشة
هتفت ضاحكة 
ده انت هتاخد منها كتير متقلقش ! 
ايوه كده طمنيني !
أوقف مسعد السيارة عند الإشارة وطرق بأصابعه على المقود وظل يتابع حركة السير بنظرات دقيقة ..
تساءلت إيناس بفضول 
على كده معرفتش حاجة عن سابين أو قضيتها
الټفت برأسه في اتجاهه وأجابه بحزن
ولا الهوا زي ما تكون فص ملح وداب وده اللي هايجنني ! كل اللي ليه علاقة بيها اتبخر كله بخ !
أبعدت إيناس نظراتها عن أخيها حينما لمحت ذلك الإحباط المسيطر عليه وهتفت بهدوء 
انساها يا مسعد شوف حياتك هي أكيد عاشت حياتها وبعدت عنك لمصلحتها ماتنساش هي وضعها كان مؤقت وآآ...
قاطعها مسعد قائلا بجدية شديدة 
سيبك يا إيناس
فهمت إيناس أن أخيها أراد تغيير الموضوع فلم تسأله المزيد عنها خاصة وأنه جاد في كل ما يتعلق بأمرها ..
فكرت هي أن تساله عن شيء أخر لتغير مجرى الحديث 
طب انت هاترجع تاني البلد دي ولا آآ...
قاطعها قائلا بجدية 
لا خلاص توبنا ! كفاية أوي كده ! احنا نريح الكام يوم دول وبعدهاربك يسهلها !
أها
أضاف قائلا بإبتسامة شبه متهكمة 
وبالمرة نشوف خطوبة باسل !
انتبهت حواس إيناس بالكامل عقب تلك الجملة الموجزة وهتفت بلا وعي 
خطوبة باسل !!
أجابها مسعد بفتور 
ايوه أهله كلهم موجودين هنا وهو ناوي يعمل خطوبة بالبت الأفريقية اللي مصاحبها !
ابتلعت هي غصة عالقة في حلقها بعد أن سمعت چنسية الشابة وبدى وجهها شاحبا نوعا ما وهي تحاول استيعاب تلك الصدمة .. وتساءلت بحذر 
هو خطب 
يعني .. حاجة زي كده
تحولت نظراتها للجمود وبزرت عروق عنقها الغاضبة وهي تتساءل بإهتمام 
وشكلها ايه خطيبته دي !
أجابها مسعد بعدم اكتراث 
بصي هي ناتالي آآ....
قاطعته إيناس قائلة بشهقة 
اسمها ناتالي
تابع مسعد موضحا 
اها .. هي أفريقية بس من أصول أوروبية تقريبا ابوها كان من البرتغال وأمها
ردت عليه بحدة 
أنا مش عاوزة أعرف تاريخ حياتها بس أكيد هي حلوة وقمر وآآ...
قاطعها مسعد قائلا بإمتعاض 
لالالا .. مين قالك دي سودة فحمة وحاجة كده ماتتشافش بس عاجبة باسل أوي !
وكأن ردوده تتعمد إشعال فتيل الڠضب عندها فرفعت حاجبها للأعلى وهتفت 
لا والله
أضاف مسعد مبتسما 
هو الحق يتقال لو ظبطت شعرها الأكرت المنكوش ده شوية وطولته حبتين هتبقى شبه المطربة ريحانة
كزت إيناس على أسنانها قائلة بضيق 
بجد !!!
هز مسعد كتفيه قائلا بلا مبالاة 
احنا مالنا هو احنا اللي هانلبس فيها !
أشاحت بوجهها بعيدا وردت بنبرة محتقنة 
اها .. هو حر ما هو القرد في عينين أمه غزال
اڼفجر مسعد ضاحكا على جملتها الأخيرة وهتفت بعد أن جاهد للسيطرة على نفسه 
على رأيك قټلتيني ېخرب عقلك ! واحشني هزارك وردودك
شعور بالڠضب الجامح قد استحوذ عليها كليا وسيطر على تفكيرها .. وتحولت نظراتها للعدائية والشراسة .. وباتت أكثر بغضا وحنقا على باسل ..
فوصف أخيها وإن كان موجزا إلا أنه أيقظ جرحها الغائر الذي لم يندمل يوما ..
ظلت إجابة ذلك السؤال تلح على عقلها بشدة .. 
زاد كمدها منه وڠضبها اللا محدود من مجرد ذكر أي شيء متعلق به .. 
ايه يا نوسة انتي سرحتي في ايه 
في المذاكرة والمحاضرات والأبحاث اللي ورايا
هز رأسه مقتنعا وهو يردد 
ربنا معاكي ويوفقك !
قضى مسعد أول يومين في منزل عائلته مستمتعا بتلك الأجواء العائلية الدافئة التي افتقدها كثيرا طوال فترة ابتعاده في المهمة التدريبية .. 
كذلك هاتفته أختيه إسراء وأسماء وزوجيهما للترحيب به بعد عودته .. ووعده الجميع بالقدوم لزيارته خصيصا ..
كما أخذ هو جولات بالسيارة في المنطقة ليرى
 

انت في الصفحة 7 من 50 صفحات