الأحد 24 نوفمبر 2024

دواعي أمنية مشددة من الفصل السادس والعشرين حتي الثاني والاربعون

انت في الصفحة 8 من 50 صفحات

موقع أيام نيوز


ما حدث حوله من مظاهر حضارية جديدة ... وشاهد
أرادت والدته صفية أن تستغل فرصة وجوده في البحث عن عروس مناسبة له قبل أن يطرأ شيء ما جديد يعوقه عن الزواج .. فهي تتمنى أن ترى أحفاد منه مثلما رأت وتنعمت بأولاد ابنتيها .. لذا لن تضيع وقتها وستحصل له على واحدة تستحقه ...
فهو قد سبب لها عقد نفسية لها علاقة بثقتها بنفس وأوجد فيها شيئا لطالما بغضته .. 

لم تستطع الاستذكار بتركيز كما كانت تفعل من قبل فدوما صورة باسل المتهكمة منها وطريقته المستفزة والمحطة من شأنها تتجسد على الصفحات أمامها فتصفع كتبها پعنف مغلقة إياهم پغضب واضح ..
حاولت هي أن تلهي نفسها حتى لا تفكر في تلك المسألة الموجعة كثيرا ..
وبينما هي في حربها العقلية مع ذكرياتها المزعجة تلقت اتصالا هاتفيا من رفيقتها أماني تبلغها فيه بأمر هام فردت عليها بضيق 
مش كنتي تقولي من بدري
أجابتها أماني بهدوء حذر 
ما هو أنا لسه عارفة !
سألتها إيناس مستفهمة وهي تحاول كشف ما وراء مكالمتها تلك 
وعرفتي منين 
ردت عليها أماني بتوجس قليل 
بصراحة من وائل هو اللي قالي !
انزعجت إيناس من ذكر اسم ذلك السمج الذي يلاحقها دوما وهتفت بإمتعاض 
برضوه سي بتاع ده ! هو أنا مش هاخلص منه
عللت أماني موقفها قائلة 
بصي على أد ما هو رزل وانتي مش طايقاه بس والله طيب وغرضه مصلحتنا لما بيعرف أي حاجة خاصة بأي مادة بيبلغني على طول ! والورق خلاص نزل واحنا محتاجينه ضروري عشان نخلص الشيت اللي ورانا ده غير آآ..
زفرت إيناس بعدم اقتناع ولم تصغ إلى باقي مبرراتها عنه فهي تنبذ تلك النوعية من العلاقات القائمة على مصالح ما ..
سألتها أماني بإلحاح بعد أن طال صمتها 
ها هتعملي ايه هتعدي عليا تاخدي الورق ولا هتنطشي
نفخت إيناس مجددا وهي تجيبها 
لولا إني فعلا محتاجة الورق كنت كبرت دماغي منه !
تساءلت أماني بجدية 
طيب هاتيجي امتى 
ردت عليها رفيقتها على مضض 
هاشوف ماما الأول وأتصل بيكي أعرفك 
ماشي بس حاولي تيجي على طول عشان خارجة أخر النهار 
ربنا يسهل !
مش هرتاح من الغتتين أبدا أوووف !!!!
وافقت صفية على مضض على إعطاء السيارة لإيناس لتحضر الأوراق الهامة من رفيقتها شرط ألا تتأخر ..
وبالفعل ذهبت إليها وأخذت ما تريده منها ثم اتخذت طريق العودة إلى منزلها .. ولكن للأسف تعطلت بها .. فترجلت منها وهي تسب وټلعن بضيق واضح .. فهي لا تريد أن يتم توبيخها لأنها تأخرت ..
فتحت هي غطاء السيارة الأمامي ونظرت إلى مكوناتها الداخلية وهي تضع يديها على منتصف خصرها بنظرات عامة شمولية ..
ثم زفرت بصوت مسموع وعادت إلى مقعدها الأمامي لتبحث عن قماشة نظيفة لتستخدمها عندما تمسك بالموتور الساخن لتتفحصه ..
وقفت تنظر إلى البطارية بنظرات دقيقة ثم انحنت لتتفقدها بدقة محاولة اكتشاف سبب العطل 
في حاجة يا آنسة محتاجة مساعدة !
قالها شاب ما بصوت ذكوري هاديء ..
لم تلتفت له إيناس بل أجابته بجدية واضحة في نبرتها وهي منهمكة فيما تقوم به 
شكرا مش عاوزة !
وقف الشاب إلى جوارها ونظر إلى محتويات السيارة واضاف قائلا بإهتمام 
لو البطارية فاصلة منك فانا معايا كابلات ممكن أشحنهالك !
اعتدلت إيناس في وقفتها لتتأمله بنظرات سريعة فرأت مظهره الكلاسيكي المنمق الذي يختلف عن أغلب الشباب العصري فخمنت أنه ربما يكون محاميا أو يعمل في هيئة قضائية .. واستمعت إلى نبرته الهادئة الرزينة .. وأدركت أنها شردت فيه فتداركت الموقف سريعا وردت عليه بجمود 
شكرا أنا عرفت العيب فين وخلاص هاظبط الفيوز وهاتشتغل إن شاء الله !
مط الشاب فمه ليرد عليها بإعجاب طفيف 
مممم .. شكلك بيفهم في العربيات ولو محتاجة أدلك على ميكانيكي قريب أنا ممكن حتى أوديكي عنده أصلي انا ساكن قريب من هنا وآآآ..
تعجبت إيناس من طريقته التي يفرض بها نفسه عليها فقاطعته بصلابة 
شكرا أنا لو احتاجت حاجة هاطلبها من أخويا أو بابا !
هز رأسه بتفهم ورد عليه بنبرة دبلوماسية 
تمام عموما دي كانت فرصة سعيدة إني شوفت حد زيك !
ابتسمت بتصنع واضح وهي ترد عليه بإقتضاب 
ميرسي
أضاف قائلا بهدوء 
أنا الأستاذ خالد رضوان وحضرتك !
كتفكت إيناس ساعديها أمام صدرها وردت عليه بتأفف 
أنا مش من النوع اللي بأتعرف طياري !! ومتشكرة تشرفنا !
شعر خالد بالحرج من أسلوبها الفظ فأطرق رأسه وتنحنح بخفوت وغمغم بإبتسامة مهذبة نجح في رسمها على وجهه 
احم .. سوري إن كنت أزعجتك ! عن اذنك
لوت ثغرها وهي تجيبه 
مع السلامة !
ثم تابعته بنظراته الحادة وهو يبتعد عنها وتابعت بضيق مع نفسها 
هو أنا ناقصة تلائيح جتت .......................!!!!
..........................................
٢٤١٢ ١٠٠٨ م نودي دواعي أمنية .. مشددة
الفصل التاسع والعشرون الجزء الثاني 
حاول مسعد اللحاق بتلك السيارة التي سمع منها صوت حبيبته المختفية منذ سنوات ..
لم يكن وهما أو سرابا كما قد يظن غيره بل هو متيقن تماما مما سمع ..
ولحسن حظه أن السيارة التي تقودها كانت سرعتها إلى حد ما بطيئة فتمكن من الاقتراب منها حتى أصبح مجاورا لها وسلط أنظاره بالكامل عليها نعم لقد كانت هي سابين هو لم ينس ليوم واحد ملامحها التي حفرت في ذاكرته ..
تسارعت دقات قلبه لرؤيتها .. وتجمدت تعابير وجهه حينما رأها تزيح خصلات شعرها ليظهر جانب وجهها بوضوح كامل ..
نعم هي هنا بالقاهرة ..
هي حقيقة ظاهرة أمامه .. 
هي حلم حياته الضائع ..
أفاق من تحديقه بها حينما رأى ما صډمه أكثر ..
اتسعت عيناه في ذهول كبير عندما وقعت أنظاره على تلك الطفلة الصغيرة التي تقفز بمرح بالمقعد الخلفي وتلوح بكف يدها له وكأنها تلقي عليه التحية ..
وقع قلبه في قدميه وزاد اتساع مقلتيه أكثر .. وانفرجت شفتيه پصدمة ..
في نفس التوقيت كانت سابين قد استدارت تلقائيا للجانب وهي تبتسم عفويا ... فرأته ..
تلاشت ابتسامتها فورا وصدمت بشدة وحل عليها التجهم والذهول .. وفي لمح البصر كانت تضغط على دواسة البنزين لتزيد من سرعة السيارة لتبتعد عنه ..
صړخ مسعد بإسمها عاليا يحمل القوة 
سابين !!!!!!
ولكنها نجحت في الفرار منه بحرفية تاركة إياه عالقا في إشارة مرورية .. 
ضړب بيده المقود بعصبية كبيرة لأنه فقدها .. لكن لم يغب عن ذاكرته التقاطه لثلاثة أرقام من لوحة سيارتها حتى وإن لم تكن كاملة وكذلك الحروف المطبوعة فوقها.. لكنها تعد طرف الخيط الذي سيوصله إليها ..
كز على أسنانه قائلا بإصرار عنيد 
مش هضيعك تاني مني هاعرف أوصلك حتى لو هربتي مني لأخر الدنيا !
في منزل باسل سليم 
تحرك باسل نحو صاحبة الصوت الأنثوي المعروف وإن كان قد خمن هويتها قبل أن يراها إلا أنه لم يكن متأكدا من
 

انت في الصفحة 8 من 50 صفحات