سند
لينتهي الأمر وكلا منهما على فراشه.
سليم غامضا مرتاحة كده يا سلمى
أتاه صوتها هادئا من خلف ظهره أيوه جدا طبعا تصبح على خير.
سليم وهو يكبت ضحكه وأنت من أهله.
قالها وهو يطالع صورة نصفها الأسفل المنعكس في مرآة الخزانة بينما نصفها العلوي يتوارى وراء خلفية فراشه محاولا كتم صوت ضحكاته حتى لا تنتبه تلك الغافلة أنها حين غيرت أتجاه فراشه من مجاور للخزانة لمواجها لها قد جعلت الأمر أكثر سوءا.
أستيقظ سليم فوجد أن سلمى قد سبقته للاستيقاظ وترتدي ملابس الخروج.
سليم مندهشا أنت لابسة ليه
سلمى وهي تكمل ترتيب السفرة للافطار مستنياك أستاذنك أنزل أشوف أقرب ماركت عشان أشتري حاجة الأكل وكمان تدخل الحمام قبل ما أنزل.
سليم راضيا مبتسما ماشي يالا بينا بس من غير عياط المرة دي.
سلمى غاضبة بطفولة ممسكة بكرسيه تدفعه تارة وتتوقف تارة مشاكسة له أنت هتمسكها لي زلة.
امتزجت ضحكاتهما سويا وهي تساعده بالتحرك وتم الأمر كالمرة السابقة ولكن دون اڼهيارها ليتناولا أفطارهما ثم تذهب للتسوق وتعود محملة بالكثير من المشتريات التي أنهمكت في تنسيقها وقبيل الثانية ضهرا خرجت اليه مهرولة .
سلمى سليم الناس جايين اتنين ونص هاغير عشان أكيد مش هاقابلهم بالبيجامة همت بدفع الكرسي باتجاه الصالة أنت كمان أخرج يالا بره عشان تقابلهم أول ما يجيوا مش ينفع طبعا اقابلهم ست لوحدي.
سلمى مقتربة منه محاولتا مساعدته لترك كرسيه القديم يالا يا سليم عشان تجرب الكرسي الجديد.
سلمى لاهثة وهي تساعده للانتقال للكرسي الجديد مش لما تجربه الأول وتشوف فارق ولا مش فارق.
أخذت تلهث من الحماسة ومن الجهد الذي بذلته لنقله ثم أخذت في ربط أحزمة الأمان المتعددة الموجودة بالكرسي الجديد ليفزع سليم من ربطها له متذكرا فعلة عامر به فبدأت انفاسه بالعلو واللهاث ويداه تتحركان بعشوائية لتبعداها قدر المستطاع عنه و يدفعها مانعا اياها من تقيده أنت بتربطيني ليه ابعدي عني .. اللي أنت عايزاه خديه خدي اي حاجة من غير ما تربطيني خدي اي حاجة وأمشي.
سلمى بحنان وهي تحاول ان تمسك بيديه اللتين يلوح بيهما علامة الرفض ألمها تخبط يديه بيديها ولكنها لم تستسلم وكررت المحاولة حتى قبضت على يديه بحنان أهدى يا سليم أهدى أنا مش بربطك دي أحزمة أمان للكرسي عشان في مفاجأة رافعة احدى يديها تمسح بها على شعره بعد ان استشعرت هدوءه النسبي سليم ارجوك انا مستحيل أأذيك دا انا سلمى مراتك مش هاربطك والله .
فغر فاهه مصډوما وهو لا يصدق أنه قد فرد هامته أخيرا ولو بواسطة داعم وجد نفسه يتفحص كل ما يحيطه بشغف وكأنها ستتغير لمجرد أنه ينظر لها واقفا سعد بقرب الأشياء المرتفعة عن الأرض وابتعاد القريبة منها وكأنه أرتفع ليسبح بالفضاء لا أرتفع بما يوازي المتر على الأكثر جاش صدره بمشاعر متضاربة حاول مجاهدتها حتى انتصرت عليه فأجهش بالبكاء.
سليم يمسح الدموع من عينيه فتعاود ذرف المزيد وكأنها نبع لا ينضب أنا واقف يا سلمى أنا واقف
متشكر متشكر قو..
غلبته دموعه أكثر فلم يستطع تكملة كلماته ودموع تنهمر بشدة وجسده ينتفض پعنف فخاڤت عليه من مدى تأثره بالمفاجأة فصعدت لمقعد مجاور لكرسيه وضمته لصدرها وهي تربت عليه بحنان ډفن وجهه بعنقها وهو يضمها اليه بقوة وهو يهمس ببضعة كلمات متفرقة تدل على مدى تأثره زاد من الضغط على جسدها النحيل فشعرت بالحرج وحاولت الخروج من حضنه بلطف فشعر بها وفك أسرها محرجا لينفجر ضاحكا وهو يتطلع لها.
سليم بضحكات مختلطة بدموعه أنت واقفة على كرسي علشان تحضنيني.
سلمى مستاءة بطفولة ما أنا مكنتش أعرف أنك طويل قوي كده.
سليم مشاكسا لا الحقيقة أنك كنت قريبة من طولي وأنا قاعد على