الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

سند

انت في الصفحة 26 من 58 صفحات

موقع أيام نيوز

اجلت صوتها واكملت تخيل أن ممكن أبقى ساكنة قريب من المنطقة اللي هو فيها وممكن المحه مرة وهما خارجين.
تنهدت بشوق وهي تغمض عينيها وهي تتخيل صغيرها باحضانها تطلع لها بابتسامة سرعان ما تحولت لضيق دون سبب واضح.
سليم تلجلج الكلام على لسانه فخرج مضطربا كحاله خلاص تصبحي على خير وزي ما قولتلك أقفلي الموضوع ده نهائي دلوقتي.
نظرت اليه سلمى بتمعن تحاول سبر اغواره فلاح لها سبب امتعاظه فاهدته تلك النظرة الحنون علها تهدئ باله أنا مش أتكلمت معاك عشان أضغط عليك بس فعلا أنت أكتر حد محتاج الخطوة دي وهتفرق معك جدا وربنا شاهد أني مبدية راحتك في الموضوع ده على قرب البيت من سولي يعني أن مش هاوافق أسكن في أي بيت الا لو وافقوا أننا نعمل منحدر عرض متر في المدخل والبلكونة لو فيه عشان تتحرك بالكرسي براحتك وتدخل وتخرج بسهولة. 
سليم وقد فهم سر تلك النظرة المهداة ولكنه ليس مستعدا بعد لتلك الخطوة خلاص بقى يا سلمى ونامي بقى عندك عزومة بكرة ولازم تشرفيني.
سلمى بهدوء ووداعة لا ما تقلقش تصبح على خير.
سليم وقد غامت عيناه بغموض وأنت من أهله.
في اليوم التالي
يجلس سليم وسيف بغرفة الأستقبال بعد تناولهما الطعام
سيف يأخذ نفسا ويخرجه بصعوبة بسبب امتلاء معدته من فرط تناوله لما لذ وطاب دايما عامر يا سولي الأكل تحفة بس بجد أنا زعلان أنك عامل فرق ومكلف نفسك مكنش ليها لازمة هدية الحاجة.
سليم انتفخت اوداجه زهوا وغرورا دي أقل حاجة أنت عارف غلاوة الحاجة عندي بس الأول ظروفي مكنتش تسمح بده.
ابتسم سيف لصديقه الذي تبدل حاله للافضل ربنا يسعدك يا حبيبي جال بنظره على سليم من اخمص قدمه لاعلى رأسه متفحصا بس قولي بقى أنت مخبي عليا أيه.
سليم مضطربا هاخبي أيه يعني واكمل مغتظا أيه يا سيف انسى شوية أنك دكتور نفسي أنت هنا بصفتك صاحبي وضيف مش أكتر.
سيف ارتدى قناع الهدوء الذي يجيده بحكم عمله فهو حقا لا يستطيع ان يفصل بين طباعه الشخصية و مؤهلاته كطبيب نفسي وماله هو الناس بتفضفض مع الدكتور النفسي وبس لا طبعا امال أيه فايدة الصحاب يا صاحبي.
سليم وقد استنزفه صديقه صبره في أيه يا سيف عايز توصل لأيه.
سيف ضاغطا على حروفه سابرا لإغواره عايز أوصل للي مغيرك يا سليم من أول ماجيت وأنت عمال تهزر بطريقة غريبة ومتوتر جدا وكأنك بتحاولي تداري ضيقك بالابتسامة المزيفة اللي على وشك أوعى تكون سلمى بتستغلك وأنت مداري عليا زي ما عملت زمان.
سليم متنهدا تنهيدة حارة حملت كل معاني القهر ياريتها بتستغليني يا سيف على الأقل مكنتش هاشوف نفسي بالقذارة دي واحتقرها كده.
سيف مهدئا صديقه أهدى بس يا سليم قذارة أيه واحتقار ايه أستعيذ بالله من الشيطان بس وفهمني أيه اللي مضايقك.
أستعاذ بالله وهدأ قليلا قبل أن يبدأ حديثه.
سليم خجلا مش عارف أقولك أيه مكسوف من نفسي قوي.
سيف متفهما ومحتويا قول كل اللي جواك ببساطة من غير من تجلد نفسك يا سليم.
سليم بصوت خاڤت مرتجف لما كنت بتقنعني بسلمى وفضلت تشكر فيها كنت متأكد أنك بتبالغ وأكيد مش هتفرق عن اللي قبلها بس في اللحظة اللي بقيت فيها مراتي حسيت باحساس تملك رهيب ناحيتها وبقيت أتصرف بطريقة غريبة وأنا حاسس أن أخيرا بقالي حد يخصني في الدنيا دي بعد مۏت بابا وفوجئت لما لاقيتها أحسن من اللي أنت قولته بكتير متأثرا بذكرى الايام القليلة الفائتة دي غيرت

حياتي في يوم واحد جابت لي الكرسي ده وبقيت بادخل الحمام لوحدي طول الوقت ومش باحتاج مساعدتها غير مرات قليلة جدا باقدر احول الكرسي لوضع النوم وممكن انام عليه هو أو أتقلب عليه لغاية ما أتنقل لسريري لوحدي وكمان بأعليه وأوطيه براحتي في المستوى اللي أنا محتاجه حسب اللي باعمله وبدأ بعمل حركات متعددة عشوائية بالكرسي وكأنه يوضح لصديقه ما يعنيه ولاقيت نفسي انسان يقدر يعتمد على نفسه أغلب الوقت والباقي هي بتعمله بمنتهى التفاني تنهد وارتخى على كرسيه واكمل بشجن تخيل أن بقالنا عشر أيام بس مع بعض وحسستني بحاجات معشتهاش حتى من قبل الحاډثة بقالي بيت ونظام ومواعيد للأكل وأكل بيتي زي باقية الناس أنا وبابا كنا عاملين البيت لوكاندة بنيجي ننام واللي يجوع يطلب أكل تنهد مرة اخرى تنهيدة اقوى من سابقتها مستطردا الذكرى لايام خلت من زمن بعيد صحابي كانوا بيحسدوني على عيشتي وبيحاولوا يقعدوا عندي أكبر وقت وهما بيشتكوا من القلقاس والعدس والتليفون اللي مش بيبطل رن لأن أمهاتهم قلقانين عليهم وعمر ماحد فيهم أتصور أن أنا اللي بحسدهم على النعمة اللي مش حاسيين بها تغيرت لهجته للقوة والانفعال دي خليتني صاحب بيت أقدر أعملك عزومة وأرد مجاملات الحاجة.
سيف متفهما لكل الاضطرابات التي ظهرت عليه ومحاولا تهدئته ومتابعة الحديث طيب ده كله كويس أيه اللي
25  26  27 

انت في الصفحة 26 من 58 صفحات