سند
بس أنا أستغربت من اسم المړض نفسه لأن عارفة أن ده المفروض أنه اسم بلد مش مرض.
سيف بابتسامة عندك حق هو فعلا اسم بلد وسبب تسمية الحالة دي بمتلازمة ستوكهولم كان بسبب عملية سړقة بنك حصلت في ستوكهولم في السويد اتحجز فيها أربع رهاين رجل وثلاث ستات لستة أيام وفي الأيام دي وبسبب خوف الرهاين الشديد وشعورهم بالضغط بدأ الرهاين يدافعوا عن تصرفات الحرامية وكرهوا الحكومة اللي بتحاول تنقذهم وبعد شهور من الحاډثة الرهاين فضلوا على وفاءهم للحرامية دول لدرجة أنهم رفضوا الشهادة ضدهم وساعدوا المجرمين في جمع الفلوس عشان المحامين.
سيف بهدوء لازم تبقى مش طبيعية أمال احنا ليه بنعتبره مرض نفسي وبعدين المرضى دول بيكونوا اتعرضوا لضغط رهيب لدرجة انهم يصابوا بمتلازمة ستوكهولم مثلا أن الضحېة تبقى متأكدة من قدرة ورغبة المچرم في قټلها وفي الغالب بتكون مع الشخص ده لوحده ومعزولة عن كل الناس وبتكون متأكدة أن الهروب منه أمر مستحيل وبتنبهر بأي تصرف لطيف يعمله وفجأة يبقى في اهتمام متبادل بين المچرم والضحېة يعني تقدري تقولي أن ضحاېا المتلازمة دي بيعانوا بشكل عام من العزلة الشديدة ومن اعتداء جسدي وعاطفي.
سيف بجدية مش المخطوفين بس هما اللي عرضة للمرض ده ممكن دايما بنعرضه كمثل لأن ده كان أول معرفتنا للمرض لكن في أمثلة تانية كتير معرضين للاصاپة بمتلازمة ستوكهولم مثلا الأطفال اللي بيعانوا من سوء المعاملة وأسرى الحړب وحالات العڼف الزوجي.
سيف بأسف الحقيقة بحسب كلامك أنا متوقع أن نهى هتكون حالة مش من السهل التعامل معاها لأنها تقريبا اتعرضت لمعظم الضغوط اللي بيتعرضوا لها الحالات مثلا ناصر كان بيضربها بشكل عڼيف كان ممكن يسبب اصاپة قوية أو حتى ټموت ومن صغرها وهي مع ناصر وأمه لوحدها وعزلينها عن كل الناس وطبعا هي كانت متأكدة
أن الهروب منه مستحيل لأنه مش بس جوزها ده كمان ابن عمها والمسؤول عنها وطبعا لكونها مراته أكيد بيكون في احيانا تصرفات لطيفة واهتمام متبادل ما بينهم.
سلمى بحيرة بدأت تنجلي رويدا رويدا عشان كده كانت مبسوطة بدافعي عنه وتبريري لعمايله معها.
سيف بهدوء لا
ده سلوك دفاعي ملازم للمرض دايما الضحېة بتقنع نفسها بتصرفات المعټدي وأفكاره لأن ده بيمثل لها شئ من الامان حتى لو وهمي لانها بتعتبر تصرفاته عادية ومبررة لا بتخوفها ولا تهددها.
سيف بجدية بشكل عام علاج متلازمة ستوكهولم مسألة مش سهلة ومحتاجة مجهود كبير ووقت طويل من المعالجة السلوكية والجلسات المستمرة اللي بنحاول فيها تعديل الفكرة عند الضحېة وعرض المواقف والذكريات بالصورة الصح ونغير صورة المعټدي في ذهن الضحېة من كونه بطل ورائع لحقيقة أنه مجرد مچرم وبشكل خاص التعامل مع حالة نهى هيبقى أصعب كتير.
سيف بعملية ونظرة ثاقبة للحالة وكل ما هو محيط بها مبدئيا معندناش مصدر ثقة للمعلومات كل معلوماتك من مرات البواب اللي بتيجي تعملك الشقة أو من بياع وانت بشتري حاجة أو كلمتين سمعتيهم من الشارع بالصدفة بحكم سكنك في الأرضي والكلمتين اللي قالتهملك حماتها عشان تحنن قلبك عليها وتطلعيلها.
سلمى متمسكة بأي خيط للمساعدة حتى لو بقرارة نفسها تعلم مدى وهنه وضعفه طيب ما أنا ممكن أنادي لك حماتها وأعرف منها كل اللي أنت عايزه.
سيف بهدوء رافعا يده علامة الرفض دي ست كدابة مش هتقول غير اللي هي عايزة تقوله وبالطريقة اللي تعجبها حتى لو نهى هتتأذي.
سلمى محاولة اقناع نفسها قبل اقناع طبيبها لا طبعا دي هي اللي طلبت مني أحاول اساعد نهى عشان تخف.
سيف بهدوء لا ياسلمى هى طلبت مساعدتك أن نهى تتحسن وتتحرك وترجع شغلها مش تخف.
سلمى بحيرة وأيه الفرق!
سيف بايضاح لا فرق كبير من اللي أنت حكتيه قدرت استنتج أن دعاء دي كانت شريكة ابنها في كل اللي عمله في نهى ومش بس شريكة دي هي اللي مخططة لك حاجة من الأول وهي اللي وصلت دعاء للي هي فيه.
سلمى مستنكرة لعلمها بجهل دعاء باساليب الطب النفسي دعاء هي اللي خططت عشان نهي يجيلها متلازمة ستوكهولم!
سيف ضاحكا للتحليل الذي توصلت له تلك البرئية لا مش للدرجة دي هي أكيد متعرفش حتى أن في مرض بالاسم ده أنا أقصد أنها خططت من الأول أنها تمحي شخصية البنت من وهي صغيرة وتعزلها عن أي حد ممكن يساعدها وتبقى تحت رحمتها هي وابنها جارية بلقب زوجة وواضح جدا انهم كمان كانوا مستغلينها ماديا ومستولين على مرتبها وهو ده بس اللي خلى دعاء تطلب المساعدة أن نهى حالتها