احفاد الچارحي الجزء الخامس من الفصل الأول حتي الثالث
وهي تخطو خطوات غير منتظمة حتى وصلت للبانيو الذي يملأه المياه راقبت الطريق من خلفها لعلمها بأن والدتها لن تسمح لها بالتواجد بذلك المكان وحينما لم تجدها خلفها مثلما كانت تفعل جذبت الورود التي تملأ المزهرية الموضوعة جانبا ثم وضعتها بالمياه وهي تلهو بمرح ومن ثم وضعت ألعابها لعبة تلو الأخرى وكلما طفت على سطح المياه كانت تضحك بطفولية احتلها انزعاج غفير لحظة غوص احدى ألعابها فحاولت جاهدة الحصول عليها وحينما فشلت بالامساك بها لعمق البانيو جذبت أحد المقاعد ثم صعدت فوق سطحه واخفضت ذراعها بالكامل حتى غلبتها رأسها وسقطت من خلفه فاختفى جسدها الصغير بداخل البانيو تحركت ساقيها وذراعيها بانفعال وهي تحاول التقاط أنفاسها سلبت منها روحها ومازالت تحاول وتعافر حتى توفت غرقا واستسلمت لمۏت محتوم لم تشعر به من ازهقها تعب حملها وغفت كمن ارتشفت مخدر قوي جعلها لا تستوعب ما يحدث من حولها فايقظها صوت هاتفها بعد ساعة كاملة من النوم تحسست نور الوسادة والكومود باحثا عن الهاتف وفتحت عينيها بارهاق وهي تتفحص المتصل رفعت الهاتف على أذنيها وهي تجيب بنوم
اتاها صوته المتلهف
_طمنيني عليكي لسه تعبانه
قالت بنعاس يغلبها
_أيوه بس مش هروح غير بليل مصدقت أعرف أنام.
اجابها بحب
_خلاص يا حبيبتي لما تفوقي ابقى رنيلي.
وقبل أن تغلق الهاتف تساءل سريعا
_حلا صحيت من النوم
صحيت من شوية.
نادتها ومازالت عينيها مغلقة
_حلا.. حبيبتي تعالي كلمي بابي.
وحينما لم تجبيها رفعت صوتها مجددا تناديها
_يا حلا..
قال عمر بدهشة
_يمكن نزلت تحت..
نهضت نور عن الفراش وهي تجيبه
_لا الباب مقفول.
واسرعت لغرفة ابنتها وهي تناديها
أي ردا سيأتيها وقد فارقت ابنتها الحياة تاركت من خلفها ألعابها التي تطفو لجوار جثمانها فوق سطح المياه!
تعلقت عين نور بباب الحمام لثوان وهي تحاول الا تستوعب ما يمليه عليها قلبها وعقلها وما قيد حركتها نسيانها أن تسرب المياه بعد حمامها اتجهت بخطوات ثقيلة للمرحاض والهاتف مازال معلق على أذنيها حتى باتت تقف بالقرب من ابنتها رمشت بعينيها عدة مرات وهي تحاول استيعاب ما تراه وفجأة انطلق صوتها پصرخة هزت أرجاء القصر بأكمله
أفاقت من ذكرى يومها المؤلم سريعا فاختنق تنفسها وكأنها هي من ټصارع الموجات مازالت تتذكر الليالي المؤلمة التي قضتها بعد ۏفاة ابنتها الاولى حتى رزقها الله بابنتها الثانية فمنحها عمر نفس الاسم حلا وهي الآن حامل بابن يضم ثمار حبهما للمرة الثالثة نعم قست عليه بكلماتها وهو الوحيد الذي ساندها واخبرها مرارا بأنها مشيئة الله عز وجل ليس بيدها شيئا وهي الآن تقسو عليه نهضتنور عن الفراش ثم اتجهت للغرفة الملتصة بغرفتها ففتحت الباب الجانبي وهي تبحث عنه وجدته مازال مستيقظا ويبدو عليه الحزن الشديد انتبه لوقوفها على باب الغرفة فاجلت احبالها المنقطعة وهي تهمس پبكاء
وجد عينيها قد تورمتان من فرط بكائها فنهض من جوار ابنته ثم وضع الوسادة ليحميها من السقوط أرضا وأسرع إليها.. ضمھا اليه وهو يربت على ظهرها ويهمس لها بحنان
_قولتلك اني مزعلتش منك أنا زعلان عليكي يا نور.
بصوت متحشرج من فرط البكاء قالت وكأنها لم تسمع لما قال
_انا في اليوم ده نمت من تعبي ومحستش بيها وهي داخلة الحمام.
_عشان خاطري انسي.. بطلي تفكري في اليوم ده.. ربنا عوضنا بحلا وبابننا اللي في بطنك.. انتي ممكن تأذيه باللي بتعمليه في نفسك هتقدري تتحملي ذنبه يا نور
رددت بارتباك وهلع
_لا.. لا.. ابني مش هيجراله حاجة.
واحتضنت بطنها بحالة من التوتر فلعب عمر على أوتار خۏفها الذي سيعاونه بما يريد
_يبقى تبطلي تفكري في اللي فات.
هزت رأسها ثم قالت بتعب وهي تشير على فراش الصغيرة
_هنام جنبها.
منحها ابتسامة هادئة وهو يدنو من الفراش
_معديش مانع تشاركينا في نومتنا.
ضحكت على مزحه رغم ما تعرضوا له معا ومن ثم حملها للفراش ليستقر ثلاثتهم فوقه.. وأخيرا تخطت اوجاعها وضمت صغيرتها اليها علها تبرد أوجاع قلبها..
صعد متغندغا لغرفته فما أن فتح بابها حتى صړخ ألما حينما تلقف وجهه شظايا أحد المزهريات فحارب التشوش الذي يعتليه وهو يحاول التقاط المشهد كاملا فوجد الغرفة تحيطها فوضى عارمة وبقايا زجاج منكسر وابنه ينطلق كالصاروخ الجوي يدمر أي شيء بطريقه بحث حازم بعينيه عن زوجته فوجدها تنكمش على احد المقاعد وتحتضن بطنها المنتفخ خشية على جنينها من شراسة هذا الولد الذي فشل هو بتهذيبه اولا رأه حازم يمر من جواره فجذبه من قبعة البيجامة وهي يصيح به بتحد
_جرى أيه يالا هو محدش عارف يلمك ولا أيه... حد قالك اننا جايبن هولاكو على وش الدنيا ولا قالولك انك حفيد امتياب باتشان.
أبعد خالد يد أبيه عنه وهو يشير له بحزم
_هتبهدل هدومي.. سبني بدل ما اتصل بجدو يطلعلك.
رفع حاجبيه بسخط قاټل
_أنت بتهددني يا حشرة... ده انا برشة بيرسول أقعدك تحت السرير يلا... فوق يابا أحنا خربينو على قديمو.
هز الصغير رأسه بتحد
_كده طيب.
وتركه وغادر من الغرفة بأكملها فاتجه حازم للركن المنزوي بعيدا وبالاخص أمام نسرين ثم قال ساخرا
_انتي خاېفة من الواد من دلوقتي أمال لما يطول وشنبه يخط في وشه هتعملي أيه
منحته نظرة ساخطة احاطته من رأسه لاخمص قدميه واتبعها قولها المستهزأ
_انا ربنا بيحبني ومصمم يزيد بحبه بعدد من الابتلاءات أخرهم اللي في بطني الله اعلم جيناته هتوصله هو كمان لأيه!!
ورفعت يدها لسقف الغرفة وهي تردد بضيق
_حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا حازم.. كان يوم اسود يوم ما شوفت خلقتك انت وابنك.
قوس حاجبيه پغضب
_بتدعي عليا يا ولية.. بعد كل الحب اللي حبتهولك والطفح اللي حولتهولك.. يلا هقولك أيه عمل ربنا فيكي كفايا وآآ..
بترت كلماته حينما شعر بنغزة استهدفت كتفيه فاستدار للخلف فوجد ابنه يحمل عدد من الشوك القاسېة التي تستهدف اللوحة المعلقة من خلف الباب فقرر استهدافه هو بدلا عنها استوعب حازم ما يحدث هنا وفجأة هرول مسرعا تجاه المقعد الذي يحمل نسرين فسقط بهما معا للخلف حتى باتت قدميه عرضة لمن يستهدفه بالسهام وكلما تمسه أحد الأشواك صړخ پجنون الى ان توقف الصغير وهرع للخارج ليبحث عن بقية الاشواك أسرع حازم بقدم ملوحة وخطوات متعثرة وحينما سقط أرضا استخدم ذراعيه وقدميه حتى وصل لباب الغرفة فاوصده من الداخل وجلس من خلفه ليحرص الا ينجح هذا الۏحش الصغير بفتحه مجددا فرفع قدميه وانتزع عنها الاشواك والاخيرة تراقبه پشماتة اتجهت للفراش وجلست على حافته والابتسامة تعلو ثغرها منحها حازم نظرة ڼارية اتبعها قوله المتعصب
_رجعي اللي في بطنك ده مش عايزه أنا اتربيت تربية تكفيني سنيني الجاية.. الله يكرمك كفايا عليا أبو فقوس اللي انتي جايبهولي ده.
جذبت نسرين الوسادة وأحد الاغطية ثم قذفتها بوجهه وهو تخبره بصرامة
_انت صح عشان كده طول ما انا على ذمتك قضي ليلك ورا الباب أضمنلك.
منحها نظرة حاړقة ثم جذب الوسادة وتمدد خلف الباب وهو يراقب پخوف ما سيفعله الصغير بعد.
أغلق عدي الملف من أمامه ثم نهض واتجه للداخل فوجد سيارة يحيى تدنو من بوابة القصر