احفاد الچارحي الجزء الخامس من الفصل الأول حتي الثالث
من أمامه وقلب بين صفحاته وكأنه يبحث عن شيئا ما وجده فقرأه بكل اهتمام تأهبت لاجله حدقتيه المصعوقة من أمر ما وخيوط جمعها ببراعة وفجأة تطلع لمن يجلس مقابله وهو يردد
_عدي في خطړ أكبر مما نتوقعه يا رفعت.. لازم نتحرك بسرعة والا لو حصله حاجة هتبقى عيبة في حقنا كلنا ان ظابط قدم لشغله كل حبه وتفانيه وبالنهاية يحصله كده.
_مفيش غير واحد هو اللي هيقدر يستوعب حجم الخطړ حولين عدي بس للاسف باللي هعمله ده ممكن اتعرض للمحاكمة وأنت عارف ليه!
تفهم الأمر كونه شرطي فأملى بهدوء اقتراحه
_ممكن حضرتك متدخلش في تفاصيل تخص القضية.. يكفي انك تنبهه.
وبفضول تساءل
رفغ رأسه وهو يتطلع للفراغ بابتسامة تنبع بكل فخر
_ياسين الچارحي.
كعادتهم كل مساء تستعد كلا منهن ويترقبن لحظة وصولهم للوفاء بوعدهم التي باتت تنكس الفترة الأخيرة جلسوا بالأسفل جوار بعضهن البعض وأعينهم تراقب عقارب الساعة التي أصبحت تزحف ببطء على الثانية عشر ليلا فنهضت مليكة عن الأريكة المطولة وهي تشير لهم بتذمر
حاولت ملك تلطيف الأجواء فقالت
_ما يمكن على الطريق يا حبيبتي..
أجابتها داليا بسخرية
_بقينا نص الليل يا طنط.. هنخرج السعادي ونروح فين!
أضافت شروق بحزن تغلب على نبرتها الشبه باكية
_محدش عاد مهتم بينا من الأساس.. تصبحوا على خير.
_سبكم منهم احنا ممكن نفرح نفسنا من غيرهم..
التقطت منها رحمة المقبلات والتسالي فتناولت بغيظ وكأنها تفجر ما تخفيه خلف ڠضبها الهادئ وأشارت لها بانزغاج
_ما تفتحيلنا حاجة نتفرج عليها طيب.
_عيني..
اضافت مليكة بغيظ
_وعشان نثبتلهم انهم مش في دماغنا هنقعد ونسهر للصبح من غيرهم.
قالت رانيا بحماس هي الاخرى وهي تهم بالوقوف
_وأنا هعملكم بان كيك يستاهل بوقكم.. وهشوف أيه جوه ينفع للأكل أو ممكن نطلب اكل من برة أيه رأيكم!
مررت نور يدها على بطنها المنتفخ بجوع
راقبت ملك ما يحدث بدهشة حينما حولت الفتيات قاعة الاستقبال لمطعم فاخر ووضعن التسالي والمشروبات فهمست ببسمة ساخرة
_يطلعوا همهم على الأكل أحسن ميطلع على الاولاد!
الهدوء يعم المكان بأكمله ولم يبقى سوى صوت عقارب الساعة التي لا تتوقف عن صياحها الهامس فكان صرير الباب المنخفض مسموعا للغاية وسط ذلك السكون المخيف ومن بعده خطوات متسللة وضحكات كتمت على وجه ياسين وأحمد وكلا منهما يتفحص الحالة العجيبة الساكنة على وجوههم جاسم يغفو فوق سطح مكتبه بعدما كان يرقص أعلاه ومعتز يضع قدميه على سطح المكتب ومن فوق رأسه يضع الملف حتى يحجب عنه نور الغرفة المزعج أما عمر فينحني بجسده تجاه الملفات من أمامه ويغفو بهدوء والقلم بين قدميه وكأنه يعافر للاستيقاظ بينما حازم أخذها من نهاية خطوطهافكان يغفو على الأريكةمحاطا بالجواكت الخاصة بالشبابفقد جمعهم مسبقا من فوقه حتى يحصل على تدفئة خاصة تمنحه النوم بالسلام بعيدا عن غضبهم كونه السبب لما تعرضوا له.
اتجه أحمد للخزانة السرية ففردها ليتفرد منها سريرين ومن ثم اتجه لعمر فحاول أن يجعله يستيقظ بهدوء وجده يتحدث بصوت خاڤت غير مسموع فانحنى تجاهه وهو يحاول أن يسترق السمع لهلوساتهفوجده يهمس بخفوت
_٦مليون و٤٠٠الف.
ضحك بصوته كله فعاد لمحاولاته البائسة بإيقاظه فحركه من جديد بدأ عمر بفتح عينيه بارهاق فردد بنوم يغلبه
_أحمد أنت لسه هنا!
هز رأسه وهو يبعد الملفات للخلف بتفحص
_هيجيني قلب أمشي من غيركم.. طب تيجي ازاي دي.
ارتسمت علامة الاعجاب على وجهه وهو يتفحص الحسابات التي تخطها عمر ببراعة فلم يتبقى له سوى المجموع الكلي فقال
_جمعتهم فعلا بس معرفش النوم غلبني ازاي... عموما هات لما أحط المبلغ الاخير.
جذب أحمد القلم ثم دون وهو يردد
_٦مليون و٤٠٠ألف... صح كده
جحظت عينيه في ذهول
_عرفت ازاي
ضحك وهو يشير له بسخرية
_أنت لو مخطۏف هتقر معاك كام بالبنك من قبل ما تأخد القلم والذي منه.
منحه ابتسامة هادئة قبل أن يعود لاحتضان مكتبه ليستعد لنوم يطارده من جديد فأعاده أحمد لمقعده من جديد وهو يشير له ببسمة هادئة
_فردتلك الخزنة عشان تريح شوية.
اعترض على اقتراحه وهو يحاول فتح عينيه
_لا لا أنا ورايا لسه ملف واحد.. هخلصه وهروح على طول.
أيظن بأن مراجعة حسابات ضخمة مثل تلك ستحتاج للسرعة التي تصل به للمنزل بعد قليل تجاهل أحمد شرح تلك النقطة فاحتفظ بها لنفسه وقال
_طب ادخل أنت نام شوية وأنا هخلص الملف ده.
كاد بالاعتراض فأوقفه حينما أعاد المقعد للخلف وأشار له بالنهوض ثم اتجه لمكتب رائد المجاور لعمر فوضع يده في يديه وهو يشير له بسخرية
_خد أخوك في ايدك وأنت داخل.
ضحك وهو يشير له
_عنيا.
وبالفعل ايقظ عمر رائد ثم تمددوا جوار بعضهم على الفراش وجلس أحمد يتابع العمل على ما تركوه من خلفهم بينما اتجه ياسينلايقاظمعتز وجاسمالذي فشل في محاولة ايقاظه فصاح بانفعال
_جااااااسم.
نهض مفزعا فجلس على طاولة المكتب وهو يردد بنوم
_مين
رفع الاخير حاجبه بسخط
_مين أيه.. انت نايم في مستشفى!
جاهد لفتح عينيها فابتسم وهو يتثأب
_ياسين!
وحينما اطمئن عاد ليتمدد على الطاولة من جديد وهو يلف البلطو الخاص به من حوله فلكزه بحدة مجددا
_قوم نام جوه.
رفض وعينيه تغفو بنوم سريع
_لا ورايا شغل لسه.
كبت غيظه بصعوبة فخرجت نبرته ساخرة
_على الأساس انك كده بتذاكر والا أيه مش فاهم.. قوم ادخل جوه وأنا هكمل بدالك.
حينما تسلل لمسمعه الكلمة الاخيرة نهض عن المكتب وهو يجيبه ببسمة واسعة
_ربنا يخليك ليا يا حامي حقوق الغلابة.. تصبح على خير بقى.
رمقه بنظرة ساخرة وهو يغادر للخزانة
_وانت من أهله يا حبيبي.
وحينما تأكد من دخوله اتجه لمعتز فضحك وهو يبعد عن وجهه الملف فهمس باستهزاء
_ده اللي مديك مساحة خاصة يعني!!
واحتضن مقدمة انفه وهو يردد بضحكة هادئة
_لا حول ولاقوة الابالله العلي العظيم.
وطرق على كتفيه وهو يحاول إيفاقته فاستجاب له سريعا وهو يسأله بنوم
_عدي جاي ولا أيه
أجابه باعتراض
_لا مش جاي متقلقش وراه شغل كتير بمكتبه.. قوم انت ريح جوه شوية وأنا ساعة وهصحيك.
وضع الملف الذي يعلو وجهه على المكتب ثم تحرك باجهاد شديد
_بس قومني بعد ساعة متسبنيش أكتر من كده يا ياسين.
أومأ برأسه ببسمة مخادعة وهو يشير له بالدخول فما أن اتبع جاسم لفراشه حتى ضم ياسين الملف الخاص به لملف جاسم ثم جلس جوار أحمد ليعمل كلا منهما بتركيز واجتهاد تفشى حينما على صوت مزعج معروف المصدر فاتجهت نظراتهم لحازم الذي ينشب بعدة اناشيد مزعجة من صوت نومه المرتفع وكأنه كان يبني عمارة كاملة القى أحمد نظراته جانبا قائلا بشراسة
_طب ده اقتله ولا أعمل فيه أيه
نهض ياسين وهو يشير له بالهدوء
_أنا هتصرف كمل شغلك.
حاول الوصول لحازم ولكنه كان أمرا شاق للغاية فكلما كان يزيح جاكت يجد الأخر حتى وصل إليه بالنهاية فقال بتريث
_انت مركب شفاط جوه.. قوم يا عم الله يباركلك مش ناقصة.
وحينما لم يستجيب إليه دفعه ياسين عن الاريكة وهو يصيح به
_انت يا زفت.
فتح عينيه وهو يشير له بسخط
_في حد