احفاد الچارحي الجزء الخامس من الفصل الرابع حتي السابع
الخاص وبعض الملفات الهامة بحقيبته السوداء دوى رنين هاتفه ليصل له مكالمته الهامة مع أبيه فوضعها جانبا ثم التقط هاتفه وهو يجيب بترحاب
_يا أهلا برعد باشا اللي من ساعة ما سافر وهو مش سأل في ابنه الوحيد.
أتاه ضحكة والده تسري لآذنيه ختاما بنبرة صوته الرخيم
_مخلف قطة أنا عشان أنساك!
وانهى مزحه بتبرريه الجاد
رد عليه رائد بتفهم
_عارف ومقدر ده.. بس مش مبرر يخدك من قلة الرد عليا
وبعتاب يحمل طابع السخرية قال
_سبحان الله بترد على داليا ليل نهار وتيجي عليا وتبقى مشغول.
_البنات عندكم حاجة واحنا حاجة تانية.. العنصرية دي هتولد فتنة بين طوائف الشعب!
انتابه الملل من الجدال الذي يتخذ مسار يخالف غايته
_سيبك من شغل العيال ده وركز معايا كنت بكلم يحيى النهاردة وعرفت باللي حصل بين عدي وياسين والصفقتين اللي عايز ياخدهم.
أكد له كناية الحړب التي ستجرى لا محالة
أجابه رعد بحيرة
_مش هتفهم ولا هتقدر تستوعب حاجة ده سر عسكري بيدور في راس ياسين الچارحي بس.
واستطرد بهمس منخفض لم يكن مسموع للاخر
_أنا حاسس ان ياسين وراه حاجة تانية بيدريها ورا اختباره لمنصب عدي.
_حضرتك بتقول أيه!
عاد صوته مسموعا من جديد
_لا متخدش في بالك.. المهم انكم بخير.. انا كلها يومين وهخلص الاوراق اللي معايا وهرجع انا وعز بإذن الله.
_توصل بالسلامة.. هكون باستقبال حضرتك بالمطار.
_إن شاء الله يا حبيبي.. مع السلامة.
أغلق رائد هاتفه ثم عاد ليحمل الحقيبة التي وضعها على مكتبه الخاص فانعقد حاجبه بذهول حينما لم يجدها فبدأ رحلة بحثه التي انتهت بأسفل المقعد والطاولة وقبل ان يستقيم بوقفته استمع لصفير يأتي من اعلى فراشه وحينما رفع رأسه وجد ابنه يرقص أعلى الوسادة وهو يشير له بالحقيبة
كبت غيظ العالم بأكمله وإختبأ خلف قناع الأب الرزين الذي يتعامل بحرفية مع ابنائه فقال ببسمة مصطنعة
_أسورة حبيبي أنا محتاج الشنطة دي جدا عشان أنا فعلا متأخر ولازم أنزل حالا.
هز رأسه بالرفض الصريح وهو يبرر موقفه
_مش قبل ما تسمع طلباتي كلها وتوعدني انك هتنفذها.
_أنت ليه دايما طلباتك بتيجي بالضرر على شغلي.
عاد ليهز جسده الصغير على الفراش مستغلا حشية القطن التي ترفعه بكل سهولة
_استغل وقتك بالتفكير لو مستعجل.
رفع احد حاجبيه بسخط
_قلبك حنين وبتفكر ازاي توفرلي وقت!
وبنفاذ صبر تساءل
_قول وخلصني.
توقف عن الاهتزاز ودنا ليصبح قريبا منه وأشار له بأن ينحني بقامته تجاهه ليتمكن من سماع ما سيقوله
_خليك أب جنتل واحجزلي رحمة من انكل عدي عشان حاسس ان يحيى حاطط عينه عليها.
جحظت عينيه في دهشة عارمة لما يستمع إليه ولكن لم يصل به الحال للصدمة فهو يعلم بأن ابنه استمد الوقاحة من احد ابناء اعمامه على اعتراف كامل بأنه بعيدا كل البعد عن تلك التهمة الخطېرة التي لا تمس باخلاقه السامية ومع ذلك اجابه باستهزاء
_مش شايف انها مش هتناسبك!
حك جبينه بتفكير طال به فعاد ليهمس له من جديد
_خلاص شوفلي حلا أو يارا بنت انكل معتز.
اتسعت ابتسامته المخادعة فرفع ساقه عن الارض ليحرر حذائه ثم قال وهو يرسم وجه المحبة
_كبرت يا حبيبي وبقيت بتتشرط في اختياراتك.. لا وما شاء الله مختار وش القفص.. عين عند عدي وعين عند عمر ومعتز والله اعلم الدور عند مين تاني من الاجيال اللي هتشرف دي... وطبعا محدش هيسدد فواتيرك الا أنا.
ورفع الحذاء عاليا ومن ثم تلقفه بغلظة فاندفع به تجاهه وهو يردد بعصبية
_انت محتاج اعادة تربية من اول وجديد.
ترك الصغير الحقيبة وهرع للخارج ېصرخ بطلب النجدة ومن خلفه يركض رائد بالحذاء وهو يصيح
_أربيك انا أحسن ما أنا اللي اتربى!
هبط للاسفل سريعا باستخدام الدرج فتفاجئ بهم الجميع وقف الصغير يختار وجهة للحماية من ڠضب أبيه بحذر فكان اختياره سريعا حينما أسرع خلف ظهر جاسم الذي هبط للتو من أعلى فمنع يد رائد من الامساك بمن يحتمي به فدفعه للخلف بتعصب
_هو أحنا معتش ورانا غير معركتك الصباحية بينك وبين ابنك يا رائد.. يا عم احترم سنك وطولك بقى.. هيبتك بقت في الارض وانت بتجري وراه شبه الطور السايب كده!
ترك غيظه وتاره عن صغيره في تلك اللحظة وانتصب بطوله بكل كبرياء لمن يهاجمه بفظاظة
_أما أنا ابقى طور أنت تبقى أيه يا همجي!
جحظت عينيه في صدمة
_انا همجي! تصدق بالله انا لو مكان ابنك لكنت اتبريت منك من زمان.. انا حقيقي معرفش هو مستحملك على أيه
وجذب الصغير من خلفه ثم دفعه تجاهه وهو يصيح
_عندك ابنك اهو.. اصطفل معاه.
وقبل ان تطوله ذراع رائد حال معتز تلك المرة بينهما وهو يشير له برفق
_صلي على النبي يا جدع.. احنا لسه على الصبح وورانا يوم طويل عريض في المقر.. بلاش تفقد طاقتك كلها هنا صدقني هتحتاجها بعدين وخصوصا مع عدي.
تأمله ساخرا وكأنه لم يقتنع بحجته فركل معتز حازم المنشغل بتناول الشطائر الشهية بالعسل الأبيض قائلا پغضب
_ما تقول حاجة يا زفت!
جذب احدى ثمرات التفاح فقضم قطعة بفمه كله ومن ثم نهض عن مقعده ليستدير به تجاههم فقال وهو يمضغ ما بجوفه بشكل مقزز
_مبحبش اتدخل في خناقات من النوع ده.. وخاصة مع ابن رائد السقيل.
وضعت نسرين القهوة التي تحملها على الطاولة بحدة سبقت حديثها
_انت ليه عندك كل الاطفال سقيلة ولا تطاق!
جذب حازم القهوة ليختم بها طعامه وهو يجيبها بلا مبالاة
_أي طفل فيه عرق الچارحي هيبقى سقيل لانه شارب من نسل ابويا.. اذ كان انا نفسي ورثت منه كل حاجة مع اني مبحبهوش لله في الله وبالرغم من كده طلعت زيه!
_شوف ازاي!! دي حاجة تحير فعلا انك تطلع شبه باباك... دي معجزة الكوكب!
كلمات ساخرة تحررت على لسان عمر الذي يهبط خلف أحمد وياسين المتفرج بملل لما يحدث بالطابق السفلي الذي بات يمقت الهبوط اليه كل صباح اكمل احمد طريقه لاقرب مقعد فوضع صغيره أويس الذي يحمله بين ذراعيه بكل حب ومن ثم وضع عدد من الوسادات من حوله حتى لا يسقط أرضا بينما استند ياسين على الدربزين وتمايل بجسده ليشاهد ختام المعركة وقف أحمد مقابل رائد ليسأله پخوف
_ حازم هو سبب الفوضى دي
اتاه رد اخيه يستنجد
_كل حاجة تتهموها فيا انا بريء من مصايب العيلة خلاص بقا في اجيال جديدة تخلص على جتتكم القديم والجديد يا حبيبي.
وجذب مفتاح سيارته وهو يشير لهم بعنجهية
_انا مش عارف ايه مقعدني هنا لحد دلوقتي انا ورايا اجتماع مهم جدا ولو حازم باشا الچارحي محضرش كل حاجة بنفسه الدنيا كلها هتقف.
وترك ساحته وغادر في هدوء مريب كارثي لمن حوله مال جاسم تجاه الدرج حيث يقف ياسين وهمس بسخط
_التفاني ده وراه نسوان اسمع مني.
والتزم