احفاد الچارحي الجزء الخامس من الفصل الثامن حتي العاشر
سي ياسين.. أيه ميقدرش يعتمد على نفسه ولا أيه
كلمات حادة تفوه بها من يفتح باب مكتب عدي ليقذف بوجهه تلك الكلمات التي نالت منه ارتبك ياسين من وجوده ورسم ابتسامة وهو يشيد به
_طبعا معنديش شك فيك يا رائد.. بس المناقصة دي صعبة جدا وآآ.
قاطعه رائد بحدة
_صعبة عليا ومش صعبة على أحمد من وجهة نظرك!
_ياسين أكيد ميقصدش يا رائد أنت مش عيل صغير عشان تفهم الكلام غلط ونفضل نبررلك.. كبر عقلك شوية وركز في العرض اللي هتقدمه!
مررها حتى وإن كان أثرها عالق بجوفه وإدعى بأن الأمور على ما يرام حينما رسم بسمة مصطنعة وردد
_محصلش حاجة..وخليك واثق يا ياسين اني هبذل ما بوسعي عشان المناقصة دي ترسى علينا.. عن إذنكم.
مرت أكثر من ساعة كاملة ومازال يقف أمام باب المكتب وهو في حالة من الهلع استجمع حازم شجاعته أخيرا وطرق على الباب فما أن استمع لاذن الدخول حتى اهتزت ساقه پخوف مما سيلاقاه بالداخل اقترب حتى بات قريبا من مكتبه فراقبه وهو يتفحص الحاسوب من أمامه بثبات عجيب وكأن أحد لا يشاركه الغرفة فكسر صوته الرخيم الصمت حينما أمره
جلس على أحد المقاعد من أمام مكتبه الكبير وعاد لنفس لحظات الترقب من جديد أغلق ياسين الحاسوب من أمامه وشمله بنظرة جعلته يرفع أصبعيه وهو يباشر الدفاع عن ذاته
_والله ما كنت أعرف إنها لحضرتك أنا مستعد اتكفل بكل الخساير يا عمي حتى لو سړقت الفيزا بتاعت أبويا ودفعت بيها تمنها.
_اللي بتعمله ده أخرته أيه يا حازم..أنت بطيشك ده بتأثر على أخوك وولاد عمك.. يعني لا سايبهم يشوفوا شغلهم ولا أنت نفسك مركز في شغلك عشان كده أنت هتتنقل لقسم الحسابات وده هيكونلك ردع عن جنانك ده.
وضغط على زر خشبي بجانب الحائط فولج للداخل أحد موظفيه الخاص فأشار له بحزم
أومأ الشاب برأسه باحترام
_اللي تؤمر بيه يا باشا.. اتفضل معايا يا أستاذ حازم.
لحق به بسعادة لا توصف وكلمات تتردد دون توقف
_أنا حي! الحمد لله..
هبط الدرج الجانبي من خلفه بابتسامة واسعة وكأنه نجا لتو من نزال كان سيلقى حتفه به لا محالة فراقب من يتبعه باهتمام ومن ثم خطڤ المسافة بينهما وهو يردد بمشاكسة
رمش الموظف بعينيه بدهشة ومع ذلك أجابه بمراوغة
_أنا مصطفى موظف في قسم الحسابات وآآ..
قاطعه بمرح
_يا عم فكك من المقدمات اللي متأكلش عيش دي وخش على الجد.
تساءل بحيرة وهو يحاول فهم ما يود قوله
_جد أيه يا فندم مش فاهم حضرتك.
رفع يده على كتفه وهو يخبره بنبرة عميقة
_شوف يا مصطفى يا ابني انت عنيك كلها حزن وهموم.. قولي فيك أيه ومتحاولش تخبي.. يمكن أعرف أساعدك.
بتوتر أجابه
_لا آآ.. آنا..
قاطعه مرة أخرى وهو يشير له ببسمة هادئة تحثه على الحديث
_يا راجل اتكلم ومتقلقش سرك في بير.
بدت معالم الحزن تختلج معالم الشاب وردد بارتباك
_أصل انا عريس جديد وآ...
كمم فمه سريعا وهو يشير له پغضب
_هوووش تفاصيل زي دي متتحكيش هنا يا راجل!
أبعد يده عنه فهمس الاخير پصدمة من رد فعله المبالغ به
_أمال فين
أشار له قائلا
_تعالى ورايا..
اتبعه الموظف بتريث حتى وصل لغرفة مكتبه الخاص فمنحه إذن الحديث لذا فاض بما يضيق به والأخر بستمع إليه بصمت حتى انتهى من حديثه وترقب ما سيقول فحك حازم مقدمة رأسه بحيرة وهو يحاول البحث عن حل مناسب لتلك العقبة وفجأة فرك أصابعيه وهو يخبره
_بس مفيش غيره.
تراقص الأمل بحدقتيه وردد
_مين
اجابه وهو يجذبه ليخرج خلفه مهرولا
_الواد عمر.. دكتور اد الدنيا وله في كل خړابة عفريت.
اړتعب الشاب وجذب يده منه وهو يشير
له
_بلاها عشان منقلقش الباشا.
بسط له ما يخطط له
_يا عم متقلش كده.. عمر ده عسل وكريم شانتيه.
ابتهج الاخير ولحق به حتى وصل لمكتب عمر..
بالقصر..
طرحت الفتيات غطاء أسوء كبير بالحديقة ووضعوا الطعام بانتظام على سطحه وجلسوا جميعا يتناولان الطعام بجو من الألفة ومن حولهم يلتف بهم الاولاد وأغلبهم يقومون بسباق وألعاب جعلتهم في غاية السعادة بينما اكتفت الفتيات بمراقبتهم بحب تأملت نور الطعام الموضوع من أمامها بضيق فسألتها رحمة باستغراب
_مش بتأكلي ليه الأكل مش عاجبك
زمت شفتيها بنفور
_أنا زهقت من الأكل ده.. حابة أغير بقا وبصراحه نفسي أكل حوادق كده.
وفجأة رددت وأنفها يلتقط تلك الرائحة التي أنعشت قلبها
_في ريحة داخلة عليا تهفهف.. شمين
نكرت داليا ما تشير اليه
_لا مفيش حاجة..
ضحكت أسيل وهي تخبرها
_نور لو نفسك تأكلي حاجة عرفينا لتطلع في وش البيبي.
مازحتها شروق هي الاخرى
_نور اتوحمي على حاجة حلوة أهو ينوبنا من الحب جانب مش كده ولا أيه يا روني!
التفتت مليكة