الأحد 24 نوفمبر 2024

احفاد الچارحي الجزء الخامس من الفصل الثامن حتي العاشر

انت في الصفحة 2 من 14 صفحات

موقع أيام نيوز

بصړاخ مليكة وهي تناديها بفرحة 
_ماما.. حمدلله على سلامتك يا ست الكل.
أشارت آية لها قبل أن تصل لها 
_بالراحة على البيبي! 
تشبثت بذراع عدي الذي حال بينها وبين السقوط فطرق على رأسها بخفة 
_أنتي جاية من على الطريق الزراعي! اهدي واعقلي. 
ابعدت ذراعه وضمت والدتها التي قابلتها بمحبة كبيرة واخبرتها بشوق 
_وانتي كمان وحشتيني أوي يا ملاكي.. طمنيني عنك وعن يحيى. 
وراقبت الطريق من خلفها باستغراب 
_هو فين مجاش معاك! 
قالت وهي تزيح دموع فرحتها عنها 
_يحيى مسافر مع رحمة في رحلة تبع مدرستها. 
تلقائيا اتجهت نظراتها تجاه عدي الذي زم شفتيه وهو يخبرها 
_اضطريت أوفق.. الولد احرجني بذوقه. 
استأذن بالانصراف فتابعته ببسمة صغيرة زرعت الفضول بمليكة لمعرفة سببها فهمست لها بخفوت 
_في أمل ان اخوكي يتغير.. 
اعترضت على أملها بذلك وقالت 
_انا مش عارفة ليه عايزينه يتغير.. عدي ليه كارزما مختلفة عصبي بس حنين عاقل بس مچنون شوية متكبر بس بنتفاجئ بتواضعه أحيانا.. الخلاصة ابنك مش مفهوم ربنا يصبر رحمة ويديها ويدينا طاقة تحمل. 
قهقهت ضاحكة على وصفها الدقيق فدفعتها للخطى جوارها وهي تهمس لها بنفس نبرتها المنخفضة 
_صدقيني في أمل.. تعالي نشوف رحمة ونور وحشوني أوي. 
انسحب ياسين عمدا من الداخل وبحث عن عدي حتى وجده يقف على التراس وعلي ما يبدو إليه بأنه شارد الذهن اقترب حتى بات يقف قبالته فالتقط نفسا مطولا قبل أن ينفثه في ملل 
_كنت عارف إنك هتيجي ورايا. 
أبعد ياسين المقعد قليلا حتى يتمكن من الوقوف لجواره فتأمل شلال المسبح المرتفع وهو يتساقط بنظرة تعمقت بما قد يفكر به عدي وقال بعد صمت طويل 
_أنت خاېف من رجوع عمي يا عدي 
ابتسامة شبه ساخرة تمايلت على شفتيه فردد بسخط 
_شخص زي ياسين الچارحي يتخاف من بعده مش من قربه. 
تقوس جبينه بحيرة 
_بمعنى 
أجابه بمكر 
_بمعنى إنه من الأفضل يكون قدام العين عشان نتنبئ بخطواته.. طول مهو بعيد طول ما هو غامض ومش مفهوم. 
ارتسمت ابتسامة واسعة على شفتيه وردد بثقة 
_عمي مش مفهوم لاي حد حتى لو عاش معاه عمر كامل.
سحب نظراته عن الشلال وسلطها تجاهه وهو يخبره 
_بالنسبالك.. أنا لا. 
اشار بيده وهو يقترب ليجلس على حافة التراس المتدلي 
_يمكن.. بس اللي انا واثق منه إن ورا عمي لغز كبير يا عدي.. أكبر من جو التحدي اللي بيخلقه بينكم.. وصدقني مدام هو بنفسه قالك بلاش أحمد قصاد رائد يبقى تنفذ كلامه لانه ليه نظرة بعيدة وهو أكتر منك خبرة. 
انكمش وجهه بعاصفة حلت لتستحضر غضبه 
_هو اللي حملني المسؤولية دي.. يبقى مستحيل هسمحله يتدخل في قرار أنا سبق وأخدته.. حتى الطريقة اللي بيحاول يكشف بيها مخططاتي قدامه طريقة متناسبهوش! 
_وهو ده اللي مأكدلي ان في حاجة كبيرة عمي بيحاول يخبيها.. فكر في كلامي كويس يا عدي. 
كلمات أخيرة قالها قبل أن يغادر ليتركه يحسم أمره المتعلق باختيار أحمد ورائد فبالرغم بأنهم ذو كفاءة وخبرة أكثر من الشباب ولكن ياسين فقد اقتناعه التام باختيار عدي فور اعتراض ياسين الچارحي على اختياره لانه لديه ثقة بأن هنالك شيئا هاما لا يستطيع أحدا رؤيته سوى ياسين الچارحي ذاته! 
اجتمع الجميع حول مائدة الطعام بعد أن فتشت المفاجأة التي يستعد لها الجميع وبالرغم من جفاء الأجواء من الأحاديث الا أنها كانت محفوفة بالبهجة والمحبة لوجود ياسين وآية بينهم بدأ الجميع بتناول الطعام إتكأ ياسين على مرفقيه ووزع نظراته بين الجميع وبالأخص لزوجته التي تجلس على يمينه وابنه الجالس على يساره ومن أمامه على نهاية الطاولة يجلس رفيق دربه أخفى حنينه لتلك الأجواء المختلفة ولمذاق الطعام الرائع
فشرع بتناول طعامه وفجأة علق الطعام بجوفه سعل بقوة جعلت وجهه يتلون بالأحمر القاتم وقبل أن يمد يده على كوب المياه وجد كوبا قريبا من فمه واحدهما يعاونه على ارتشافه بأكمله حتى هدأت نوبة سعاله وصوت من يقف قبالته بالكوب يتساءل بلهفة 
_حضرتك كويس 
لم يكن سوى عدي المتلهف لسماع إجابة صريحة من أبيه أول من أسرع إليه بقلب تمزق مع كل سعلة خرجت منه هز ياسين رأسه إليه بأنه على ما يرام فاستقام عدي بوقفته وقد هدأت أنفاسه المنفعلة فعاد لمقعده من جديد وتابعه بتلصص من حين والأخر المشهد برمته كان يتابعه الجميع ببعض الدهشة والحيرة لم يعد أحد يفهم ما يدور بعقولهم عدي لم يعد مفهوم بالمرة عاد الصمت يكمم الأفواه من جديد الى أن مزقه ياسين وهو يردد بنبرة استهزاء 
_أنا شايف إن نور كويسة .. خليني أعترف ان حجتكم كانت مقنعة ونجحت بس محبهاش تتكرر تاني. 
وألقى منديله القطني على الطاولة ثم نهض وصعد للأعلى والجميع يراقبه حتى تخفى من أمامهم تحرر الجفاء بينهم فقال رعد ممازحا 
_الحصار اتفك.. ها طمنوني عاملين أيه 
أجابته داليا وعينيها تلتهم جاسم 
_احنا بخير بس الخناق اللي بينا مازال مستمر.. 
وأضافت رانيا 
_يا أنكل البيت ده محتاج ليكم لانه من غيركم فوضى. 
جز رائد على أسنانه بغيظ 
_بتقولي أيه يا حبيبتي سمعيني 
ابتلعت ريقها بتوتر ألزمها بالصمت فقالت نور باستنكار 
_انتي خاېفة ليه.. ما تتكلمي وتقولي لانكل رعد على اللي

انت في الصفحة 2 من 14 صفحات