احفاد الچارحي الجزء الخامس من الفصل الحادي عشر حتي الخامس عشر
الباب وأداة حادة تخترقه حتى نجحت بفصله عن بعضه من الجزء العلوي فوجدت ذراع ممدود لها وهو يحثها على الاقتراب
_حاولي تمسكي ايدي بسرعة.
لم تفكر أبدا نجاتها بالوقت الحالي هو اسمى امنياتها لذا حملت هاتفها وحقيبتها وتشبثت بذراعه فرفعها بكل قوة حتى تمكن من اخراجها للهواء الطلق جاهدت مروج للوقوف على قدميها ومازالت نوبة البكاء تجتازها فقدم لها هذا الرجل زجاجة من المياه قائلا بلطف
تناولته منه مروج وتجرعت منها كمية كانت كافية لانعاشها وقد بدأ اتزانها يعاود لذهنها ولكنه غائب عن جسدها المرتجف فقالت بلسان مضطرب
_مش عارفة أشكرك ازاي.
ابتسم وهو يتأملها بنظرات عميقة وبنبرة غامضة قال
_مفيش داعي للشكر.. انا كنت في ميتنج بالدور ده ولما جيت استخدم الاسانسير لقيته عطلان.
_أنا مهاب.
استندت على حافة العمود الذهبي حتى وقفت على قدميها تأملت يده الممدودة بحرج فتعمدت تمسكها بحقيبتها وهي تردد على استحياء
_اتشرفت بحضرتك.. واللي عملته معايا حقيقي مش ممكن أنساه.
سحب يده الممدودة پغضب دفنه خلف ابتسامة زائفة وهو يخبرها بلباقة
منحته ابتسامة صغيرة واتجهت بخطوات شبه متعثرة للدرج فاوقفها بذهول
_هتنزلي كل ده احنا في الدور العشرين!
ازدردت ريقها الجاف بصعوبة فهي بحالة لا تسمح لها بالهبوط كل تلك المسافة ومع ذلك تخشى الصعود للمصعد مجددا فما حدث سيجعلها تمقت صعود أي مصعد قط وزعت نظراتها بحيرة بين المصعد والدرج فقطع حيرتها حينما قال بخشونة
هزت رأسها نافية بلباقة
_مفيش داعي أنا هنزل لوحدي.
اعترض طريقها ولحق بها وهو يخبرها بلطف زائد
_مش محتاجة تخبي الحالة اللي انتي فيها لانها باينة.
لم تكن بحالة تسمح لها بالجدال وخاصة بأن ما كونته عنه لم يكن بالسييء بالنهاية قدم لها يد المساعدة في وقت ظنته الاخير من حياتها ولجت معه مروج للداخل فهاجمتها نوبة حادة من الدوار ومشاهد ما حدث لها بالداخل منذ قليل ترتطم بها بۏحشية قاټلة رفعت يدها تتحسس جبهتها پألم جعلها تهوى دون اي ارادة لها بالنهوض حان بينها وبين الارض فسقطت بين ذراعيه وابتسامته الخبيثة تسري على شفتيه وهو يتأملها عن قرب خطړ!
اليوم كان عطلة لرائد وأحمد للتركيز للمعاركة التي تنتظرهما بالغد فباشر الشباب العمل من المنزل كان عدي بطريقه للأعلى حينما وجد أبيه يستعد للهبوط فوقف قبالته بوجهه الشاحب الذي أثار قلق ياسين فسأله بنظرة تلتهم تعابيره
_أنت كويس
أومأ برأسه بخفة فعاد ليتساءل من جديد
ابتسامة ساخرة لحقت بكلماته المشككة
_اللي بيرقبوني مبلغوش حضرتك بمكاني
تعمق بالتطلع لحدقتيه الغريبة وهو يردد
_قولتلك قبل كده واجبي اني أحامي العيلة كلها.. وانت دلوقتي منصبك حساس والعيون كلها عليك.
عقله الذكي يرفض تصديق ما قاله فأخبره بدهاء حينما قال
_يعني مفيش فرق بين شغلي وشغل حضرتك.. هنا حياتي في خطړ وهناك نفس الوضع طب ليه حضرتك أصريت أسيب شغلي مدام نفس المصير بيلاحقني!
هبط الدرج دون أن يقدم اجابته إليه وحينما كاد بالانعراج عن استقامة الدرج قال بنبرة وخيمة
_يمكن لاني حابب ده.
وتركه وغادر من أمامه فاستكمل الاخير طريقه للأعلى وخاصة لغرفة رائد وأحمد ليطمئن بنفسه أن كل الامور على ما يرام.
بغرفة ياسين
كان يتطلع للملف من أمامه وهو يثبت شاشة الحاسوب إليه بعد أن ضمن الاتصال بالفيديو على الشباب ليكون بديل الاجتماع بالحضور هاتفيا لمناقشة بعض الامور الهامة فانتظر حتى يجتمع الجميع واستغل وقته بتجهيز الملفات المقصودة بسبب اجتماعهم وفي أقل من دقيقة كان يملئ الشباب شاشة حاسوبه فحياهم على مضض
_صباح الفل يا رجالة.. ركزوا معايا كده عشان ننجز الاجتماع بوقت قصير ونستمتع بالاجازة براحتنا.
تطلعوا اليه من خلف شاشة الجاسوب فكاد بأن يعرض الملف من أمامهم وفجأة قبل أن ينطق يعرضها من أمامهم استمع لصوت باب مكتبه يفتح واشرأبت بعنقها من خلفه وهي تردد
_ياسين أنت هنا
كان على شفا أن يجيبها ولكن ألجم لسانه حينما رآها تسرع إليه ومن ثم جلست على قدميه وهي تشير له
_أهم حاجه بنتي تكون قاعدة مرتاحة..
عدلت من بطنها المنتفخة ولفت ذراعيها حول رقبته وهي تهمس له بنبرة مٹيرة
_النهاردة المفروض اجازتك.. هتقضيه برضه في الشغل.
جحظت عين ياسين وهو يحاول اخبارها بالكاميرا من أمامهما التي تجعلها كالبث المباشر الحي أشارت له مليكة بټهديد ولم تترك له فرصة الحديث
_شكلي هشتيك لبابا تاني.. وساعتها بقا شوف عقوبتك المرادي هتبقى أيه
واستطردت بحزن مصطنع
_انا قولت انك هتستغل سفر يحيى وهتهتم بيا أنا وبنتك بس انت مش سأل على حد فينا!
_أنا من رأيي ترفعي عليه قضية خلع يا مليكة..
صعقټ حينما استمعت لصوت عمر يخترق مجلسهما السري على ما بدى لها فتطلعت ناحية الباب بتوتر اتبع رجفة نبرتها
_مش ده صوت عمر!
رد عليها جاسم بمزح
_مش عمر بس ده المحلة كلها هنا وبتشجع بضمير..
ردد معتز پشماتة
_الراجل كل يومين يعملنا اجتماع ومحاكمة وهو نفسه محتاج يتحاكم!
ضحك أحمد وهو يردد بصعوبة من بين ضحكاته
_عذرك معاك يا ياسين اقفل وانا همسك بدالك.
اتجهت أعين مليكة تجاه شاشة الحاسوب