الثلاثاء 03 ديسمبر 2024

احفاد الچارحي الجزء الخامس من الفصل الحادي عشر حتي الخامس عشر

انت في الصفحة 4 من 31 صفحات

موقع أيام نيوز

بالوضوء ومن ثم التحق بصفوف المصلين وأدى فريضته بخشوع تام اعتاد عليه بفضل توجيهات والدته فلم يترك يوما فردا حتى عمر ومليكة نشأوا على تلك التريبة التي احتدت بالحزم تجاه ما يخص الله عز وجل فلم تتهاون آية يوما مع أحدا حتى وإن كانت رقيقة طيبة القلب انتهى عدى من صلاته ثم جلس على سجادته يترقب المسجد من حوله بنظرة متفحصة فاسند ظهره على احد الاعمدة ولا يعلم كيف غفى واستسلم للنوم سريعا..
_كنت على طول بخالفك وواقف في وشك في أي قرار بتأخده كأني كنت واخد عهد على نفسي اني اتحداك طول ما أنا عايش... أنا النهاردة ضعيف ومحتاج لوجودك... محتاجلك ولأول مرة أعترف بيها.. أنا من غيرك مش مسنود أنت كنت السند والحماية ليا حتى وأنا رافض ده.... بجد محتاجلك أوي... 
تقهقهرت الدمعات على خديه مع تلك الصڤعة القاسېة التي يواجه بها نفسه لأول مرة بمكان ليس به سواه هو يبوح بما يصعب على لسانه العاجز البوح به يخرج ما يأجج داخل صدره في ذلك المكان المنعزل لا يآنس وحدته سوى تلك الدمعة الحاړقة التي تحررت أخيرا من معتقلها وفجأة شق صوت عذب ذاك الصمت المقبض وهو يجيب صراخه المهتاج 
_أنا هنا يا عدي... جنبك ومستحيل هتخلى عنك! 
استدار بجسده للخلف فوجده يتكأ على تلك الصخور وعلى ما يبدو بأنه كان يستمع لحديثه من البداية نهض عدي عن الأرض بابتسامة ازاحت غمة الحزن وكلمة واحدة تتردد بسعادة عالم بأكمله 
_بابا!!! 
انتفض بنومته فزعا من ذاك المنام الغامض والغريب له احتفاظ عينيه بالدمعات وكأنها تقسم بأن تذكره بمنامه الغريب أي منام هذا الذي يترك من خلفه ۏجعا يضرب روحه ويطعن قلبه دون رحمة كانت رسالة ربانية غريبة لم يفهم مغزاها حتى الآن حتى توقيت رؤياه للحلم كان الامثل لاعتباره رقية وهل هناك أمثل من وجوده باحد منازل الله عز وجل! 
نهض عن سجادة الصلاة وهو يتأمل المكان من حوله بعينين دامعتين فأخرج محفظته الجلدية ثم أخرج مبلغا صخما واتجه لصندوق المسجد وانحنى ليضعه وهو يردد پألم 
_أنا مش عارف أيه اللي بيحصل.. بس أنا بتمنى إنك تحفظلي أبويا من كل شړ.. احفظني من نفسي ومن شيطاني يا رب. 
وانحنى برأسه للأسفل وهو يسترسل بحزن 
_كل اللي حواليا نقاط ضعف ليا فيا رب متورنيش السوء في حد فيهم.. افديهم بروحي يا رب. 
واستدار ليغادر المسجد تاركا من خلفه سكينته وراحته القصيرة التي قضاها بداخل بيته الكريم غادر عدي واتجه للقصر بعد أن قضى ليله به. 

فتحت عينيها الساحرة بتكاسل انصياعا لليد التي تحرك جسدها فرددت بنوم 
_في أيه يا مارثا 
ذكرتها الخادمة بما أخبرتها به قبل غفلتها أمس 
_موعدك مع طبيبة الاسنان سيدتي! 
فركت مروج جبهتها ببعض الألم فاعتدلت على الفراش وهي تحاول فتح عينيها بصعوبة فمازال النوم يسيطر عليها حررت يدها عاليا وهي تشير لها 
_جهزيلي الحمام يا مارثا. 
هزت رأسها بطاعة وانصرفت تلبي طلبها بينما نهضت مروج عن سريرها واتجهت لخزانتها تنقي ما يليق لزيارة الطبيبة اغتسلت وارتدت بنطال قماشي من اللون الأسود الفضفاض وقميص من اللون الوردي طويل يصل لبعد ركبتها عقدت حجابها جيدا استعدت للمغادرة وقبل أن تغادر شددت على الخادمة 
_خلي بالك من عز وهمسة يا مارثا.. عز يخلص واجباته وهمسة جهزيلها الرضعة بتاعتها في وقتها. 
ردت عليها بود 
_لا تقلقي سيدتي.
غادرت مروج بعدما اطمئن قلبها على أولادها فصعدت لسيارتها واتجهت للعيادة الخاصة انتظرت دورها حتى دخلت وحينما انتهت غادرت مسرعة حتى لا تتأخر بعودتها على ابنائها فولجت للمصعد وضغطت على زر الطابق الأرضي فتحرك بها المصعد لينخفض عشرة طوابق ومن ثم علق بها بالطابق العشرون انقبض قلبها وهي تعيد الضغط على ازرر المصعد ولكنه لم يستجيب إليهاو انقبض قلبها ړعبا وخاصة حينما تلاعبت الإنارة وكأنه مشهد من فيلم ړعب يعاد على مخيلاتها سعلت مروج بقوة كادت بإغلاق مجرى تنفسها فمسدت يدها على حقيبتها الصغيرة أخرجت هاتفها واختارت رقم زوجها حاولت الاتصال به ولكن الشبكة بالمصعد كانت تحت الانقاض! لم تحصل حتى على شرطة واحدة تنقذها مما تتعرض له والمحزن بالأمر بأنه مبنى ضخما يحتوي على أربعة مصاعد فلن يعبئ أحدا إن تعطل احداهم جلست مروج أرضا وقد احاطتها وابل من الدموع وجسدها يرتجف پعنف فسجلت رسالة صوتية لزوجها ومازال الأمل يولد داخلها علها تصل له ويأتي لنجدتها 
مازن الحقني.. الاسانسير عطلان بيا في عيادة دكتورة يمنى أرجوك ساعدني أنا خاېفة وحاسة إن نفسي بيتسحب مني.. 
هوت دموعها مع سقوط الهاتف عن يدها مرت ساعة كاملة تجاهد بها لالتقاط الاكسجين ومحاربة الاغماء وفجاءة شعرت بصوت قريبا منها يتساءل 
_في حد جوه 
نهضت على قدميها وهي تصيح بلهفة 
_أيوه.. ساعدني أرجوك! 
اتاها صوتا رجوليا يجيبها 
_متقلقيش يا آنسة.. بحاول أفتح الباب.. عايزك بس تبعدي شوية. 
ازاحت دمعاتها عنها والسعادة عادت تلوح لها بعد فقدان أمل عزيز لها فتسلل لمسمعها صوت ضربات قوية تصيب

انت في الصفحة 4 من 31 صفحات