السبت 23 نوفمبر 2024

القرية الملعۏنة

انت في الصفحة 4 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

إلى خارج هذه الغرفة الواسعة المظلمة يوسف الآخر كان يرتجف بشدة في الزاوية وهو يشارف على الهلاك جوعا وبعد ساعة أعادت الماردة أخيه موسى ولم يبدو عليه شيء سوى بعض الكدمات في وجهه ولا زالت ثيابه عليه سأله أخاه يوسف عن ما جرى له فأجاب بأن لا شيء مهم حصل 
يوم آخر يمر دون طعام وقد بدأ الإعياء يصيب الأخوين خصوصا يوسف الذي كان يتلوى جوعا وېصرخ بهستيرية لأجل شيء يأكله فجأة يدخل مارد رهيب الشكل أشد ړعبا من سابقيه ويوجه كلامه للأخوين أيها هل تتضوران جوعا عليكما الاختيار هذه الوسيلة الوحيدة ليشبع أحدكما أو ټموتا جوعا !.
صدم كلام المارد الأخوين بشدة ولكن نوبة الإعياء الشديد بسبب الجوع لم تترك لهما مجالا للكلام حتى اكتفى يوسف بنظرات حزينة مندهشة وإما موسى فقد غرق في التفكير لدقائق معدودات حتى قاطعه المارد صارخا و يهم بالمغادرة فيوقفه موسى ويقول أنا سآتي معك.
تنهمر الدموع بغزارة من عينا يوسف الذي فهم ما يقصده أخيه فيطلق صړخة من بين ركام الألم والجوع أرجوك لا يا أخي أرجوك !.
لم تفلح توسلات يوسف وبالفعل أخذ المارد موسى بعد ساعتان رجع المارد إلى الغرفة حيث يقبع يوسف مكبلا بالأغلال وقد بدأ يحتضر جوعا ويضع أمامه طبقا مليء باللحم اللزج لم يجد
يوسف وقتا ليفكر بماهية ما يوجد أمامه وكأن حواسه تعطلت كلها ولم يتبقى سوى غريزة البقاء الشديدة فانكب يلتهم ما أمامه بشراهة كبيرة وما أن أكمل الطبق حتى أتاه المارد بآخر بعد الوجبة الغريبة واللذيذة بدأت الحياة تعود ليوسف بالتدريج وفي لحظة أدرك أن تلك الوجبة !.
يا للهول ! ماذا فعلت بدأ يوسف بالصړاخ والتشنج وانتحب باكيا بشدة دخل المارد إلى الغرفة وأمسك برأسه لدقيقة 
بعد يغمى على يوسف ويغط في سبات عميق يفتح عيناه ببطء ليجد نفسه في نفس المنزل المهجور الذي استكن به من الأمطار مع أخيه موسى وقد فكت أغلاله وأصبح حرا ينطلق بسرعة ليفتح الباب ويخرج إلى الخارج كانت الشمس تحتضر وقد بدأت خيوط الظلام بالتسلل والسماء مليئة بالغيوم والبرق والرعد وتنذر بمطر غزير .
عادت بيوسف الذكرى إلى الليلة نفسها مع أخيه بسرعة البرق ركض يوسف هاربا من القرية حتى وصل إلى شعب من الشعاب تذكر أنه مر به من قبل وهناك شاهد راعيي غنم بنفس سنه هو وأخيه وهما يهشان قطيعهما بعجلة متجهين أمام القرية المهجورة.
انطلق يوسف ليحذر الأخوين ولكن الأوان كان قد فات فالمطر قد بدأ ينهمر ولا وقت لتحذريهما فاستمر بالركض مبتعدا عن المكان .
من ذاك الفتى الذي يركض ممزق الملابس أسفل الجبل يا أخي أين يذهب وهو بهذا الشكل وهناك عاصفة على وشك الاندلاع .
لا اعلم يا سامي أمره غريب
لكن لنعجل إلى تلك القرية ونحتمي عند أهلها إلى الغد قبل أن تهب العاصفة وتهلكنا مع قطعاننا .
النهاية
ولا تنسى أن تترك لنا تعليقا حولة القصة

انت في الصفحة 4 من 4 صفحات