رسالة من العالم الآخر
إللي مالية المستشفى والبيوت إللي حواليها. حاولت ادخل واكتب نفسي قدر الإمكان. ما أنا لازم ضروري حالة أعمل زي الناس. ولما بدأت لقيت المبولة الصرف بتاعها مش متوصل بالمجاري. لأ ده الخرطوم منه للأرض. يع. إيه القرف ده بس مش وقته. مش وقته. إني أتكلم في إهمال وضمير الفنيين والعمال اللي الله يرحمه. أنا لسه مستريحتش فخرجت مضايق وسألت هو مفيش حمامات تانية ردت عليا ممرضة وقالتلي في يا دكتور في سكن الأطباء بس في المبنى. تاني ووصفت لي إزاي أروحه المبنيين بينهم واصلة توصل ما بينهم بس ظلمة جدا بالليل مش حاطين فيها لمبة واحدة توحد ربنا أنا مش متعود أخاف من الضلمة بس ماعرفش ليه جسمي أشعر وقبل ما أوصل لآخرها كان فيه سلم و درجة بالظبط مش مهم تشوفهم على فكرة أن تتحسس برجليك بس و تسند على الجدار عشان ماتتقلبش من على السلم 12 درجة صعودا وتلاقي نفسك قدام سكن الأطباء. دخلت السكن ولقيت الحمام إللي برضه كان ظلم جدا ومفهوش لمبة واحدة تشرك بربنا. حتى الحمد لله. الحمد لله. ارتحت. دلوقتي. رجعت الصيدلية عبر الخندق المظلم وسبت رقمي مع الممرضات عشان أنزل أقعد في حوش المستشفى شوية أشم هواء نضيف منعش جاي من الأراضي الزراعية الواسعة إللي ورا المستشفى...لعل وعسى أعصابه تهدى شوية وهما لو عايزين يصرفو حاجة هي رنو عليا. وهناك لقيت عم شوقي رئيس مكتب الأمن المسؤول عن المستشفى هو شخص في ال من عمره لونه حنطي لون نيل مصر وشعره أبيض ثقيل لون قلوب الناس الطيبة. بتوع زمان إللي كنا بنشوفهم في جيراننا وإحنا أطفال وإللي بالمناسبة اختفوا دلوقت تحس إن مفيش أبديت للنوع ده دخلت عليه أوضة الأمن واستأذنته أقعد معاه شوية وأذن لي بكل ترحيب صراحة. عملنا إتنين شاي وأول يوم كان الكلام بينا عادي جدا عرفته بنفسي وخصوصا إن محتاجه الفترة إللي جاية عشان وقت شفت البطيء يمشي. طلعت الشمس. والوقت فعلا عدى معاه و خلاص. فاضل ساعتين وهاخد عربيتي وأروح البيت ارتاح. وفي الوقت ده كان أفضل متعة في الحياة. بالنسبة لي إني أشوف سريري الدافي واقفل الشبابيك وأظلم الدنيا وأطفي الأباجورة وأنزل تحت اللحاف وأروح في تاسع نومة روحت ونمت وصحيت على الساعة 400 العصر يا دوب هتغدى مع أمي وشوية وأجهز نفسي وأنزل الشيفت الجديد. كانت أمي متعودة دايما تحكيلي عن جدتي أم أبويا. الله يرحمها. العلاقة بينهم أصلها كانت حلوة ومليانةحب. على العكس تماما من المنتشر في مجتمعنا كعلاقة واحدة بحماتها يعني. وبدأت أمي كلام معايا وعنيها بتلمع وقالت لي صحي النوم يا دكتور وكأنها فخورة قوي بيا لإن أول يوم أروح وظيفته الحكومية كأني أخذت جائزة نوبل في اختراع دواء هيعالج الناس من أمراض خبيثة مع إن الناس بتحسد بعضها على الوظائف الحكومية. لأن لو واتبها ضعيفة جدا وأنا يعني هي حسدوني على إيه هو الكحكة في أيد اليتيم عجبه المهم رديت عليها وقلت لها صباح النور يا ترى عملنا أكل إيه النهاردة يا ست الكل ردت عليا أمي وقالت لي رز محمر وفراخ مشوية على الفحم. تسلم إيدك. والله يا ستي الناس ده أكلتي المفضلة. راحت أمي قالت لي ما أنا عارفة. حبيت أوجب معاك أول يوم الشغل ليك إنت طالع لجدتك الله يرحمها برضه. كانت بتحب الأكلة دي.
أنا قلتلها الله يرحمها. صحيح.