قصة الطفل مالك

عايز انام قولتلها 
_ يلا يا ماما نرجع .. انا نعسان .
أول ما قولت كدا لقيت الضحكة اللي على وشها أتقلبت وفجأة بدأت ټعيط وهي بتبوس على راسي نزلت على ركبتها وقالتلي 
_ يعلم ربنا يا ابني اني عاملتك زي ولادي كريم ووفاء .. ورغم اللي انت فيه عملت اللي هما معملوش معايا.. بعد ما ربيت وكبرت رموني في الشارع خلوني أشحت عشان أعيش.. بس مش فارقه معايا.. أنا فوضت امري لله وعمري ما دعيت عليهم .. وأهو ربنا كرمني بيك وعوضني فيك الحنان والطيبة اللي ملقتهمش مع ولادي اللي مني.. عايزه أقولك كلمتين يا مالك .. ماتزعلش على اللي هيحصلك لانه في الاول والاخر مكتوب.. وقولهم برضو الكلام ده.
بصيت لماما رحمة بإستغراب وقولتلها  
_ مين هما يا ماما أنا مش فاهم حاجة.
ضحكت ضحكتها الجميلة وقالتلي 
_ مش مهم تفهم يا حبيبي .. هما كدا كدا هيعرفوا كل حاجة .
لقيتها سكتت فجأة وبصت ورايا وبدأت ضحكتها تروح وبصت لي والدموع على خدها وقالتلي بصوت ملهوف  
_ مالك .. ماتقلقش مش عايزاك تخاف خالص.. اعمل زي ما قولتلك خليك قوي وجامد.. هات ايدك عشان نرجع للمصطبة.
مسكت ايديها وحسيت بيها ساقعة اوي ومشينا وبصيت قدامي لقيت عم أنور التربي جاي علينا وهو ماسك الكلوب بتاعه وبيقول 
_ انت هنا يا مالك وانا عمال أدور عليك.. الجو برد عليك يا ولدي..كنت فين.
حكيتله على اللي حصل كله بس لاحظت انه بيكشر وفجأة قاطع كلامي وهو بيبص للسما وبيقول  
_ سبحانك ربي لا اله الا انت .. سبحانك يا عظيم.
بعدها بص لي وعينه مرغرغه بالدموع وقالي 
_ ومين اللي جابك هنا يا مالك.
قولتله وانا ماسك ايد ماما رحمة  
_ ماما رحمة يا عم أنور .. أهي إسألها .. يا ماما مش قولتلك احنا ماشيين غلط .. جيبتينا هنا ليه عايز انام.
كل ده بكلمه وانا باصصله بس لما خلصت اخر جملة لقيته بيحط الكلوب بتاعه على الارض وبيضرب كف على كف وبيمسح دموعه بطرف الجلابية وبيمسكني من ايدي وبيقولي 
_ لا اله الا الله.. تعالى معايا يا ولدي .. يلا بينا واقف ليه.
لسه هقوله ماما رحمة متبته جامد ف ايدي ومش عارف أمشي بصيت جنبي ملقتهاش واقفة!!.
قاطعته ثراء وهي بتشهق من فرط الدهشة وبتقوله  
_ يعني ايه يا مالك مش واقفة.. مش انت بتقول انك حسيت بيها ماسكه ايدك بقوة .
بص عليها مالك وضحك ضحكة خفيفة واتعدل من قعدته وقالها 
_ اه ما انا كنت حاسس بكدا.. لحد ما روحت قعدت مع عم أنور وعرفت منه كل حاجة .. ماما رحمة ماټت ف الفترة اللي غبت عنها فيها عشان اجيبلها الدوا .. ولما جيت وملقتهاش كانت