السبت 23 نوفمبر 2024

زينهم..

انت في الصفحة 5 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

هي وبنتها وابنها الصغير.. فقط لا غير.
وفين ابنها .
قال ليمن ساعة ما جه قاعد في الميكروباص اللي هناك ده. قولت ليهطيب ادخل.
فتحت الباب ودخلته.. اخدته بهدوء لغرفة الأشعة.. شاف حماته انهار ..فضل يبوس ايديها.. هديته.. قعد يتكلم معايا
قال لي وهو مڼهار دى اطيب ست عرفتها في حياتى.. دي كانت تدينى فلوس تقوللي روح هات شبكة لخطيبتك بعد ما تحلفنى على المصحف انى مجيبش سيرة لمخلوق ولا لبنتها... تدينى فلوس تقوللي هات هدايا لخطيبتك وتحلفنى... حتى فلوس الفرح هي اللي مدياهالي. وانهار في البكاء.
حاولت استغل الموقف.. قولت له
بص يا محمود... يبقي من واجبنا عليها اننا نخلص كل الاجراءات في هدوء ومن غير اي شوشرة... انا هجيب دكتور الصحة هنا وهخلص الاجراءات كلها... انت معاك ما يثبت انك جوز بنتها. 
رد قال لا.. انا لسه ما اخدتش القسيمة.
قولت له طيب فين ابنها.
بره في الميكروباص.
طيب انا هطلعله وانت خليك هنا.. هجيبه بهدوء عشان نعمل الاجراءات.
طلعت.. الناس حاسة ان فيه شئ غريب بيحصل.. رحت بكل هدوء للميكروباص احمد قاعد في آخر كرسي وساند راسه علي الشباك.. كنت خاېف عليه من الصدمة.. فتحت الباب.. طلعت اقعد جنبه.. ملتفتش ليا اساسا..
قولت له انت مؤمن.
مردش عليا.. حركت ايده.. وقعت.. احمد ماټ!.
انا عاوز حد بس يحط نفسه مكانى.. الناس واقفة بعيد وبتبص.. وطالع اقول لإبن ان أمه اللي كانت جاية تاخد جثمان اخته ماټت.. فالاقيه ماټ..
يا الله..
بدأت أسنده وأنيمه علي الكرسي.. الناس بدأت تيجى.. كلام كتير حواليا مش سامعه ولا عاوز اسمعه.. احمد ماټ
وبنفس الابتسامة... نفس الابتسامة.
الناس بتصرخ وټعيط وانا راجع المشرحة مش عارف فعليا ايه ده.. هل ده حلم .
طلعت مكتبي من غير اي كلمة.
قفلت الباب من الداخل ولم أنهار في حياتى زي اللحظة دي ..
يا الله.. ايه اللي بين التلاتة دول و بين ربنا!.
ايه العهد اللي أخدوه انهم يعيشوا مع بعض ويرحلوا مع بعض.. ايه البنت اللي ماټت اول يوم تبعد فيه عن امها.. و مها واخوها يموتوا في اول يوم تبعد فيه اختهم عنهم.. ايه الابتسامات التلاتة الهادية دى.
وايه اللي شوفته تحت ده. معقول.. وهل لما كان خارج من الأوضة و كهرب جسمى كله كان رايح لاحمد.. ليه بيظهرلي انا. وليه في المشرحة.
أسئلة اسئلة اسئلة .. وهل مۏت السجود ده سهل كده.. احنا فين من الناس دي. ايه الهدوء والسکينة اللي ختموا بيه حياتهم ده.
كل الأحداث دي مأخدتش نص ساعة تقريبا...
نص ساعة اتغير فيها بالنسبة لي الكون كله.
غسلت وشي.. قرآن الفجر في مسجد السيدة زينب القريب يبدأ.. واقسم بالله العظيم كانت هذه هي التلاوة...
إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي
أنفسكم ولكم فيها ما تدعون نزلا من غفور رحيم 
وختم التلاوة ب وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم
لا اله الا الله
نزلت.. التلاتة جنب بعض علي ترابيزات.. في قداسة رهيبة.. كأنى واقف قدام ناس من زمن الصحابة.. ناس لا ده زمانهم ولا ده مكانهم
حاولت ادفع رسوم الغسل والاكفان للتلاتة..محمود رفض.. قاللي وفاء مديانى فلوس لكده و قالتلي هتحتاجهم..
اخدت العنوان... حضرت صلاة الچنازة والډفن.. ظهر فيهم لي كرامات مهولة.. قعدت مع محمود... حكالي كل اللي حكيته فوق بالتفصيل.. محمود النهاردة من أعز اصدقائي..
عشان حاجة واحدة بس.. يحكيلي عن الحاجة فاطمة.
صلحوا
اللي بينكوا وبين ربنا... كل اللي فوق التراب تراب... مفيش حاجة مستاهلة.. اللهم ردنا إليك ردا جميل.. اللهم احسن ختامنا.
تمت.
القصة المرة دي مش تأليفي انا قرأتها من كتاب وللچثث رأي آخر لطبيب شرعي اسمه د محمد الشيخ.
اتمنى مفهومها يوصل لكم واللي حصل للست فاطمة وولادها يكون عظة وعبرة لينا ان طريق ربنا آخره نعيم وسعادة وهنا... وجنة

انت في الصفحة 5 من 5 صفحات