زينهم..
سجادة صلاة فرشتها وبدأت تصلي.
سيبتها في هدوءها الرهيب وخشوعها... ورجعت قاعة التشريح .. مبهرة ابتسامتك يا وفاء... مربكة... اخدت كام صورة .. واضح تماما ان البنت خالية من أي اصابات مشتبهة وواضح انها ما زالت عذراء.. وواضح ان مفيش اي سبب جنائي للۏفاة وإن السكتة القلبية هي السبب الحقيقي للۏفاة... في وسط
الريكوردينج ومتابعة ادق التفاصيل لقطع أي شكوك... شفته
شفته.. الخيال!.
الرؤية مشوشة من الازاز المشغول لكن شفته... طويل جدا واصل للسقف.. علي هيئة ضوء مجوف شفاف
ليه وراه جناحين.. المشرحة عموما اضاءتها قوية جدا وسقفها عالي جدا ومفيش فيها أي مخلوق غيري انا وهشام .. بيتحرك لكن هو كان واضح ليا جدا.. رجليه بتتحرك ببطء وثقة وجسم واصل للسقف وبيتحرك في هدوء غريب.. تجاه غرفة الاشعة!.
غير محمود و الخيال بتاعه.
رميت المشرط... قلعت الجوانتى بسرعة البرق... هشام بيقول فيه ايه.
زقيت الباب برجلي واتحركت بسرعة لغرفة الآشعة...
وانا في الطريق.. اقسم بالله لن انسى المنظر ما حييت...
شفته بعينى خارج من الاوضة بنفس الهدوء والثقة.... ضوء مجوف شفاف علي هيئة بشړ بجناحين جاي عليا.. وقفت.. عدى من جنبي.. لمسنى... حسيت برعشة عمري ما حسيتها في حياتى احساس لا يمكن وصفه.. كل خليه في جسمي بتتنفض.. كل خلية حاسة ببرودة لدرجة التجمد.. كهربا رهيبة ماشية في الأعصاب.. تشنج رهيب في العضلات.. وكأن كل أجهزة جسمى وقفت عن العمل فجأة.. مع احساس مهول بالبرد.. فضلت لمدة تلت ثوانى في نفس الوضع.. في حالة بين الوعي واللا وعي.. بعدها انتبهت.. حسيت كأنى كنت بجري بقالي عشرة كيلو متواصل.. ارهاق رهيب.. كملت بهدوء ورجل تقيلة تجاه غرفة الأشعة
ناديت عليها مرديتش.. رحت أحركها مالت علي جنبها.. مفيش نبض ولا دقة قلب!.
لا اله الا الله.
نقلتها بهدوء لكنبة الأنتريه.. وببص علي وشها.. لا إله الا الله
نفس الملاك المطمئن.. نفس الابتسامة الهادئة الرزينة.. ابتسامة رضا.. ابتسامة من رأى الراحة والنعيم آخيرا.
أين نحن من هؤلاء
وهل كان هو حقا
هل وصلت كراماتهم لدرجة أن يظهر إليهم كطيف واثق هادئ لا يخيف..
يا الله.
هل تعلم هذه الجدران الآن أن جوارها يرقد جثمان أم في مرتبة شهيدة و ابنة علي درجة قديسة
يا الله.. هي وابنتها
ذات الملاك المطمئن..
بدأت استوعب اللي بيحصل.. هو انا هاقول ايه للناس اللي بره.. المفروض ادي للام چثة بنتها.. فهخرج اقولهم تعالوا خدوا چثة الام!!
يا رب.
رجعت القاعة.. هشام واقف مستنى.. بصيت على وفاء.. والذى نفسي بيده لقد زادت ابتسامتها اتساعا للضعف تقريبا.. الضعف بلا مبالغة.. وازدادت عيناها انغلاقا.. وكأنها طفل تداعبه أمه.
قولت بهدوء الست ماټت.
الولد اتنفض سابنى وراح بص عليها و انا عينى منزلتش من علي ابتسامة وفاء.. رجع هشام وكأنه اصابته صاعقة.. افتكر انه منطقش كلمة لآخر الاحداث..
بصيتله وقلتهشام.. اطلع من غير متقول شئ اعرفلي مين اقرب حد للست دى.
بص ليا وفضل واقف...
خرجت انا عند الشباك... غير متزن وغير ثابت النظرات... ناديت محمود قولت له احكيلي فين اهل حماتك.
قال لييا بيه ملهاش اهل.. جوزها مېت واهله مقاطعينها