حكايات عم خليل..الحكاية الأولي..بقلم محمد ابراهيم

اللي استفدته بعد الڤضيحة دي .. ما طبعا طول ما انت بتصرف فلوسك على الخمړة عمر ربنا ما هيصلحلك حالك.
لقيته بيقولي وهو بيقعد على رصيف كان ورانا  
_ ربنا !! .. ربنا اللي ادالي عيال تعبانين .. اسكت يا خليل وسيبني في حالي .
كنت واقف وباصص عليه قبل ما ارد على كلامه لقيته بيبص للسما وبيقول  
_ ليه يا رب .. ليه عملت فيا كدا .. انا عملت ايه لكل ده .. اشمعنا انا .. ليه يحصل معايا كل ده يااارب .. ليه الفقر وقلة الحيلة ..ليييييه .
روحت له وبكل ڠضب مسكته من ايديه الاتنين وفضلت اهز فيه وانا بقوله 
_ أسكت .. متزودش الطين بله .. اللي انت بتقوله ده كفر .. استغفر ربك يا اخي واحمده .. اوعى تقول ليه مهما كان .. متستسلمش لصوت الشيطان وتطاوعه .. ارجع لربك اللي ملكش غيره .. وارجع عن الطريق اللي انت فيه ده لانه بداية شركك بيه.
صوتي كان عالي لدرجة ان ناس من الشارع اللي واقفين فيه افتكرونا پنتخانق.
لقيته حط ايده على وشه وفضل حوالي نص ساعة يعيط سيبته وفضلت مستنيه طلع منديل ومسح دموعه وهو بيقول وهو مش باصصلي
_ منين يا خليل .. اصرف عليهم منين ومصاريف علاجهم كتير .. كتير اوي .. انا يا دوب سواق تاكسي والتاكسي مش بتاعي وكل اللي بيطلعلي منه ربع الفلوس اللي بعملها طول اليوم .. ودول ميكفوش اكلنا وشربنا .. الفقر وحش اوي يا خليل .
قولتله بهدوء  
_ بدل ما تستغفر وتدعي ربنا انه يرزقك برزق عيالك تقوم جايب بفلوس الايراد كله زفت وهباب تشربه علشان يغيب عقلك .. صدقني المشكلة فيك انت يا فتحي .. مش في الفقر .. تعالى شوف محمد ولا اشرف ولا نادر صحابنا .. شوف حياة كل واحد فيهم عامله ازاي ورغم كدا راضيين ومتوكلين على الحي الذي لا ېموت .. لو كل واحد فيها فضل يدبدب برجله على الارض ويشد في شعره ويقول ليه يارب .. مكنش ربنا فتحها معاهم ورزقهم بالحلال زي دلوقتي .. اخر مرة هقولك يا فتحي .. ارجع لربنا واستغفر .. وروح صالح مراتك وبوس على دماغها ورجعها البيت هي وعيالك .. هم ملهمش غيرك .. قوم يا فتحي .
مشيت وسيبته شارد وسرحان .. طول الطريق لبيتي القديم وانا بدعي ربنا يكون بعتني سبب ليه علشان حاله ينصلح لما رجعت الشارع لقيت الدنيا بقت اهدى شوية والزحمة انفضت طلعت البيت .. لما فوزية شافتني قالتلي  
_ راح فين الشملول .. انا مش عارفه انت بتحاميله ليه .. ده ۏسخ وكلب .
لاول مرة في حياتي كنت هغلط غلطة معملتهاش قبل كدا طول عمري مع فوزية لاني كنت همد ايدي عليها بسبب انها شتمته وده شيء مكنتش حابب اسمعه منها لاننا مش متعودين نتكلم على حد ورا ضهره اينكان مين .. واينكان هو عمل ايه .. لكن نزلت ايدي على اخر لحظة واكتفيت اني زعقت لها علشان متكررهاش تاني.
وانا بحكي لاحفادي سكت شوية سكوتي طال الحقيقة ويمكن مسحت دمعة نجحت انها تهرب من عيني ونزلت لما سكوتي طال اكتر واكتر سألتني اسماء وقالتلي 
_ جدو خليل .. انت بټعيط .
اټخضيت لاني محبتش اكون ضعيف قدام احفادي ضحكت بصوت عالي وقولتلها  
_ بعيط ايه يا بت .. في حاجة دخلت عيني مش اكتر .
فردوس حفيدتي الصغيرة قالتلي  
_ ها يا جدو كمل حكاية عمو فتحي .. عايزين نعرف .
وكلهم في نفس واحد  
_ اه يا جدو عايزين نعرف .
الكلام حرفيا وقف في زوري مكنش عايز يخرج مني بصيت في السما وكأني بترجى ربنا انه يقويني وعلشان سبب تاني لما خلصت اللي عملته قولتلهم 
_ كل ما في الامر ان فتحي صحبي وجاري وعشرة عمري ... ان..اڼتحر في شقته!!! .
اتفاجئوا وقالت اسماء بتوتر وپصدمة  
_ اڼتحر .. يا نهار أبيض والله كنت حاسة .
لما بصيت في السما كنت بقرا على روحه الفاتحة برغم اي حاجة كل اللي في ايدي اني ادعيله بالرحمة يمكن المۏتة دي مافيش