السبت 23 نوفمبر 2024

سر الغرفة 507

انت في الصفحة 3 من 3 صفحات

موقع أيام نيوز

ام دبليو ده مدفع مركبه مشاه وفصيلتي كانت مكونه من دبابتين جواها فصيله مشاه كل منها له مدفع زي مدفع الدبابه لكن معياره كان قليل سنه
وقبل الحړب يا مصطفى بحوالي سنه الدبابه اتغيرت واستلمنا دبابه جديده اسمها 62 تي كانت احدث دبابه تنزل مصر واخذنا فرقه سريعه كده ازاي نستخدمها
وقامت الحړب ورحنا هناك ما كناش نعرف اي حاجه طبعا للسريه وكنا فاكرينها منوره عاديه
لكن يوم 6 اكتوبر سنه 73 وبالتحديد الساعه 1200 الظهر قائد الكتيبه عمل لنا اجتماع وقال لنا ميعاد الحړب والمهمه المكلفين بيها وقال لنا ان ساعه الصفر هي الساعه 1450 وبعد ما خلصنا الاجتماع شفنا الطيارات فوق بتقوم بالضربه الجويه اعلنت عن بدء حرب التحرير واسترداد الارض
مصطفى 
وحضرتك بتتكلم حاسس ان شعر راسي بيقف حضرتك بتتكلم باحساس خلتني كاني بتفرج على الحړب دلوقتي
ابتسم سياده العميد وقال
مهمتي يا مصطفى كانت العبور للضفه الشرقيه وصد الھجمات العدوان بالدبابات اللي كانت موجوده في بعض المضايق هناك وكانت المسافه بينها وبين خط القناه مسافه من 26 ل 27 كيلو وكان سلاح المشاه بيتعامل مع الدبابات الخاصه بالعدو على الضفه الشرقيه للقناه
ويوم سبعه اكتوبر استطعنا العبور من خلال معبر الشهيد احمد حمدي
وفي الليله دي يا مصطفى قدرت اقصر دبابه ايوه يا مصطفى دبابه وما فجرناهاش تعرف ليه كان شرف لينا ان نقوم باسر حد منهم
والايام الجميله دي بتمر يوم بعد يوم وفي يوم 17 يا مصطفى سقطت دانه مدفع من ناحيه جنب الشمال فاصيب الجزء الايسر في جسمي بشظي الدانه على فكره في اربع شظايا في الرئه وشظايا اسفل الظهر كان المجموع الشظايا اللي انا اصبت بيها 13 شاظيه وكانت الدانه دي رد فعل من دبابات العدو لاننا كنا بنسد الثغره اللي فتحوها ما حستش بنفسي وفقدت الوعي داخل الدبابه
مصطفى
حضرتك بطل يا فندم
سياده العميد
بعدها يا مصطفى وفقت لقيت نفسي في مستشفى السويس والدكاتره بيزعقوا بيقولوا لازم اروح مستشفى القوات المسلحه هنا في المعادي ما كنتش حاسس ولا مستوعب اللي بيحصل حوالين مني ونقلوني وانا فاقد وعي
ومن وقتها يا مصطفى ولما فقت لقيت نفسي كده عشت طول حياتي هنا في المستشفى كل الرؤساء اللي جم زاروني وسلموا عليا وقعدوا معايا ما حدش فيهم نساني
على فكره انا سافرت ثلاث مرات اتعالج بره ورحت انجلترا وفرنسا واخر مره رحت امريكا حياتي كلها هنا جوه المستشفى علشان الڼزيف اللي بيجي لي لكن بخرج كل يوم سبت علشان اشوف اصحابي ايوه زمايلي الظباط وحتى العساكر بنقعد طول النهار مع بعض واخر اليوم وبالتحديد اخر كل يوم سبت من كل اسبوع برجع المستشفى تاني
وهنا اكتفى مصطفى بتلك الذكرى وهو يحكيها لابنه احمد
احمد
عندك حق يا بابا فعلا الله يرحمه
هو الشهيد الحي 
مصطفى
عارف يا احمد ده اخر كلمه قالها لي ايه وانا ببص له جامد وهو قاعد
قال لي يا مصطفى انت بتبص ان انا عجزت طول حياتي وقاعد هنا في المستشفى اقسم لك يا مصطفى ان لو الزمن عاد بيا تاني هكرر اللي حصل تاني وهدافع عن ارضي حتى لو تكرر ده مئات المرات هرجع بالزمن وهعمل كده تاني وهرجع هنا تاني كان شرف لي انا ضحي بجسمي فدى الارض وطني يا ريت الاجيال اللي جايه تفهم كده ويا ريت حد يفهمهم ان الوطن اغلى شيء في الدنيا
احمد
صح يا بابا انا كمان بتمنى ان يدرسوا لنا حياته في اي منهج من مناهج الدراسه خصوصا الدراسات الاجتماعيه او حتى التربيه الوطنيه
مصطفى
بتمنى يا يا ابني فعلا والنهارده عشرة من شهر مارس سنه 2024 افتكرته علشان النهارده الذكرى الاولى ليه الذكرى الاولى لغيابه بجسمه لكن روحه اكيد بترفرف حوالينا لانه شهيد يا احمد والشهيد ما بيموتش
تمت

انت في الصفحة 3 من 3 صفحات