من الفصل السادس عشر حتي العشرين
انت في الصفحة 1 من 8 صفحات
الفصل_السادس_عشر
وتنتهي كافة الأحزان وتترك بالنفس سكون واعتياد تعتاد الروح الألم وتألفه فلا يبدو مذاقه كما كان من قبل يصبح أقل مرارة وربما نحن من فقدنا لذة الاحساس.
حاول مصطفى التقليل من حدة الموقف الذي حدث بينه وبين رضوى ابتسم مشاكسا إياها بقوله
بس أنا أول مرة أعرف ان الحمل بيخلي الست حلوة كده انتي جميلة اوي يا رضوى.
طول عمري يا مصطفى طول عمري جميلة لكن للأسف عندي احساس من سنين اني عادية كنت بستغرب أوي لما صحباتي او حد من أهلي يمدح في شكلي او يقول عني حلوة أول مرة اعرف واتأكد اني حلوة لما شفت مراتك كان نفسي أشوفها كان جوايا اقتناع تام إنها أحلى مني بس حقيقي اڼصدمت
عارف يا مصطفى رغم قهرتي من مرام بس هي صح بنتك قالت اللي أنا مقدرتش اقوله تفتكر أنا استفدت ايه من شكلي وأدبي وطيبة قلبي ولا حاجة.
مصطفى پغضب مش هنخلص بقى انا بحاول اعدي الكلام اللي بنتك قالته والموقف اللي شفته وبقول خلاص كفاية اني ضړبتها وبعد كده هخلي عيني عليها وانتي برده مصرة تكرري كلامها على فكرة سوزي مراتي ومسمحش لحد يغلط فيها زي ما أنا مبسمحش لحد يغلط فيكي.
عارف يا مصطفى انت فعلا حرام تتجوز اتنين مستحيل تعدل ما بينهم لأنك متعرفش معنى الكلمة انت بتدافع عني انت! من أمتى الكلام ده قولي موقف واحد أمك هانتني فيه وانت رديت قولي عملت ايه بعد ما عرفت ان سوزي هانم بعتتلي الرسايل اللي انت شفتها ولا حاجة ومش هتعمل.
مصطفى طب خلاص اهدي مش وقت كلام انتي مفروض ترتاحي وبكرة هاخدك معايا ودكتورة تشوفك الڼزيف ده محتاج دكتورة نسا تتابعي معاها.
مصطفى پصدمة بتقولي ايه!
رضوى بثبات رغم ضياعها بقولك اللي أنا فكرت فيه ومقدرتش اقوله قدام البنات انا مش عاوزة اطفال تاني وانت تقدر تخلف من مراتك التانيه يعني مش بحرمك من حقك ولا حاجة.
مصطفى بجدية
أقسم بالله يا رضوى لو عملتيها ما هعديها على خير ابني أو بنتي اللي في بطنك مش ولاد حرام ولا جايين غلطة علشان تقتليهم ببرود
مصطفى بعتاب انتي بتقولي ايه يا رضوى
رضوى زي ما سمعت وعلي فكرة الڼزيف ده حصل لأني اتعمدت أعمل مجهود واشيل حاجات تقيله يمكن ينزل طبيعي واخلص.
هب مصطفى واقفا وتحدث بلهجة حادة واثقة يحذرها بتأكيد قائلا
تراجعت رضوى إلى طرف الفراش وقد ارتسم بمعالم وجهها الخۏف من حدة صوته تنهد مصطفى بضيق وتحرك بإتجاه زوجته جلس إلى جوارها رغما عنه حاولت رضوى التملص من بين يديه لكنه أبى ان يتركها
تحدث بشيء من التردد قائلا
عارف ان كلامي مش هيغير حاجة يا رضوى وفاهم كويس ان كل اللي بيحصل بسببي بس صدقيني مش لاقي حل لو مكنش في بيني وبينها أطفال كنت طلقتها بدون تردد.
لم تجبه بل كانت تستمع إليه في صمت
استكمل قائلا
كلام مرام وجعني اوي يا رضوى عمري ما تخيلت ان بنتي تعريني قدام نفسي كده كلامها عن سوزي صغرني وخلاني عاجز اني أرد عليها هقول ايه للأسف فعلا سوزي تصرفاتها كلها غلط وأنا سكت يمكن كنت مغيب ويمكن مع الوقت اكتشفت انها مش فارقة معايا بس هرجع واقولك انها أم بناتي مقدرش ارميهم هما كمان مش عارف أعمل ايه ضمھا بقوة وتحدث بصدق قائلا
ارجوكي يا رضوى خليكي زي ما انتي اوعي تتغيري لان انت صح وأنا اللي غلط لازم تفضلي بر الأمان ليا ولولادنا وأنا هحاول اصلح اللي عملته بس اديني وقت وساعديني.
عقارب الساعات ماهي إلا أخطاء متلاحقة تدور وتدور وترجع إلى موطنها الذي نشأت من خلاله من امتدت يده بطعڼة غادرة لمن سلمه الروح يهديه القدر ما يماثلها وربما كانت أشد وأقوى ومن تاهت نفسه وخيل إليه أن ما يعانيه من آلام هي النهاية تتفتح أمام ناظريه بدايات رائعة.
كانت كاميليا شرسة في صړاخها وثورتها شراستها نابعة من عشق فطري لأب تراه ملكية خاصة محال أن يمسي بين ليلة وضحاها ملك لأخرى.
لقد تقبلت فكرة زواجه معتقدة ان والدها الرجل الرزين ذو العقل الراجح سيأت بعروس تليق به امرأة تقاربه في العمر لكن لم يخيل إليها لحظة واحدة أن يبحث والدها عن أنثى فاتنة ومن! همس.
كانت تسب همس دون وعي منا لما تتفوه به إلى أن وقف طاهر بوجهها قائلا
احترمي نفسك وإياك تغلطي فيها
همس هتبقى مراتي فاهمة ولا لأ
نظرت الي فيصل الذي لم يحرك ساكنا بدا مكبلا عاجز عن الحراك تحرك بخطوات ثقيلة ووقف بمواجهة همس قائلا
انتي متفقة مع الراجل ده صح مقلب عملاه علشان ټنتقمي!
همس بثقة كنت متوقعة منك الكلام ده حقيقي غرورك مش طبيعي بس يمكن تصدق لما أقولك ان كتب كتابنا أنا وطاهر الاسبوع الجاي يعني قبل فرحك انت وهي وصدقني أنا متخيلتش ان أي راجل ممكن يخليني اثق فيه من تاني وبسهولة كده احبه واقرر اتجوزه بس نقول ايه الست مننا مبتعرفش قيمة الراجل الحقيقي غير لما تقابله.
فيصل پجنون وانكسار وڠضب وضعف ورفض لتصديقها
همس بتحدي علي فكرة انت مش متحضر خالص لما قولتلي انك بتحب أنا بعدت عنك بهدوء وقولت حقك وأنا بقولك أهو قلبي مش ملكي انا بحب طاهر وهتجوزه.
رفع يده عاليا وهم أن يصفعها لكن طاهر حال بينهما بقوة وتحدث بتحذير
ابعد عنها انت ايه علاقتك اصلا تتجوز ولا تحب مش مفروض انك بتحب بنتي!
فيصل وكأنه في سباق للعدو وقد اوشكت روحه على الهلاك
انت بتدخل ليه يا راجل انت ابعد عن طريقي بدل ما اضربك عمري ما تخيلت انك راجل ناقص بالشكل ده بتلف من ورا ضهري وترسم علي مراتي طب راعي سنك.
طاهر بجدية ماله سني الفرق بيني وبينها نفس الفرق بينك وبين كاميليا بعدين دي طليقتك مش مراتك فاهم!
فيصل بثقة نابعة من غروره وتملكه لهمس المهم انها أم ولادي.
فارس ببرود انا شايف انها ميزة ولادك هيبقوا مع والد مراتك يعني أمان اطمن انت متقلقش.
طاهر بجدية بعدما تبدلت ملامح فيصل عقب كلمات فارس خدي الدكتور يا كاميليا واطلعوا اتفاهموا برة
كاميليا بكره مش هخرج انت اللي هتتفضل تمشي وتفهم الست دي انها متقربش منك تاني.
طاهر وايه تاني اتفضل اطلبي واحنا ننفذ
كاميليا پغضب حضرتك بتهزر آه ما انت ليك حق واحدة رخيصة زي دي استغلت انك راجل عايش من سنين من غير ست في حياتك ورمت شباكها عليك وانت انت ازاي تبقى ساذج كده وتوقعك!
طاهر يمكن همس فوقتني تخيلي كنت هضيع باقي عمري على بنت جاحدة زيك بتتهم أبوها انه ساذج ومش فاهم مصلحته.
كاميليا باكية متدافعش عنهااا انت أبويا أنا دي واحدة مچنونة.
همس بهدوء أنا أسفه يا طاهر بعتذر يا فارس واضح ان وجودي عمل مشكلة وبدل ما اطمن عليك تعبتك .
فارس بغيظ حضرتك نورتي المكان اعتقد يا دكتور فيصل انت والدكتورة كاميليا تتفضلوا تمشوا احسن
كان فيصل قد بلغ ذروة جنونه وانكساره قلبه ېنزف بلا رحمة وذاك الأحمق المدعو فارس ينظر إليه بشماته
انقض عليه يكيل إليه اللكمات وكأنه يلقي عن كاهله تلك الصدمة التي يعجز عن استيعابها اقترب طاهر يزيحه عن فارس دون فائدة فقد كان غاضبا حد الثمالة
صاحت كاميليا پخوف سيبه يا فيصل ابعد عنه يا مچنون .
فيصل ابعد عن مين ده انا هخلص عليه هو وابوكي
كاميليا اتشطر عالحيوانة دي بدل ما ټضرب فارس وبابا ثم انت مالك هتتجنن عليها كده ليه طب أنا علشان بابا انت بقى عامل كده ليه
فيصل بقولك ايه أنا مش ناقصك انتي كمان جذب همس إليه وهم بالخروج يجرها من خلفه لكن طاهر دفعه بقوة اوقعته أرضا قائلا له
امشي بكرامتك بدل ما اجيب أمن المستشفي يرموك برة وبحذرك للمرة الاخيرة ابعد عن همس وركز في حياتك انا مقدر صدمتك علشان كده هسيبك
بعض الأوقات نقاوم الحقيقة بضراوة رغم وضوحها فشمسها لا تغيب بل تحجبها غيوم الميل والهوى نتغافل ونتجنب المواجهة إلى أن ټصدمنا.
عاد مصطفى الي بيته الثاني يود ألا يكرر ذات الخطأ ان كانت سوزي خطأ ارتكبه لحظة ضعف فعليه التكفير عنه لطفلتيه لن يهمل وجودهما بعد الأن فتكبر احداهما وتعاتبه كما فعلت مرام
توقف عن السير عندما استمع إلى أصوات الموسيقي والضحكات الصاخبة دلف إلى شقته فوجد سوزي تتوسط صديقاتها تتمايل بينهن علي نغمات موسيقي فجة
حبيبي كنت عارفه انك مش هتنسي عيد ميلادي
لم يشأ أن يقلل منها على مرأى من الناظرين إليه باعجاب وتمني لذا تحدث اليها بود قائلا
كل سنة وانتي طيبة فين حلا وحور
سوزي جوة مع البيبي سيتر
اومأ اليها على مضض واستأذن منهن وغادر الي ابنتيه
ابتسمت اليها احداهن قائلة
جوزك شيك جدا يا سوزي عندك حق تحبيه
سوزي بدلال ايه ده انتي بتعاكسيه قدامي
اجابتها صديقتها بوقاحة اكدب يعني ده جان وقمر في نفسه كده.
سوزي هشش خلاص يا ماما هتخليني اخاڤ عليه منك.
تبادلن الضحك دون اكتراث لشيء وداخل غرفة اطفاله ينظر اليهما مصطفى باشفاق مما هو أت لقد جنى عليهما باختياره لأمهما.
احذر مما تتمنى فقد يحدث وبعدما تناله يصبح چحيما لا تقدر على النجاة منه وربما تبقى عالقا بداخله إلى الأبد.
تشاجرت
فرح وزوجها حياتهما على المحك ربما كان اختبارا لهما وربما اختبار حقيقي لياسين لكي يهدأ بركان افكاره الثائر.
استمع الي كلمات أحمد بعقل شارد يفكر ما العمل هل يطلب إليها الطلاق ويتزوجها هي نصيبه حقه لكنه لن يفعل زوجته هي الأحق به اطفاله وبيته وكذلك فرح عليها الرجوع عن الطلاق زوجها يستحق المحاولة من جديد
تحدث أحمد بتعب قائلا
حاولنا معاها كتير والله يا ياسين جوزها طيب وابن حلال المشكلة كلها في خالتي صعبة اوي لا تحتمل بصراحة وبحق ربنا بس نقول ايه احنا وافقنا تتجوزه كان عندنا أمل خالتي تعاملها كويس للأسف طلعت هي أس المصاېب
ياسين بحزن معلش البيوت ياما بيحصل فيها بس مفروض برده جوز اختك يبقى راجل عن كده مينفعش يسيب مراته تتبهدل وهو ساكت
أحمد هو غلب مع أمه ومفيش فايدة وفرح طهقت من عمايلها مهما كان فرح مش