السبت 23 نوفمبر 2024

نسمة

انت في الصفحة 2 من 62 صفحات

موقع أيام نيوز


بأحبك
 بعنقه وثبتت أنظارها على عينيه اللاتين التهمتا نظراتها الوالهة على الفور  القوة التي تلين كليا فقط من أجلها تراجعت قليلا عنه لتنظر من جديد إلى ملامحه الجادة وإيماءاته ثم مدت يدها لتتلمس بأناملها وجهه وذقنه وكل تفصيلة فيه حرك أوس رأسه للجانب قليلا ليتمكن من تقبيل يدها انطلقت منها ضحكة متغنجة خاڤتة مع حركته تلك وقبل أن يشرعا في تعميق أحاسيسهما انتبها للدقات الثابتة على باب الغرفة ارتبكت تقى وتوقفت عن بث مشاعرها لزوجها في حين تجهمت تعبيرات وجهه واشتدت غلظة وقست نظراته من ذلك الفظ المزعج الذي انتقى ذلك الوقت تحديدا ليفصلهما عن لحظتهما الخاصة تراجع أوس عن الفراش ليتجه نحو الباب وهو ينتوي شړا للطارق وضع يده على المقبض هاتفا بخشونة

في إيه
أسفة يا باشا على إزعاجك بس ..آ..
ضغطت على شفتيها بقوة محاولة إتمام جملتها للنهاية نفذ صبره من مماطلتها فهدر بها
ما تكملي كلامك في إيه يا عفاف
أجابته بتردد
البوليس موجود تحت و..
توقفت لثانية لتلتقط أنفاسها ثم تابعت بنبرة مرتجفة وهي ترمش بعينيها
وعاوز سيادتك
ازدادت ملامحه تعقيدا وانزوى ما بين حاجبيه باندهاش مستنكر قست نظراته مرددا باقتضاب عابس
عاوزني!
نظرت له بحيرة وفي نفس الوقت متوجسة خيفة من ردة فعله رمقها أوس بنظراته الجادة قبل أن يأمرها
اسبقيني على تحت!
البوليس عاوزك ليه
الټفت أوس ناحيتها ليرد بجفاء
معرفش
وقبل أن تنطق بالمزيد لوح بذراعه قائلا
استنيني هنا أنا هانزل أشوف في إيه
اعترضت عليه بإصرار
بس
هتف بها بصرامة
خلاص يا تقى
ثم اتجه نحو خزانة ثيابه ليحضر ثيابه الرسمية مرتديا إياهم على عجالة ظلت تقى تتابعه في صمت وهي تفرك أصابع يديها في توتر خرج أوس من غرفته سائرا نحو الدرج ليهبط منه إلى بهو فيلته حيث ينتظر أفراد الشرطة تقدم أحدهم منه وكان يرتدي زيا مدنيا فرمقه بنظرة متفحصة دون أن يغفل عن إلقاء نظرة شاملة على من يقفون خلفه تساءل بلهجته الجادة وهو يعاود التحديق فيمن اعتقد أنه قائدهم
خير في إيه
أجابه الضابط بنبرة رسمية
معانا أمر استدعاء ليك في القسم
قطب جبينه مرددا باستنكار
استدعاء وليا أنا !
أوضح الضابط بهدوئه
أيوه مش سيادتك أوس الجندي برضوه
وكأن في سؤاله الأخير نبرة تهكمية مستترة لذا اكتفى بالنظر إليه دون التعليق فتابع الضابط مشيرا بيده
يا ريت حضرتك تتفضل معانا من غير شوشرة
عند تلك الكلمة هتفت تقى متسائلة وفي نفس الوقت رافضة لما يحدث
فهمني يا أوس في إيه بالظبط
حدجها الأخير بحنق وهو يسعى للتحكم في هدوئه أمامها رفع سبابته أمام وجهها يأمرها
اطلعي فوق يا تقى
رفضت الانصياع له ووقفت في مواجهته مرددة بعناد
لأ أنا لازم أفهم عاوزينك ليه
قست تعابيره أكثر فصاح بها بلهجة لا تسمح بالجدال أو المراجعة
مش لما أعرف أنا الأول اطلعي فوق مش هاعيد كلامي تاني
ثم الټفت برأسه نحو مدبرته يأمرها
خديها يا عفاف
اقتربت عفاف من زوجته تلف ذراعها حول كتفيها وتتوسلها بنظراتها وبرجاء شديد
تعالي معايا يا بنتي!
زاغت نظرات تقى ورمقت أوس بلوم وعتاب فخۏفها النابع من قلبها كان حقيقيا لكنه منعها من إظهار ذلك وفرض عليها حصاره الصارم ليواجه كالمعتاد مشاكله بنفسه اضطرت عفاف أن تجذبها بقوة طفيفة نحو الدرج ومع ذلك بقيت أنظارها معلقة بزوجها الذي انصرف مع أفراد الشرطة جزع قلبها مع ذهابه وشعرت بعدم الارتياح وبوجود کاړثة ما وراء ذلك هكذا أنبئها حدسها الأنثوي حاولت أن تلتهي مؤقتا عن التفكير فيما يمكن أن يحدث بالجلوس مع صغيرتها لكن ظل بالها مشغولا عليه رفعت عينيها إلى السماء متضرعة في نفسها
استر يا رب من اللي جاي!
........................................................
ده اسمه كلام فارغ وجنان!
صړخ بتلك العبارة وهو يضرب بقبضة يده المتكورة على السطح الزجاجي لمكتب الضابط المسئول عن استدعائه لأخذ أقواله بشأن البلاغ المقدم ضده نظر له
 

انت في الصفحة 2 من 62 صفحات