قصة العانس التي تزوجت ارمل
انت في الصفحة 2 من صفحتين
لم أجرب شعور اليتم يوما ، حتى وانا كبيرة لا أتحمل فكرة فراق أمي فكيف لك ان تتحمله يا صغيري!
دمعت عيناي لحاله، فسألته عن والدته ان كان يعرفها،
رفع من كتفيه في تصرف طفولي عفوي ثم أخبرني
أنها في الجنة كما أخبره والده، وأنه سيجلب له اليوم والدة أخرى تهتم به وبأخته، ثم سألني بكل براءة:
_ هل انت هي أمي؟
لم أملك كلمات أجيبه بها سوى بضعة دموع وعناق اعتصرت فيه جسده الصغير بين ذراعي، كم كان حضنه دافئا رغم صغر سنه!
جففت دموعي ثم سألته:
_ من يطعمك وينظف لك ويغير ملابسك، من يعتني بك؟
_ بابا
_ لاااا طعامه سيء، لا أحبه.
ابتسمت من براءته والدموع تتلألأ في عيناي، شعرت بما يعانيه والده دون زوجته، فهمت الان لما أراد الزواج بسرعة... ليس من أجله بل من أجل أطفاله، فبعد ان بحث عن زوجة صالحة ، اليوم يريد أما صالحة لهم...
قبلت الصغير بعدها و قدمت له قطعة حلوى، ثم رافقته الى الصالة، اندفع حينها بقوة نحو والده ليخبره عن الحلوى التي بيده.
سأله والده:
_ من قدم لك الحلوى؟
نظر الصغير نحوي وأشار إلي:
_ العمة، قدمتها لي.
ابتسمتُ وأجبته بكل حب:
_ لست العمة، أنا ماما حياة
شعرت بالحياة تنبثق من عيون ذلك الرجل لحظة سماعه لذلك، ورغم أنه والد إلا أني لمحت الطفل الصغير في عيونه يرجو انثى تكمل معه مشوار حياته.
واشتدت سعادته حين طلبت رؤية الصغيرة التي تقطن مع خالتها في الوقت الراهن بسبب عجزه عن الاعتناء بها...
كانت عيونه تحكي شوقا لابنته وهي بعيدة عنه ..
..
بعد رحيلهم سألتني أمي عن سبب تغيير رأيي وموافقتي فأجبتها:
_ لطالما ظننت أن حظي سيء ، ونصيبي أقل من قريناتي ، لكني أدركت اليوم أني حظيت بأكثر مما كنت أحلم!
نظرات ذلك الصغير وهو يبحث في عيناي عن أمه لا يمكنني ان أكسرها يوما.
دمتم بامان الله
اذا عجبك القصة لاتنسي الصلاة والسلام على الحبيب المصطفى صل الله عليه وسلم ❤️