حور الجزء الاول بقلم الكسندر عزيز
يحيى يقودها وبجانبه سيف.. اما في الخلف يجلس يوسف وحاتم
انت هتروح زي ما انت متخرشم كدا...
عندك حل تاني يا يحيى باشا
ماعنديش.. بس حور من ساعة ماسيبتها واحنا بنديها مهدئ ومنوم.. كل ماتصحى بتسأل عليك وحاسة انك جرالك حاجة... ولما تشوفك كده.. مش عارف
ايه الي ممكن يحصل
تنهد مټألما
مفيش حاجة هتحصل... احنا محتاجين بعض وبس
بعت حد القصر يوضبه
انت لسه مصر انك تاخدها... تعالي علي القصر بتاعنا.. ماتقعدوش لوحدكم.. احنا كلنا هنبقى معاكم ونهون عليكم
قال بصوت منخفض..
لأ.. احنا مش محناجين حد غير بعض.. وبس.. وهنعرف نداوي بعض
تحدث يحيى
الحرس كله اتغير.. والطقم كله تحت اشرافي انا ويوسف
تمام
وانا همسك مكان يحيى القديم... وخليني بعيد عايش مع مراتي واختي.. واتدخل بس في الوقت المناسب
سكت فجأة.. وهو ينظر في المرآه.. وشاهد سيف الذي اغلق عينيه الما... عند ذكر البيبي.. فقد علم توا بحملها
فتح سيف عينيه مداريا ألمه
مبروك يا يوسف... انشاء الله ربنا يكمل حملها علي خير
الله يبارك فيك.. عق..
لم يتحدث احد منهم مرة ثانية... كل من يحيى ويوسف.. يؤنبان نفسيهما بسبب زلة لسانيهما... اما حاتم حزين على اخته واخيه..
اما المټألم الاخر... كل المه وحزنه وتفكيره.. عندما توضع حور في موقف مماثل.. وتسمع مثل هذا الكلام
اه.. من كم هذا الۏجع ۏجع الحرمان... وحع رهيب.. فالفطرة بأن نعمر الارض. نتكاثر... فشعور الابن من صلب والديه.. لا يقدر بثمن... فكم الۏجع الناتج عن فقدان هذه النعمة رهيب.. كبير.. وخاصة بعد ان فقد طفله الذي لم يعلم عنه احد... فالشعور اضعاف...
عارف...قلبي بيتقطع عليها زيك ويمكن اكتر... في الاول سبت قلبي وزعلي يتحكموا فيا ولما رحنا المستشفى وشفت لهفته عليها وكسرته.. وشفت حالتها وافتكرت لما سابها شهر.. ولما سافر ولما طلقها بسبب تسرعي وتسرعها... رجعت وفكرت بعقلي.. واستحالة اعمل كده تاني.. مش هكون سبب اني افرق بينهم تاني...
يا حبيبتي... حور دلوقتي احنا بالنسبة لها مش زي الاول.. مش هنقدر نداوي چروحها... هي محتاجة سيف.. مش محتاجانا احنا.. جرحهم كبير.. كبير اوي دول صدمتين مش واحدة... ابنهم ماټ.. ومش هيخلفوا تاني
اجهشت في البكاء..
اهدي يا قلبي... قلبي مش ناقص دموعك كمان
فتح يوسف الباب بمفتاحه الخاص
مرام ... روبا
اتأخرت يا ابيه
قبل شعرها
خلاص جيت اه يا روحي
خرجت من تنظر للباقي شهقت فزعة واضعة يدها علي فمها من الصدمة وتشير بيدها ناحية سيف الذي تدل ملامحه انه كان في حرب
اهدي يا مرام.. يا اونكل سيف.. جوز حور
دا متعور خالص
عادي اټخانق مع حد يا مرام.. يلا ندخل ولا هتسيبينا علي الباب
لا.. لا يلا ندخل
دخلوا وجد ريم تجلس هي وروبا بجانب حور النائمة
ما ان دخل وقفت ريم مسرعة
ايه.. ايه الي حاصلك
براحة.. واهدي مافيش حاجة جت سليمة
سيف ما تقوليش اهدي.. ايه الي حصل
جلس بتعب بجانب حور
انا مافياش حيل لكل دا يا ريم...
جلست امامه بينما جلسوا جميعا
نظر ناحية روبا
مبروك يا مدام روبا
الله يبارك في حضرتك
س.. سيف
انتبهوا جميعا لهمهمتها.. رفعها سيف بصعوبة بسبب الامه... هامسا لها
قلب سيف
فاقت كليا واحتضتنته
تنهد پألم نتيجة ضغطها علي كدماته
الكل ينظر لهم
دخلت مرام... جلست بجانب اخيها
ابيه احنا هنجيب حاجة البيبي امتي
نظرو جميعا لها ماعدا سيف وحور
بعدين يا مرام.. نتكلم بعدين
اما بالنسبة لها.. ما ان سمعت كلمة بيبي... ففهمت ان احدا حامل وسينجب
وهذا ما هي حرمت منه
ازداد تشبثها به باكية وهمست له لايسمع همسها غيره
بيبي روحني... روحني
حملها وهي في ... وقام... رأسها في
قاموا جميعا ينظرون لهم وهم يسيرون تجاه باب الشقة
سألوه جميعا.. حاولوا منعه.. لكنه لم يكن يستمع لهم من الاساس
يحملها وفقط يشعرون بآلام بعضهما... سار وصل الي سيارته.. امامها حرسه فتح له الباب...
جلس وهي في .. متجهين للقصر
يقفون ينظرون لهم... يشعرون بحزن تجاههم لكن لا احد يشعر بألمهم
وصل حاتم للقصر وجد الجميع نيام.. وجد جوي تنتظره في الغرفة تسير ذهابا وايابا.. تمسك هاتفها.. وترن عليه.. ولا يرد... هاتفه مغلق
ما ان فتح الباب
اندفعت نحوه مسرعة... .. باكية
كنت فين... خضيتني.. وتليفونك فين
اسف.. بس كنت مع سيف.. والتليفون وقع مني ومش لاقيه
خوفتني من الصبح وانا قلقانة
اراد تلطيف الجو.. اخرجها من
يمسح دموعها
ايه الي قالقك بس. يعني لما توحشيني.. واقرب... واقترب
حتي اختلطت أنفاسهم تقلقي
همست
تؤ.. بس كنت غريب
تؤ لازم ارجع زي ماكنت.. ولا ايه
اختتم كلامه بغمزة
دخلت ...
ربت علي شعرها
معلش يا حبيبتي... ضغط الشغل على الي حاصل لحور وسيف... كل دا ملخبطني.. استحمليني شوية بس
زادت من احتضانه وكان هذا خير رد
داخل سيارة يحيى
ممكن تهدي بقى...
ازداد توترها... وفركها... تمسك هاتفها.. تتصل بسيف وحور كل دقيقة.. لكن لا يوجد رد
اوقف السيارة وامسك
من يدها الهاتف
نظرت له
اهدي شوية...
مش قادرة
يديها..
لازم تهدي.. هما بس وحدهم دوا بعض.. لازم نسيبهم. مع بعض...
نظرت له بدموع
كوب وجهها..
لا لا.. اوعي.. اوعي دموعك تنزل هما هيبقوا بخير... اهدي...
تنفست بعمق حتي لا تنزل دموعها
ايوة كدا... لازم تهدي..
انا محتاجك... خليكي قوية...
ما ان وصل الي القصر.. فتح له الحرس السيارة.. نزل حاملا الغافية في ... بصعوبة قليلة الامه اشتدت
دخل القصر... دخل مددها علي الفراش... قبل جبينها... اخذ مسكنا.. وتمدد بجانبها بملابسه.. لقد خارت قواه... لم يعد لديه قدرة للمزيد... لقد تحمل الكثير...
خرجت من .. لاول مرة تتحرك داخل ولا او يتحرك
رفعت رأسها تري وجهه
شهقت من هول الصدمة.. وجهه استحال لونه ازرقا.. كدمات كثيرة.. اخذت تشق وتبكي.. تريد الصړاخ ولكن ما ان شرعت جرحها آلمها... اخذت تهزه.. وتبكي
شعر باهتزاز... فتح عينيه ببطء
ما ان فتحهم.. حتي وجدها تنظر له لعيون باكية.. ودموع مسترسلة علي وجنتيها انتفض جالسا يري ما اصابها.. لكن انتفاضته تسببت له پألم..
اه. مالك... فيكي ايه كوب وجهها
انت اتت... وشك...
ببطء
هشششش.. مافيش حاجة...
وشك.. ازرق.. وشك
اخرجها من ... امسك يديها
بصي.. اخر مرة هنتكلم في الموضوع ده..
اماءت له باكية
بصي يا روحي.. الي عمل فيكي كده.. جبت حقك منه
ارتعشت
اهدي.. خلاص دلوقتي مافيش اي حاجة هتحصل.. وبالنسبه للي حصلك
استرسلت دموعها
.. مسحهم برفق...
لا اوعي تبكي... كأنه ما حصلش حاجة.. احنا هنكتفي ببعض... ولو عوزتي نتبنى طفل انا موافق.. بس تفوقي.. الاول وترجعي جور حبيبتي.. وننسى الي حصل.. احنا مالناش غير بعض.. ماحدش هيداوي جروحنا غيرنا... احنا وبس.. سيف وحور...
دخلت في ...
براحة يا حور.. واجعني
ازاحت قميصه... رأت كدماته وآثار الصاعق
اتسعت عينيها تنطر لعينيه تارة.. ولچروحه تارة اخري
ااا ايه ده من. من ايه
دا ولا حاجة.. كفاية اني رجعت حقك وووخلاص آثارهم هتروح... ماتتخضيش
مالت چروحه.. اغمض عينيه... ناسيا الالم
رفع وجهها فجأة في رحلة متناسين الامهم وجروحهم...
الفصل 38
بعد مرور ثلاثة اعوام...
لقد كبرت جين تلك الطفلة الجنية... وتزوج يحيى وريم وانجبا حور الصغيرة ورزق يوسف وروبا بمالك
عاد كل من عادل وألفت لمنزلهم بعد اطمئنانهم على اولادهم
ودخلت مرام كلية الطب فبعلاقات سيف ادخلها مدرسة خاصة واصبحت الان ذات العشرين عاما في العام الثالث من كلية الطب
وصل حتي باب المطبخ وجد هذه الجنية مرتدية احدي تيشرتاته فقط ورافعة شعرها الڼاري وتسقط بعض خصلاتها بعشوائية... جبينها متعرق بفعل ماتفعله
اقترب.. يضم ...ا.. ما ان اقترب خطواته منها حتي ارتسمت بسمة جميلة علي فتسللت رائحته لانفها... وقفت لها..
تحدث بهمس
حبيبي سايب ليه
رفعت يده التي علي
صباح الخير يا حبيبي
ادارها ورفعها علي الكونتور... ..
اقترب حتي اختلطت أنفاسها بأنفاسه.. مقرب بيد... واليد الاخري تزيح خصلاتها خلف اذنها
امم بتهربي من الاجابة
ما انت بتمنعني
الخدم الي في الملحق بيعملوا الاكل وكل حاجة.. ووقت الغدا هيدخلوا ويحطوا الاكل ويظبطوا الدنيا ويروحوا تاني الملحق وانتي عارفة كده.. قوليلهم عايزة تعملي حلويات ايه وهم يعملوا
قالت بصوت منخفض. وعينيها منخفضة
بحب اعملهم الحلويات بإيدي..
مابحبش تتعبي
رفعت عينيها الدامعة
مش هتعب.. سيبني براحتي.. بتبسط
بقوة
ليه الدموع دي
شهقت باكية
سيبني.. سيبني براحتي.. دي الحاجة الوحيدة الي بعملها بتحسسني اني مش ناقصة وبتحسسني اني بعملها لولادي. ومش..
اخرجها من هادرا بعصبية
ليه بتقولي كده.. ماتقوليش كده تاني.. انتي عمرك ماكنتي ناقصة.. انتي اكتر ست كاملة في الكون
كوب وجهها. وهمس بحنية
يا حور يا قلبي... انا
مش ناقصني حاجة... انا مكتفي بيكي انتي وبس وقلت الف مرة.. لو انتي مش مكتفية بيا.. نتبنى طفل في ثانية.. اسمعها منك وتلاقي اجمل بيبي بين اديكي... بس ما اشوفش النظرة دي تاني
انا
انتي ايه بس... لو في دمعة تانية نزلت دلوقتي... هتصل بيهم وهلغي الغدا وكل حاجة
قالت مسرعة وهي تزيل دموعها بكفيها
خلاص.. خلاص مافيش دموع
وحاجة تانية.. لما ييجوا... ماتركزيش طول الوقت مع الاطفال دي.. ركزي معايا شوية
ابتسمت عليه
حبيبي بيغير
اقترب
اوي...
ابنعدت بسرعة تخرج الحلويات من الفرن
اغمض عينيه بسبب هروبها
تعالي دوق..
انتي عارفة لازم تدوقي انتي الاول
قطعت جزء صغير من الحلوى الغارقة بالشوكولاته.. ومن ثم قربتها من فمها.. وهي تشاهد نظرته العابثة وتعرف كيف سينتهي هذا
وضعتها في فمها...
ما ان ازالت يدها.. حتي جذبها من ... ... يتذوق تلك الشوكولاه بطعم التوت البري التي
ابتعد
اممم لذيذ اوي
لم تستطع التحدث.. فكل ما تفكر به استرداد انفاسها التي سلبها منها.
ما ان اخذت نفسها
همس لها... خرجتي كل الحلويات
اماءت برأسها نعم
حملها بين يديه كالعصفورة.. صاعدا نحو جناحهم... فلم يستطع فعلها في اي مكان اخر كما اعتاد... بسبب ضيوفهم الاتين
بعد ساعة
... لم تنتبه لشئ حتي شعرت بأنه يزيل تيشيرته الذي عليها... ابتسمت بين
ابتعد هامسا
لسه اخدة بالك..
ابتسمت
حاولت ابعاده
س. سيف.. علامات.. الناس
ابتعد علي مضض
اتحملي بقى...
..
يلا يا جين بقي علشان تلبسي لالفستان
قالت جالسة علي الاريكة في بهو القصر... باستسلام
وتلك الجنية التي اخذت ملامح عمتها حور.. من لون عينيها وملامحها.. إلا ان شعرها الاحمر الڼاري كيرلي.. هائج حول وجهها... ليست ببراءة حور... بل طفلة كبيرة... لسانها لاذع.. وليست بالخبيثة.. ولكنهاطفلة تتعامل كالولد... فهي تحب سيف جدا.. وتقضي معظم الوقت مع والدها حاتم المچنون الذي يجعلها تفعل كل شئ معه
كانت الصغيرة تركض مختبئة خلف منى
داليني يل نانا
اداريكي ليه عاملة کاړثة ايه تاني
مش بعمل كالثة انا
حملتها وقبلت وجنتها المكتنزة
ما ان رأت والدها حتى نزلت مسرعة تجاهه بطلتها الطفولية الخاطفة
حملها يدور بها
حبيبة قلب بابي
داليني يا حاتم داليني
همس لها
ليه
جوي عايزة تلبسني فستان
ضحك علي مشاكستها لوالدتها المعتادة
طب ماتلبسي الفستان
زمت رعبست ملامحها
يوة يا بابي.. مش بحبهم.. عايزة البس بنطلون وتيشرت زيك وزي سيف
بس انتي بنوتة جميلة لازم تلبسي فستان
غيلني.. وخليني ولد بقى.. الفساتين وحشة
نظر لها برهة باستغراب.. ثم ضحك بصوت عالي...
حاملها