الشيطان شاهين الحلقة 9
على مية عشان كنت عطشانة.. و بعدين
لقيت الأوضة كلها ظلمة و البلكونة والشبابيك
كلها مفتوحة و الدنيا برد اوي...و إنت مكنتش
موجود.... انا كنت فاكراك تحت سهران مع
العيلة...انا قمت من السرير علشان أنور الأوضة
و بعدها لقيت ورقة...زي الورقة اللي سبتهالي
زمان... بتقلي فيها إنك رحت و مش حترجع....
كفكفت دموعها التي إنهمرت رغما عنها
قبل أن تلتفت نحو أيهم الذي كان يستمع
لها باهتمام قائلة بعيون باكية متوسلة
أيهم صدقني انا مكنتش بحلم زي
ما أميرة و طنط فاكرين.. انا كنت صاحية
وواعية بكل حاجة انا قريت الورقة
كانت هنا بس مش عارفة فين بالضبط
كان فيها نسمة هواء باردة...و الستاير
كانت بتتحرك...انا كنت خاېفة اوي
عشان حتسيبني زي زمان....
إحتضنها أيهم بلهفة و هو يشعر بقلبه
قد تمزق لألاف القطع الصغيرة بسبب
دموعها و بكائها شششش متعيطيش
يا حبيبتي... يمكن داه مقلب من سيف
ما إنت عارفاه مخه لاسع و عيل...بكره
حخلي محمد ينفخه عشان يبطل المقالب
السخيفة اللي هو بيعملها كل مرة....
قبل رأسها عدة مرات مهدئا إياها بإكمال
الكذبة التي إخترعها إنت نسيتي مقلب
الحشرات البلاستيك اللي حطها في
أوضة أميرة آخر مرة... شفتي حصل
فيها إيه... اغمى عليها و كنا حناخذها
ټعيطي عشان قلبي بيوجعني لما تكوني
زعلانة وفي كل مرة پتبكي فيها بكون انا
السبب....
مسحت ليليان دموعها بطاعة و هي تومئ
برأسها كطفلة صغيرة....ليساعدها أيهم
في الاستلقاء واضعا رأسها على ذراعه
وفي كل مرة كان يقبل خدها و يديها
و شعرها ليبث داخل بعض الأمان و الطمئنينة
لا ينكر أن أمر تعلقها به و خۏفها الشديد
من بعده عنها قد أسعده كثيرا فهذا ماكان
يحاول بكل جهد تحقيقه منذ عودته...
لكن من جهة أخرى قلق من تدهور حالتها
الصحية بسبب التخيلات و الأوهام التي
أصبح ينسجها عقلها الباطني فاصبحت
عليه أن يجد حلا لهذه المشكلة من البداية
حتى تسوء اكثر في المستقبل إن تجاهلها و لذلك
عزم على الاستعانة بأحد الأطباء النفسيين
الموثوق بهم من المستشفى....
ضمھا أكثر إليه و هو يغرس وجهه داخل
شعرها و عنقها ليستنشق اكثر رائحتها الناعمة
التي تميزها....
أحس بارتجاف جسدها ليبتسم بخبث
عازما على إخراجها من حالة الاكتئاب
التي تملكتها فجأة بسببه...
رفع رأسه للأعلى قليلا عن الوسادة ليستند بذراعه
ثم بدأ في تجميع خصلات شعرها و إبعادهم عن رقبتها
ضحكت ليليان و هي تحاول إبعاده بكفيها
لكن أيهم قيدها بيده الأخرى و هو يكمل
دا برفيوم أيسم صح
أجابته ليليان من بين ضحكاتها أيهم...
عشان خاطري كفاية...
ايهم و هو ينفي برأسه تؤ...مش عاوز ابعد
اصلك واحشاني أوي..
ليليان بتذمر طب بالراحة...مش كده انا مش
عيلة صغيرة عشان...
أكملت آخر جملتها بهمس و قد تلون وجهها
بالاحمر القاني لشدة خجلها و ندمها على ماتفوهت
به لتغمض عينيها ....
معاكي حق...كويس إنك نبهتيني....
فتحت ليليان عينيها يترقب بعد أن فهمت
مايلمح له لتجده ينظر إليها بنظرات متسلية
كانت ستتحرك من مكانها لكنه اسرع لتثبيتها
هامسا بنعومة رايحة فين
ليليان بتأتاة لا... مش را.. يحة كنت
عاوزة انام بس....
أيهم و هو يجول باصبعه على خدها
و غمازتيها
قائلا بنفس النبرة نوم إيه بس دلوقتي ...طب قوليلي الأول هو انا موحشتكيش .....
أومأت ليليان برأسها بالايجاب لتتسع
إبتسامته لكنها سرعان ما نفت برأسها
ليعبس وجهه كطفل صغير قائلا كده
يا لولو....طب انا زعلان منك....
كده انا اللي حصالحك.....
عودة لعمر......
.
إنتبهت لدخوله لتلتفت