الجمعة 22 نوفمبر 2024

نوفيلا يوميات مراهقة للكاتبة نورهان ناصر

انت في الصفحة 6 من 29 صفحات

موقع أيام نيوز


ثم قال 
_ ما تمشيش هشوفلك الواد حموكشه يوصلك وهابعته يجيبك كان داير بتوكتوكه على الشارع .
_ مفيش داعي يا بابا معايا جنات وسهام ....
أخرج والدها هاتفه وهاتف المدعو ب حموكشه وانتظر حتى رد عليه ثم حدثه بما يريد وأغلق معه ثم الټفت إلى ابنته قائلا 
_ شوفي صحباتك بقى علشان يركبوا معاك اتصلي عليهم يالا .
أومأت هاله برأسها ثم هاتفة كلا من جنات و سهام .
وبعد مرور بعض الوقت كانوا ثلاثتهم مستقرين بتلك العربة المسمى التوكتوك وجالت بينهم أحاديث عدة حتى وصلوا إلى مركز السنتر ترجلوا سويا وجنات تساند هاله وبجوارها سهام تحمل حقيبتها دلفوا من باب السنتر ومروا على السكرتيرة اعطوها التذكرة الخاصه بهم ثم دلفوا واستقروا بمقاعدهم.

وكانت عيني هاله تبحثان عن تلك التي تدعى نرمين وهي تزفر بتهكم حتى ابصرتها أمام باب القاعة تحادث أحدهم وهي تضحك على شيء قاله لها فضولها دفعها لتنهض وترى من يحادثها ولكن قدمها منعتها فقبضت على مسند المقعد بغيظ وعندها تناهى على مسامعها صوتها وهي تهتف من بين ضحكاتها 
_ مكنتش أعرف إن دمك خفيف كدا يا منذر سلام أشوفك بعد الدرس .
شعرت هاله بالضيق فجأة وجعدت جبينها بغير رضى منذر لها وحدها وليس لأحد غيرها هو صديقها بمفردها هذه أول مره تراه يضحك مع أخرى غيرها ولكن هل هو صديقك بمفردك هل ستحتكرينه لأجلك فقط تواردت تلك الأسئلة على عقلها لتزفر بملل وهي تقول بلا وعي 
_ بس كفاية .
طالعها الجميع بعيون متسعة ف حمحمت بحرج ثم انتبهت لدخول المعلمة البديلة وتابعت الدرس بشرود وكل دقيقه تظهر أمام عينيها صورتها وهي تصطدم بصدر منذر وخفقان قلبها السريع وقلبه أيضا الذي كان هائجا حيث كانت يديها موضوعه على قلبه .
وبعدها صورتها وهي تقرأ تلك

________________________________________
الكلمات في كتابه والتي شعرت كما لو أنه كتبها لها وحدها وليس لفتاة غيرها بلا شعور انسابت دمعة من عينيها تفاجئت بها لتتساقط على ظهر يدها أيعقل أن تحب منذر ولما لا هو يهتم به ويرافقها على الدوام ويفعل كل ما يجلب السعادة لقلبها ويكفي أنه يتحمل كل تصرفاتها بصدر رحب .
عند هذه الفكره وهزت رأسها بالنفي ثم نفضت التفكير في الموضوع وحاولت التركيز على الدرس أفضل .
لململت هاله اشيائها وامسكت بعكازها تنتظر رفيقاتها ريثما يصورون أشياء طلبتها المعلمة مجده وفجأة دخل منذر عندهم ولكن هذه المرة لم يتجه إليها كعادته بل توجه إلى نرمين وأخرج لها قطعة الشوكولاته لم تستطع هاله السيطرة على أعصابها فنهضت على حين غفلة الأمر الذي جعلها تفلت عكازها وتترنح لتقع على الأرض ټلعن تحت أنفاسها .
هرع منذر نحوها سريعا وهو ينحني لمستواها يهتف بقلق بالغ
_ هاله أنت كويسه ردي عليا .
صړخت هاله پبكاء وهي تدفع يده بعيدا عنها 
_ لا مش كويسه وكله بسببك أنت أنا بكرهك امشي من هنا أنت السبب في اللي أنا فيه .
تراجع منذر خطوه للخلف وهو ينظر لعينيها الباكيتان بۏجع أثناء قوله في همس خاڤت كأن قلبه من يتحدث
_ هاله أنت أكيد ما تقصديش كلامك ده صح .
رفعت هاله عينيها له تهتف بحړقة 
_ لا قاصده كل كلمه يالا امشي ومتورنيش وشك تاني .
ختمت حديثها وهي تبكي بقوة لمعت عينيه بالدموع وهو يراها تتالم على الأرض بسببه يعلم أنها لا تقصد حديثها هذا فقط من ڠضبها فاقترب منها أكثر قائلا بحنان 
_ هاله .
أغمضت هاله عينيها پعنف وقلبها يطرق بقوة تهمس بصوت مخټنق من الدموع 
_ امشي .
رفض منذر وهو يمد يده ليساعدها عندما وصل إلى مسامعهم أصوات زملائهم يهتفون كلا على حدة ومما وصل إلى آذانهم 
_ مش قولتلكم يا شباب أكيد هنلاقي منذر هنا استنوا بس هعملكم فصل في الواد ده .
تقدم ذلك الشاب وهو يطالع هاله المسطحه على الأرض فنهض منذر يسد عليه رؤيته پغضب وهو يدفعه من صدره 
_ واقف تبص على إيه يالا امشوا من هنا .
رد له الشاب دفعته تلك وهو يهتف بسخرية 
_ أهدى يا وحش الكون احنا هنساعد معاك .
لكمه منذر بقسۏة بجانب فكه وهو يردف پغضب شديد
_ احترم نفسك ياض أنت بدل ما أقل منك هنا .
مسح الشاب الډماء عن فمه ثم رد له اللكمة وهو يهتف بضيق شديد
_ تقل من مين يا ابن ال .......
تعالت الأصوات المتداخله بينهم في حين انزوت هاله في ركن في زاوية الغرفة وهي تجر قدمها وتبكي بشدة دفع منذر الشاب عنه پغضب شديد بعد أن لكمه عدة لكمات متتالية .
وصړخ بهم ليخرجوا وساعدته نرمين أيضا التي استدعت السكرتيرة وقامت بطردهم خارج القاعة حتى خلت على وجود منذر و هاله ونرمين فقط اقترب منذر منها ومد يده لها .
فرفضت هاله امساكها وتحاملت على ذاتها لتنهض بمفردها ولكن ما إن استقامت حتى سقطت مرة أخرى ولكن هذه المره أمسكها منذر قسرا رغم دفعها له إلا أن منذر تجاهل محاولتها تلك وحملها بين يديه ونرمين أمسكت بالعكاز الخاص ب هاله وحقيبتها تزامن ذلك مع تقابلهم ب جنات و سهام الذين أتوا مهرولين من عند مكتبة التصوير إلى صديقتهم ليتصنموا بأرضهم عندما وقعت أعينهم على هذا المشهد منذر يحمل هاله وهي تحاول دفعه لينزلها ولكنه لم يسمح لها

________________________________________
هتفت جنات بعد أن استعادت نفسها 
_ هاله في إيه .
صړخت هاله وهي ټضرب منذر بغيظ 
_ نزلني بقى بقولك صحابي موجودين أنا هامشي .
هتف منذر بغيظ بلا وعي 
_ هاله اسكتي ولا كلمه احنا هنروح المستشفى شكل رجلك هتتجبس تاني أنت مش شايفه حالتها يعني مش هتقدري تمشي عليها افهمي ولا عايزاها تتكسر أكتر.
_ ما هو ده كله بسببك أنت.
طالع منذر عينيها بأسف 
_ وقولتلك إني آسف يارب عربية تخبطني علشان ترتاحي مني يا هاله لو ده هيرضيك ياستي أنا راضي .
قوست هاله شفتيها متمتمة بحنق وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها
_ يبقى أحسن وهتكون أكبر راحه .
ابتسم منذر بسمة لم تصل لعينيه وهو يردف پألم بائن على نبرته 
_ حاضر هريحك مني يا هاله اطمن عليك بس ومش هاتشوفي خلقتي يا ستي .
نظر إلى الطبيبة قائلا بينما يتجنب النظر إليها 
_ حالتها إيه .
أجابته الطبيبة بعملية بحته 
_ رجلها فيها التواء بجانب إنها كانت مکسورة وهي اتسرعت في فك الجبس لأنها مريحتهاش كفاية .
سألها منذر بقلق 
_ هتحتاج تتجبس يعني .
_ لا في الوضع الراهن لأ انا هلفهالها بالرباط الطبي وتريحها فترة كدا علشان منهلكش الأعصاب.
أومأ منذر وشكرها ثم قال لجنات
_ جنات زي ما سمعتوا كدا راحه تامه خلوكم معاها .
كانت هاله تنظر للجهة الأخرى من الغرفه وهي تبكي بصمت وفجأة شعرت بعطره يجتاح أنفها وبيديه تحملانها همست هاله بضيق تنظر لصديقاتها 
_ امال انتوا لازمتكم إيه معايا جايين تتفرجوا عليا .
رفعت سهام كتفيها بقلة حيلة بينما هتفت جنات بصوت خاڤت
_ هاله لازمك راحه عديها بقى اصلا التاكسي برا أهو والموضوع خلص .
كل ذلك ومنذر لم ينبس بحرف حتى وصل إلى التاكسي فتحت جنات الباب أنزلها منذر برفق ثم ساعدها في الدخول ووضع العكاز بجوارها وصعدت جنات وسهام ثم اتجه هو إلى السائق وجلس بقربه مضت دقائق وترجلت سهام بعد توديعهم وتلتها دقائق أخرى ونزلت جنات نظرت هاله من نافذة السيارة بشرود لم تفق منه إلا على صوت منذر وهو يحاسب سائق التاكسي ثم اتجه ناحيتها فتح لها الباب وهمست هاله بخفوت 
_ هطلع لوحدي .
وافق منذر وأخرج هاتفه تحدث فيه لبضع ثوان ثم رأت والدها ينزل الدرج مهرولا وهو يتفحصها بقلق شديد فابتسمت على حنية والدها وارتمت في حضنه تبكي بينما تركهم منذر واتجه إلى شقتهم .
انحنى والدها يحملها بين يديه ثم صعد بها الدرج حتى وصل إلى باب شقتهم حيث تنتظره زوجته أدخلها والدها غرفتها لتستريح بينما أغمضت هاله عينيها المنفطرة بالبكاء عندما بدأ عقلها باسترجاع تلك المشاهد ودعاء منذر على ذاته وردها الأحمق عليه كم المها قلبها لټنفجر في نوبة بكاء حاد وهي تخفي وجهها بكلا يديها.
وخارج الغرفة 
سألته والدتها عن ابنتهم
_ منذر مقالكش إيه حصل طيب .
جلس زوجها على المقعد أمامها وهو يزفر أنفاسه مغمغما بهدوء 
_ مقالش أكتر من إنها وقعت مرتين انهارده ورجلها اتلوت والافضل ماتمشيش عليها لفترة ادخلي شوفيها تكون محتاجه حاجه .
نهضت زوجته واتجهت إلى غرفة ابنتها تقول بحنان 
_ كفايه يا حبيبتي عياط عيونك هتوجعك حاسه بايه .
هتفت هاله بعيون باكيه ونبرة ضعيفه 
_ حاسه بڼار يا أمي .
لم تكن تشعر پألم في قدمها الألم الحقيقي كان بداخل قلبها ما الذي يحدث لها هذه الأيام لما تضايقت من معرفتها بأن منذر له حبيبه ولما أحست بالغيرة عليه عندما تحدث إلى

________________________________________
نرمين عجزت شفتيها عن البوح بما جال في عقلها لتكتفي بالبكاء بصمت وحينها عانقتها والدتها تربت على ظهرها وهي تهمس بصوت عذب 
_ سلامتك من الڼار يا قلب ماما احكي لي حصل إيه ووقعتي تاني إزاي .
ابتعدت هاله عن محيط والدتها وهي تمسح دموعها باصبعها 
_ مفيش عصايتي وقعت وأنا اختل توازني أنا أحسن دلوقت هنام شويه روحي ارتاحي يا ماما.
قبلتها والدتها بحنان ثم جذبت الغطاء عليها وتركتها.
ومن أسفل الغطاء كانت هاله تعض على يدها وهي تكتم بكاءها كلما تذكرت مظهره وهو يدعو على نفسه أمامها وهي ردت بكل غباء بأنها ستكون الراحه الكبرى إن تخلصت منه وصړاخها بوجهه أنها تكرهه وهي بعيدة عن ذلك كل البعد منذر يحتل موقعه بقلبها منذ زمن .
هل يعقل أن يصيبه شيء سيء لا لا هي لا تتخيل حياتها من دونه ستعتذر له عن حماقتها تلك وبالتأكيد سيسامحها هي لا تفهم ما الذي أصابها عندما ذهبت إلى السنتر ورأته يضحك مع تلك الفتاة بل ويعطيها من الشكولاته الخاصه بها فقط شعرت بالغيرة تتاجج بداخلها .
أخرجت هاتفها وحاولت الاتصال به ولكن نفذت البطارية شتمت تحت أسنانها والقت الهاتف بملل وفجأة سمعت طرق على باب غرفتها وصوت شقيقتها 
_ لوله أنت نمتي منذر باعتلك الكتاب ده !.
نزعت هاله الغطاء وهتفت بلهفه 
_ تعالي يا وطن ادخلي .
دخلت وطن وناولتها الكتاب والذي كان عنوانه أحببتك أكثر مما ينبغي أخذته منها وهي تبتلع لعابها ببطء ثم قالت 
_ هو اللي جابه بنفسه .
أومأت وطن بهدوء ثم أمسكت يدها مردفة بحنان 
_ كان شكله مضايق أوي
 

انت في الصفحة 6 من 29 صفحات