رواية رائعة للكاتبة علا السعداني
اللى كان بيكلمه
حاول منصف التذكر قليلا ثم قال
تقريبا عصام
ابتسمت آسيا بسخرية ثم قالت مصححة
عاصم مش كده !
هز منصف رأسه بالإيجاب موافقا على ذلك فتابعت آسيا
واللى حصل بعد كده ٠٠ انت مسبتش أخته وقتها
هايا بريئة من كل ده وملهاش ذنب فى تصرفات أخوها وابقى حيوان لو حكمت عليها بالطريقة دى ٠٠ بس مكنش قدامى فرصة غير إنى ابلغ عنه بس مكنش فى أى اثبات ع كلامى ده لحد ما جتلى الفرصة ع طبق من دهب
اعتقد أنس فكر انه يورطنى معاه عشان يضمن انى ابقى ساكت طول عمرى ٠٠ خصوصا بعد ما اتقفلت قدامه كل الطرق خصوصا البحرية فى نقل البضاعة فقرر يلجئ ليا فى نقل البضاعة ٠٠ انا بصراحة لاقتها فرصة كويسة وقررت ابلغ عنه مهما كان إنسان زى ده مش مضمون مع اقرب الناس ليه انا من ساعة ما عرفت وانا كنت بقلق ع هايا كتير كنت بحاول اكلمها كتير حسيت أن وجودها مع أنس عمره ما هيبقى فى مصلحتها
وهو صدقك كده بسهولة كده انك فعلا هتساعده مشكش فيك
هو كان حاططنى تحت المراقبة كويس جدا ٠٠ وكان مهددنى بحياتى ٠٠ انا لجئت لجوز اختى وعرفته ع كل شئ وخليته هو يبلغ بالبضاعة اللى أنس عاوزنى اساعده فى نقلها اكتر من كده معرفش البضاعة اتمسكت وانا كنت بعيد عن الموضوع تماما لانى نفذت اللى هو عاوزه منى
ممكن ٠٠ بس صدقينى انا معرفش غير كده ٠٠ بس ده ميعرضنيش لشئ لأن اللى قتل أنس مكنش
عاوز أنس يتقبض عليه اصلا لكن لو أذانى أعتقد إنه بيفتح العيون عليه
هزت آسيا رأسها بتفهم ثم قالت
بس ده ميمنعش انك تطلب حراسة ليك ٠٠ ده هيبقى اضمن
على أسنانه پغضب شديد ٠٠
الحلقة الخامسة والعشرون
ضم منصف قبضة يده وبيده الآخرى أمسك يونس من تلابيب قميصه ثم قال پغضب
أنت ليك عين تيجى تقف قدامى !! يا بجاحتك يا شيخ
وضع يونس يده على يد منصف الممسكة بقميصه وازالها بهدوء لكى يقول
عض منصف شفتاه پغضب شديد ثم قال
عاوز ايه !
مش ع الباب
أفسح له المجال ليدخل فدلف للداخل يونس وصدم حين وجد آسيا أمامه وهى تقف وتأخذ حقيبتها ونظرت هى تجاه منصف لتقول
أنا مضطرة امشى دلوق٠٠
توقفت عن الحديث حين وجدت يونس أمامها ابتلعت ريقها فتحدث يونس پغضب شديد ثم قال
زفرت آسيا بضيق شديد ثم قالت
ده شئ ميخصكش اصلا
ثم نظرت إلى منصف وقالت
انا مضطرة أمشى يا منصف دلوقتى
هز منصف رأسه بالإيجاب وشعر من نظرات يونس أنه يشعر بغيرة فمن الواضح أن آسيا تلك هو يهتم لآمرها توجهت آسيا بهدوء نحو باب الشقة بينما نظر يونس إلى منصف وقال
عشر دقايق وهجيلك
لم ينتظر رد منصف حتى وخرج خلف آسيا ووجدها تتجه نحو المصعد فأمسك يدها مانعا إياها من التقدم خطوة واحدة ثم قال
انتى كنتى عنده بتعملى ايه
نظرت له آسيا پغضب شديد ثم قالت
ده شئ ميخصكش اصلا
اشتدت قبضة يد يونس على معصم آسيا ثم قال
بقولك كنتى جو عنده ليه !
شعرت آسيا بالألم ولكنها تحاملت على نفسها ثم قالت
شغل يا يونس بحقق فى قضية هو يعرف عنها شوية وكان بيدينى شوية معلومات
قال يونس پغضب شديد بعد أن ترك يدها
فى شقته يا آسيا ! محبكش الكلام غير فى شقته يعنى !! ما تتنيلوا تكلموا فى أى حتة
أنا حرة يا يونس
مانتيش حرة يا آسيا ٠٠ فاهمة ده ولا لأ !
نظرت له بحدة ثم قالت
ع ألاقل انا قعدة معاه فى شغل ٠٠ مش زى اللى مقعد واحدة فى شقته وبتبات معاه كمان
فى فرررق كبير اللى مقعدها دى بنت خالتى وملهاش حد غيرى ارميها فى الشارع يعنى عشان حضرتك تتبسطى
وأنا ظابط يا يونس وده شغلى ومعظم قعدتى مع رجالة اصلا
صر يونس على اسنانه ثم قال
لا يا آسيا مينفعش تبقى معاه لوحدك فى شقته ده راجل غريب عنك
رفعت هى أحدى حاجبيها ثم تحدثت بسخرية
يا شيخ ! وأنت لما كنت بتجيلى بيتى كان أيه يا يونس وكنت بتفرض نفسك عليا
أنا بحبك لكن هو راجل غريب
رددت بسخرية
بتحبنى !! بتحبنى ايه يا عريس ولا نسيت إنك بعد الاربعين هتجوز يا عريس
ضم يونس قبضة يده ثم قال پغضب
أنتى مفيش فايدة منك ابدا ٠٠ ابدا يا آسيا ٠٠ انتى عمرك ما هتتغيرى ولا تعترفى بغلطك وانا فعلا هتجوز يا آسيا هتجوز عشان أربيكى وعشان تبطلى عندك ده ٠٠ أنتى مش هترتاحى إلا لما تشوفنى فعليا مع واحدة تكون مراتى فعلا ساعتها بس هتحسى بقلبى اللى خسرتيه واللى دوستى عليه بدل المرة مليون مرة ٠٠ مش أنتى عاوزة كده أنا هبعد عنك وحبك اللى فى قلبى ده هدوس عليه أنتى مبتعرفيش تحترمى اللى يحبك اصلا حبك ده مبقاش يلزمنى الحب اللى كله ۏجع وإهانة أنا مش عاوزه يا آسيا ولو شوفتك بعد كده صدفة مش عاوزك حتى تبصى فى وشى
ترقرقت الدموع فى أعين آسيا ثم قالت بنبرة حزينة
يااااه أنا وحشة اوووى كده ٠٠ وأنت أنت ملاك مبتغلطش صح ! ٠٠ مش ناسى إنك قللت منى أكتر من مرة و ٠٠
قاطعها پغضب قائلا
وردتى القلم ليا عشرة يا آسيا بس أنا مش مضطر استحمل أكتر من كده ٠٠ أنا همنع نفسى حتى إنى اشوفك فى احلامى
ثم تركها وعاد إلى شقة منصف فركضت هى نحو الدرج وهى تبكى بشدة وتحاول مسح دموعها
عاد يونس مرة آخرى إلى شقة منصف وحاول أن يهدئ من غضبه الجامح وبعد دقائق كان معه فى غرفة الجلوس يجلس أمامه فقال منصف بضيق
خير يا أستاذ ! جاى تعزمنى ع ميعاد فرحك مع خطيبتى
أخذ يونس نفس عميق ثم قال
أنت بتحبها !
أنت عاوز أيه مش فاهمك
ترد
بس ده شئ ميخصكش
لا يخصنى عشان من ساعة ما أنس ماټ و هايا تعبانة ٠٠ هايا حاسة أن ملهاش حد لا ضهر ولا سند وحاسة أنها قليلة عليك كل يوم بټعيط بدل المرة مية ٠٠ حاسة أنك كتير عليه ٠٠ هايا صحيح عاوزة تجوزنى بس مش زى مانت فاهم !! ٠٠ هايا قالتها ليا صراحة إنها عمرها ما هتحب راجل غيرك ولا فى راجل هيدخل قلبها غيرك وهى عاوزة تجوزنى لعدة اسباب بس لازم تعرف إن شرط عندها إن جوازى منها يبقى ع الورق بس ٠٠ مش جواز فعلى يعنى
أتسعت أعين منصف بعدم تصديق فتابع يونس
هى ملهاش بيت ولا حد يتكفل بيها وحاسة أنها عبئ عليا وأن قعدنا مع بعض هيخلى الناس تتكلم
علينا
فكل اللى هى عاوزه مجرد ورقة ندعى فيها إننا زوجين عشان محدش يتكلم عليها وفى نفس الوقت عشان متضعفش وتكلمك هى شايفة إنك تستاهل واحدة أحسن منها
تمتم منصف بصوت منخفض ثم قال
الغبية !! أنا بحبها يا يونس واللى حصل وموضوع اخوها مش فارق معايا ٠٠ اللى يهمنى هايا نفسها وزى ماهى شايفة انها قليلة عليا هى متعرفش اصلا ولا ادتنى فرصة اقولها أن اللى حصل لاخوها أنا السبب فيه
اضيقت عينان يونس بعدم فهم فظل منصف يقص عليه كل شئ وكيف تم كشف أنس عن طريقه هز يونس رأسه بتفهم فتابع منصف قائلا
هى ممكن متسامحنيش اصلا ٠٠
هز يونس رأسه نافيا ثم قال
معتقدش ابدا أن ده هيبقى تفكيرها ٠٠ أنا شخصيا حاولت أبلغ عن أنس لما عرفت ومتأكد مليون المية لو كانت هايا مكانك كانت عملت نفس الشئ ٠٠
أنا ممكن اتكلم معاها و ٠٠
قاطعه يونس قائلا
غلط ٠٠ إياك تتكلم معاها الفترة دى نهائى خليها تصدق إنك بعدت عنها فعلا ويوم جوازى منها اللى هو بعد الأربعين عاوزك تيجى وقوفك قدامها فى اللحظة دى هيفوقها كتيير خصوصا بعدم الحاحك عليها فى إنها ترجعلك لكن لو ظهرت اليومين دول هتصر أكتر ع اللى فى دماغها وهتجبرنى إنى اتجوزها فعلا
قالها يونس وهو يبتسم فقال منصف بغيظ شديد
ده أنا أدفنك فيها
يبقى نفذ اللى بقولك عليه ومش بعيد بدل ما أكتب عليها أنا تكتب عليها أنت
قالها ثم غمز له بمشاكسة فهز منصف رأسه بتفهم ثم قال
أنت سايبها لوحدها
من ساعة مۏت انس مش بسيبها خاېف تعمل فى نفسها حاجة بس النهاردة صاحبتها جتلها فاستغليت الفرصة
هز منصف رأسه بتفهم ٠٠
فى ذلك الوقت أوصل فاروق برنسيس إلى منزلها وترجلا سويا من سيارة الآجرة وقبل أن تدلف داخل منزلها قال فاروق
برنسيس
إلتفت لترى ماذا يريد فأستمعت إلى نبرة صوته النادمة وهو يقول
انا آسف
هزت رأسها نافية ونزلت الدموع من عينيها ثم قالت
مش متقبلة آسفك ٠٠ عارف ليه عشان انت حسستنى إنى مش مالية قلبك زى مانت مالى قلبى مش حسستنى إنك بتحترمنى أنت بتتساهل كتيير مع البنات يا فاروق لإنى ببساطة مش مالية عينك كمان
قالت كلمتها تلك ثم ركضت نحو الداخل وهى تمسح دموعها بينما زفر فاروق بضيق شديد كيف يفهمها إنها تملئ عقله وقلبه وعينه وكل شئ به هو لم ولن يحب امرآة سواها صحيح أنه لا يتعامل بصرامة كافية مع الفتيات ولكنه لم ېخونها بباله حتى هو دائما يعترف لنفسه والآخرين إنه يحبها وحدها ولكن هى محقة منذ أن أصبحت برنسيس تحبه وهو شعر وكأنه ملك كل شئ ولكن هى لا تفهم لا تفهم مشاعره هو يشعر بأنه ملك كل ما يريده لإنها ليست فتاة إستثنائية أو عادية فهى أجمل وأطهر فتاة يراها هو بالدنيا ٠٠
صعدت برنسيس غرفتها مسرعة وظلت تبكى بشدة تشعر بأن اهتمامه الزائد ب فاروق جعل حبه لها يقل أو يصبح فاترا فعندما كانت لا تريده كانت تشعر بحبه أكثر من ذلك ولكن منذ أن اعترفت له وأصبح هو بارد فى مشاعره ربما أو لم يعد يهتم كما السابق فهى أصبحت تخصه من ممتلكاته مستحت دموعها ثم تذكرت حين طلب منها أن
تمسح جميع صورها على موقع الفيس بوك صحيح إنها حزينة بسببه ولا تريد أن تحدثه ولكن لا تستطيع أن ترفض له طلب لذا أمسكت الهاتف وقامت بحذف كل صورها على موقع الفيس بوك ثم تمتمت بهدوء
أنا برده بحبك