رواية رائعة للكاتبة علا السعداني
تنظر للبحر و تتذكر كل ذكرياتها الأليمة تذكرت حين كان يزعق بها أنس دوما خوفا عليها فأبتسمت قليلا ثم تذكرت أسلوبه العڼيف معها يوم عيد مولد هايا وجعلها ترقص معه دون رغبتها فنزلت الدموع من عينيها لاحقتها الذكريات المرة الأولى حين أخبرها عن حبها وسعادتها التى لم تكن توصف وقتها تذكرت شجارهم سويا وكيف كان يجعلها كل ما حزنت منه فقد كان أسلوبه معها تارة يكون جاف وتارة يكون رقيق لم تكن تفهمه ولكنها كانت تحبه لن تكذب على نفسها فصډمتها به لم تكن عصاة سحرية لتقتل الحب الذى بداخل قلبها له ٠٠ ولكن تذكرت قسوته معه خيانته لها التى رأتها بعينها وهو يكاد تلك الفتاة التى معه ولكنها رغم ذلك صدقته وكذبت عينيها نزلت الدموع من عينيها ولكنها ابتسمت بسخرية على حالها تذكرت إنه حتى وهو يعتذر لها كان أسلوبه قاص وفى يوم خطوبة هايا معاملته الجافة لها التى لم تكن تفهم سببها لذا وقفت عن الشاطئ وذهبت تجاه المياه لعلها تغسل تلك الذكريات وتتركها فى البحر وتصعد مرة آخرى بدونها ٠٠
ترجل من سيارته واتجه إلى شاليه صديقه لكنه نظر إلى الشاطئ الذى بقرب منزل صديقه فتفاجئ بوجود فتاة فى البحر تغطس فى الماء ثم تطفو مرة آخرى على سطح المياه ٠٠
الحلقة السابعة والعشرون
نظر مراد إلى ساعة يده وجده الخامسة صباحا فنظر مرة آخرى للبحر وجد فتاة تبدو وإنها ټغرق وتحاول أن تطفو على سطح البحر ولكن البحر يأخذها مرة آخرى وتهبط فردد بذهول
لم يفكر كثيرا فذهب تجاه البحر مسرعا وأتجه نحو تلك الفتاة وجدها على وشك الڠرق بعد أن فقدت وعيها تماما فحملها ثم عاد بها مرة آخرى على الشاطئ وضعها على الشاطئ برفق ونظر لها لم يعرف اذ كانت مازالت على قيد الحياة أم لا لذا ظل يضغط على قلبها بيديه حتى خرجت المياه المالحة التى بلعتها ثم بدئت بفتح عينيها الزرقاء أبتلع مراد ريقه ثم قال
ثم هز رأسه بآسى ثم قال
ايه اللى بقوله ده !!
لم تكن أصالة بوعيها تماما فقد كانت تشعر بأعياء شديد لذا نظرت أمامها وجدت رجل غريب أعاد مراد خصلات شعره المبتلة للخلف ثم قال
أنتى كويسة !
رمشت بعينها قليلا فتابع هو
حد ينزل المايا فى وقت زى ده !! ولا أنتى كنتى عاوزة تنتحرى !
هزت رأسها نافية ثم اعتدلت قليلا وهى تأخذ أنفاسها
نظرت له بحدة ثم قالت
مش خرسا ٠٠ وخلصنا بقى شكرا
بس محدش عاقل ينزل المايا فى وقت زى ده ويكون لوحده كمان كان ممكن لا قدر الله تموتى ٠٠ وأزاى أهلك يسمحولك تنزلى فى وقت زى ده !
زفرت هى بضيق فلم تكن بحاجة لمن يؤنبها
مش وقتك٠٠ وأنا اصلا مكنتش بنتحر ولا شئ اعتقد مش من حقك تستجوبنى اصلا
ثم نهضت أصالة وركضت نحو منزل شقيقها فهز مراد رأسه بآسى ثم نظر لملابسه المبتلة تلك وزفر بضيق وأتجه نحو منزل صديقه هو الآخر ٠٠
أستمع يونس إلى صوت أحدهم يطرق باب منزله ففتح الباب فوجد باقة من شخص يحمل باقة من الورود فنظر له الشاب الذى أمامه وقال
حضرتك يونس علام !
هز يونس رأسه بالإيجاب فأعطاه الشخص الباقة نظر يونس للباقة والبطاقة فمسكها ثم قرأ ما بها
أرحم قلبى
ولا تعذبه أكثر من ذلك
آسيا
ابتسم قليلا ثم هز رأسه بآسى وقال
بعتالى ورد ٠٠ هو انا سوسن ٠٠ طريقتك مدكرة زيك ٠٠ لما تتعلمى تبقى أنثى هبقى اسامحك
مين جاى بدرى كده
ارتبك قليلا ثم قال
ها ! ٠٠ مفيش ورد جيلى عشان تعبان شوية
تعبان !! مالك يا يونس !
حك ذقنه بيده ثم قال
شوية برد ٠٠ و٠٠
ابتسمت هايا ثم قالت
والبنوتة اللى أتصلت بيك من يومين ٠٠ اللى لما سمعت صوتى وعرفت إنك قاعد معايا قفلت السكة مش كده ! أنا عاملة ليك مشكلة مع حبيبتك مش كده يا يونس
قالت تلك الجملة وقد ترقرت الدموع من عينيها فقال يونس
أنتى هبلة !! ٠٠ الموضوع مش كده خالص وهى ملهاش حق تدخل فى وجودك من عدمه فى حياتى ٠٠ المشكلة اللى بينى وبينها أكبر من كده بكتييير يا هايا وهى عمرها ما هتتغير أنسيها خالص
صمتت هايا قليلا ثم هزت رأسها بالإيجاب فأبتسم يونس عليها ثم قال
يلا ادخلى اوضتك ذاكرى
حاضر
دلفت هايا لغرفتها وظلت تذاكر قليلا ثم تذكرت إنها تشتاق ل منصف فأمسكت هاتفها ودخلت صفحته
الخاصة على موقع الفيس بوك
وجدته نشط على تطبيق المحادثة الخاص به فزمت شفتاها ولكنها ظلت تشاهد صوره فى صمت وبعدها قررت أن ترى أخر ما نشره فوجدت حالة قد كتبها به بيت شعر
تقر دموعي بشوقي إليك ويشهد قلبي بطول الكرب
وإني لمجتهد في الجحود ولكن نفسي تأبى الكذب
أبو فراس الحمداني
علمت إنه يقصدها هى بالطبع فشعرت بحزن كبير داخل قلبها فهو رغم كل ما قالته له لم ينسها بل يشتاق لها مثلما هى تشتاق له وضعت يدها على قلبها لعلها تقوى نفسها ولا تضعف أمامه ثم مسحت الدموع التى ترقرقت من عينيها ووجدت الكثير من التعليقات من اصدقائه ومن يعجبه ذلك البيت ولكن وجدت تعليق لفتاة ما
عينيا دمعت وأنا بقرا الأبيات
لمست قلبى
على الرغم إن تلك الفتاة لم تكتب شئ زيادة عن الحد ولكن سرحت بخيالها أن تركته ووجد هو فتاة آخرى تلملم جراحه وينساها بلا رجعة إلقت الهاتف الخاص بها على الفراش بعيدا وظلت تبكى بحړقة وهى تتخيل إن منصف يحب غيرها وضعت كلتا يديها على وجهها ولم تستطع أن تكف عن البكاء ولو للحظة واحدة ٠٠
كان الجو يمطر بالإسكندرية ففتحت أصالة باب المنزل الخاص بها ووقفت فى البهو الخارجى تحت المطر فاردة ذراعيها كما تفعل أغمضت عينيها ودعت الله أن يبدل قلبها خيرا وأن تنسى ذلك الماضى بذكرياته بل لا تتذكر منه شئ بتاتا لا تريد أن تتذكر الدموع التى زرفتها بل تريد أن تنسى أنس بكل ذكرياته ثم فتحت عينيها عندما بدء المطر فى أن يهدء وجدت فى البهو المجاور لمنزلها ذلك الشاب الذى رأته فى الفجر وهو جالس يرتشف كوب من القهوة ويمسك هاتفه ويبدو إنه يتصفح شئ ما فى هاتفه ابتسمت قليلا لجديته تلك ولا تعلم ما السبب ربما لأنه منقذها ظلت تشاهده تلك حتى شعر مراد بمن يراقبه فرفع بصره وجد تلك الفتاة صاحبة العيون الزرقاء تنظر له ووجد ملابسها مبتلة تماما هى تشاهده فآشار لها وهو يثنى يده اليمنى مشيرا بسبابته على الأرضية بمعنى
تانى !!
أضيقت عينان أصالة بعدم فهم فنهض مراد عن مقعده ثم اقترب من الصور الصغير الذى يفصل بين البيتين ثم قال
واقفة تحت المايا تانى ٠٠ كده هتعى
ابتسمت وهزت رأسها بالإيجاب ثم أنصرفت نحو الداخل كى تبدل ملابسها هز هو رآسه بآسى ثم عاد مرة آخرى لمكانه ومسك هاتفه وظل يعبث به ٠٠
مرت الأيام سريعا وآتى ذلك اليوم الموعود الذى أختارته هايا كى يكون يوم عقد قرانها ب يونس سئلها يونس أكثر من مرة إنها أن كانت تريد التراجع وتريد العودة إلى منصف فهو سيتدبر لها الآمر ولكنها كانت ترفض فمنذ أخر مرة رأت بها منصف هو لم يظهر أمامها مرة آخرى لم يحاول حتى أن يتصل بها يبدو وإنه يؤدبها على فعلتها تلك ولكنها هى من ستلقنه الدرس تلك المرة ٠٠
أخبرت هايا يونس بإنها لن تتدخل فى أموره مطلقا مع حبيبته تلك وإنها تريد أن تراها لكى تفهمها أن زواجها من يونس لن يكون إلا كڈبة ولكن أخبرها يونس بأن المرأة التى يحبها هو أنفصل عنها ولن يعود إليها مطلقا ٠٠
فى الجامعة جلس فاروق بجانب برنسيس ثم قال
النهاردة معزوم أنا وأنتى ع كتب كتاب يونس
زمت برنسيس شفتاها ثم قالت
مش عارفة صاحبك ده مادام بيحب أختى ايه لازمة اللى بيعمله ده وبعدين آسيا اعتذرت ليه اكتر من مرة هو عاوزها تيجى تبوس رجله يعنى عشان يسامحها بجد أنا عارفة أختى كويس واللى عملته آسيا مع صاحبك مستحيل أختى تعمله لأى حد
أخذ فاروق نفس عميق ثم قال
قوليلها تيجى يمكن تعقله وترجعه عن قراره ٠٠ أنا واثق مليون فى المية أن يونس عمره ما حب غير أختك
هقولها وهخليها تيجى معانا يمكن لما يشوفها يعقل ملهاش ذنب البنت اللى هيتجوزها
بالمناسبة
ايه !
خلى رحمة تيجى معانا
رفعت برنسيس أحدى حاجبيها ثم قالت
اشمعنا بقى يعنى حضرتك !
ابتسم فاروق عليها ثم
غيرانه مش كده !
فاااااروق
مش عشانى يا مچنونة ٠٠ شكل محمد معجب بيها وطلب منى إنى اخليها تيجى عشان يعرف يكلمها
تحدثت برنسيس براحة
اهااا ٠٠ طيب ماشى مفيش مشكلة
ابتسم فاروق وهز رأسه بآسى على تلك المچنونة التى يعشقها ٠٠
ارتدت برنسيس فستان لونه فيروزى مطرز بالفضة وحجاب يجمع بين اللونين الفيروزى والفضى كان ذلك اللون الفيروزى يليق بعينيها الخضراء مع بياض بشرتها فزادها ذلك جمالا أخذت حقيبة يدها وأتجهت نحو غرفة آسيا فوجدتها تجلس مع قطها بهبورى زمت برنسيس شفتاها بضيق ولكنها قررت أن تفجر لها ذلك الخبر كى تمنع يونس من تلك الزيجة
انتى قعدة هنا متعرفيش ايه اللى بيحصل !
نظرت لها آسيا بعدم فهم فتابعت برنسيس
يونس كتب كتابه النهاردة
انتفضت آسيا من مكانها وقالت
مستحيييل أنتى بتكدبى
هكدب ليه يا آسيا أنا جاية اقولك عشان تمنعيه من الهبل اللى بتعملوه فى نفسكوا أنا رايحة مع
فاروق
تحدثت آسيا پغضب شديد
وانتى لابسة ومتشيكة
فى فرحه كده !! قاصدة تجنينى وتضايقينى
انا لابسة كده عشان خارجة مع فاروق مش أكتر ٠٠ وياريت تلبسى شئ عدل وتروحى تمنعيه من الکاړثة ديه
لم تهتم آسيا بحديثها وذهبت تجاه الخزانة واخرجت بنطال چينز لونه ازرق وارتدت فوقه قميص نسائى لونه أسود ولم تهتم حتى بفك عقدة شعرها وأتجهت نحو برنسيس التى نظرت لها بذهول
أيه ده يا آسيا !!!
برنسيس انا ع اخرى ومش بحب مرقعة البنات دى
ثم أتجهت نحو الدرج قبل منها نظرت برنسيس لأعلى ثم تمتمت بصوت خاڤت
الصبر
ياااارب هى فاكرة انه كده هيبص فى وشها حتى
جلست أصالة فى الغرفة التى ترتدى فيها هايا الملابس الخاصة بها فنظرت لها بغيظ شديد لاحظت هايا نظراتها تلك المغتاظة عبر المرآة التى تقف أمامها ثم قالت
فى ايه !
متغاظة منك اوووى يا هايا