روايه كامله سجينة جبل العامري بقلم ندا حسن
ورجعت تاني
تابع يسأله
وبعدين
أكمل قائلا بهدوء
حصل ده أول امبارح وامبارح.. بس أنا مكنش ينفع انزل وراها وإلا كنت هتكشف.. حاولت أسأل الراجل اللي كانت بتركب معاه كل مرة مرديش يقول حاجه
تابع يتحدث بجدية
حاولت أسأل حد تاني قالي أن فيه يخت لراجل أعمال واقف بقاله مدة في عرض البحر بس مشي
أغلق الهاتف معه بعدما تأكد منه أنها الآن بالمنزل وأكد عليه أن يجعلها تحت ناظريه لا يتركها أبدا إلا عندما يأمره هو بذلك..
ولكن يبقى السؤال هنا والذي لم يغفل عنه كيف حصل طاهر على رقم هاتف زينة ليست تمارا لأنها لم تكن تعرفه ومن الأساس لم تكن قد عادت إلى هنا!
في نفس اليوم اللي أنت قولتلي فيه كانت عايزة ټموتني.. مش ممكن سمعتنا وكانت واقفة بره..
أومأ إليها برأسه مؤكدا
جايز
قالت مقترحة
أنت مركب كاميرات برا القصر وجوا لأ.. لازم تركب كاميرات من النهاردة يا جبل علشان نبقى فاهمين اللي بيدور حوالينا
هيحصل
تابع ينظر إليها بجدية وقال بنبرة ذات مغزى
أنا هرجع تمارا الجزيرة
استنكرت حديثه وخرج صوتها پعنف
ايه
أومأ برأسه واثقا مما يقول وتابع بهدوء
لازم ترجع
ضيقت عينيها عليه وهي لا تفهم ما الذي يريد الوصول إليه قائلة بجدية واستنكار
ليه يا جبل.. بعد ما عرفت اللي عملته عايز ترجعها
تمارا هتكون هي الطريق لطاهر وأنا لازم أوصله في أسرع وقت
فهمت مقصده ولكنها تسائلت باستغراب
إزاي هتوافق ترجع وإزاي هتعمل كده أنت
ربت على يدها قائلا بجدية شديدة
اسمعيني للآخر وأنتي هتفهمي..
أكمل بصوت جاد ينظر إليها بعينين حادة بعدما توصل إلى ما سيفعله ليملي عليها
أنا هنزل قدام الكل هقول إنك مبقتيش تلزميني ومش عايزك معايا وهتكوني موجودة علشان بنتك وبس
دفعت يده بعيدا عنها وصړخت عليه بقوة وارتفع صوتها وهي تتابعه بذهول
نعم.. ايه اللي بتقوله ده
قبض على يدها مرة أخرى وأكمل بهدوء لتفهم ما الذي يريده
اسمعي للآخر قولتلك.. دي هتبقى تمثيلية كده
ضيقت ما بين حاجبيها وحركت شفتيها متسائلة
طب وليه هنعمل كده عليهم هما
أجابها بعمق وجدية بصوت حاد واثق منا يقوله
فرح بتكلم تمارا وأنا لسه مش ضامنها وعايز الكل يبقى مصدق اللي هعمله ومش عايز حد يشك في حاجه علشان اللي بخطط ليه ميبوظش
أومأت إليه وارتخت ملامح وجهها وهي تقول مرحبة
طيب فهمني
أكمل يسرد ما برأسه
أنا هقول كده وهخليكي تروحي اوضة وعد
رفعت أحد حاجبيها تنظر
إليه بسخرية يخرج صوتها بتهكم
كمان
زفر بهدوء يكمل
يا زينة افهمي.. وهفهمهم إني هجيب تمارا علشان أنتي خاېنة ومبقتش عايزك.. هقول كمان إني هتجوزها
صړخت وهي تدفعه للخلف ولم تتحمل ما يتفوه به وكأنه حقيقي وسيفعله حقا بها
لأ كده كتير بجد كتير أنت بتقول ايه
صړخ في وجهها بصوت عالي وانتفخت عروقه وهو يشعر بالڠضب منها
أنتي غبية ولا ايه بقول تمثيل تمثيل فيلم يعني
ابتلعت ما وقف بجوفها ونظرت إليه ببراءة بعدما جعلته يتعصب ويتحدث پغضب فتحدثت هي بهدوء
طب خلاص كمل أنت بتتعصب ليه الله
حاول أن يهدأ من روعه وزفر بهدوء يعود يتحدث برفق قائلا بجدية واثقا
بعد كده هكلم تمارا ترجع وهي أكيد ما هتصدق.. أنا واثق والباقي بقى عليا بس المهم أنتي اوعي تبيني لحد إنك عارفه حاجه.. كأنك زيك زيهم بالظبط
أومأت إليه برأسها بهدوء ورفق
حاضر فهمت
علق عيناه بها بحدة وقال بغلظة خوفا من أن تفعل شيء تمحي ما يريد فعله بها
وهيستمر الوضع لما تمارا تيجي كأني مش طايقك فاهمه يا زينة
تفهمت حديثه وتفوهت برفق
خلاص فاهمة.. بس متعملش كده قدام وعد وإسراء
أومأ إليها موافقا على حديثها وأكمل بجدية واهتمام خالص بها وبمشاعرها
ماشي.. أنا كان ممكن أعمل كده من وراكي وتبقي زيك زيهم وردود أفعالك طبيعية بس مش هقدر اجرحك بالشكل ده حتى لو كدب ومش ضامن رد فعلك.. فحاولي تعملي اللي قولت عليه
ابتسمت باتساع واقتربت منه تضع رأسها على صدره قائلة بحب ويقين
متقلقش إن شاء الله كل حاجه هتتحل أنت نيتك خير وأنا مطمنة وأنا معاك..
ربت على خصلات شعرها السوداء قائلا بنبرة خاڤتة حنونة
ربنا يخليكي ليا يا غزال
على الرغم من أن الوضع أصبح أسهل من السابق ولكن القلق ينهش قلبه بقسۏة وغلظة شديدة لن يتربع الارتياح على عرش قلبه إلا عندما يقبض على ذلك الذي يسمى ب طاهر ويلقى حتفه على يده كي يتخلص من ماضيه البشع معه ويأخذ بثأر والده منه..
على الناحية الأخرى كانت زينة تبتسم بسعادة وتشعر بالراحة الشديدة تغزو قلبها بعد أن ثبتت براءتها دون مجهود منها ليعلم أنها لم ټخونه ولم تغدر به كما اعتقد.. وتسامحه على ما بدر منه تجاهها وظنه السوء بها لو كان أحد غيره لفعل ذلك ولو كانت هي لفعلت أكثر من ذلك.. لم يخرج السر إلا بعدما علمت وكانت كل الأدلة تقف قبالتها بقسۏة.. والأكبر من كل هذا أنها كانت على تواصل مع طاهر دون علمه ولم تكذب ذلك..
حركت العصاة التي بيدها على الأرض الرملية تجلس أمام النيل في منطقة متوارية قليلا عن أنظار أهل الجزيرة ولكن الحراس بها أقترب منها عاصم يجلس جوارها نظر إليها بهدوء وسألها وهو يلقي بحجرة داخل المياة
مالك
حركت كتفيها للأعلى ثم للأسفل ومازالت تعبث بالعصاة على الرمال ثم قالت بحيرة
محتارة
قطب جبينه متابعا طريقتها الغريبة في الحديث وتسائل بجدية
من ايه
رفعت بصرها نحوه تجيبه بنفاذ صبر وضيق
محتارة من كل حاجه بتحصل حواليا زينة معتبراني طفلة بس مش للدرجة دي يعني
أشار إليها بيده ولم يفهم من حديثها شيء فتابع بهدوء ورفق يحثها على الارتياح بنظرته الحنونه
فهميني بالراحة
تركت تلك العصاة واستدارت تجلس تواجهه زفرت بضجر وضيق وملامحها الطفولية البريئة عابثة للغاية ثم خرج صوتها ملئ بالانزعاج
بيحصل حاجات كتيرة أوي غريبة في القصر وأنا مبقتش فاهمه حاجه علاقتها بجبل كانت غير لما جينا وبعدين حبته وبقوا كويسين وحاليا متفهمش ايه اللي بيحصل بينهم كمان بعد ما رجع تمارا تاني وهي حاولت ټقتلها
وجدته لم يتحدث بل نظر إليها للحظات دون رد فعل نظرت إليه لتراه أبعد وجهه عنها إلى المياة تابعته بشك ثم باغتته قائلة
أنت تعرف حاجه عن الموضوع ده
راوغ في الحديث وهو يهرب بعيناه منها قائلا بجدية
وأنا هعرف منين اللي بيدور جوا القصر
ضيقيت عينيها عليه وكأنها تستطيع أن تفهم ما الذي تعبر عنه ملامحه فقالت
مش جايز تعرف من جبل.. ما انتوا صحاب وسر بعض
عقب بجدية وثبات
لأ معرفش.. أكيد لو أعرف هقولك واريحك
زفرت مرة أخرى بضيق أكبر وأردفت بانزعاج وملل واضح
أنا زهقت وحاسه إني بدأت أمل من كل حاجه هنا عايشه معاهم زي الأطرش في الزفة.. مش بتقولوا كده
ابتسم على براءتها الجميلة ونظراتها الغريبة إن كانت سعيدة أو حزينة أو حتى تشعر بالملل أومأ إليها قائلا برفق
آه بنقول كده
صمتت وأبعدت عينيها إلى الأرضية متحيرة حقا فيما يحدث حولها ف إلى الآن لم تفهم أي شيء مما يدور بل شقيقتها تخفي كل شيء عنها وهي أصبحت لا تحتمل هذا الوضع أبدا..
ابتسم ساخرا يردف بجدية ناظرا إليها بقوة
اشمعنى معايا أنا بتحبي تبقي الأطرش في الزفة وبتعملي نفسك مش فاهمه كلامي
رفعت وجهها إليه تباغته بتلك النظرة تعامدت الشمس على عينيها الزرقاء لتصبح أكثر روعه وجمال تبادلها التشابه في لون خصلاتها الصفراء وجمالها الأخذ..
تحدث برقة وهي تبتسم تحاول أن تكون ماكرة مصطنعة عدم الفهم
أنا امتى ده بيتهيألك
أقترب منها ليجلس
جوارها أكثر قربا تابع وهو يبتسم ناظرا إلى جمالها الذي لن يكون ملك أحد غيره
لأ مش بيتهيألي.. تحبي أقولك دلوقتي حاجه تخليكي كده
سألته وهي تبعد عيناها عنه بخجل
هتقول ايه
باغتها بكلمتين كان أثرهما على قلبها مغزي للغاية فدلفوا له دون إنذار يحدثون جلبة في الداخل لتسري الرعشة في جسدها خجلة منه
عايز اتجوزك
رفعت نظرها إليه بحب وهيام تتناسى كل ما كانو يتحدثون به منذ قليل تقول اسمه بنبرة خاڤتة رقيقة للغاية
عاصم!
أنا بتكلم بجد أنا بحبك وأنتي بتحبيني ايه المانع من الجواز... ليه كل ما أفتح معاكي الموضوع ده بتهربي أنا بحبك وعايزك
أبعدت وجهها مرة أخرى تنظر إلى الأرضية لا تستطيع الإجابة عليه فأكمل قلقا من صمتها
ردي عليا.. ده كسوف ولا رفض
أردفت وهي بعيدة بعينيها عنه تقول بخفوت
أكيد مش رفض أنا كمان بحبك يا عاصم
سألها مستفهما باستغراب وهو يقبض على يدها بحب وحنان
اومال ده ايه
رفعت بصرها نحوه بعينين متحيرة وقالت بجدية خالصة
أنت شايف الظروف صعبة إزاي أنا لسه بحكيلك ده مش وقته خالص على فكرة غير أن زينة رفضاك رفض تام وأنت لسه مقولتليش بتشتغل ايه
زفر محاولا الهدوء وعقب على حديثها ومازال يرفض البوح بالسر
ومش هقدر أقولك.. لكن زينة عرفت حقيقة شغلي تقدري تفهمي منها هي لكن أنا لأ مقدرش
ضيقيت عينيها عليه غير مستوعبة ما الذي يقوله لتسائلة باستغراب
يعني ايه
ضغط على يدها بحب وحنان وبدأ في