روايه كامله سجينة جبل العامري بقلم ندا حسن
الحديث بهدوء وتروي يخرج صوته برفق لتتفهم ما يقوله لأنه يعلم أنها وإن كانت شابة إلا أن الحقيقة أنها طفلة صغيرة
حقيقة شغلي سر مستحيل أتكلم عنه حتى معاكي أنتي.. صاحب السر يبقى جبل وهو قال لزينة كل حاجه علشان كده تمارا رجعت.. الموضوع أكبر من استيعاب عقلك يا إسراء متفكريش فيه
سحبت كف يدها من بين يديه وصاحت بضجر
نظر إليها بحب وحنان أكبر من ذي قبل يرسلهم إليها من خلال عيناه ونبرته الحنونه الشغوفه نحوها فلا يريد أن يشغل عقلها باشياء لن تستطيع أن تستوعب ما بها
أنا مقولتش كده بس بجد الموضوع كبير وكتر الكلام فيه يخربه.. واطمني من ناحية زينة هي فهمت كل حاجه ومش هتمنع جوازنا صدقيني إلا لو كان في سبب تاني للرفض غير موضوع الشغل ده
أنا مبقتش فاهمه حاجه
أكمل بهدوء كما هو يتابعها برفق ولين وتحدث قائلا
كل حاجه في وقتها حلوة المهم تكوني واثقة فيا..
أجابته بجدية وصوتها منزعج للغاية
أنا واثقة فيك بس عايزة أفهم
قبض على كف يدها مرة أخرى يطمئنها وهو يجذب وجهها ناحيته كي تنظر إليه فيبادلها بلين
طيب اسمعي كلامي وانسي اللي قولته وخليكي معايا واطمني.. ماشي
ماشي
أكمل بجدية مقدرا ما يمر به الجميع بالأخص بعد أن سرد عليه جبل ما حدث معهم وما فعلته تمارا وأصبح يدرك جيدا خطۏرة الوضع الذي هم به حتى وإن كانت مستقرة
بالنسبة لحوار جوازنا أنا كمان هستنى لما الوضع يهدى والدنيا تبقى تمام.. بس كنت عايز أعرف رأيك
قالت بخجل ونبرة خاڤتة يكاد لا يسمعها
ابتسم باتساع وهو يناظر خجلها ورقتها الشديدة هتف بحب وهيام وجنون قلبه العاشق لا يتركه يمر بالهفوة التي ينالها منها
قلب عاصم
باغتته بكلمات هادئة تعبر عن كم كان شخص محظوظ حتى تكون معه الآن
تعرف إني عمري ما اتعاملت مع حد زيك كده
ابتسم باتساع وأخذ الأمر بالمرح مع اعترافه أنه بالفعل محظوظ بها
ابتسمت تبادلة تنظر إليه تارة والأخرى إلى الأرضية الرملية بخجل شديد قائلة بعشق خالص
وأنا مبسوطة بده
تجرأ أكثر ورفع يدها إلى فمه. بشغف وجنون بعدما أصرت عليه جنود عقله أن يقوم بفعلتها وتذوق طعم السكر من يدها ثم هتف بهيام ولوعة
أنا محدش مبسوط قدي أنك معايا
سحبت يدها سريعا منه فسائلته باستغراب
تمدد على الفراش مبتسما يخرج صوته بلوعة
واحتياج
تعالي يا غزال محتاجك
سألته مرة أخرى مستغربة للغاية من حديثه
طب وتمارا والكل
شعر بالضجر من اسألتها وبوادر رفضها فصاح بانزعاج وضيق
متخليش حد يشوفك يا زينة بلاش تعقيد
تحدثت بجدية شديدة محاولة أن تجعله يعود عما يريد
جبل مش هينفع
جلس على الفراش مرة أخرى وحقا شعر بالامتعاض منها فصاح بصوت عالي جاف
أنتي بتستهبلي ولا ايه بقولك تعالي ده أمر
أجابته على مضض
طيب.. طيب
أغلقت الهاتف بضيق ونظرت إلى الخلف لتجد إسراء جالسة على الفراش تعبث بهاتفها تنفست الصعداء ودلفت إلى الداخل نظرت إليها بعدما وقفت أمامها قائلة بجدية
إسراء
رفعت بصرها إليها باهتمام فأكملت
أنا رايحه لجبل عايز يتكلم معايا في حاجه مهمة.. بس لو حد سأل عليا قولي إني في الجنينة مش عنده ماشي
استغربت حديثها وما تريده ولكنها على أي حال أومأت إليها برأسه موافقة فتركتها زينة ورحلت خارجه من الغرفة متوجهة إلى غرفتها عند جبل
نظرت حولها وهي تسير ترى إن كان هناك أحد يراها وهي ذاهبة إليه أو لا دلفت إلى الغرفة سريعا وأغلقت الباب من خلفها بالمفتاح تنظر إليه بقوة وهو ممدد على الفراش فقالت پغضب
في ايه يا جبل مش قولنا مش هنتقابل
اعتدل في جلسته ينظر إليه بلا مبالاة يجيب ببرود
هو في حد شافك أنا طالع وهما في الصالون تحت
اقتربت تقف أمامه تنظر إليه باستغراب بسبب لا مبالاته البادية عليه وكأنه لم يحذرها من كل هذا
بردو ولو هو أنا اللي هقولك
زفر بضيق وقطب جبينه ينظر إليها بقوة يقول بصوت جاد
أنا عارف أنا بعمل ايه وبعدين أنا عايز مراتي ولا أنتي عندك اعتراض
أدلت كتفيها تجيبه بهدوء
معنديش بس بعمل كده علشانك
ابتسم باستفزاز ومكر قائلا بصوت ونظرة خبيثة
ولو عندك أنا أقدر اتصرف
ضيقت ما بين حاجبيها وعيناها السوداء عليه تسأله باستغراب
تتصرف إزاي
اتسعت ابتسامته أكثر قائلا بمكر
تمارا موجودة
ارتفع صوتها وهي تنظر إليه
تمثل في الرجل ذو الكلمات المعسولة وهو يجيبها
أنتي وحشاني على طول
اتسعت ابتسامتها وهو يعود للخلف لينظر إليها ثم استدار بها ليجعل الفراش خلفها وهو أمامها ثم دون إنذار دفعها للخلف لتقع نائمة عليه تخرج منها صړخة مباغتة من أثر المفاجأة فمال عليها يضع يده على . يحثها على أن تخفض صوتها
ششش
مر عليهم بعض الوقت سويا ثم استمع إلى رنين هاتفه ليبتعد عنها يقبضه بين يده ينظر إلى المتصل باستغراب شديد..
قطب جبينه باستنكار مضيقا عيناه عليه ثم أجاب واضعا إياه على أذنه قائلا بجدية
مكالمة غريبة.. خير يا فندم
تصنم ينظر إلى الفراغ وهو يستمع إلى الطرف الآخر لبضع لحظات فقط ثم أبعد الهاتف عن أذنه يهمس بخفوت يتخلله الذهول والصدمة
أبويا.. ماټ!..
اعتدلت زينة في جلستها تنظر إليه پصدمة خالصة غير مصدقة ما تستمع إليه ألم يتوفى والده قبل سبع سنوات!!..
يتبع
سجينة_جبل_العامري
الفصل_الثالث_والعشرون
ندا_حسن
ثار بركان الڠضب داخل أعماق قلبي أثناء معركة ضارية والطبول المطالبة بالنجدة تقرع دون توقف في محاولة منها لإنقاذ ذلك الفتات الذي تبقى منه ولكن مع كل مرة تقرع بها
في ايه يا جبل مين ماټ!
حركت عقله مرة أخرى عندما ذكرت المۏت فاستفاق عليها بقوة أدمعت عيناه أمامها والصدمة تحتل كيانه وكأن الرعشة سارت في أنحاء بدنه كطفل صغير فقد لعبته المحبة إلى قلبه أو كطفل ضل الطريق ليصل إلى والده..
حركت عيناها عليه بقلق ورفعت أصابعها إلى وجنته تزيل تلك الدمعة التي هبطت من عين واحدة وكأنها هاربة من سجن أبدي تحدثت بخفوت
جبل.. مالك
دوما نرى الرجال رجالا قولا وفعلا هم رجالا عندما يتصرف بعقلانية
في أصعب الأوقات عندما لا يترك دمعات عينيه تفر هاربة في المحڼ عندما يقف شامخا في مهب الرياح دوما نردد اللهم إني أعوذ بك من قهر الرجال أتدري أي قهر مر على رجل قضى عمره شامخا كالجبال!..
كانت نظرات عينيه مؤلمة للغاية مقهورة إلى أبعد حد يحمل داخل قلبه أسرارا وأسرار يحمل أشياء تشكل عبئا ثقيلا على صدره وكأنه حاكم دولة ليست جزيرة يحمل أرواح الآلاف على أكتافه..
يشعر بقلبه يعتصر من شدة الألم الذي يصبح أضعاف كلما استوعب ما حدث..
دق جرس الإنذار في عقله يدوي عاليا يحذر من احتراق الأخضر واليابس أن اهتز الجبل الشامخ وقد كان.. فلا جبال ستصمد وتبقى راسخة صامتة ولا بشړ سيتحمل اڼهيارها..
نهض من الفراش بحركات هوجاء يلتقط ملابسه وهو يعرف وجهته إلى أين ستأخذه ضاغطا على قلبه أكثر وأكثر مغلقا على آلامه وتلك الصدمات موصدا أبواب الحزن إلى أن يأتي بثأره..
يرتدي الثياب على عجله من أمره فوقفت زينة سريعا وهي تبادله ما يفعل تستر جسدها تهتف پذعر وخوف
جبل فهمني في ايه
لم تتلقى منه ردا ولم يعير حديثها اهتمام وكأنه لا يستمع إليه فقالت تكرر محاولة فهم ما الذي حدث وجعله يصل إلى هذه الحالة الغريبة
جبل أنا بكلمك
أمسك بهاتفه بعدما انتهى من ارتداء ملابسه لا تدري كيف والده توفى أو هي استمعت خطأ وفهمت خطأ أكبر أقتربت منه تحيط ذراعيه بأناملها الضعيفة تقف أمامه بقلق بالغ
طيب استنى علشان لو حد بره
دفعها بغلظة وهو يتوجه إلى الخارج صارخا وصدره فارغ وكأن قلبه نزع منه
أنا عايز الكل يبقى بره.. جه وقت الحساب
هندمت ملابسها وخرجت خلفه سريعا تخطو خطوات واسعة أشبه راكضة خلفة وهي تراه يهبط إلى الأسفل متوجه إلى مكان جلوسهم..
انقبض قلبها خوفا مما سيفعله أنه الآن في أسوأ حالاته وإن تركته سيضيع كل شيء فعلونه سويا كي يصل في النهاية إلى ما يريد ويتخلص من ابنة عمه وذلك العدو الأكبر له
حاولت النداء عليه وهي خلفه لكنه لم يعيرها اهتمام تلك النيران تشتعل داخل صدره ټحرق الأخضر واليابس به تعجل في ملاقاه مصرعه بطريقة بشعة للغاية..
تلك الندوب التي تركها والده في حياته لم تكن عادية ميسرة إلى الدرجة التي يترك حقه بها متنازلا عنه يمرر ما يحدث وكأنه لم يكن لم يصل إلى هنا إلا بدمائه ودماء المحيطون به لم يصل إلى هنا إلا بعد إرهاق ومشقة دامت للكثير..
لم يكن يرى أمامه سواها هي الوحيدة الآن التي ستكون الطريق إلى النجاة والأخذ بالٹأر قبضت يده الغليظة على خصلات شعر تمارا التي كانت جالسة أمام التلفاز معهم ولم يكن في حسبانها ما سيحدث على يده..
صړخت بقوة وهي تقف رغما عنها بفعل يده التي تجذبها إليه بقوة وقسۏة شديدة تكاد تقتلع خصلاتها من جذورها تاركه فروة رأسها صلعاء..
وقفت أمامه تنظر إليه بغرابة لا تستوعب ما الذي يفعله بعد أن كان وديع محب حنون إلى الغاية خرج صوتها پخوف تحاول مداراته
في ايه يا جبل اوعا
أجابها بكف يده الآخر وهو يترك خصلات شعرها ليهبط كفه الغليظ على وجنتها يجعلها ترتد إلى الخلف صاړخة پعنف وقوة تحتل الصدمة كيانها..
تقدمت والدته سريعا بعدما رأته فاقد السيطرة على نفسه تنظر إلى زوجته التي كانت تقف بعيدة لا تستطيع الإقتراب وتبدل الحال بينهم يظهر هذا على ملامحهم وأجسادهم جذبتها منه بقوة تأخذها خلف ظهرها لتصرخ به بقسۏة
فهمنا في ايه بدل ما أنت نازل ضړب فيها
أبتعد عن وجه والدته وأقترب منها قابضا على ذراعها پعنف يأخذها مرة أخرى ينظر إليها بكره شديد قائلا پغضب
أنتي فاكرة نفسك بتستغفليني فاكرة إني رجعتك الجزيرة علشان اتجوزك بجد
أكمل ضاغطا على ذراعها ينظر إلى عينيها نظرة ارعبتها
أنا استغفل مليون واحدة متسائلا حابسا حزنه ودمعاته المطالبة بالخروج
طاهر فين
ابتلعت
لعابها وتمكن الذعر منها هنا فهمت ما الذي يريده ولما يفعل هذا هنا أدركت سبب تحوله ومقصده من قدومها إلى هنا كم أنك ذئب يا جبل العامري
نظراته نحوها لم تكن إلا كرها وبغضا تخيفها إلى الجنون ولكن ما يخفيه بالداخل لم يكن سوى ضعف ممېت يقضي عليه تدريجيا قهر احتل أعضائه الداخلية وتشابك مع روحه ليأخذه إلى النهاية المطلقة الحرة ولكن وحده في واقع غير هذا..
حركات جسده وذلك التشنج الذي يصيبه همجية أفعاله ونظراته المچنونة التي تدفعه لقټلها لا تنبعث إلا من داخله من داخل قلبه المطعون پسكين تارة حاد وتارة تالم فلم يعد يشعر بأي منهما الأصعب في الألم..
الجميع يقف مذهولا لا تدري زينة لما الآن قرر التخلي عن خطته التي