الأحد 24 نوفمبر 2024

كاليندا بقلم ولاء رفعت

انت في الصفحة 11 من 15 صفحات

موقع أيام نيوز

تتمتم بدون أن يسمعها وذهبت تفعل ما أمرها به 
وبداخل الغرفة كانت تبكي بين ذراعي ابنة عمها التي تقول لها
ماتخافيش يا شمس بابا سمعته الصبح كان بيكلم أعمامي إنه خلاص لقي حل والله أعلم شكله هيرجعك لعمي البلد وممكن ياخد لك حقك من الكلب اللي عمل فيكي كده 
أجابت الأخرى پبكاء مرير
قلبي بيقولي عكس كده خالص أنا حاسة إن عمي بيحضرلي مصېبة أكبر من المصېبة اللي أنا فيها وأنا كل اللي طلباه منه هو وعمامي يسيبوني أروح لبابا وأوعدكم مش هحكيلهم علي أي حاجه حصلت أنا عايزة أمشي من هنا 
تمشي تروحي فين يا حلوة 
سألتها شوقية ساخرة بعدما ولجت للتو انتفضت شمس ونهضت قائلة إليها برجاء و توسل
بالله عليكي يا مرات عمي خلي عمي محمود يكلم بابا يجي ياخدني أو أنا أروح لوحدي أنا لو فضلت هنا يوم كمان ممكن أموت أو أنتحر 
أحست الأخرى بشعور الشفقة لأول مرة نحوها لاسيما بعد الذي عزم عليه زوجها وفي انتظار هذه المسكينة بالخارج فقالت بتردد
بالله عليكي أنتي ما تعمليش مشاكل مع عمك أنتي عرفاه طبعه صعب وممكن ېخرب الدنيا هو طلب مني إنك تلبسي وتطلعيله هو وأعمامك في أوضة الضيوف مستنينك 
نظرت إلي أسفل بخيبة أمل فقالت رحاب كما ظنت
إيه ده بابا هيرجعها البلد ولا عمي جاي ياخدها
رمقتها والدتها بنظرة تحذيرية لكي تصمت وقالت
يلا يا شمس عشان قاعدين مستنينك 
وبعد أن اعتدلت من ثوبها و ارتدت وشاحها وأمسكت بالمحرمة تجفف بقايا عبراتها ذهبت خلف زوجة عمها وحينما وصلت إلي باب الغرفة تسمرت في مكانها عندما سمعت صوت شخص غريب يردد
وأنا قبلت زواج موكلتك شمس محمد نصار 
لازم يتعلق لها محاليل فورا دي بټموت 
ذهب عمها وهو يشعر پخوف شديد وبرغم ما أقترفه معها من ظلم وجبروت وعدم صون أمانة شقيقه لديه أحضر كل ما قامت الطبيبة بطلبه من دواء وأدوات 
فسألها ويديه ترتجف خوفا
أرجوكي يا دكتورة طمنينا عليها
أجابت الطبيبة و تغرز إبرة المحلول بالوريد
أنا علقتلها المحاليل و كل شويه هتابعها بس هي لازم تروح للمستشفي هناك التخصصات اللازمة عشان نحدد اللي عندها بالظبط ونعالجها صح 
قالت شوقية
جيب العواقب سليمة يارب ربنا يقومك بالسلامة يابنتي ويسامح اللي كان السبب 
و خارج الغرفة جاءت رشا وهي تصيح پغضب وتنهرهم جميعا بما فعلوه فهي كانت لا تعلم بل كانت في زيارة لدي والدتها
وجاءت للتو
حرام عليكم ربنا يمهل ولا يهمل
صاح بها زوجها حجازي
أتلمي يا رشا و ملكيش دعوة باللي بيحصل دي بنت أخونا وإحنا أدري بمصحلتها 
أبعد عني أنا خلاص قرفت منك ومن شخصيتك الضعيفة وماشي دلدول ورا أخواتك يمين يمين شمال شمال يظلموا تظلم معاهم وتيجوا علي بنت لا حول ليها ولا قوة من غير حتي ترجعوا للراجل المسئول عنها هو أبوها و اللي ليه حق يتصرف معاها لكن طبعا إزاي ده يحصل والحاج محمود موجود عينتم نفسكم القاضي والجلاد ونازلين سلخ في البنت زي الدبيحة بس أنا خلاص مش هاسكت 
نظر إليها بټهديد وسألها
و ناويه تعملي إيه يا رشا شكلك عايزة تتطلقي لو اللي في بالي ده اللي عايزه تعمليه 
صاحت به وبكل قوة
أنا فعلا مش هستني معاك دقيقة واحدة لأنك سقطت من نظري 
هبط بكفه علي وجهها وكان الجميع يشاهدون ما يحدث فاستغلت رحاب انشغالهم وأخذت هاتف والدتها وخبأته في طيات ثيابها و أسرعت تختبأ في المطبخ قامت بمهاتفة رقم عمها محمد أعطي لها رنينا تنتظر إجابته بنفاذ صبر وقلة حيلة حتي كادت تغلق لكن صوت عمها المجيب بقلق
ألو أزيك يا أم محمد شمس بنتي بخير و لا
أجابت رحاب و تتلفت من حولها قبل أن يراها أو يسمعها أحد
أنا رحاب يا عمي تعالي ألحق شمس بسرعة 
الفصل الثامن
أنتم إزاي جالكم قلب و تعملوا كده في بنتي يا محمود
صاحت بها زينب بحدة وڠضب فبادلها الآخر بنظرة تحذيرية ثم نظر إلي
محمد شقيقه وقال
جري إيه يا محمد جايب لي مراتك تعلي صوتها عليا في بيتي 
أجابت بنفس وتيرة ڠضبها المستطير
ده أنا هعلي و هافضحكم وهاخد بنتي وهاروح أشتكيكم في القسم 
صاحت شوقية
ما تهدي علي نفسك يا زينب الحق علينا كنا عايزين نستر بنتك بعد ما حطت راس أبوها وأعمامها في الطين 
كادت تجيب لكن قاطعها محمد وقال
بنتي ماغلطتش يا أم محمد بنتي مجني عليها و كل اللي بيتقال في حقها ده كڈب في كڈب وحسبي الله ونعم الوكيل في كل اللي ظلمها سواء بقول أول فعل 
وأفترضنا إنه اللي حصلها ڠصب عنها زي ما بتقول كان لازم نشوف حل للمصېبة دي وأنا و أخواتك ملقناش حل غير إننا نخلي واحد يكتب عليها ويطلقها بعد كام يوم عشان نسكت أي كلب يتكلم وتبقي تقدر ترفع راسك قدام أي واحد يجي يطلبها منك وتقوله دي كانت متجوزه مش لا مؤاخذه 
قاطعته زينب پغضب ثائر
قطع لسان أي حد يجيب سيرة بنتي بكلمة بطالة و أنتم تقرروا علي أساس إيه أنا وأبوها لسه عايشين مموتناش بنتي أخوكم سابها عندكم أمانة وأنتم طلعتوا مش أهل للثقة ولا طلعتم أهل أصلا 
صاح محمود
سامع مراتك يا محمد عماله تغلط في أخواتك وأنت واقف وساكت لها 
رمقه الأخر بنظرة خذلان وخيبة وندم قائلا
أخواتي! يمكن الكلمة دي كانت قبل اللي تعملوه في بنتي لكن بعد اللي حصل أنسوا إن ليكم أخ اعتبروني مت ولولا أبوكم الله يرحمه كان زماني قدمت فيكم بلاغ 
هو ده اللي ربنا قدرك عليه يا أخويا 
تفوه بها محمود فأجاب شقيقه بنبرة جادة و يتخللها البرود
ده لو كنت أخوك كنت عملت حساب للكلمة دي من زمان من وقت ما مراتك أذت مراتي وقت ما كنت أنت عايزني أعيش تحت رحمتك وتمشيلي حياتي علي مزاجك ودلوقتي بكل
جبروت وظلم جنيت علي بنتي وحكمت عليها من غير رحمة ولا شفقة 
صاح به الأخر
مش بنتك لوحدك اللي يمسها يمسنا يمس العيلة كلها 
وهي فين العيلة دي يا حاج محمود!
ألتفت الجميع إلي صاحب الجملة الأخيرة الساخرة فقالت شوقية بذهول
كريم
ولج من باب المنزل شاب في بداية الثلاثينات من عمره يشبه أخوته في الملامح لكن أكثر وسامة وشبابا وقف في مواجهتهم جميعا وقال
إيه مش متوقعين إن ممكن أجي عشان أشوف المصېبة اللي دبروها ونفذوها أخواتي بقيادة الحاج محمود 
حدق محمود بتجهم نحوه و سأله
مين اللي قالك
أجاب الأخر
أومال مكنتش عايزني أعرف
عشان عارف إن أنا هعارضك وهارفض اللي عملتوا في بنت أخونا اللي كلنا عارفين تربيتها وأخلاقها و عقلك وتفكيرك العقيم بدل ما يخليك تفكر تعاقب الجاني وتاخد لها حقها من اللي عمل فيها كده رايح تظلمها أكتر وتجني عليها كأنها مذنبة 
والله وجه اليوم يا كريم اللي تعلي فيه صوتك و واقف بكل بجاحة راس براس في وش أخوك الكبير اللي وقف جمبك و كان بيعملك إنك ابنه مش أخوه وبس 
رد كريم بحسم
أنا اللي عملت نفسي أنا اللي شقيت وسفيت التراب لحد ما خلصت بنا شقتي و أتغربت في محافظة تانية عشان أقدر أتجوز وأفتح بيت من غير ما أستني إحسانك وعطفك عليا بس ده مش موضوعنا دلوقت أنا كل اللي يهمني من الليلة دي كلها بنت أخويا اللي يعلم ربنا معزتها في قلبي وكأنها بنتي اللي مخلفتهاش أنا راجع وحالف إن مش هاسيب حقها 
سأله محمود بسخرية
إيه ناوي ټنتقم مني
أجاب بتهكم
أنت و يحيي و حجازي بالنسبة لي أخوات بالاسم ليس إلا لكن بالنسبة للاڼتقام مابقاش راجل لو ماخدتش حق شمس من ال اللي عمل فيها كده هو وعيلته 
قالت زينب والبكاء والشجن يتخللا نبرتها
و دول حد يقدر عليهم يا كريم
أنا أقدر وكله بالقانون يا مرات أخويا 
في سيارة كريم تجلس زينب برفقة ابنتها في المقاعد الخلفية
و محمد يجلس بجوار شقيقه الذي يقود وينظر كل حين والآخر عبر المرآه علي وجه ابنته الشاحب ونظرتها المتبلدة لا حياة في عينيها وكأنها جسد خاوي 
أراد أن يقطع هذا الصمت القاټل فقال
أنا علي فكرة قبل ما أجي عرضت الموضوع علي محامي صاحبي قالي ما تقلقش إحنا لو قدمنا بلاغ و رفعنا القضية فبالتأكيد هيطلبوا تقرير الطب الشرعي وبيه نثبت 
ربت محمد عليه بشكر وعرفان قائلا
تسلملي يا أخويا بس أنا سابقتك قبل ما أعرف اللي حصل وكلت محامي معرفة تبع واحد صاحبي في الشغل حتي لما قابلته وشرحت له ظروفي وهياخد أتعابه بعد ما نكسب القضية 
وأنا مش عايزك تقلق من ناحية الفلوس اللي أنت هتطلبه تحت أمرك فيه شمس بنتي زي ما هي بنتك وحقك عليا علي اللي عملوه أخواتك أقسم لك لو كنت موجود مكنش حد فيهم أتجرأ يقربلها 
تدخلت زينب قائلة
عارفين والله يا كريم
يعلم ربنا معزتك وغلاوتك في قلوبنا مش مجرد عم بنتي بالعكس أنت غلاوتك من غلاوتها كفاية وقوفك جمب محمد لما تعبت وفضلت تلف معاه في المستشفيات بيا وترجع تقعد مع شمس وتراعيها 
ابتسم بامتنان وقال
ماتقوليش كده يا أم شمس إحنا أهل ولو أنا ماوقفتش مع أخويا في وقت الشدة مين اللي هيوقف معاه الغريب مثلا 
رفعت جانب فمها بتهكم وقالت
والله ما جت من إخواتك حتي السؤال كانوا مستخسرينوا 
أستدار محمد برأسه إليها موبخا إياها
ما خلاص بقي يا أم شمس وفضيها سيرة ربنا يسهلهم ويبعد عننا آذاهم 
رد كريم
أحسن دعاء ليهم ربنا يديلهم علي قد نيتهم وحسبي الله ونعم الوكيل 
نظرت زينب نحوه وكأنها تذكرت أمرا ما وقالت
ألا قولي أنت عرفت إزاي اللي حصل إحنا لولا البت رحاب اللي خسارة في أهلها أتصلت علي أخوك مكناش نعرف أي حاجة 
تنهد الأخر وأجاب
رشا أتصلت بيا وحكتلي علي كل حاجة بس اللي فهمته إنها عند أهلها حجازي كالعادة عشان يراضي محمود أتخانق معاها ومد أيده عليها كل ده عشان اعترضت علي اللي بيعملوه 
زفر شقيقه بضيق وقال
لا حول ولاقوه إلا بالله طول عمرها حقانية ما بتحبش الظلم ولا الحال المايل وبرغم كده استحملت حجازي سنين كفاية بعد ما عرفت إن تأخير الحمل من عنده كملت وصبرت معاه وياريت بيقدر ده بالعكس بيجي عليها و ممكن يبيعها في ثانية لو محمود قاله يعمل كده 
ألقت الأخرى نظرة علي ابنتها قبل أن تتحدث فوجدتها مغمضمة العينين يبدو إنها تغط في نوم عميق 
و بعد ساعة وصلوا أمام المنزل فقامت بإيقاظ ابنتها تربت عليها
أصحي يا حبيبتي خلاص وصلنا 
لا رد منها وضعت يدها تتحسس وجنتها لتجد حرارتها منخفضة صاحت پخوف
شمس يا شمس ألحقني يا محمد بنتك ما بتصحاش وجسمها متلج 
وبعد أن ترجل كريم من السيارة دلف إليها مرة أخري وصاح مسرعا
مستنين إيه يلا ناخدها علي أقرب مستشفى 
وأنطلق بالسيارة علي أقصي سرعة بينما والدتها تحاول أيقظها والأخرى كأنها كالمۏتى لم تستيقظ بعد 
و في المشفى التابع
10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 15 صفحات