الجمعة 20 ديسمبر 2024

روايه عاصفة الحب بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 22 من 25 صفحات

موقع أيام نيوز


صدمت به معتذره 
لتتجمد عيناها علي ملامح الرجل الذي تجاهلها وأكمل سيره داخل الشركه مع رجلا آخر كان يتحدث معه 
طارق 
خرج صوتها پصدمه وتعلثم لتقترب منها لين التي تقدمت عنها بخطوتان تحادث خطيبها بالهاتف 
مالك يانادين 
لتشير بأيد مرتعشه نحو الرجل الذي يسير بخطوات واثقه ووقف أمام المصعد الخاص بكبار الزوار 

طارق يالين 
لم تري لين طارق يوما ولكن كل ماتعرفه عنه من حكايات نادين فحدقت لين بذلك الرجل الذي تشير عليه هاتفه دون تصديق 
ده مستر فادي الشريك الجديد بالشركه 
الساعه كانت تشير للحادية عشر مساء لديهم ارهقتها ثرثرتها وهي تقص عليه تفاصيل يومها وتثاوبت بنعاس وهي تسأله 
انا برغي كتير صح 
فرفع يوسف عيناه عن الحاسوب القابع على ساقيه وابتسم 
ابدا ياشهد 
رغم كذبه وأنه لم يعتاد على ثرثرة النساء فجميع النساء اللاتي مروا بحياته كانوا يعملون أكثر مما يتحدثون ولكن معها ينصت دون ملل وتركيزه منصب على عمله في مطالعه بنود صفقة الاجهزه الطبيه الجديده
وتمطأت بذراعيها كالقطه 
انا حكيت كل
حاجه انت مبتحكيش ليه طيب هو انا صدعتك 
فأنفرجت شفتيه بضحكه عابثه وطالعها بدفئ 
للأسف من طباعي مبعرفش اتكلم ولا احكي كتير عن نفسي 
فهتفت بعفوية 
ومبتزهقش 
فأزاح حاسوبه عن ساقيه ووضعه على الطاوله واستدار بجسده قليلا نحوها 
اتعودت 
كانت عيناه تتفحصها بحريه ليمد كفه نحو تلك الخصله التي انسدلت بألتوائها على عنقها فلفها على اصبعه لتتخشب من فعلته 
هتكملي دراستك في ايه 
كانت ستنتفض من أمامه الا انه استطاع أن يستدرجها بحديثه فأخذت تخبره عن رغبتها في إكمال دراسة تخصصها هنا بأمريكا ولكن بعدما تتمكن من تحسين اللغه وإنهاء دورة تدريبها بالمشفي 
كان يسمعها بأنصات ويثني عليها وهي كانت كالطفله الصغيره أمامه تحادثه بحماس دون خجل أو انتظار تهكمه من احلامها
طالعها فارس من مرآة سيارته خلسة وهي تتحدث مع شقيقته تحكي لها عما فعله بها ذلك من يدعى سعيد لأنها رفضت الزواج منه جفونها كانت محمرة من أثر البكاء ومن حينا لآخر كان يسمع حمدها واستغفارها مازال صوت ترتيلها العذب لم ينساه ولكنه نفض رأسه سريعا من تلك الأفكار العجيبه التي اقتحمته وهو ينصت للحديث الدائر بينها وبين شقيقته وربط الأمر أنه ليس إلا اشفاقا 
ارتمت بين ذراعيه بعدما اطمئنت على نجاة 
الحمدلله قلبي كده اطمن عليها 
فضمھا فريد إليه بحنو ثم رفع ذقنها بأنامله لتتقابل عيناهم 
اهم حاجه انك ارتحتي واطمنتي 
فهتفت وهي تنظر في عيناه 
هو انا بقيت حاجه غاليه عندك يافريد 
لتصدح صوت قهقهته عاليا وهو يداعب وجنتيها بيداه
تفتكري لو انتي مش غاليه عندي يازينه هستحمل هجرك وبعدك عني واصبر 
لتحتد عيناها كالقطه 
اللي عملته فيا كان صعب 
فتنهد بندم حقيقي 
انا عارف انه صعب بس كان قدرنا أن نادين تكون في حياتنا ونساعدها 
ولمعت عيناه وهو يتفحص ملامحها وكاد أن يطيح بكل صلابته وينسى وعده لحاله بأن يحترم قرارها في قربه ولكن صوت رنين هاتفه افاقه
ليبتعد عنها يمسح على وجهه بقوة وألتقط هاتفه 
نادين مالك فيكي ايه طيب انا نازل حالا
فسألته بقلق وهي تتبعه 
مالها نادين 
فلم تجد ردا منه فهو لا يعرف سبب بكائها
دموعها كانت تتساقط بآلم وجسدها يرتجف وهي تتذكر تلك اللحظة بتفاصيلها فهو لم يعرفها ظنت حين اڼصدمت به لم تتبين له ملامحها أو أنها من شدة شوقها لذلك الغائب أختلط الأمر عليها ولكن عندما اقتربت منه تسأله عن هويته كي تتأكد
كان نفس الصوت ونفس الندبه البسيطة في كفه والتي لم تنسى موقعها تركها واعتذر منها أنه لا يعرفها ولم يراها من قبل ورأته وهو يشير للواقف معه وكأنه يخبره انها امرأه مجنونه
ولمحت فريد يتقدم نحوها وبجانبه زينه فتعلقت عيناها بهم وارتمت بين ذراعي زينه التي لم تتوقع منها ذلك
مش فاكرني يازينه افتكرني مجنونه
لم تفهم زينه شئ كما لم يفهم فريد
نادين فهمينا في ايه
فأبتعدت عن زينه التي أخذت تربت على ظهرها بحنان 
شوفت طارق يافريد 
خرجت من المشفى بأعين تتواري خلف نظارتها السوداء ودموعها تتساقط وهي لا تصدق أن المړض هزم والدها كانت تظن أن مرضه مجرد كذبه ولكن كانت قوة خفيه سقط قناعها في لاحظه
شردت في آخر ليله لها ب لبنان نفس الليله التي قابلت فيها طارق ولم يعرفها أتاها اتصالا من خادم والدها يخبرها بسقوطه وأنه نقل للمشفي أسبوعا مره ومازال والدها راقدا يصارع مرضه الذي قاومه كثيرا بقوته ولكن هل للمرض قوة تقف أمامه 
وجلست بسيارتها تبكي بحړقة وضعف إلى أن وجدت رنين هاتفها يعلو لتنظر لاسم المتصل وهتفت بصوت باكي
ايوه يافريد للأسف مافيش تحسن انا مش قادره استحمل اشوفه كده انا اكتشفت اني بحبه مهما كانت قسوته عليا فأنا بحبه 
فتنهد فريد بحزن 
هيبقى كويس نادين 
فتمتمت بآلم 
مرضه نهايته مجرد وقت يافريد تعرف النهارده كان بيكلمني عن ماما وعن جدي وقسوته عليه نفس اللي كان بيعمله فيا كأنه كان بينتقم من
الماضي 
لم يجد ما يقوله لها فيبدو أن عادلي كانت قسوته طباع متوارثه تغلغلت داخله منذ الطفوله 
نادين ممكن تهدي وتعدي عليا في الشركه عايزك ضروري 
هتف بنبرة رقيقه تحمل الدعم لتنطلق بسيارتها
متجها إليه 
دلفت امينه للمطبخ تهتف بعتاب لنجاة التي تعد لهم الطعام وبجانبها الخادمه تتحدث معها عن طرق الطعام 
ليه بتتعبي نفسك يابنتي 
فألتفت إليها نجاة مبتسمه 
انا مبسوطه كده ياماما 
فأبتمست امينه على سماعها ل تلك الكلمه منها 
طيب سيبي روحيه تكمل بدالك وتعالى عايزه اتكلم معاكي 
وبعد دقائق كانت نجاة ټحتضنها بسعاده 
يعني ورقي اتقبل في المدرسه 
فهزت امينه رأسها وهي سعيدة من أجلها 
ايوه ياحببتي بس انتي عارفه الدراسه قربت تنتهي فهتبدأي معاهم من بدايه السنه
شعرت نجاة بثقل إقامتها هنا إلى أن يبدء تعينها 
انا هشوفلي شقه ايجار لحد ما ابيع البيت في البلد 
فطالعتها امينه بعتاب 
هو احنا مضايقينك يابنتي عارفه لو قولتي كده تاني هزعل منك واسيب زينه وفريد يتصرفوا معاكي 
فأخفضت رأسها بتوتر فماذا ستقول لها اتخبرها انها تشعر بالحرج من خروج فارس من الشقه واقامته في الشقه العلويه التي جهزها حتى يستقل بها وبالطبع تلك كانت أوامر فريد 
لتشعر بيد امينه الحانيه على وجهها 
مش عايزه اسمع منك الكلام ده تاني انتي هنا صاحبة بيت مش ضيفه 
نظرت نادين بذهنا مشوش وهي لا تفهم شيئا 
يعني ايه طارق فقد الذاكره ومش فاكر مين هو 
فتحرك فريد نحوها متمتما 
عمل حاډثه في إيطاليا وده السبب اللي اقطع التواصل بينكم 
فهتفت تستفهم أكثر وهي تشعر أن فريد يخفى شئ عنها
وايه اللي جابه لبنان 
فهتف ببطئ وهو ينظر إليها فلن تتحمل ما تبحث عنه في وسط اسئلتها 
لأنه شريك في وكالة الأزياء اللي شوفتيه فيها غير أن عنده وكالة ازياء كبيره في إيطاليا وليها اسم معروف 
لتشعر بالتشتت أكثر
كل ده عامله ازاي مش فاهمه
ليلتف فريد مبتعدا عنها
لأنه متجوز صاحبة الوكاله الايطاليه
لتتجمد ملامحها فوضعت يدها على فمها تكتم شهقتها 
مراته ماټت من ست شهور وسابت ليه طفل وكل حاجه بقت تحت إدارة فادي النويري قصدي طارق 
دارت عيناها بكل ركن في أنحاء الغرفه وهي لا تستوعب تلك الحقيقه المؤلمھ وعقلها اخذ يدور بالكلمات فقدان ذاكره
زوجه مۏت طفل 
علي تحديقها به فوضعت كفيها على عيناها هاتفه لنفسها 
اهم أبطال الروايات موجودين في الحقيقه فين الرجاله اللي بكرش 
شعر بنشوة الانتصار وهو يوترها حتى اتسعت ابتسامته وهو يجدها تركض على الدرج وكأنها تهرب من شئ 
لتصل إلى غرفتها بأنفاس متقطعه تلطم خدها بخفة 
فوقي ياشهد مش عشان هو وسيم هتضعفي 
مسح عيناه بأرهاق وألقى بالتصاميم التي بيده ومازال شاردا في صوره تلك الفتاه التي أخذت تخبره عن اسمها وتنطق بأسم أحدهم يعلم أن لديه ماضي وحياه بعائله وحان وقت معرفتهم 
ليدلف إليه صديقه 
أخبرني رامز ماذا وجدت
فنظر إليه رامزوهو يحرك يده على ذقنه وجلس قبالته 
أنها مصريه مثلك وابنه رجل أعمال مصري متزوجه من رجل أعمال يدعى فريد الصاوي ولديه شركه هنا ب لبنان ولكنهم رحلوا منذ أسبوع 
ليتنهد فادي پضياع 
اتظن انها تعرف من أنا انها دعتني بأسم رجلا يدعى طارق 
فحدق به رامز 
حقيقة هويتك المفقودة لديها هي
وقفت تكمل طهي الطعام فور أن عادت من العمل ليهتف بأسمها 
سهر فين الاكل
فمسحت حبات عرقها بأرهاق متمتمه بصوت يصله 
نص ساعه يااحمد والاكل يجهز 
وتنهدت بيأس في الاحلام التي رسمتها معه فهي لا تشعر من أكثر أنها خادمه بالنهار تنفذ أوامره وليلا زوجه له بالفراش 
تفعل كل مايرضيه حتى تنال حبه ولكن حبه أصبح مفقود وكأنه استنفذ 
اجتمعوا جميعهم علي المائده يأكلون بصمت فهتف فارس بعدما تذوق الطعام بتلذذ 
الأكل بقى لذيذ ليه الايام ديه 
فأخفضت نجاة عيناها نحو طبقها لتضحك امينه 
نجاة هي اللي بتطبخ 
فتوترت نجاة لتبتسم زينه بشحوب فأبتلع فارس الطعام محرجا 
تسلم ايدها الأكل طعمه يجنن 
ووكظ شقيقته جانبه 
ياريت تتعلمي تطبخي 
ليضحك الجميع وانتبهوا على صوت فريد فتعلقت عيناهم بنادين التي وقفت خلفه تخفض عيناها أرضا 
يتبع
بقلم سهام صادق
الفصل التاسع عشر
رواية عاصفة الحب 
بقلم سهام صادق
مسح على وجهها بحنان فأستيقظت تنظر إليه بتعب 
فأبتسم بحنو وهو ينتقل بكفه نحو خصلات شعرها 
مالك يازينه بقيتي تعبانه وبتنامي كتير 
فأبتمست بأرهاق 
يمكن عشان الشغل
فداعب خدها بخفه 
انا مش عارف ايه لازمته التعب ده انتي طلبتي حاجه وانا قولت لاء 
فأعتدلت في رقدتها تنظر إليه وهو حانق 
عشان الاستقلال واكون امرأة ليها كيان ومستقله بذاتها 
ليتنهد بيأس 
يادي شعارات الستات
فضحكت على تعبيرات ملامحه التي تتغير فور أن يغضب ووضعت رأسها على صدره تسأله
موضوع نادين وصل لايه وعرفت حاجه عن الشخص اللي قبلته في لبنان طلع هو حبيبها 
فضمھا إليه واغمض عيناه يقص لها ما وصل له لتبتعد عنه وهي لا تصدق 
يعني هو مش فاكرها ولا هيفتكرها الا لو ذاكرته رجعتله 
حزنت بصدق من أجل نادين وتخيلت حالها لو كانت مكانها 
ليبتسم وهو يطالعها بحنان 
ياسلام علي القلب الطيب اللي بيحس بغيره يؤبرني الحلو شو حنون
لتضحك بقوة فيضحك معها جاذبا اياها إليه أكثر ينثر قبلاته على وجهها وهي تدفعه عنها بخفه 
كفايه يافريد 
ولكن فريد كان في عالمه الخاص الذي يفصله عن العالم كله 
تأملت نادين صوره بحنان وهي تلامس ملامحه من خلف شاشة الحاسوب راقي له أن يكون من المجتمع المخملي ازداد وسامه ولكن لم يعد لها فسقطت دموعها بآلم فالشخص الوحيد الذي أحبته وانتظرته علي امل لم يعد لها 
ومر الوقت وهي تقلب في صوره المعروضه على احد المواقع الايطاليه لتجد له صوره هو وامرأه تبدو في عمر الأربعين لتدرك بعد بحث طويل ان تلك من كانت زوجته 
نهضت نجاة من جانب امينه بخجل بعد أن دلف فارس غرفة والدته وتحرك من أمامه تخفض عيناها أرضا لتغادر الغرفه فألتف فارس نحوها رافعا احد حاجبيه مستنكرا أفعالها 
هي پتكرهني كده ليه 
فضحكت امينه على تفسير ابنها الخاطئ 
ياحبيبي نجاة بنت محترمه وملتزمه وهي مش بتكرهك ولا حاجه ده اسمه حياء وحدود 
فأقترب منها فارس بعدما استوعب الأمر 
عايزه تفهميني أن في لسا بنات كده انا منكرش انها محترمه بس مش لدرجادي ده انا مفتكرش
 

21  22  23 

انت في الصفحة 22 من 25 صفحات